الثقافة والفن.. الأعمال الدرامية أسهمت في دعم القضايا الأسرية والمجتمعية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تعد الثقافة والفن أحد الروافد الرئيسية فى خدمة الوعى، حيث تسهم الأعمال الفنية والدراما فى نشر الوعى حول القضايا الأسرية والمجتمعية، فهناك العديد من الأفلام والمسلسلات التى ناقشت قضايا مثل الإدمان، التنمر، العنف الأسرى، والتفكك العائلى وتأثيرها على وعى المجتمع، فالأعمال الفنية لا تقتصر على كونها مجرد وسائل ترفيهية، بل تتحول إلى منصات توعية تؤثر فى وعى المشاهدين وتحثهم على التفكير والتفاعل مع القضايا المطروحة.
فعلى مدار تاريخ الفن المصرى استطاعت السينما والدراما تقديم مجموعة من الأعمال الفنية، ساهمت فى تشكيل وعى الجمهور بفئاته المختلفة تجاه القضايا المجتمعية والأسرية المتنوعة، فقد تطرقت العديد من الأعمال الفنية إلى قضايا مثل الإدمان، الذى ظهر بوضوح فى أفلام ومسلسلات، منها مسلسل (تحت السيطرة)، أما قضية التنمر فقد تم تناولها فى أعمال مثل مسلسل (إلا أنا) الذى تناول قضية التنمر، وكيف يؤثر على نفسية الأفراد، خاصة المصابين بمرض البهاق، وكذلك مسلسل حكاية (حتة من القمر)، الذى يدور حول البنات اللاتى يعانين من وحمة كبيرة فى وجوههن، ويتعرضن للمضايقات والتنمر، وفيما يتعلق بالتفكك الأسرى، تناول مسلسل (أبوالعروسة) العلاقة بين الأجيال المختلفة فى الأسرة المصرية، وتعرض للتحديات التى يواجهها الأفراد فى أسرهم بسبب اختلاف الرؤى الثقافية والاجتماعية، كما تناول مسلسل (فاتن أمل حربى) قضية المرأة فى المجتمع المصرى، وكيف يمكن للتفكك الأسرى والعنف أن يترك آثاراً سلبية على الحياة العائلية والمجتمعية.
«الشناوي»: الفن أسهل وأسرع وسيلة لإيصال الأفكار.. و«شوقي»: الدراما والسينما ساهمتا في حل المشكلات.. و«متولي»: تقوم برفع الوعى لدى الجمهورالناقد الفنى طارق الشناوى قال لـ«الوطن»: «الفن هو أسهل وأسرع وأعمق وسيلة لنقل جميع الأفكار التى تهم المجتمع وتؤثر فيه، وتساهم فى تقدمه، ولا يُعتبر الشكل الذى تُقدم فيه القضية أمراً ذا أهمية، بل المهم هو كيفية معالجتها ومدى تأثيرك، إلى أى مدى تستطيع أن تصل إلى الناس؟ هل المحتوى قادر على مخاطبة الوجدان؟ سواء كان ذلك من خلال المسرح، أو السينما، أو التليفزيون، أو الأغنية».
وشدد الناقد الفنى محمد شوقى على قوة السينما والدراما فى نشر الوعى لدى الأفراد حول القضايا المجتمعية المختلفة، وقال: السينما والدراما استطاعتا، بكل قوة، التعبير والمساهمة فى نشر الوعى حول القضايا المجتمعية فى مختلف المجالات، خاصة قضايا التنمر، والعنف الأسرى، والإدمان، والدليل على ذلك هو وجود العديد من الأفلام والمسلسلات التى تم عرضها على مر تاريخ السينما والدراما، والتى كان لها تأثير قوى للغاية، وتم تكريم صُنَّاع هذه الأعمال الفنية، ولقد تمكنت السينما والدراما من مناقشة العديد من القضايا المجتمعية فى الآونة الأخيرة. أما عن مواصفات ومعايير العمل الذى يحدث وعياً للمشاهدين تجاه القضايا الاجتماعية، قال «شوقى»: «مواصفات ومعايير العمل الفنى القادر على نشر الوعى بالقضايا المجتمعية تتطلب أن يكون العمل واقعياً، فالقضايا الواقعية أصبحت منتشرة بشكل كبير فى هذه الأيام، ولا يمر يوم إلا ونشاهد قضية اجتماعية متخصصة فى موضوع معين، وعندما يكون العمل الفنى مركزاً على قضية ملموسة حدثت بالفعل وتم نشرها فى الصحف والمواقع الإلكترونية، وتأثر بها الجمهور بشكل واسع، فإن ذلك يؤدى إلى تأثير إيجابى كبير فى تلقى المشاهد للعمل أو توصيل الرسالة له».
