تدهور الخدمات همّ ثقيل يعمق معاناة اليمنيين
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
صنعاء- "سبب لي انقطاع الكهرباء معاناة كبيرة، أفقدني 4 عبوات أنسولين مخلوطة واثنتين صافيتين مما تسبب في تدهور حالتي الصحية بشكل كبير"، هكذا اشتكت الشابة اليمنية وهاد اليافعي المصابة بمرض السكري وضعها للجزيرة نت.
تقيم وهاد في مدينة عدن وتقول إن العديد من المواد الغذائية في منزلها تعرضت للتلف، بالإضافة إلى انقطاع الماء، مما اضطرها للخروج من المنزل حفاظا على أدويتها من التلف.
ومؤخرا، شهدت عدة محافظات يمنية بينها العاصمة المؤقتة عدن، انقطاعات للكهرباء لساعات طويلة جراء نفاد الوقود. وأدى تدهور الخدمات العامة والانهيار الاقتصادي المستمر إلى احتجاجات غاضبة خلال الأيام الماضية في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة "الحكومة الشرعية" منها عدن، والضالع، وأبين، وسقطرى.
قلق وخوفتوضح اليافعي أنه لا يوجد مواعيد ثابتة لانقطاع التيار الكهربائي، "فقد يعمل مدة ساعتين ويُغلق 20 ساعة وأحيانا أكثر، وخلال الأيام الماضية استمر الانقطاع 22 ساعة يوميا". وشددت على أن البدائل الأخرى مكلفة جدا "مثل العيش في فندق أو شراء طاقة شمسية ومولدات كهربائية".
ووفقا لها، يسيطر القلق والخوف على السكان في عدن خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بشكل كبير، وقد تسبب الكثير من الأوبئة كالطفح الجلدي، وربما يتعرض الكثيرون إلى الوفاة إذا استمر انقطاع الكهرباء.
إعلانمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، سبق أن شهدت أيضا احتجاجات شعبية تطالب بإعادة تشغيل الكهرباء المتوقفة منذ سنوات. وأكد عبد الرحمن العديني، عاقل حارة الضربة الواقعة في قلب مدينة تعز المكتظة بالسكان، أن الكهرباء الحكومية متوقفة منذ 10 سنوات في ظل هذا الظروف الصعبة.
وأضاف للجزيرة نت أن حصة تعز من الوقود الحكومي لم تصل، والسكان يعتمدون فقط على الكهرباء التجارية الخاصة والألواح الشمسية المكلفة.
وتابع "يقدر سعر الكيلووات التجاري بـ1200 ريال (الدولار يساوي 2300 ريال)، مما اضطر العديد من المواطنين إلى وضع عدادات كهربائية، ومحاولتهم الاقتصاد فيها قدر الإمكان. ومع ذلك تتراوح الفاتورة الشهرية بين 12 ألفا إلى 15 ألف ريال يمني".
وطالب العديني السلطة المحلية والمجلس الرئاسي ورئيس الحكومة بضرورة توفير محطة كهرباء لتعز أكثر المحافظات اكتظاظا بالسكان.
معاناة مضاعفةتسبب تدهور الخدمات في تعميق معاناة اليمنيين وسط عجز حكومي عن التعامل مع الوضع جراء الأزمة الكبيرة التي يعاني منها اليمن.
في السياق، يقول الصحفي المقيم في عدن شكري حسين إن انقطاع الكهرباء خلّف عواقب غير محمودة على المجتمع، من بينها تسببه في توقف الكثير من الأعمال حكومية أو خاصة. وأضاف للجزيرة نت أن هذا الانقطاع تسبب بانعكاسات كارثية على القطاع الصحي، فأدى إلى تعفن الكثير من جثث الموتى وتوقف العمل في أقسام الكلى، واستحالة إجراء عمليات جراحية كثيرة.
كما زاد من حدة معاناة الناس في الحصول على مياه الشرب، وفق حسين، نظرا لتوقف عشرات الآبار عن ضخ المياه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة. وقال إن "غياب الحلول الحكومية العاجلة لمثل هذه الأوضاع المؤلمة أصاب الجميع بحالة من الإحباط واليأس، خصوصا أنها تأتي مع اقتراب شهر رمضان المبارك".
ردا على ذلك، أوضح مدير عمليات مؤسسة الكهرباء في محافظة عدن محمد نعمان أنه منذ قرابة 3 أشهر بدأت محطات توليد الكهرباء بالخروج التدريجي عن الخدمة جراء نفاد مادتي الديزل والمازوت، حتى وصلت إلى توقفها الكلي والاعتماد فقط على محطة "الرئيس" بقدرة محدودة بـ 65 ميغا، إلى جانب محطة الطاقة الشمسية نهارا بقدرة 90 ميغا.
إعلانوفي حديث للجزيرة نت، شرح نعمان أسباب الأزمة، مفيدا بأن توقف إمدادات النفط الخام أدى إلى دخول عدن والمحافظات المجاورة في حالة انقطاع كلي للتيار الكهربائي.
