لجريدة عمان:
2025-04-15@04:41:10 GMT

إدارة ترامب والأمن القومي العربي

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

انطلقت تهديدات واضحة من الرئيس الأمريكي ترامب ضد عدد من الدول العربية خاصة مصر والأردن حول مسألة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وتمادى نتنياهو وتحدّث عن إقامة الدولة الفلسطينية في المملكة العربية السعودية، كما أن إدارة ترامب الصهيونية التوجهات بدأت بإطلاق تصريحات معادية ضد القضية الفلسطينية وضد العرب بشكل عام؛ حتى أن هوس ترامب ذهب به إلى خيال لا يمكن توقعه عندما قال إن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تسيطر على قطاع غزة وتجعلها الريفييرا في المنطقة وعلى الفلسطينيين أن يذهبوا إلى مصر والأردن ودول عربية أخرى، كما أن ترامب الذي يفتقر إلى قواعد وأسس العلاقات الدولية والكياسة السياسية شط به الخيال وكأن المنطقة العربية أصبحت دون إرادة سياسية ووجود شعوب لها حضارة عريقة لم تعرفها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وهذا يفسر جزءا من السلوك السياسي للولايات المتحدة الأمريكية منذ عهد الاستقلال عن بريطانيا حيث لا تزال عقلية السيطرة والاحتلال وعدم احترام القوانين الدولية ومناصرة الظلم هي سمة لعدد من الإدارات الأمريكية مع وجود استثناءات محدودة.

وتعَد أمريكا منذ قيام الكيان الصهيوني عام ١٩٤٨ هي الداعم الأكبر عسكريا واقتصاديا واستخباريا للكيان الإسرائيلي وهذا شيء طبيعي بفعل تغلغل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية منذ قرون خاصة على الصعيد الاقتصادي بشكل خاص.

وقد كشف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة السلوك الأمريكي السلبي من إدارة بايدن السابقة حيث المشاركة في الحرب من خلال تزويد الكيان الإسرائيلي بالأسلحة والعتاد والأموال والقوات الخاصة مما نتج عنه كارثة إنسانية صُنّفت على أنها إبادة جماعية ارتُكبت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبمساعدة مباشرة من إدارة بايدن، ومع تولي الرئيس الأمريكي ترامب السلطة في البيت الأبيض في العشرين من يناير وهو يوقع على عشرات الأوامر التنفيذية بعضها يمس الداخل الأمريكي خاصة مؤسسات الدولة العميقة وهذا سوف يشكل مواجهة حادة مع تلك المؤسسات العسكرية والأمنية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

كما دخل ترامب في مواجهة مباشرة مع دول المكسيك وكندا وكولومبيا وحتى دول الاتحاد الأوروبي والصين وذهب به الخيال المفرط الذي يفتقر إلى الكياسة السياسية أن يعلن بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تحتل قطاع غزة وتعيد التعمير ويتم تهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن، ومن هنا فإن تصريحات ترامب لم تعُد ذات مصداقية حتى مع الحلفاء حيث عبَّر الجميع عن رفضهم لخيال ترامب السطحي، ومن هنا فإن أمام العرب لحظات فارقة من خلال تفكير وتوجهات ترامب خاصة على صعيد القضية الفلسطينية وحتى على صعيد الأمن القومي العربي.

الرئيس الأمريكي ترامب تحركه وعود انتخابية لداعميه من الأثرياء الصهاينة داخل الولايات المتحدة الأمريكية خاصة قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والرجل -أي ترامب- لا يهتم بالقوانين الدولية بل إنه كرر الانسحاب من منظمات واتفاقيات دولية منها مجلس حقوق الإنسان وأيضا اتفاقية باريس للمناخ، ويصعب التكهن بقراراته وسلوكه السياسي.

ومن هنا فإن القمة العربية القادمة في القاهرة يوم ٢٧ من فبراير الجاري يجب أن توجه رسالة إلى ترامب تحديدا وأن العبث بالأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية لا يمكن قبوله وأن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مع العالم العربي سوف تتضرر، خاصة وأن هناك خيارات ودولا أخرى في العالم كدول الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والصين والهند.

