قائد الثورة: هروب المارينز من صنعاء فشل للمشروع الأمريكي في السيطرة التامة على اليمن
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
الثورة نت/..
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي الإنساني والأخلاقي والديني في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه على كل المستويات عسكريا وسياسيا وإعلاميا.
وقال السيد القائد في كلمة له عصر اليوم في ذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء “حاضرون حتى للتدخل العسكري في أي جولة تصعيد ضد غزة في أي وقت من الأوقات”.
وأضاف “نؤكد على موقفنا الثابت في رفض السيطرة الأمريكية على الشعب اليمني، وسنعمل على الدوام على صون هذا المكتسب العظيم وهو حرية شعبنا واستقلاله، لأن هذا مهم في الكرامة الإنسانية والعزة الإيمانية، وتحقيق تحقيق هذا المكتسب العظيم يأتي بفضل الله تعالى وبوعي وحركة وثورة الشعب اليمني وهذه الحرية والاستقلال سيعم بإذن الله ربوع اليمن”.
وأشار إلى “أن الموقف اليمني ضد الهيمنة والسيطرة الأمريكية يُعبر عن إرادة الشعب اليمني وينسجم تماماً مع هويته الإيمانية، فحريتنا دين وعزتنا إيمان ولن نخضع إلا لله تعالى ونحن نعتمد عليه ونتوكل عليه ونثق به”.
وأوضح قائد الثورة “أن الموقف اليمني حاسم وثابت مهما كانت التحديات لأنه يستند إلى أسس لا يمكن التفريط بها ولا المساومة عليها، لإدراكنا بالمخاطر الحقيقية للسيطرة الأمريكية، كونها تمثل خسارةٌ للدين والدنيا، وكذا خسارة لمستقبل أي بلد مهما كان”.
وتابع “الدرس الكبير من ذكرى الهروب المذل للمارينز الأمريكي، وهم يحطمونهم أسلحتهم بأيديهم، أن الشعوب تنتصر عندما تتحرك بإرادة صادقة وتوكل على الله، فالمارينز هربوا من بلدنا أذلاء، وخرجوا ليتآمروا من بعيد وليورطوا الأغبياء ليقاتلوا بالنيابة عنهم ويدفعوا لهم المال في الوقت نفسه”.
ومضى قائلًا “رأينا ثمرة الصمود والاعتماد على الله في موقف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالرغم من الظروف الصعبة للغاية، ورأس مال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كان الإيمان بالله وبقضيتهم والتمسك بحقوقهم المشروعة، فكانت النتيجة لصالحهم”، لافتًا إلى أن اليوم الثاني في قطاع غزة كان يوما للانتصار الفلسطيني، ويوما حماسيا، ظهرت فيه كتائب القسام والفصائل الفلسطينية بكل شموخ وعزة.
وأردف “نقول لمن ينظرون إلى أمريكا أنها إذا أرادت للشيء أن يكون، نقول جربوا في الحد الأدنى أن تكفوا عن التورط معها، اتركوا أمريكا لوحدها وانظروا كيف ستكون، فقد ظهرت ذليلة وهربت من اليمن في ثورة الـ 21 من سبتمبر”.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن أمريكا ساندت العدو الإسرائيلي وأعلنت عدوانها على اليمن، لكن الشعب اليمني بإرادته الإيمانية وتوجهه الإيماني ثبت على موقفه، وبقي اليمن على مدى 15 شهراً يخرج خروجا مليونيا أسبوعيا متمسكا بموقفه والعمليات مستمرة وحاملة الطائرات الأمريكية استُهدفت وهربت.
ولفت إلى أنه رغم العدوان الأمريكي على اليمن بكل الوسائل، بقي الشعب اليمني صامدا ثابتا حاضرا حرا، مهما كانت التحديات، ما يجب أن يستحضره جميع أبناء الأمة هو الوثوق بوعد الله الحق بزوال الكيان الإسرائيلي المؤقت .. مضيفًا “علينا أن نكون مطمئنين في خياراتنا ومواقفنا الصحيحة تجاه العاقبة المحتومة للمتقين والوعد الإلهي بزوال الكيان المجرم”.
