موقع 24:
2025-04-25@07:05:10 GMT

الصين تصطدم بالجدار الديموغرافي في شرق آسيا

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

الصين تصطدم بالجدار الديموغرافي في شرق آسيا

يتذكر الكاتب جدعون راخمان بأنه عندما نشر كتاباً متفائلاً بصعود آسيا عام 2016، شعر بأن لديه إجابات مُحكمة عن جميع أسئلة المتشككين باستثناء سؤال واحد فقط.. ماذا عن التركيبة السكانية للصين؟

تجد الصين انتقالها إلى مجتمع طاعنٍ في السن وأبطأ نمواً اقتصادياً أصعب

شاع أن الصين "ستشيخ قبل أن تغتني"، ومثل كثير من المقولات المتداولة، اتضح أن هذه المقولة تنطوي على شيء من الحقيقة.

وفي مقاله بصحيفة "فايننشال تايمز" كتب راخمان إنه على الرغم من الحديث المتواتر في الصين عن "نموذج الصين" المتفرد، يحمل تاريخها الاقتصادي قواسم مشتركة مذهلة مع مسارات اليابان وكوريا الجنوبية.. فمرحلة الانطلاق مدفوعة بالتصنيع السريع القائم على التصدير والعمالة منخفضة التكلفة.

ويرتبط التباطؤ الاقتصادي بشدة بشيخوخة السكان وتقلص أعدادهم وإضفاء الطابع الياباني، وأشار الكاتب إلى أن هناك عدداً كبيراً من التعليقات الغربية بشأن مخاطر "إضفاء الطابع الياباني" على الاقتصادي الصيني، وتحديداً فيما يتعلق بالانكماش الاقتصادي وفقاعات سوق العقارات، وأزمة الديون.. لكن أوجه الشبه الاجتماعية مع اليابان وكوريا الجنوبية يُفترض أن تثير قلق الصين، فالبلدان الثلاثة تعاني من معدلات خصوبة متدنية للغاية، ما يؤدي إلى تراجع أعداد السكان وشيخوختهم، ويزيد من الضغوط على الاقتصاد.

مجتمع آخذ في الشيخوخة

ووفق الكاتب، فقد سرعت "سياسة الطفل الواحد" الصينية بظهور مجتمع آخذ في الشيخوخة.. لكن اليابان وكوريا الجنوبية اصطدمتا بالجدار الديموغرافي من دون تدخل حكومي، منوهاً إلى أن لدى كوريا الجنوبية الآن أدنى معدل خصوبة في العالم، إذ يقدر معدل إنجاب المرأة الكورية الجنوبية بـ 0.78 طفل فقط، ويبدو أن الأزمة المالية الآسيوية في الفترة بين عامي 1997 و1998 كانت نقطة تحول، إذ جعلت الناس حتى أكثر تخوفاً من الإنجاب. 

China hits the East Asian demographic wall https://t.co/nChcBLXtqi

— Financial Times (@FT) August 21, 2023

لدى اليابان وكوريا الجنوبية والصين أنظمة تعليمية شديدة التنافسية.. ومع محدودية الفرص، يميل عدد متزايد من الشباب إلى الانسحاب من المنافسة المحمومة.. في اليابان، كشفت دراسة حكومية حديثة عن أن 1.5 مليون ياباني انسحبوا من المجتمع تماماً ولم يغادروا منازلهم أبداً، إذ غلبتهم مشاعر الفشل والضغوط الاجتماعية التي لا تُطاق منذ مرحلة البلوغ.

الشباب الصيني وسباق الوظائف المجزية

ويقول راخمان إن هذه الظاهرة تبدو أكثر إزعاجاً لسلطات بكين.. ففي الوقت الذي تصارع فيه الصين اقتصاداً متباطئاً وبطالة بين الشباب تزيد على 20%، يتخلى عدد متزايد من الشباب الصيني عن السباق المحموم للحصول على وظائف مجزية.

بدأ عدد سكان اليابان في التراجع عام 2011، وفي كوريا الجنوبية تراجعت أعداد السكان عام 2020.. وفي العام الماضي، جاء الدور على الصين وسجلت أول انخفاض في عدد سكانها منذ 60 عاماً، وما يثير قلق السلطات الصينية أن انخفاض عدد سكانها بدأ من مستوى أقل من متوسط الثروات مقارنة بجيرانها في شرق آسيا.

وتحاول الحكومة الصينية حالياً باستماتة أن تزيد معدل الولادات، لكن تجارب اليابان وكوريا الجنوبية تظهر مدى صعوبة ذلك، والواقع أن الوضع الديموغرافي في الصين قد يزداد سوءاً لأن الشباب الذين يعجزون عن العثور على وظائف كريمة أو تحمل تكاليف المعيشة من المستبعد بقدر أكبر أن يكونوا أسرة. 

China's population began to decline last year, like Japan and S.Korea. Combine that with 20% youth unemployment and a leader who tells young people to "eat bitterness" and its a worrying portend for the future https://t.co/MHZIcKVYZC

— Gideon Rachman (@gideonrachman) August 21, 2023

وفي محاولة منه لتخفيف الضغوط على الشباب وخفض تكلفة تنشئة الأطفال، قوض الرئيس الصيني شي جينبينغ صناعة الدروس الخصوصية عام 2021، غير أن ذلك كان له أثر سلبي على أحد أكبر مصادر توظيف الخريجيين الشباب.