وقال الناقد الفنى رامى متولى: «لا يوجد قاعدة ثابتة لتأثير العمل الفنى على وعى الجمهور، فهذه مسألة تعتمد على كيفية استخدام المبدع للطريقة، فهناك من يتبع الطريق المباشر، مثل الأعمال التى تدعمها وزارات أو جهات معينة، كما فى فيلم (أسماء) الذى ساهمت فيه مؤسسات تنشر التوعية حول مرض الإيدز، وهناك من يختار القضية الدعائية، ومن يستخدم الرمزية، إذن هناك طرق متنوعة لتحقيق الوعى».
وأضاف: «هناك أفلام مهمة جداً فى تاريخ السينما المصرية استطاعت أن تساهم فى توعية الجمهور بالقضايا المختلفة مثل كلمة شرف، جعلونى مجرماً، أريد حلاً، والعائلة، هذه الأعمال أثرت بشكل رئيسى فى تفاصيل تتعلق بالقضايا المجتمعية، ومن الأعمال الحديثة، مسلسل فاتن أمل حربى وتحت الوصاية أثارا نقاشاً مجتمعياً كبيراً حول قضايا الأحوال الشخصية، ونحن لا نفتقد الأعمال الفنية التى تتناول القضايا المجتمعية، فكل فنان حر فى اختياراته، والمبدع عندما يتأثر بقضية معينة يقوم بمناقشتها، كذلك عندما تكون هناك قضية ضخمة تفرض نفسها، تظهر فى الأعمال الفنية بشكل طبيعى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المرأة دور المرأة حماية المرأة الأسرة القضایا المجتمعیة السینما والدراما الأعمال الفنیة نشر الوعى العدید من
إقرأ أيضاً:
يسرا اللوزى لـ الوفد: «سراب» دراما إنسانية موجودة فى كل بيت
أنافس نفسى فى رمضان بـ«رباب» و«تاج»
الفنانة يسرا اللوزى واحدة من النجمات التى تجيد اختيار أدوارها، رغم ملامحها البريئة تحاول أن تتمرد على شكلها وتختار شخصية الشر لتظهر من خلالها أدائها التمثيلى، حققت اللوزى مؤخرًا نجاحًا كبيرًا بمسلسل «سراب» الذى انتهى عرضه وحقق ردود فعل جيدة، واستطاعت من خلال شخصية ملك أن تلفت الأنظار لدور الزوجة التى يسبب إهمال زوجها لها للعديد من المشاكل.
وعلى جانب آخر، تعيش يسرا حالة نشاط فنى فى الموسم الرمضانى المقبل، حيث تشارك بمسلسين بشخصيتين مختلفتين تماماً.
حول أدوارها ورؤيتها للمنافسة فى رمضان المقبل، كان الحوار التالي:
سألتها عن مشاركتها فى رمضان المقبل فقالت: أشارك بمسلسلين فى المارثون الرمضانى، الأول مع الكاتبة المتميزة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوى والفنانين أمينة خليل وأحمد السعدنى، وأجسد دور «رباب»، وهى زوجة وأم لديها العديد من المشاكل، وشخصيتها بها تركيبات نفسية معقدة، ويناقش المسلسل قضايا التحرش بالأطفال فى المدارس والأماكن العامة، وهذا المسلسل ينتمى لأعمال الـ15 حلقة، بمسلسل «لام شمسية».
وأيضا أشارك فى الموسم الخامس من مسلسل «المداح» مع الفنان حمادة هلال، وأجسد شخصية «تاج» التى سبق لها الظهور فى الموسم الثالث، وكانت ضيفة شرف فى الموسم الرابع، وشخصية «تاج» سيكون لها دور محورى هذا الموسم، فهى شخصية صعبة وتتطلب جهداً فى التركيز.
حول فكرة نجاح دراما الأجزاء قالت: ما يحكم نجاح العمل هو السيناريو، يمكن أن يقدم من العمل 10 أجزاء ويشعر الجمهور وكأنه ملىء بالأحداث، وهذا ما حدث مثلاً فى المسلسلات الأيقونية أمثال ليالى الحلمية وزيزينيا وغيرها، وشاركت فى مسلسل «عائلة الحاج نعمان» وكان جزءان فى كل حلقة تشعر كأنها مليئة بالأحداث الساخنة وهذا ما يميز العمل، أن السيناريو مكتوب جيداً، وبشكل عام أنا أحب مسلسل «المداح» وأستمتع بردود الفعل كل سنة حول العمل، والموسم الخامس سيكون الأقوى، ويحمل العديد من المفاجآت التى سيحبها الجمهور ويتفاعل معها.