رسالة القمة العربية يجب أن تكون قوية وصارمة ضد توجه إدارة ترامب وأيضا ضد نتنياهو وحكومته المتطرفة التي لا تريد السلام العادل والشامل ولكنها تريد تفجير المنطقة بالحروب، كما أن هناك فرصة وخطوة عربية مهمة من خلال إيجاد التعاون العربي وإيجاد رؤية مشتركة تجاه التحديات الكبيرة التي أصبحت واضحة بعد اللقاء الكارثي بين ترامب ونتنياهو الأخير في واشنطن والذي كشف من خلاله ترامب عن خياله الغريب في السيطرة والاستحواذ على قطاع غزة وهو أرض فلسطينية محتلة على ضوء قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

إن القمة العربية القادمة هي قمة مفصلية من خلال توجيه رسالة قوية وواضحة للرئيس الأمريكي ترامب وأيضا لنتنياهو، ومن المهم أن يدرك ترامب بأن شطحاته ليس لها مكان في ظل القانون الدولي وفي ظل وجود مصالح كبيرة تربط الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، ومن هنا فإن الرئيس الأمريكي ترامب يحتاج إلى تلك الرسالة العربية حتى يعيد تقييم توجهات إدارته والتي تشكلت من شخصيات صهيونية تتماشى توجهاتها مع الكيان الصهيوني من خلال المشروع الصهيوني العالمي، ومن هنا فإن العالم العربي هو في مفترق طرق ويحتاج من خلال القيادات إلى إرادة سياسية جماعية لأن المسألة هنا تهم الأوطان ومصالحها وتطلعات أجيالها، ومن الأهمية بمكان أن يتم لجم تلك التطلعات الأمريكية والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ومع ذلك تمت هزيمة المشروع الصهيوني العالمي بفضل المقاومة الفلسطينية والدعم الشعبي والرسمي من عدد من الدول العربية وأيضا من الشعوب الحرة في العالم خاصة في الغرب وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا.

الرئيس الأمريكي ترامب سوف يواجه تحديات من الداخل حيث يواجه مؤسسات الدولة العميقة وهناك مشكلات وقضايا بدأت تظهر على السطح في ظل تلك القرارات التنفيذية التي تطال عشرات الآلاف من موظفي الجهاز الإداري والعسكري والأمني في الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا خطط ترامب لمعاقبة كل من تسبّب في مسار المحاكمات التي اتُّهِم من خلالها في عشرات القضايا الفيدرالية والمحلية.

العالم في مرحلة ترقب للرئيس الأمريكي ترامب الذي يطلق التصريحات المستفزة حتى ضد الحلفاء في أوروبا وكندا وحتى اليابان، ويريد إشعال حرب تجارية.

ومن هنا فإن التصريحات والمواقف الدولية رفضت تلك التصريحات ومع مرور الوقت سوف يتراجع ترامب في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الدولية وحتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية. أما على الصعيد العربي فإن تحصين الداخل العربي والوقوف صفا واحدا ضد مصالح العرب وأمنهم القومي يجب أن يتجسد في مواقف قوية في قمة القاهرة، كما أن المواقف العربية والتي نددت بتصريحات المتطرف نتنياهو ضد المملكة العربية السعودية هي مواقف مشرّفة وينبغي البناء عليها بهدف صون المصالح المشتركة العربية والوقوف صفا واحدا ضد الهيمنة والغطرسة الإسرائيلية وأيضا ضد التصريحات غير المسؤولة من الرئيس الأمريكي ترامب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الرئیس الأمریکی ترامب قطاع غزة من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

أمريكا ليست وجهتنا..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نشأ رائد الأعمال الفرنسي ديفيد بيريرا، وهو يشاهد المسلسلات التلفزيونية الأمريكية، وكان مهووسًا بثقافة البلاد.

هذا الصيف، كان بيريرا يتطلّع إلى تحقيق حلم حياته بزيارة منتزه "يلوستون" الوطني مع عائلته.

لكن بعد أشهر من متابعة التصريحات العدوانية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال رائد الأعمال الفرنسي الذي يبلغ من العمر 53 عامًا إنّ ضميره لم يسمح له بالمضي قدمًا، حيث قام بإلغاء الرحلة.

وقال بيريرا، الذي يعيش على بُعد ساعة تقريبًا شمال العاصمة الفرنسية باريس لـCNN: "مثل العديد من الفرنسيين، نحن منغمسون في الثقافة الأمريكية. لذا نحبّها. لكن الأمر لا يُصدق الآن".

زار الفرنسي، ديفيد بيريرا، "وادي الموت" خلال رحلة سابقة في أمريكا برفقة عائلته. وقد ألغى مؤخرًا خططه لزيارة متنزه "يلوستون" الوطني.Credit: Courtesy David Pereira

انتشرت مشاعر مماثلة من الغضب، والقلق، والخوف عبر المحيط الأطلسي، إذ أصبح المسافرون الأوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم المُخطط لها أو يُعيدون النظر في خطط سفرهم إلى الولايات المتحدة في ظل خطاب إدارة ترامب المُعادي لأوروبا، وحرب الرسوم الجمركية.

كما تفاقمت مخاوف السلامة في أعقاب سلسلة من حوادث تحطم الطائرات، وتخفيضات الميزانية التي طالت إدارة الطيران الفيدرالية، إضافةً إلى تقارير عن احتجاز سياح في مراكز توقيف من دون إجراءات قانونية، أو منعهم من الدخول ربما بسبب مواقفهم المناهضة لترامب.

تأثير مُخيف ألغت الكاتبة البريطانية، فرح مندلسون، رحلة إلى أمريكا كانت ستشمل زيارة إلى مدينة سياتل. Credit: AnSyvanych/iStock Editorial/Getty Images

مع تراكم المواقف التحذيرية من السفر إلى الولايات المتحدة، أدركت الكاتبة البريطانية، فرح مندلسون، أنّها ستُضطر إلى التخلي عن رحلة مدتها شهر كانت ستبدأها من اسكتلندا، وصولاً إلى أوريغون، وسياتل، وفانكوفر هذا الصيف.

وألغت مندلسون رحلتها بعد أن قرأت عن امرأة من ويلز احتُجزت لـ19 يومًا في الولايات المتحدة وأُعيدت إلى وطنها مكبّلة بالقيود بعد اتهامها بالعمل بشكلٍ غير قانوني أثناء حصولها على تأشيرة سياحية، متكبدةً خسارة بلغت 1050 دولارًا تقريبًا.

كما خشيت من أنّ توجّهاتها السياسية اليسارية قد تُعرّضها لمشاكل عند الحدود.

وأوضحت الكاتبة البريطانية: "لا أعتقد أنّني أرغب في الذهاب إلى أمريكا في ظل هذه الظروف، واستثمار أموالي بالاقتصاد الأمريكي".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد سعى الجمعة إلى التقليل من مخاوف المسافرين الدوليين وإمكانية احتجازهم عند زيارة الولايات المتحدة، مؤكِّدًا وجود "سبب وجيه" لمن يتم توقيفهم عند الحدود.

لكن التأثير المُخيف على المسافرين الدوليين بدأ يتجلى في الأرقام.

تُظهر الأرقام الجديدة الصادرة عن المكتب الوطني للسفر والسياحة (NTTO) أنّ عدد الوافدين الدوليين إلى أمريكا خلال مارس/آذار انخفض بنسبة 12% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ولا يشمل هذا الرقم الوافدين من كندا والمكسيك.

صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "Voyageurs du Monde" الرائدة في مجال تنظيم الرحلات السياحية الفاخرة في فرنسا، جان فرانسوا ريال، أنّه منذ تنصيب ترامب في أواخر يناير/كانون الثاني، انخفضت حجوزات السفر إلى الولايات المتحدة بين عملائه الفرنسيين الأثرياء بنسبة "هائلة" بلغت 20%.

قال ريال لـ CNN: "خلال 30 عامًا من العمل في هذا المجال، لم أرَ شيئًا كهذا يحصل لأي وجهة".