وقال “متمسكون بموقفنا وأيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على قطاع غزة، وإذا عاد كيان العدو للتصعيد، سيعودون إلى حالة وظروف وأجواء الحرب ومخاطرها في الوضع الأمني والعسكري وفي الوضع الاقتصادي نفسه مهما كان الدعم الأمريكي”.
وتوجه السيد القائد، بالحمد والشكر لله الذي حقق للشعب اليمني المسلم العزيز الانتصار العظيم بالهروب المُذل للمارينز الأمريكي من صنعاء، معتبرًا هروب المارينز الأمريكي من صنعاء نعمة كبيرة من الله وإنجازًا كبيرًا للشعب اليمني.
وبارك للشعب اليمني في ذكرى طرد المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء انتصاره الكبير، مشيرًا إلى أن هروب المارينز من صنعاء فشل للمشروع الأمريكي في السيطرة التامة على بلدنا بكل ما يترتب عليها من نتائج.
واعتبر طرد أمريكا من اليمن من ثمرات ثورة 21 سبتمبر وتأكيدًا على الخلاص من الهيمنة والسيطرة الأمريكية ما حفظ للشعب اليمني العزيز كرامته الإنسانية.
وقال” لا يمكن لأي شعب أن يكون حرا في الوقت الذي تسيطر أمريكا عليه”، مبينًا أن الخلاص من الهيمنة الأمريكية حفظ للشعب اليمني حريته واستقلاله وهويته الإيمانية، مضيفًا “لا يمكن أبدًا أن تجتمع العزة الإيمانية لشعب مسلم مع سيطرة الأمريكيين عليه وتدخلهم في كل شؤونه ومساعيهم لطمس هويته”.
ولفت إلى أن الشعب اليمني لا يمكن له أن يقبل بتواجد حفنة من المجرمين الأمريكيين في صنعاء، خاصة وأن الشعب اليمني من أكثر الشعوب محافظة على القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية حتى في أعرافه وعاداته وتقاليده.
وتابع “الأمريكيون يتبنون الشذوذ الجنسي والمفاسد الأخلاقية ويسعون للترويج لها ويجعلون ذلك من أولوياتهم العملية في أي بلد يسيطرون عليه”، مؤكدًا أن النعمة العظيمة على اليمن تتمثل في تحرره من الهيمنة والسيطرة الأمريكية.
وأكد قائد الثورة أن هروب المارينز الأمريكي من صنعاء يعني فشل المشروع الأمريكي في السيطرة على بلدنا، لما كان تواجده في صنعاء بموقع الآمر الناهي المسيطر النافذ الذي يُصغي له كل مسؤولي الصف الأول.
وأفاد بأن برنامج الأمريكي إيصال باليمن إلى حافة الانهيار في كل المجالات، موضحًا أن أمريكا استثمرت في الأزمات السياسية باليمن وعملت على تأزيمها أكثر وأكثر، كما عملت على انهيار القوة العسكرية لليمن وعملت على تعزيز سيطرتها العسكرية من خلال القواعد.
ومضى قائلًا “لو استمر التواجد الأمريكي في صنعاء لكانت قواعدهم قد انتشرت في كل المواقع الاستراتيجية في اليمن، واتجه الأمريكي باليمن نحو الانهيار الاقتصادي التام بالرغم من توفر الموارد الاقتصادية، ولم يكن في حالة حصار أو حرب معلنة”.
ولفت إلى أن أمريكا عملت على اختراق جوانب التعليم والصحة والقضاء وكانت تنخرون مؤسسات الدولة، كما عملت على اختراق الحالة الشعبية داخل بلدنا وحاولت أن تتحكموا حتى بالخطاب الديني، وعملت على إحكام سيطرتها التامة على اليمن بما يحقق مصالحها.
واعتبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الخلاص من السيطرة الأمريكية على بلدنا ضرورة بكل الاعتبارات، ومن كان لديهم توجهات أخرى مبنية على أساس الاسترضاء للأمريكي هي توجهات غبية بكل ما تعنيه الكلمة، مؤكدًا أن الأمريكي استفاد بشكل كبير من توجه السلطة آنذاك وبعض الأحزاب التي سعت إلى استرضائه.
