غزة.. أي جحيم يا ترامب؟!
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
◄ الرئيس الأمريكي يهدد بـ"الجحيم" إذا لم تفرج المقاومة عن جميع الأسرى
◄ الفلسطينيون يصرّون على البقاء في غزة عقب تصريحات ترامب
◄ 15 شهرا من "جحيم الحرب" لم تدفع الفلسطينيين للهجرة
◄ سكان غزة يرفضون الهجرة خوفا من "نكبة جديدة"
◄ حرب الإبادة لم تثنِ الفلسطينيين عن التخلي عن أرضهم
◄ مشاهد عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال المدمّر تجسد معاني الانتماء
◄ مصر: الشعب الفلسطيني يعاني من إجحاف غير مسبوق
الرؤية - غرفة الأخبار
لقد عاش الفلسطينيون في قطاع غزة "الجحيم" على مدار 15 شهرا في حرب إبادة جماعية لم يشهد التاريخ الحديث مثلها، إلى جانب الحصار الخانق وسياسة التجويع والتدمير الكامل لتحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، ولإجبار السكان على النزوح منها، لكنهم لم يفعلوا، بل وجسّدوا بمسيرات العودة من الجنوب إلى الشمال المدمّر أسمى معاني التمسّك بالأرض والوطن حتى ولو كان مدمّرا.
وعقب كل هذه الأهوال، يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحديث مجددا عن تحويل المنطقة إلى "جحيم" إذا لم يتم الإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين.
وقال ترامب إن "احتفالات حماس بإطلاق سراح الرهائن كشفت عن مجموعة أناس مختلفة عن البشر كليا، وأمامهم حتى الثانية عشرة من يوم السبت لإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة وإلا ستواجه الجحيم كله".
وإلى جانب تهديده بإلغاء وقف إطلاق النار، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة "قد توقف المساعدات عن مصر والأردن" إذا لم يوافقا على استقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم من غزة.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا شددت فيه على ضرورة تبني المجتمع الدولي نهجا يضمن حقوق جميع شعوب المنطقة "دون تفرقة أو تمييز"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يعاني من "إجحاف غير مسبوق" بحقوقه الأساسية، بما فيها حقه في العيش بسلام على أرضه.
وتحدث عدد من الفلسطينيين" في غزة إلى "رويترز" بأنهم كانوا ينوون السفر إلى مصر خلال وقف إطلاق النار، لكنهم تراجعوا عن هذا القرار بعد تصريحات ترامب. ويخشى الفلسطينيون من أن تؤدي خطة ترامب إلى تعرضهم "لنكبة" جديدة، وهو اللفظ الذي استخدموه لوصف عمليات التهجير الجماعي التي تعرضوا لها في عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.
وقال شعبان شقليه الذي دمرت إسرائيل منزله، إنه كان ينوي اصطحاب عائلته في رحلة إلى مصر بمجرد تثبيت وقف إطلاق النار، لكنه غيّر رأيه بعد أن أعلن دونالد ترامب عن خطط لإخراج سكان القطاع وإعادة تطويره، رغم أن الحي الذي يعيش فيه وهو حي تل الهوا في مدينة غزة، أصبح مهجورا إلى حد كبير ولم تعد هناك مياه جارية أو كهرباء.
وقال شقليه -47 عاما-: "إحنا ارتعبنا من الدمار والنزوح المتكرر والموت وكنت مستعد أترك وأروح لدولة تانية علشان مستقبل آمن وأفضل لأولادي، لكن بعد تصريحات ترامب لغيت من حياتي فكرة الخروج من الوطن خوفا من عدم الرجوع".
كما ذكر جمعة أبو كوش من رفح جنوب قطاع غزة وهو يقف بجوار المنازل المدمرة: "جحيم أكتر من اللي هو موجود لدينا؟ جحيم أكتر من الدمار الموجود عنا؟ جحيم أكتر من القتل والدمار وكل الجرائم ضد الإنسانية اللي صارت في قطاع غزة ما صارت في العالم كله".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عين العدالة الدولية عمياء.. في "يوم الأسير".. سادية الاحتلال تنتهك إنسانية الفلسطينيين
◄ 9900 أسير فلسطيني يعيشون ظروفا غير إنسانية في سجون الاحتلال
◄ استشهاد أكثر من 63 أسيرا داخل السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر
◄ شهادات مروّعة توثّق أساليب التعذيب الممنهجة داخل السجون
◄ ارتكاب جرائم التعذيب والتجويع والاعتداءات الجنسية ضد الأسرى
الرؤية- غرفة الأخبار
تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفظع الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون، كما زادت وتيرة التعذيب الممنهج الذي يفضي إلى الموت بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وفي يوم السابع عشر من فبراير من كل عام، يحيي الفلسطينيون "يوم الأسير الفلسطيني"، لإعلان التضامن مع الأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم، إذ يخرج الآلاف في الشوارع حاملين صور الأسرى في مسيرات بالمدن الفلسطينية.