وأردف "ناشدنا جميع الجهات المعنية بضرورة إيجاد الحلول العاجلة بتوفير كميات من الوقود لتأمين استمرارية الخدمة ولو بحدها الأدنى، خصوصا أنه في فترة الشتاء تنخفض الأحمال، ولكن للأسف أصبحنا اليوم مهددين بالعودة مجددا للانقطاع الكلي".
ووفقا لنعمان، تكمن المشكلة في عدم توفر الوقود من مازوت وديزل، مما تسبب في توقف 450 ميغا وتشغيل 65 ميغا فقط. وتابع " في كل شتاء نستعد لفصل الصيف برفع كافة احتياجات المؤسسة، لكن هذا العام جاء الوضع مغايرا، فقد حاولنا بذل أقصى الجهود لتوفير كميات ضئيلة من الوقود لإبقاء التيار الكهربائي 4 ساعات فقط باليوم خلال الشتاء".
وشدد على ضرورة توفير الوقود بكميات كافية لتشغيل كافة المحطات المتوقفة، ورفع القدرة الإنتاجية لمحطة "الرئيس" الكهربائية، وضمان استمرار الوقود خلال فترة الشتاء، لافتا إلى أن هذا الأمر سيشكل "فارقا كبيرا لمنظومة التوليد واستقرار الكهرباء بشكل منقطع النظير".
وبشأن رؤيته المستقبلية لوضع الكهرباء، يقول إنها "مازالت منعدمة تماما بسبب الأوضاع الحالية التي تعيشها البلد ككل، ونأمل أن تكون هنالك انفراجة قريبة للوضع".
رد السلطةعقب مظاهرات شعبية متكررة احتجاجا على تدهور الخدمات، عقد مجلس القيادة الرئاسي، الأحد الماضي، اجتماعا في العاصمة السعودية الرياض بحث فيه تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وتعهد رئيس المجلس رشاد العليمي بأن الحكومة "ستفي بالتزاماتها الاقتصادية والخدمية"، مشددا على "ضرورة حشد جميع الطاقات في مواجهة التحديات الاقتصادية وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين قبيل حلول شهر رمضان"، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
إعلانوسبق أن أرجعت الحكومة تدهور الخدمات إلى الأزمة المالية الكبيرة التي تواجهها جراء توقف تصدير النفط منذ عامين ونصف، بسبب تداعيات الصراع مع الحوثيين.
من جهته، ذكر المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة -في بيان الأربعاء الماضي- أن "عدن أصبحت محرومة من أبسط الخدمات، نتيجة العجز الحكومي عن الاضطلاع بالمسؤوليات تجاه الشعب في محافظات الجنوب والمناطق المحررة".
في السياق، يعتقد الإعلامي اليمني عبد الفتاح جميل أن "من يدير الدولة والمؤسسات اليوم هم أشخاص ينتمون لعدة أحزاب ومكونات ولا يمتلكون رؤية واضحة لتوفير الخدمات للمواطنين"، في إشارة إلى انقسام الحكومة إلى عدة مكونات سياسية.
وأضاف للجزيرة نت "لو كانت هناك نية حقيقية للإصلاح الاقتصادي وتوفير الخدمات والتخفيف من معاناة المواطن وتحسين سعر العملة لتم الاتفاق على حكومة بصلاحيات واسعة، حكومة إنقاذ متخصصة بعيدا عن الهيمنة الحزبية والمحاصصة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تدهور الخدمات للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
خبراء يقترحون حلولًا لأزمة الكهرباء في اليمن
مقالات مشابهة أسواق عدن غير آمنة.. اشتباكات مسلحة في سوق القات بالممدارة
3 ساعات مضت
فتحي بن لزرق يكشف عن صدمته البالغة مما شاهده صباح اليوم في شوارع عدن3 ساعات مضت
توجهات سعودية إماراتية مفاجئة لتغيير السلطة: استبدال المجلس الرئاسي بمجلس عسكري وتشكيل حكومة جديدة22 ساعة مضت
عاجل وردنا الآن: عدن تترقب وجميع السكان يعلنون حالة التأهب القصوى.. وهذا ما سيحدث الساعة الثامنة مساء في جميع أنحاء المدينةيومين مضت
عدن تنتفض مجددًا.. استعدادات شعبية واسعة لانطلاق مظاهرات جماهيرية غير مسبوقة 8:00 مساء الليلة في 10 مناطق ( اسماء نقاط التجمع والانطلاق)يومين مضت
عاجل وردنا الان: شاهد أول صورة لضبط قاتل المعلمة نسرين بعد فراره من عدن إلى صنعاءأسبوعين مضت
تشهد محافظات عدن ولحج وأبين والضالع (جنوب اليمن) احتجاجات شعبية غاضبة، عقب خروج منظومة الكهرباء عن الخدمة بشكل متكرر، ما أدى إلى تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء والمياه خلال الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق، استطلع الميدان اليمني آراء خبراء ومهندسين حول الحلول الممكنة لمعالجة الأزمة.