وقال “من ينظرون إلى الأمريكي أنه فاعل خير وجهة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق المصالح والمكاسب فنظرتهم غبية وخاطئة، لأن التوجه الحقيقي بالنسبة للأمريكي يعتمد على السيطرة بطمع وبحقد ويستخدم أي خطط وأساليب لتحقيق هذا الهدف”.
وبين أن الأمريكي يحمل الطمع تجاه بقية البلدان ويسعى للاستحواذ بالدرجة الأولى بنصيب الأسد من كل ثروات البلدان ومصالحها، مستشهدًا بما يُعبر عنه ترامب من أطماع حتى في بلدان غير إسلامية، مضيفًا “الأمريكيون يعتبرون هذه الأمة وجبة ويعتبرون من يملك الثروات الهائلة منها بقرة حلوب”.
وذكر قائد الثورة أن ترامب يعبّر عن التوجهات الأمريكية بشكل صريح ومكشوف، لأن العادة في الأسلوب الأمريكي هو اعتماد الخداع وأن يكون هناك غطاء بعناوين زائفة، مؤكداً أن الأمريكيين يجيدون نهب الشعوب والاستئثار بخيراتها ويعطون لذلك عناوين زائفة.
وتابع “ترامب يتحدث بصراحة ولا يتحمل أن يقدم تلك العناوين التي تغطي الأهداف الحقيقية للأمريكي، والفارق بينه وغيره أن ترامب يتحدث بصراحة، وإلا فالواقع يشهد على الطمع والشجع الأمريكي في كل المراحل”.
وأشار إلى أن الأمريكي يتعامل باستغلال إلى أقصى حد، ويعتبر الخنوع والخضوع أمامه والقبول به فرصة ثمينة لإحكام سيطرته، لأن أمريكا لا تتعامل باحترام مع الآخرين ليقابلوا الإيجابية بمثلها، مؤكدًا أن الأمريكي متوحش ومستكبر ومفلس من الأخلاق والقيم وجشع جدا ويعمل على استغلال البلدان دون اعتبار حقوقها وحريتها.
وعد السيد القائد المصالح هي الاعتبار الأول بالنسبة للأمريكي والذي يتحرك على أساسه ويتعامل من خلاله مع البلدان ومع الأمة الإسلامية، ومع طمع الأمريكي، وحقده ونظرته المستهترة، ليس للمسلم عنده له أي قيمة سواء كان عربيا أو غير عربي.
وأكد أن التودد للأمريكي واسترضاءه لا يقابل بنظرة إيجابية وإنما يُنظر إليه باحتقار .. مبينًا أن المشروع الأمريكي، الإسرائيلي مشروع تدميري عدواني يستهدف الأمة ويسعى لاحتلال رقعة جغرافية كبيرة من بلدانها.
وأفاد بأن المشروع الأمريكي، الإسرائيلي يسعى لمصادرة المقدسات، ليس فقط المسجد الأقصى، فمكة والمدينة جزء من المشروع الصهيوني الواضح في أدبياته من كتابات، كتب، مؤلفات، خطط، تصريحات، حقائق واضحة وليست مسألة ادعاء أو اتهامات.
وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تصريحات الصهاينة بسعيهم للسيطرة والاحتلال المباشر على رقعة جغرافية كبيرة من هذه الأمة تحت عنوان “إسرائيل الكبرى”، مشيرًا إلى أن المشروع الصهيوني في أهدافه، مشروع كبير وخطير وصعب التنفيذ لأنه تدميري ويستهدف أمة بأكملها، ولكن هم يعملون على تنفيذه من خلال مراحل.
وأردف قائلًا “المشروع الصهيوني يريد من بقية البلدان، أن تبعثر وتُجزأ وتكون خاضعة للسيطرة الأمريكية وفي وضعية من الضعف والشتات والغرق في الأزمات والتناحر تحت كل العناوين”، موضحًا أن المواقع الجغرافية الأكثر مناسبة للقواعد العسكرية تكون لصالح الأمريكي والإسرائيلي وحتى الثروة البشرية بالشكل الذي تفيدهما.
وأكد سعي العدو لسلب الأمة من كل ما هو معنوي من مبادئ وقيم، من كل الهدى الإلهي الذي يمكن أن يبنيها لتكون بمستوى المواجهة، فالأعداء يستهدفون كل ما يمكن أن يبني هذه الأمة لتحظى برعاية من الله ونصره ولتكون في مستوى إعاقة المشروع الصهيوني.
واستطرد “جزء كبير من نشاط الأعداء يستهدف الأمة على المستويين الثقافي والفكري وكذا على مستوى الإضلال والإفساد والتمييع الأخلاقي، ويستهدف في الوقت ذاته الأمة خاصة الشباب بالحرب الناعمة ومن خلال نشر الفواحش والرذائل والمخدرات والخمور”.
ولفت قائد الثورة إلى أن الأمريكي يستخدم التعليم للإضلال ويخترق الإعلام للتأثير على الرأي العام لكي يحمل التصورات التي تخدمه، ما يجعل من التوجه الأمريكي خطورة على الأمة بدون استثناء، وإن كانت الخطورة تستهدف بلدانا معينة بشكل أكبر، لكنه يؤجل استهداف البقية لمراحل قادمة.
وأوضح أن المشروع الصهيوني تدميري وعدواني لا يمكن التأقلم معه، وسيخسر أي شعب يريد أن يتأقلم معه في دنياه وآخرته، ومن يسعى للتأقلم مع المشروع الصهيوني يخسر كرامته الإنسانية وعزته الإيمانية وتطمس هويته.
وقال “الكثير من أبناء أمتنا ينظرون إلى الأمريكي على أنه مختلف عن الإسرائيلي، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة في التوجه العدواني والمطامع، فالأمريكي يؤمن بالمشروع الصهيوني وفي الوقت نفسه، يتأقلم مع أطماعه وأهوائه ورغباته الاستعمارية”.
وأضاف “فالسياسات التي تُبنى على نظرة غبية غير واقعية عن الأمريكي سياسة تخدم أمريكا، لأنها تفيد الأمريكي من جهتين، في استغلاله لبعض من الأنظمة والمكونات والقوى التي تحمل هذه النظرة الغبية، ثم تتجه لتتأقلم مع الأمريكي وتتعاون معه”.
وبين السيد القائد أن الأمريكي يستغل من يسترضونه ويعتبرهم سذّجا وأغبياء، ويستغلهم إلى حين الاستغناء عنهم، وفي تلك المرحلة لن يرعى لهم أي جميل أبدًا، كما يستغل البعض من أبناء الأمة وصولا إلى مرحلة الاستغناء عنهم.
وتابع “هناك من أبناء أمتنا من راهنوا على الأمريكي وقبله البريطاني وخسروا في نهاية المطاف، وهناك من الزعماء العرب من تعامل مع الأمريكي، وحين كانت المصلحة الأمريكية بالتخلص منهم فعلوا ذلك بكل سهولة، والشواهد على ذلك كثيرة على تخلي الأمريكي مع من يقف معه” .. معبرًا عن الأسف من بعض أبناء الأمة ممن يتجهون بسبب النظرة الغبية إلى فتح الأبواب لأمريكا لتتوغل في كل المجالات.
ومضى “من الإشكاليات في واقع أمتنا فتح الباب أمام الاختراق الأمريكي لبلدانها وشعوبها ليعمل على تحويل بوصلة العداء عنه ويصل إلى أهدافه بسهولة، وتعطي له إمكانية التأثير في داخل الأمة بشكل كبير”.
وأردف قائًلا “عندما يتخذ الأمريكي قرارًا عدوانيًا بالحظر الاقتصادي ضد أي بلد، نرى العرب يلتزمون به أشد من التزامهم بالقرآن مع الأسف، فأي توجه أمريكي عدائي ضد بلد ما تتحرك وسائل الإعلام في العالم العربي ومعظم العالم الإسلامي معه، وتعطي فاعلية لذلك التوجه”.
وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الموقف في العالم العربي والإسلامي الذي تجلى من معركة “طوفان الأقصى” كان ما بين متواطئ ومتخاذل في معظمه، في الوقت الذي اتجهت أمريكا بكل إمكاناتها إلى درجة المشاركة مع الإسرائيلي في استهداف الشعب الفلسطيني بغزة، بينما ظل المحيط العربي يتفرج بدون أي موقف عملي جاد.