وحتى بداية أبريل 2025، بلغ إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال "بدون أسرى غزة" أكثر من 9900 أسير، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين 3498 معتقلا، ويبلغ عدد الأسيرات 29 أسيرة بينهن أسيرة من غزة وطفلة، فيما يبلغ عدد الأسرى الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا نحو 400 طفل موزعين على سجون مجدو وعوفر، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
وإضافة لذلك، يبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ"المقاتلين غير شرعيين" الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1747 أسيرا، علما أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن 63 أسيرًا على الأقل استشهدوا في سجون الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وفي بيان مشترك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، قالت المؤسسات الاحتلال يواصل إخفاء هويات العشرات من الشهداء الأسرى واحتجاز جثامينهم، علمًا أنّ عدد الشهداء الأسرى الموثقة أسماؤهم منذ عام 1967 بلغ 300 شهيد كان آخرهم الطفل وليد أحمد من سلواد.
وأضافت أن جرائم التّعذيب بمستوياتها كافة، وجريمة التّجويع والجرائم الطبيّة والاعتداءات الجنسية منها الاغتصاب، شكّلت الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى، وذلك استنادًا لعمليات الرصد والتوثيق التاريخية المتوفرة لدى المؤسسات.
ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن الشهادات والإفادات من الأسرى داخل سجون الاحتلال التي نقلتها الطواقم القانونية والشهادات التي جرى توثيقها من المفرج عنهم، أظهرت مستوى صادمًا ومروعًا لأساليب التّعذيب الممنهجة، تحديدًا في روايات معتقلي غزة.
وحسب البيان، فقد تضمنت هذه الشهادات إلى جانب عمليات التّعذيب، أساليب الإذلال -غير المسبوقة- لامتهان الكرامة الإنسانية، والضرب المبرح والمتكرر، والحرمان من أدنى شروط الحياة الاعتقالية اللازمة.
وقالت المؤسسات: "نجد أنّ الاحتلال عمل على مأسسة جرائم بأدوات وأساليب معينة، تتطلب من المنظومة الحقوقية الدولية النظر إليها كمرحلة جديدة تهدد الإنسانية جمعاء وليس الفلسطيني فحسب، وهذا ما ينطبق أيضًا على قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".
وأشارت إلى أن "حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة صعدت من حملاتها التحريضية واستهداف الأسرى منذ ما قبل حرب الإبادة".
وبلغت حصيلة الاعتقال منذ بدء الحرب على غزة 16400 حالة، من بينهم أكثر من 510 من النساء، ونحو 1300 من الأطفال. هذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف، بمن فيهم النساء والأطفال، حسب البيان.
وعمل الاحتلال على استحداث معسكرات خاصّة لاحتجاز معتقلي غزة والضفة، مع تصاعد أعداد المعتقلين، إلى جانب السّجون المركزية، وكان من أبرزها معسكر "سدي تيمان" الذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب، وسجن "ركيفت" إضافة إلى معسكر "عناتوت"، ومعسكر "عوفر" ومعسكر "نفتالي"، ومعسكر "منشة" وهي معسكرات تابعة لإدارة جيش الاحتلال، وهي فقط المعسكرات التي تمكنت المؤسسات من رصدها وقد يكون هناك سجون ومعسكرات سرّية.
واستخدم الاحتلال جملة من الأدوات لترسيخ جريمة الإخفاء القسري، وذلك من خلال تطويع القانون بفرض تعديلات على ما يسمى بقانون "المقاتل غير الشرعي"، وكذلك منع اللجنة الدّولية للصليب الأحمر من زيارتهم، وعدم الإفصاح عن أعدادهم وأماكن احتجازهم، وظروف اعتقالهم، أو أي شيء يتعلق بمصيرهم.
وتعمد الاحتلال التعامل معهم كأرقام، ولاحقًا تمكّنت الطواقم القانونية في ضوء التعديلات التي تمت الكشف عن مصير آلاف المعتقلين من غزة، وفقًا للبيان.
وتخيم الجرائم الطبية على شهادات الأسرى، تحديدًا مع استمرار انتشار مرض (الجرب- السكايبوس) الذي حوّلته منظومة السّجون إلى أداة تعذيب، وأدى إلى استشهاد أسرى.
وأشارت مؤسسات الأسرى إلى أن منظومة السجون تتعمد حرمان الأسرى من أدوات النظافة والملابس والتعرض للشمس، والاستحمام بشكل منتظم، إلى جانب الاكتظاظ غير المسبوق بين صفوف الأسرى.
وقال البيان: "تصاعدت أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة".
وجددت المؤسسات مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدمًا في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني.