الاتحاد النسائي السوداني يحذر من مخاطر تقسيم السودان وسط تصاعد التوترات السياسية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
الاتحاد أكد أن هذا المخطط يعكس أجندة دولية تُنفَّذ عبر قوى محلية تسعى للبقاء في السلطة والسيطرة على الموارد بأي ثمن.
الخرطوم: التغيير
حذر الاتحاد النسائي السوداني من خطورة الانقسامات السياسية التي تهدد وحدة السودان، مؤكداً أن تشكيل حكومات موازية في مناطق سيطرة الجيش وقوات الدعم السريع يمثل خطوة خطيرة نحو تقسيم البلاد.
وأعاد الاتحاد نشر بيانه السابق، مسلطًا الضوء على التحديات الراهنة التي تعصف بالسودان، خاصة بعد انقسام “تنسيقية تقدم” والتوجه نحو تشكيل حكومات في مناطق النزاع.
وذكر البيان أن السودان يواجه خطرًا حقيقيًا وجديًا نتيجة استمرار الحرب التي تقترب من إكمال عامها الثاني، حيث تجري ترتيبات لإعلان حكومتين متوازيتين، إحداهما في مناطق سيطرة الجيش والأخرى في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مما قد يكون بداية لتقسيم السودان إلى دولتين أو أكثر.
وأكد الاتحاد أن هذا المخطط يعكس أجندة دولية تُنفَّذ عبر قوى محلية تسعى للبقاء في السلطة والسيطرة على الموارد بأي ثمن.
وأشار البيان إلى أن الحرب أدت إلى انتشار المليشيات وارتكاب جرائم مروعة، بما في ذلك إعدامات ميدانية وحالات ذبح وحرق، في ظل تصاعد خطاب الكراهية عبر المنصات الإعلامية المأجورة.
واعتبر الاتحاد أن إضفاء الشرعية على أي حكومة موازية يمثل محاولة خطيرة لتقسيم السودان سياسيًا وعسكريًا، وهو ما يهدد وحدة البلاد واستقرارها.
وأكد الاتحاد النسائي السوداني أن وحدة قوى الثورة هي صمام الأمان لمواجهة هذا المخطط، داعيًا إلى تعزيز النضال والمقاومة لإسقاط المؤامرات التي تستهدف الوطن، وإنهاء الحرب، واستعادة مسار الثورة والتغيير.
كما شدد البيان على دور المرأة السودانية في التصدي لهذه التحديات، مشيرًا إلى أن أي حكومة أمر واقع قد تحمل صبغة دينية متشددة تهدد مكتسبات النساء وحقوقهن التاريخية.
الوسومآثار الحرب في السودان الإتحاد النسائي السوداني تقسيم السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الإتحاد النسائي السوداني تقسيم السودان النسائی السودانی فی مناطق
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحث العالم على عدم نسيان السودان وسط تصاعد الأزمة
مع اقتراب الصراع الوحشي في السودان من إكمال عامه الثاني، وجهت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة في البلاد تحذيرا حادا بشأن تفاقم الأوضاع هناك، وارتفاع مخاطر المجاعة، والنقص الخطير في تمويل جهود الإغاثة، في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، دعت كليمنتاين نكويتا - سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين من هذه الأزمة.
وقالت: "الناس في وضع يائس. نناشد المجتمع الدولي ألا ينسى السودان، وألا ينسى الرجال والنساء والأطفال في السودان الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع الصعب للغاية في هذه اللحظة الحرجة".
وضع إنساني كارثي
منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/أبريل 2023، شهد السودان دمارا غير مسبوق. فقد تم تهجير أكثر من 12 مليون شخص، مما يجعلها أسوأ أزمة نزوح في العالم.
قالت السيدة نكويتا - سلامي إن الوضع الإنساني كارثي، مؤكدة أن بعد عامين من النزاع، "كنا نأمل أن نكون قد تمكنا من تقديم المساعدة الإنسانية بشكل شامل لكل من يحتاجها، لكننا ما زلنا نكافح".
التغذية في مستشفى سعودي بأم درمان.
تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها هذا العام إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم الدعم إلى نحو 30 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، إلا أن التمويل لا يزال بعيدا عن المطلوب.