وأكد أن النظام السعودي الذي استضاف قمما عدة لإصدار بيانات، انتهى الأمر ولم يتخذ إجراء بحظر أجوائه ومطاراته على الطيران الإسرائيلي، وهي خطوة كان بإمكانه أن يعملها، مضيفًا “العدوان على أشده في قطاع غزة، والصهاينة ينشرون مشاهد فيديوهات رقص من الرياض ومن أماكن متعددة في السعودية”.
وأشار إلى أنه كان بإمكان النظام السعودي إلغاء تصنيفه لحركة حماس وللمجاهدين في فلسطين بالإرهاب، أمام العدوان الإسرائيلي على غزة، وإطلاق معتقلي حماس في سجونها، لأن اعتقالهم ليس له أي سبب وليس لهم أي ذنب، إنما لموقفهم ضد العدو الإسرائيلي”.
وأعرب السيد القائد عن الأسف في عدم اتخاذ السعودية حتى خطوات بسيطة في دعم الشعب والقضية الفلسطينية، لأن الأنظمة العربية لم تملك الإرادة لاتخاذ أي موقف عملي، لافتًا إلى أن الأنظمة العربية لم تجرؤ أن تجتمع في موقف موحد، وحتى في إيصال الغذاء للشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في قطاع غزة.
وأكد أن الأنظمة المطبعة الخائنة لأمتها لم تتراجع عن التطبيع، وهذا يعني أنها في موقع المتواطئ وآخرون من أبناء الأمة في موقع المتخاذل، مرجعًا مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين إلى الخضوع والتبعية، واسترضاء السياسة الأمريكية.
وأفاد بأن التحرك المتميز في مناصرة الشعب الفلسطيني كان لمحور القدس والجهاد والمقاومة، الذي وقفت فيه جبهات الإسناد بشكل عملي، في حين انشغل البعض بالإساءة إلى جبهات الإسناد، وساند العدو الإسرائيلي إعلاميا بشكل مكشوف وواضح، مبررًا دعم جبهات الإسناد للشعب الفلسطيني لتحررها من الهيمنة الأمريكية.
كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن موقف اليمن الرسمي والشعبي ما كان ليكون بذلك المستوى الصادق والجاد في إسناده للشعب الفلسطيني لولا التوجه المتحرر من الهيمنة الأمريكية .. وقال “من جندوا أنفسهم لأدوات أمريكا في بلدنا لم يتخذوا أي موقف لنصرة غزة رغم سيطرة العدوان على ساحل البحر العربي وباب المندب”.
وأشار إلى الإجماع الفلسطيني والأنظمة العربية وحتى إجماع عالمي على استهجان ورفض الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، موضحًا أن الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة عدواني بشع مفضوح، ويعتبر فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة.
وأضاف “الأمريكي تكلم عن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن ثم يريد أن يحتله، ومن ثم طرح ترامب أنه يريد أن يشتري قطاع غزة وكأنه عقار للمساومة”، مؤكدًا أن النظرة الأمريكية تمثل استهتارًا بالقوانين، الأنظمة، المبادئ، القيم، والأخلاق، وليس عنده أي اعتبار لأي شيء.
وبين أنه من المهم اليوم هو الثبات على الموقف، بالنسبة للأنظمة العربية، موقفها المعلن تجاه مسألة التهجير من قطاع غزة الذي يُعد موقفًا جيدًا، حاثًا الأنظمة العربية على ألا تساوم في موقفها وألا تقايض فيه باتجاهات أخرى عدائية للشعب الفلسطيني وتضر بقضيته.
ولفت قائد الثورة إلى أن الأسلوب الأمريكي والإسرائيلي هو أسلوب مخادع يطرح أحيانًا سقفًا أعلى ثم يدخل أيضا لمقايضات ومساومات على حساب القضية الفلسطينية، ويهدف من خلاله إلى تحقيق مكاسب مرحلية لم ينجح في الوصول إليها.
وحذر من الأساليب الأمريكية، ما يستدعي من الجميع الوقفة الصحيحة تجاه ما يطرحه الأمريكي .. مضيفًا “عندما تطلب أمريكا من الأنظمة التي تتعاون معها طلبا لا يستطاع فهذه فرصة لأن تتعلم أن تقول للأمريكي لا، وأن تخرج من بيت الطاعة الأمريكي”.
ودعا كل أبناء الأمة بمختلف بلدانها وأنظمتها وقواها إلى التعاون والتفاهم في إطار الموقف الذي يرفض التوجه الأمريكي بمسألة تهجير الشعب الفلسطيني، معتبرًا الموقف الأمريكي فرصة للوعي بأن كل الخيارات الأخرى التي تطرحها الأنظمة العربية والزعماء العرب هي خيارات غير مجدية.
وتابع “إصرار العرب على أن يطرحوا دائما خيار حل الدولتين هو خيار القبول بأن يكون للفلسطينيين جزءا ضئيلا جدا من فلسطين فيما تصادر بقية فلسطين للعدو الإسرائيلي”، مؤكدًا أن خيار “حل الدولتين” لن ينجح وليس مجديا، ما ينبغي أن يغير العرب سياساتهم أولا تجاه المقاومة الفلسطينية والمجاهدين في فلسطين.
وطالب السيد القائد الأنظمة العربية إلى تغيير سياستها السلبية تجاه المقاومة الفلسطينية واحتضان المجاهدين في فلسطين ماديا وإعلاميا وسياسيا، كون احتضانهم ليس فيه أي حرج، فهم يستندون إلى موقف شرعي وإسلامي وديني وإنساني وفق القانون الدولي.
وحذر من خطورة الموقف الأمريكي على الضفة في وقت يرتكب العدو الإسرائيلي الجرائم فيها ويعتدي في جنين وطولكرم وأماكن أخرى، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي ضاغط مما يفعله العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة معًا.
ودعا إلى موقف عربي وإسلامي قوي من تصريح السفير الأمريكي لدى العدو الإسرائيلي الذي يقول بأنه ستتحقق “نبوءات توراتية” في عهد إدارة ترامب، والذي يقصد به المشروع الصهيوني الذي يبشر الإسرائيليين بالسيطرة على الضفة ومصادرتها.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية بجهازها القمعي تتعاون للأسف مع العدو الإسرائيلي حتى في هذه الأيام وتواكبه في جنين وطولكرم وغيرها من اعتقالات وخطف وقتل، متسائلًا “هل هناك أفق سياسي تأمل فيه السلطة الفلسطينية بتعاون بشكل مباشر مع العدو الإسرائيلي؟ خاصة في ظل التوجه الأمريكي المعلن والمتنكر لكل الحقوق الفلسطينية؟”.
وأعرب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن الأمل في أن تغير السلطة الفلسطينية من توجهاتها، باعتبار المرحلة مرحلة التعاون من الجميع مهما كانت التباينات سابقا، مشددًا على أنه أمام الغطرسة والعدوان الأمريكي والتنكر البشع والمستهجن من كل العالم، يجب أن يكون هناك توحيد الصف على المستويات الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وقال “الدول الأخرى على المستوى العالمي لن يرقى استهجانها للطرح الأمريكي إلى موقف عملي لأن هذه المهمة هي مهمة المسلمين، وإذا كنا ننتظر من الصين أو الأوروبيين أو روسيا أن يقاتل ضد إسرائيلي وأمريكا من أجل فلسطيني فهذا وهم وسراب”.
ولفت إلى أن موقف الدول غير العربية والإسلامية قد يصل إلى مستوى متقدم لكن الموقف القوي هو في عهدة المسلمين والعرب، ما يتطلب توحيد صف الجميع وأن يكون للفلسطيني والعربي والإسلامي، موقف حاسم تجاه التوجهات الأمريكية.
واستغرب السيد القائد تصور البعض من أن أمريكا إذا أرادت شيئا فإنما تقول له كن فيكون ولا يمكن للأمريكي أن يفشل، متسائلًا “هل سيشتري ترامب قطاع غزة من أهلها الذين وقفوا وقفة ثابتة وتمسكوا بحقهم على مدى 15 شهرا من إبادة جماعية وعدوان لا نظير له؟”.
وخاطب ترامب بالقول “هل تتصور أيها الغبي الأحمق أن أهالي غزة الشرفاء بعد صمودهم الذي لا مثيل له والتضحية الكبيرة سيبيعونك وطنهم؟!، ممن ستشتري غزة أيها الجاهل الأحمق الأرعن؟ تتعامل كتاجر في كل شيء وتتصور أن الآخرين يساومونك في كل شيء؟!”.