كما أنّه انتقد الحكومة الأمريكية لتقليلها من شأن تأثير سياسات ترامب على السفر الدولي، مشيرًا إلى أنّ زملاء له في هذا القطاع بفرنسا يُبلغون عن اتجاهات مماثلة.

تحول غير مسبوق

رأى المدير العام لشركة "Protourisme" للاستشارات السياحية في فرنسا، ديدييه أرينو، أنّ المشاعر المعادية لترامب أدت إلى انخفاض "غير مسبوق" في الاهتمام بالسفر إلى الولايات المتحدة، قائلًا: "هذا أمرٌ غير مسبوق. لقد حدث ذلك سابقًا ببلدٍ في حالة حرب، أو في منطقة شهدت خطرًا أمنيًا أو أزمةً صحية، ولكن في الظروف العادية، لم نشهد تحولاً من هذا النوع".

وفقًا لأرقام هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، انخفض متوسط ​​عدد المسافرين اليوميين الذين يعبرون الحدود البرية بين كندا والولايات المتحدة بالسيارة بنسبة 15% في فبراير/شباط مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

فيما يتعلق بالسفر الجوي، تُظهر حجوزات الرحلات الجوية بين كندا والولايات المتحدة للسفر بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول انخفاضًا حادًا تجاوز 70% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب شركة "OAG" المتخصصة في تحليلات الطيران.

بينما قامت أكبر شركتي طيران في كندا، "Air Canada" و"WestJet"، بتقليص عدد المقاعد المتوفرة للحجز استجابةً لانخفاض الطلب الحاد، أفاد كبير المحللين في "OAG"، جون غرانت، عدم تطبيق تعديلات كبيرة من أوروبا أو الأسواق الدولية الأخرى حتى الآن، ويعود ذلك غالبًا إلى التحديات اللوجستية المرتبطة بذلك.

وأضاف غرانت: "دعونا لا ننسى أنّ الجزء الأكبر من السياحة في الولايات المتحدة لا يزال يتمثّل في سياحة محلية. وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإن تراجع عدد السياح القادمين من أوروبا ببضعة ملايين يمكن تعويضه".

خطأ على مستويات عديدة ذكر يوهان بيورنسون، الذي يظهر في الصورة إلى جانب زوجته أولريكا، أنّه ألغى حجزه لرحلة بحرية كانت ستنطلق من ميامي في المستقبل. تصوير: Johan Björnsson

تشهد حركة المقاطعة الشعبية، التي انطلقت من كندا، زخمًا متزايدًا في أوروبا.

يعتبر السويدي يوهان بيورنسون، أنّ إلغاء رحلته البحرية التي ستنطلق من مدينة ميامي الأمريكية في عام 2026 بمثابة موقف رمزي مهم، رغم أنّه سيخسر وديعة قدرها 500 دولار. 

قال بيورنسون، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، إنّه لم يكن متابعًا للشؤون السياسية أبدًا، ولكن فور مشاهدته لمقاطع تُظهر ترامب ونائبه، جي دي فانس، وهما يوبخان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي، شعر بأنّه مضطر لاتخاذ موقف.

بالنسبة للأوروبيين الذين يعيشون على مقربة من الحرب في أوكرانيا، فإنّ خطر العدوان الروسي يُخيّم على القارة بأكملها.

مقالات مشابهة

  • محافظ البنك المركزي يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • أمريكا ليست وجهتنا..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة
  • وزير الطاقة الأمريكي: الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والسعودية يقترب
  • البرلمان العربي يرحب باستضافة سلطنة عُمان للمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران
  • قناة الحرة توقف البث رسمياً وصحافيين مغاربة مهددون بالترحيل من الولايات المتحدة
  • بيان إيراني بشأن المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة الأمريكية تعرب عن شكرها لسلطنة عُمان
  • لماذا يصعب على آبل تصنيع آيفون في الولايات المتحدة؟
  • القضاء الأمريكي يحكم بترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل من الولايات المتحدة
  • إطلاق سراح قاتل خطير “عن طريق الخطأ” يثير الذعر في الولايات المتحدة