وعن المنافسة فى رمضان، قالت لا يمكن أن ننكر أن طوال العام أصبح مليئاً بالأعمال الفنية ودائماً هناك منافسة بين المسلسلات وهذا خلق حالة من المتعة الفنية، ان جميع الفنانين أصبح لديهم تنوع فى تقديم أعمال مميزة ليحققوا نجاحاً ويجذبوا أنظار الجمهور، لكن دائماً المنافسة الرمضانية لها مذاق خاص، وأنا منذ سنوات وأنا أشارك كل عام فى رمضان، بالاضافة إلى ان المنصات جعلت المنافسة مختلفة، وفى مصلحه الجمهور لأن هناك أعمالاً كثيرة ومتنوعة والجمهور دائماً يبحث عن المختلف والمميز.
وعن ردود الفعل عن مسلسل السراب الذى انتهى عرضه قريباً، قالت: ردود الفعل فاجأتنى ولم أتوقع أن يحقق العمل ردوداً سريعة، منذ حلقاته الأولى، خاصة أنه يعرض بحلقات ثلاثية وسعيدة بالتجربة كاملة.
وعن كواليس العمل قالت: العمل تم تصويره بحب، وللحقيقة، انجذبت للمسلسل منذ قراءة السيناريو، فهو مكتوب بطريقة مختلفة وجذابة للغاية، وتطلب منى تركيزًا شديدًا كى أفهم السياق الخاص بالأحداث، وفى بعض الأحيان كنت أقرأ أكثر من مرة كى أفهم التفاصيل.
وعن الصعوبات التى واجهتها فى شخصية ملك قالت، هى شخصية مختلفة، لديها العديد من المشاعر المكبوتة التى لا تُظهرها بسبب معاملة زوجها لها، فهو طوال الوقت يسخر منها ومن عملها وأحلامها، وكانت صعوبة الشخصية ان ظروفى الخاصة كانت صعبة، والدتى كانت فى المستشفى وكنت أمر بحالة من الحزن الشديد، وبعد وفاتها فكرت فى الاعتذار، ولكن جميع من حولى نصحونى بالعمل وقبول الشخصية، وفى الحقيقة هذا الحزن الذى كنت أعيشه ساعدنى فى إتقان الشخصية.
وعن التحضير للشخصية قالت، ملك مثل كل شخصية اقدمها، اذاكر الشخصية جيداً وماضيها وتعقيداتها، وأحاول بناء خلفية خاصة بها والدخول فى عالمها.
وعن تعاونها الأول مع خالد النبوى قالت: خالد ممثل محترف ومتميز وملتزم، ولديه خبرة كبيرة يساعد بها من أمامه، وهذه أول مرة لنا أمام الشاشة، ولكن شعرت بكيمياء تجمعنا حيث تناقشنا كثيرا قبل المشاهد، كما أنه يركز فى أدق التفاصيل كى يخرج العمل بأفضل صورة، فالتعاون مع ممثل لديه مثل هذه الخبرة شيء ممتع، وتعلمت الكثير أثناء التصوير.
عن اتجاه المؤلفين مؤخراً لتقديم أعمال عن فورمات اجنبية قالت: الموضوع يعتمد فى النهاية على الذوق الشخصى، وليس بالضرورة أن يكون صحيحًا أو خطأ. هناك جزء من الجمهور يرى أنه إذا كان العمل الأجنبى قد أصبح معروفًا بشكل كبير، يجب علينا «تمصيره» حتى لا تحدث مقارنة مباشرة به. لكن فى حالة مسلسل «سراب»، أغلب الجمهور المصرى لم يشاهد النسخة الأجنبية، وهذا يضمن عدم حدوث مقارنة بين العملين. بالطبع، هناك من يعتقد أنه لماذا نأخذ عملًا أجنبيًا ونقوم بتعديله ليتناسب مع مجتمعنا، لكننا فى «سراب» لم نقم بتقليد العمل الأصلى بشكل حرفى، بل أخذنا الفكرة الأساسية وأضفنا عليها تغييرات لتناسب واقعنا وثقافتنا.
وعن الجديد فى السينما اختتمت حديثها قائلة، انتهيت فى الفترة الماضية من تصوير فيلم «برلين» من إخراج أحمد عبدالله السيد، ويشارك فى البطولة منة شلبى، محمد حاتم، فدوى عابد، وجهاد حسام الدين.