وأكد أن الظروف مواتية لتوحيد موقف العرب والمسلمين والفلسطينيين بعد أن وصل الأمريكي إلى هذا المستوى من الانكشاف والفضيحة وطلب المستحيل، في تهجير الشعب الفلسطيني من غزة والضفة ومن أي بقعة في فلسطين.
وتابع “على الإسرائيلي أن يدرك أنه مهما كانت رهاناته على الأمريكي فلن يصل إلى تحقيق أهدافه إن اتجه للتصعيد، فالعدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وإن اتجه للتصعيد سيقابله صمودٌ وثبات فلسطيني وسيقف أحرار الأمة مع الشعب الفلسطيني.
واعتبر قائد الثورة ذكرى ثورة الـ 11 من فبراير 2011 ثورة شعبية خرج فيها الشعب اليمني، في وقت حاولت القوى الخارجية على رأسها أمريكا السيطرة عليها ومصادرة إرادة الشعب اليمني.
وأوضح أن ثورة 11 فبراير تعرضت لاختراق بركوب الموجة من أدوات الخارج إلا أن ثورة الـ 21 من سبتمبر صححت المسار.
وعبر عن أحر التهاني والمباركة للجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعبا في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية والتي كانت مكسبا عظيما للشعب الإيراني والقضية الفلسطينية.
وقال “نظام الشاه في إيران كان عميلا واضحا لأمريكا وإسرائيل، وهذا تغير تماما بانتصار الثورة الإسلامية، حيث تحولت إيران إلى أكبر سند لفلسطين على مستوى الأمة”، مؤكدًا أن الثورة الإسلامية في إيران مكسب للعرب لأن أكبر تهديد على العرب هو العدو الإسرائيلي.
وأوضح أن الجمهورية الإسلامية في إيران لم تغير موقفها الداعم لفلسطين وسعت باستمرار إلى علاقات ودية وأخوية مع الدول العربية، مؤكدًا أ، أمريكا تسعى ليكون المنطق السائد في العالم العربي، اعتبار إسرائيل الصديق وإيران الخطر والعدو، وهذا منطق مخادع للعرب.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن “إسرائيل” بقيت تتحدث عن إيران لفترة طويلة، ثم انتقل منطقها إلى آخرين من العرب، وهذا غباء رهيب جدا والبعض من منطلق العمالة، مؤكدًا أن “إسرائيل” هي عدو الأمة والعرب أولا، لأن خطرها على العرب يصل أولا وتريد احتلال بلدانهم، وعدو لإيران وعدو لكل المسلمين.
وأضاف “في هذه المرحلة، مع الجنون الأمريكي والترامبي، من واجب المسلمين التفاهم والتعاون واجتماع كلمتهم، حول موقف موحد ضد مساعي أمريكا و”إسرائيل” ومن يتصور أنه سيكسب الأمريكي فهو واهم، فأمريكا تريد من بعض الأنظمة العربية أن تقاتل في سبيله بالنفس والمال من أجل خدمته هو والإسرائيلي”.
وتوقف السيد القائد عند الانتصارات الكبيرة التي حققها حزب الله في لبنان عبر مراحل متعددة بعد أن كان العدو الإسرائيلي قد وصل إلى بيروت، ثم هُزم وأُذل وطُرد، مضيفًا “في لبنان أتى تحرير عام 2000 بانتصار تاريخي إلهي عظيم لأن المقاومة وحاضنتها الشعبية حملت الإرادة والإيمان واتجهت بقوة فانهزم العدو الإسرائيلي أمامها”.
وذكر أن العدو الإسرائيلي انهزم في 2006 هزيمة مذلة بكل ما تعنيه الكلمة، وكان يريد من خلال تلك المواجهة أن يقضي بشكل كامل على حزب الله ويخضع لبنان له وللأمريكي، داعيًا شعوب الأمة إلى أن تكون واثقة بالله وتتجه الاتجاه الصحيح الذي يكفل لها حريتها وكرامتها الإنسانية ويحفظ لها حقوقها المشروعة، وتنظر نظرة صحيحة للأمريكي من هو؟ وما هي أهدافه وتوجهاته؟ أنه عدو حقيقي للشعوب بأطماعه وبتبنيه للمشروع الصهيوني”.
وأشار إلى رفض اليمن باستمرار ما يجري في لبنان، مؤكدًا ثبات الموقف اليمني مع المقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني، مضيفًا “نحن إلى جانب إخوتنا في حزب الله ومع الشعب اللبناني وحاضرون في أي مرحلة تصعيد أو عدوان شامل على لبنان، ونقف وقفة كاملة على المستوى العسكري وغيره مع الشعب والمقاومة اللبنانية”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: السید عبدالملک بدر الدین الحوثی تهجیر الشعب الفلسطینی من السیطرة الأمریکیة العدو الإسرائیلی المشروع الصهیونی الأنظمة العربیة للشعب الفلسطینی الموقف الأمریکی هروب المارینز الإسلامیة فی السید القائد الشعب الیمنی للشعب الیمنی أن الأمریکی قائد الثورة الأمریکی من الأمریکی فی أبناء الأمة فی قطاع غزة موقف الیمن أن المشروع من الهیمنة أن الموقف مهما کانت فی فلسطین وأشار إلى أن أمریکا على الیمن مؤکد ا أن فی لبنان وأوضح أن فی إیران من أبناء فی الوقت من صنعاء مهما کان ا إلى أن لا یمکن وأکد أن من خلال أن یکون مضیف ا الذی ی ما کان حتى فی بکل ما ی موقف موقف ا
إقرأ أيضاً:
مجلس شباب الثورة: فبراير مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب اليمني ومحاسبة كل من أجرم بحقه
قال مجلس شباب الثورة إن "11 فبراير لم يكن لحظة عابرة، بل مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب اليمني في الأرض والسلطة والثروة، ومحاسبة كل من أجرم في حقه".
وأكد المجلس -في بيان بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لثورة 11 فبراير- أن إرادة التغيير لا تُهزم وأن الأنظمة الاستبدادية مهما تجبرت ومهما بدا تماسكها واستمرارها في الحكم، فإن مصيرها السقوط أمام عزيمة الشعوب التواقة للحرية والكرامة.
وأضاف "فبراير ليس مشروعا عائليا أو مناطقيا أو مذهبيا أو فئويا، فجوهره مشروع ديمقراطي يمنح اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم الحق المطلق في اختيار حكامهم ومحاسبتهم وعزلهم".
وأشار إلى تزامن الذكرى الرابعة عشرة لثورة 11 فبراير مع انتصار إرادة الشعوب الحرة، من إسقاط الطاغية في سوريا إلى انتصارات السودان الشقيق.
وجدد مجلس شباب الثورة على جملة من القضايا؛ منها أن انتصارات الشعوب العربية محطة إلهام لكل قوى التغيير في العالم، ورسالة واضحة بأن النضال من أجل وطن المواطنة المتساوية لا وطن الرعايا والتابعين. متابعا "أن هذا مسار لا رجعة فيه، وأن الاستبداد إلى زوال مهما طال أمده".
وعبّر البيان عن أسفه لأن تحل هذه الذكرى واليمنيون يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات المعيشية والاقتصادية، في ظل انهيار العملة، وانعدام الخدمات، وعجز الشرعية عن إدارة مناطقها.
ولفت إلى استمرار آلة القمع والتجويع والاختطافات والتعبئة الطائفية الممنهجة في مناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية، واستغلالها لحالة ضعف وهشاشة الحالة اليمنية.
كما أكد إن "التدخل الخارجي في القرار السيادي اليمني رفضه اليمنيون في فبراير، وسيظلون يرفضونه ويدينون أي قوى يمنية ارتهنت أو ساومت على حساب المصالح الوطنية، وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني والسعودي والإماراتي، وأدواتهم في الداخل.
وجدد مجلس شباب الثورة العهد لشهداء ثورة فبراير، ولشهداء معركة استعادة الجمهورية بالمضي في درب النضال، مؤكدا أن إرادة الشعب هي صاحبة الكلمة الفصل، ولن يكون اليمن إلا لكل أبنائه الأحرار.