FT: هكذا يحاول حزب الله تعزيز سلطته بعدما ضعُف بفعل الحرب
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الضوء على محاولات حزب الله اللبناني لتعزيز سلطته، بعدما ضعُف بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "الحزب يستخدم شبكة واسعة من الرعاية لتعزيز قاعدته"، متطرقة إلى قصص مرتبطة بعائلات لبنانية فقدت أبنائها المقاتلين، وتلقت رعاية واهتمام من الحزب.
وذكرت الصحيفة أن "حزب الله الذي كان القوة السياسية والعسكرية الأكثر قوة في لبنان، يترنح من أسوأ هزيمة تعرض لها في تاريخه"، معتبرة أن "الحرب تسببت في دمار هائل في المجتمعات ذات الأغلبية الشيعية والتي يعتمد عليها الحزب"، وفق تقديرها.
ولفتت إلى أن الحزب يحاول الحفاظ على ولاء أنصاره، ويركز في جهوده على شبكة واسعة من المنظمات الاجتماعية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وجناحه الإنشائي، الذي نشر مئات المهندسين لمعاينة المنازل المتضررة وبدء إصلاح مناطق نفوذه.
وذكرت الصحيفة أنها تحدثت مع أكثر من 20 شخصا حول كيفية تعزيز حزب الله لقاعدته، بما في ذلك مسؤولين في لبنان وسكان يستفيدون من نظام الرعاية الاجتماعية للحزب، إلى جانب أشخاص على دراية بتفكير الحزب.
ولفتت إلى أنه "بعد حرب 2006 عزز حزب الله دعمه من خلال الوفاء بوعد قائده حسن نصر الله، بإعادة البناء أفضل من قبل، وباستخدام أموال إيرانية، ومشاريع تجارية خاصة بالحزب (..)".
واستدركت: "لكن اليوم يواجه الحزب دمارا كبيرا، وهو بدون نصر الله، ومع ذلك فإن نظام الإصلاح بعد الحرب مستمر داخل الحزب"، موضحة أنه "تم تعيين لجنة من حوالي 12 مهندسا لكل أربعة أو خمسة قرى في جنوب لبنان، لمعاينة أكثر من 270 ألف منزل حتى أواخر الشهر الماضي".
ونوهت إلى أنه "بمجرد مراجعة التقييمات في بيروت، يُطلب من السكان استلام شيكات التعويضات الخاصة بهم وصرفها في فرع محلي لمؤسسة التمويل الصغير التابعة لحزب الله (القرض الحسن)، والتي تعرض أكثر من 30 من فروعها للضربات الإسرائيلية".
وتطرقت "فايننشال تايمز" لما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، بشأن توزيع الحزب لتعويضات تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار على حوالي 140 ألف شخص، مشيرة إلى أن الحزب وزع ما بين 12 ألف و14 ألف دولار لأصحاب المنازل المدمرة بالكامل، وهي مخصصة لتغطية إيجار سنة وتعويض لأثاثهم المدمر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية حزب الله اللبناني الحرب التعويضات لبنان حزب الله الاحتلال تعويضات الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
حزب الله المحاصر.. كيف يواجه؟
في خضم التحديات المُعقَّدة التي يُواجهها ، بات " حزب الله"محاصراً من ثلاث جبهات: عسكرية من إسرائيل، وجيوستراتيجية من سوريا، وسياسية من الداخل اللبناني. هذه الضغوط تفرض عليه إعادة تشكيل استراتيجياته للبقاء، في ظلِّ واقعٍ يُهدِّد بزعزعة مكانته كقوّة فاعلة في لبنان والإقليم.
من الجبهة الإسرائيلية، تُواصل تل أبيب فرض وجودها في نقاط حيوية بجنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، والذي تضمَّن سحب قوات الحزب من المنطقة. إسرائيل، التي تمتلك حرية حركة جويَّة، تعمل على منع الحزب من إعادة تسليح نفسه عبر شنّ ضربات استباقية تستهدف مخازن الأسلحة والبنى التحتية العسكرية كما تقول.
بالإضافة إلى ذلك، تحاول إسرائيل تحويل المناطق الحدودية إلى "مناطق غير قابلة للحياة" عبر تأخير إعادة الإعمار، مما يُعقِّد جهود الحزب لاستعادة حضوره في الجنوب.
أما من الشرق، فسوريا - التي كانت يوماً الشريان الحيوي لإمدادات الحزب العسكرية والمالية - تحوَّلت إلى مصدر تهديد. سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024 قطع الخط البري الذي كانت إيران تستخدمه لتمويل الحزب وتسليحه، بينما يُشكِّل النظام الجديد في دمشق، المدعوم من تركيا وقوى دولية، تحدياً لوجود الحزب في البقاع اللبناني، حيث تُهاجم القوات السورية مناطق لبنانية بشكل متكرر في الاسبوع الاخير.
هذا الواقع يُضعِف قدرة الحزب على الحفاظ على "محور المقاومة" الذي بناه لعقود، ويُجبره على الاعتماد أكثر على موارده الداخلية المحدودة.
على الصعيد الداخلي، يواجه الحزب عزلة سياسية غير مسبوقة. فبعد انتخابات رئاسية حاسمة، تبوأ جوزيف عون - القائد السابق للجيش - سدَّة الرئاسة، مدعوماً بتحالفٍ يهدف إلى عزل الحزب ونزع سلاحه. كما ان الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، والتي تُعدُّ أول حكومة منذ سنوات لا يحصل فيها الحزب على اكثرية او على ثلث معطل، هي اكبر دليل على واقع الحزب الصعب.
في مواجهة هذا الحصار الثلاثي، يبدو أن حزب الله سيُحاول احتواء الأزمات عبر تجنُّب المواجهات العسكرية المباشرة، والتركيز على تعزيز وضعه الداخلي. فقد بدأ يُروِّج لخطابٍ إصلاحي يَتعهَّد بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات الاجتماعية، سعياً لاستعادة ثقله، خاصة في الساحة الشيعية التي تشكل حجر الاساس للحزب في اعادة تعزيز حضوره. كما يعمل على إعادة تنظيم صفوفه العسكرية بشكل سري، مستفيداً من الترسانة المتبقية.
من ناحية أخرى، يراهن الحزب على تحوُّلات إقليمية قد تُشغِل خصومه، مثل حصول فوضى سياسية في اسرائيل، او تصادم خليجي تركي في سوريا أو تقاطع المصالح التركية-الإيرانية فيها. فالحزب يدرك أن أيَّ تصعيدٍ إقليمي قد يُعيد له دوره الاستراتيجي في مواجهة لإسرائيل، ويُخفِّف الضغط عليه داخلياً . لكنَّ هذه المراهنة محفوفةٌ بالمخاطر، خاصة مع تراجُع الدعم الإيراني وتصاعُد الضغوط الدولية لتحجيمه.
باختصار، يواجه حزب الله اختباراً وجودياً يتطلَّب منه الموازنة بين الحفاظ على "مقاومته" كهُوية، والتكيُّف مع واقعٍ جديدٍ يُهدِّد بتقويض أسُس قوته. فإمَّا أن يتحوَّل إلى حزب سياسي تقليدي، أو أن يُصارع للبقاء ككيانٍ مركب. المصدر: خاص "لبنان 24"