وقالت المسؤولة الأممية إن بعض المانحين أبلغوا مكتبها بأنهم سيقومون بتقليص الموارد المتاحة، معربة عن قلقها من عدم حصول العاملين الإنسانيين على مستوى التمويل الذي يمكنهم من تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.
ووسط الفوضى التي تعم البلاد، يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم المساعدات الحيوية، رغم القيود الشديدة على الوصول، واستمرار العنف، والعقبات اللوجستية.
وقالت السيدة نكويتا - سلامي: "ليست لدينا إمكانية الوصول إلى كل المناطق الساخنة، لكننا نبذل قصارى جهدنا لضمان أن الموارد التي نملكها تُنقل بأسرع ما يمكن باستخدام كل الوسائل المتاحة".
المجاعة موجودة بالفعل وتنتشر
كان للصراع تأثير مدمر بشكل خاص في منطقة دارفور، حيث أكدت المنسقة الأممية أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار. وقالت إن السكان المدنيين "محاصرون منذ عدة أشهر، وهم يواجهون قصفا يوميا وتشريدا وتدهورا سريعا في الأوضاع الإنسانية".
وعبّرت عن قلقها البالغ إزاء تأكيد المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور، وصفت الوضع هناك بالـ "كارثي"، مشيرة إلى نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية. وقالت إن أسعار السلع الأساسية "ارتفعت بشكل كبير، ما جعل المواد الضرورية خارج متناول معظم الأسر".
وقد تم تأكيد حدوث المجاعة في مخيم زمزم المتاخم لمدينة الفاشر في آب/أغسطس 2023، وأُعيد تأكيدها مجددا في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
وذكّرت المسؤولة الأممية بأن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق معرضة أيضا للخطر، وأضافت: "نعمل ضد الزمن لمحاولة منع انتشار المجاعة".
الجهود الإنسانية مستمرة
ورغم غياب الحل السياسي، شددت السيدة نكويتا - سلامي على أن العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر، وأكدت أنه في ظل غياب وقف إطلاق النار، "نواصل المضي قدما في الاستجابة الإنسانية".
كما أكدت على الحاجة الماسة إلى تدابير حماية في ظل انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهشاشة أوضاع الأطفال. وأضافت: "نواصل التأكيد على ضرورة حماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. هذا شيء لم نره بعد، وما زلنا نطالب به".
أسر نازحة تفر من مدينة الفاشر بشمال دارفور بحثا عن الأمان. في مختلف أنحاء السودان، نزح أكثر من 12 مليون شخص من ديارهم.
وأفادت منسقة الشؤون الإنسانية بأن تحديات الوصول لا تزال تمثل عقبة كبيرة. وأكدت أن الأمم المتحدة وشركاءها يحاولون إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية والحدود، مشددة على ضرورة الحفاظ على أكبر عدد ممكن من هذه الخيارات، "وضمان وجود اتفاقات مع جميع الجماعات المسلحة حتى نتمكن من توصيل المساعدات بشكل واسع وسريع إلى المناطق المتضررة بشدة".
تقديم المساعدات وسط الخطر
أشارت نكويتا - سلامي إلى أن الأمم المتحدة لا تعمل وحدها، بل تتعاون مع منظمات غير حكومية دولية، وشبكة وطنية كبيرة من المنظمات غير الحكومية – بعضها بقيادة نساء. ووصفت هؤلاء بأنهم في "الخطوط الأمامية".
ورغم التحديات الجسيمة وانعدام الأمن، يظل العاملون الإنسانيون ملتزمين بالعمل، بحسب المسؤولة الأممية، وقالت إنهم "مستعدون – ولديهم الوسائل والطرق – للوصول" حتى في أماكن الصراع.
إلا أنها أكدت أن ثمن ذلك كان باهظا، وقالت إن عدد العاملين الإنسانيين الذين فقدوا حياتهم خلال الصراع "غير مقبول". وأضافت: "يجب ألا يخسر العاملون في المجال الإنساني حياتهم أثناء محاولتهم تقديم الدعم للمحتاجين".
ومع تفاقم الكارثة الإنسانية، وجهت السيدة نكويتا - سلامي رسالة واضحة وعاجلة إلى العالم، حيث قالت: "ما زلنا بحاجة إلى جهد هائل. ما زلنا بحاجة إلى دعم من المجتمع الدولي من حيث الموارد، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من التسهيلات من جميع الجماعات المسلحة المشاركة في هذا الصراع".