الطاقة البديلة.. حلول مهملةيرى المهندس محمد نجيب أن الطاقة الشمسية البديلة توفر حلًا عمليًا وفعالًا لأزمة الكهرباء، بشرط تنفيذها وفق معايير دقيقة. وأكد أن تطبيق هذه التقنية بشكل صحيح يمكن أن يساهم في تغذية عدن، لحج، أبين، الضالع وتعز، لكنه أشار إلى وجود أخطاء رافقت مشاريع الطاقة البديلة، مثل إنشاء محطة بخارية بجوارها رغم شح الوقود، الأمر الذي أدى إلى استمرار المشكلة.
كما لفت إلى فشل مشروع توربين الرياح الذي تم تركيبه في ساحل أبين بمديرية خورمكسر، بسبب اختيار موقع منخفض لا يسمح بالاستفادة القصوى من طاقة الرياح.
وأكد نجيب أن الفساد يعد “العدو الأول” لحرمان المواطنين من الكهرباء، معتبرًا أن هناك جهات مستفيدة من استمرار تدهور الكهرباء الحكومية. كما وصف شحنة الوقود الإسعافية القادمة من مأرب بأنها مجرد “حل مؤقت” لن يدوم أكثر من ثلاثة أيام، متسائلًا عن أسباب استمرار الانقطاع رغم حلول فصل الشتاء.
ودعا الجهات المعنية إلى وضع خطة شاملة لصيانة المحطات الإنتاجية، ومراقبة تردد التيار الكهربائي، بالإضافة إلى تفقد خطوط الضغط العالي ومنع الربط العشوائي، لضمان تشغيل الكهرباء بشكل مستقر دون انقطاع.
محطة المخا.. فرصة مهدرةمن جانبه، قدم المهندس خالد راشد عبدالمولى، المدير السابق لمؤسسة الكهرباء، عددًا من المقترحات لمعالجة أزمة الكهرباء، مشددًا على ضرورة الاستفادة من الكادر الفني في محطة المخا البخارية (غرب تعز) لتنفيذ أعمال الصيانة وإعادة تشغيلها بشكل دائم.
وأوضح أن المحطة، التي صُممت لإنتاج 160 ميجاوات، كانت تغذي الشبكة الوطنية بموثوقية عالية، وتوفر الكهرباء لعدة محافظات. إلا أن إهمالها أدى إلى تآكل معداتها وتعطّل أهم منشأة كهربائية وطنية، رغم أن المهندسين نجحوا سابقًا في إعادتها للخدمة بعد تعرضها للقصف الجوي في يوليو 2015.
وأكد عبدالمولى أن إعادة تشغيل المحطة يتطلب موازنة تشغيلية عاجلة، مشيرًا إلى أن استمرار الأزمة أدى إلى انقطاع الكهرباء لما يزيد عن 23 ساعة يوميًا في بعض المحافظات، بينما تعتمد مناطق أخرى على الكهرباء التجارية مرتفعة التكلفة.
يُذكر أن محطة المخا البخارية تم التخطيط لها في سبعينيات القرن الماضي، ودخلت الخدمة رسميًا في عام 1987، قبل أن تتعرض للإهمال خلال السنوات الأخيرة.
ذات صلةالوسومانطفاء انقطاع عدن كهرباء بديلة كهرباء عدن
السابق الجمعية الفلكية تعلن موعد أول أيام شهر رمضان 1446اترك تعليقاً إلغاء الرديجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار خبراء يقترحون حلولًا لأزمة الكهرباء في اليمن 16 دقيقة مضت الجمعية الفلكية تعلن موعد أول أيام شهر رمضان 1446 41 دقيقة مضت لأول مرة.. مظاهرة حاشدة في الضالع ضد الانتقالي وقوات أمنية تدفع بمدرعات ساعتين مضت كويكب جديد يثير القلق.. علماء الفلك يراقبون خطر اصطدامه بالأرض ساعتين مضت أسواق عدن غير آمنة.. اشتباكات مسلحة في سوق القات بالممدارة 3 ساعات مضت منعوا دخولهم رغم التصاريح!.. نقطة أمنية في عدن تعيد طلاب الجامعة إلى تعز 3 ساعات مضت فتحي بن لزرق يكشف عن صدمته البالغة مما شاهده صباح اليوم في شوارع عدن 3 ساعات مضت ما بعد “ديب سيك” ليس كما قبله.. استثمارات خيالية لعمالقة التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي 5 ساعات مضت “ناسا” تكشف عن صور جديدة لكويكب قد يصطدم بالأرض قريبًا 5 ساعات مضت استعدوا.. تغييرات كبيرة على واتساب ستؤثر على جميع المستخدمين 6 ساعات مضت “جمعية الطقس السعودية”: أمطار غزيرة متوقعة بدءًا من الاثنين وتستمر حتى السبت 6 ساعات مضت اسباب ظهور الشيب مبكراً؟ أخصائية جلدية تشرح الأسباب وطرق الوقاية 16 ساعة مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | لموقع الميدان اليمني