البحث عن حل

والأسبوع الماضي، توصلت الحكومة الصينية إلى حل جديد لمشكلة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.. فقد قررت التوقف عن نشر الإحصاءات، إذ تؤكد هذه الخطوة على وجود فارق حاسم بين الصين وجارتيها في شرق آسيا.. فاليابان وكوريا الجنوبية ديموقراطيتان راسختان.

لكن التباطؤ في الصين سيحدث في دولة الحزب الواحد العملاقة التي لديها أسباب تاريخية وجيهة للقلق حيال السخط العام بين الشباب، فقد زعزعت المظاهرات الطلابية الصين عامي 1919 و1989 عندما قمعتها الحكومة بوحشية، وكان الطلاب في قلب احتجاجات هونغ كونغ في عامي 2019 و2020 التي سحقتها الحكومة أيضاً.. وكانت المظاهرات التي أشعلها الشباب في الشوارع هي التي أقنعت بكين بالتخلي عن سياسات "صفر كوفيد" العام الماضي.

الدولة البوليسية الصينية

وتابع الكاتب: "لا شك في أن الدولة الصينية لديها الوسائل اللازمة لاحتواء التحريض الطلابي والحركات الاحتجاجية، لكن البلدان الديموقراطية، ككوريا الجنوبية واليابان، لديها المزيد من صمامات الأمان للتعامل مع السخط الاجتماعي والمزيد من الحرية للتجارب السياسية".

في عام 2017، أُدينت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هاي وعُزلت من منصبها، وحكم عليها لاحقاً بالسجن لمدة طويلة بتهمة الفساد، وفي السنوات العشرين التي تلت انفجار فقاعة اليابان المالية عام 1989، ويذكر أنه تعاقب على اليابان 14 رئيس وزراء.

جنون العظمة

ولا يتمتع نظام الحزب الواحد الصيني المصاب بجنون العظمة بهذه المرونة، على حد وصف الكاتب، مضيفاً أن خطاب شي حول "الإحياء العظيم للشعب الصيني"، سيجعل النقاش العام المفتوح حول التحديات الاجتماعية والاقتصادية المُعقدة في الدولة مستحيلاً.

وتنحصر رغبات شي في الارتقاء بمستوى الأمن القومي والسيطرة السياسة، وإعلاء أولويتهما على النمو الاقتصادي، وتبدو جهوده الرامية إلى مخاطبة الجيل الصاعد واهية على نحو متزايد.. ومن المرجح، حسب الكاتب، أن يبدو حنينه إلى أمجاد الثورة الثقافية التي تعزز شخصيته منقطعة الصلة بأولئك الذي ولدوا في صين مختلفة كلياً.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: "حافظت اليابان وكوريا الجنوبية على استقرارهما وازدهارهما رغم مشاكلهما، وعلى النقيض من ذلك، قد تجد الصين انتقالها إلى مجتمع طاعن في السن وأبطأ نمواً اقتصادياً أصعب وأكثر اضطراباً إلى حد كبير".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الیابان وکوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية تدين نشر قاذفات أمريكية في اليابان



أدانت كوريا الشمالية نشر الولايات المتحدة قاذفات استراتيجية من طراز "بي-1بي" في اليابان.

واتهمت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الولايات المتحدة بنشر أصولها الاستراتيجية على المدى الطويل وتثبيتها بشكل دائم في عمق منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قائلة إن "هذا يمثل بوضوح تطورا يهدد الأمن الإقليمي".

وأضافت: "منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست منطقة هشة حيث يمكن للولايات المتحدة تغيير التوازن كما تشاء باستخدام عدد قليل من القاذفات الاستراتيجية"، محذرة من أن الولايات المتحدة ستواجه "رد فعل عنيف" من شعوب المنطقة بسبب مخططاته.

وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية أنه في 15 أبريل الجاري، وصلت قوة مهام قاذفات أمريكية، تضم قاذفات "بي 1 بي لانسر"، وطيارين ومعدات دعم من السرب التاسع للقاذفات التابع للقوات الجوية الأمريكية، إلى قاعدة ميساوا الجوية في اليابان، لتعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقا لقيادة المحيطين الهندي والهادئ.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر قوة مهام قاذفات تابعة للقوات الجوية الأمريكية في اليابان.

كما نشرت الولايات المتحدة قاذفة من طراز "بي 1-بي" في كوريا الجنوبية ثلاث مرات حتى الآن هذا العام، بما في ذلك خلال مناورات مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في منتصف شهر أبريل.

وتعتبر القاذفة "بي-1بي لانسر" واحدة من ثلاث قاذفات استراتيجية أمريكية، ولديها القدرة على الطيران لمسافة 12 ألف كيلومتر دون توقف بسرعات تفوق سرعة الصوت، وحمل ما يصل إلى 57 طنا من الأسلحة

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية تدين نشر قاذفات أمريكية في اليابان
  • فوز الكاتب المصرى محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • تكريم الكاتب الموريتاني أحمد فال الدين بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • الإمارات وكوريا تستعرضان تعاونهما النووي السلمي
  • وفاة الكاتب الصحفي محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام
  • صدى البلد ينعى الكاتب الصحفي محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام
  • سفارة اليابان توفر فرصة للطلاب الليبيين لاستكمال دراستهم
  • الكاتب محمد جلال عبد القوى: هل لابد من تدخل الرئيس حتى ننهض بالدراما ونطورها
  • مناقشة برامج التأهيل التي تنفذها اللجنة الوطنية للمرأة
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين