المساجد والكنائس.. رفع الوعي وتعزيز القيم لبناء مجتمع متماسك
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تلعب المساجد والكنائس دوراً محورياً فى رفع الوعى، حيث لا تقتصر مهمتها على الجانب الدينى فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى كونها مراكز فكرية وثقافية تسهم فى تعزيز الهوية الوطنية وتوجيه الشباب نحو القيم الإنسانية المشتركة.
ومن خلال برامجها التربوية والفكرية، تعمل هذه المؤسسات على تربية جيل قادر على مواجهة التحديات الفكرية والمساهمة الفاعلة فى مسيرة التنمية الشاملة، ليكون شريكاً حقيقياً فى بناء مجتمع يسعى نحو مستقبل أفضل.
بدوره أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى أكثر من مناسبة، أن الأزهر يولى أهمية كبيرة فى رفع الوعى العام بالقضايا المجتمعية المعاصرة، ويستعد لتصميم مقررات دراسية جديدة تتناول تلك القضايا بما يواكب التحديات الحالية، موضحاً أن الأزهر يهدف من خلال هذه الخطوات إلى تعزيز الهوية الدينية والأخلاقية، خاصة فى ظل انتشار الأنماط الثقافية الغريبة التى باتت تؤثر فى شبابنا وتعزلهم عن هويتهم الثقافية والدينية، ما يجعلهم عرضة للاستقطاب الثقافى. وأوضح «الطيب» أن الأزهر يسهم بشكل فعال فى تحقيق أهداف مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، التى تستهدف قضية الوعى بالمقام الأول، وتسعى إلى تحسين مستوى المواطن المصرى فى مجالات التعليم والصحة والثقافة، بما ينسجم مع الاحتياجات المتجددة لسوق العمل.
وأوضح الإمام الأكبر أن الأزهر يشارك بفاعلية فى هذه المبادرة، من خلال قطاعاته المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، إيماناً بدوره الوطنى فى تعزيز القيم الأخلاقية، خاصة فى مواجهة ما وصفه بالغزو الثقافى المسموم الذى يستهدف الشباب.
وأكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى تصريحات له، على دور الكنيسة القبطية فى التوعية بالقيم الإنسانية والمفاهيم البناءة، مشيراً إلى أنه يجب مواجهة الأزمات بالوعى والترشيد والتكاتف، مشدداً على ضرورة إطلاق حملات توعوية وتثقيفية تستهدف رفع الوعى لدى أبناء الوطن جميعاً، خصوصاً الأطفال والشباب. وأعرب البابا تواضروس عن استعداد الكنيسة الكامل للمشاركة فى دعم الفعاليات التى تهدف إلى زيادة الوعى وبناء الإنسان والمجتمع. وحرصت الكنيسة على المشاركة فى مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، التى أطلقتها الدولة من أجل تقديم إنسان واعٍ ومتعلم ومثقف للمجتمع، من خلال تقديم عدة نشاطات فى القطاعات الصحية، التعليمية، الثقافية، السلوكية.
من جانبه أكد د. أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أن المساجد تلعب دوراً حيوياً فى رفع وتنمية الوعى المجتمعى، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تعزيز هذا الدور، من خلال برامج دعوية تهدف إلى نشر القيم الأخلاقية وتعزيز الوعى الثقافى والدينى لدى أفراد المجتمع. ولفت «الأزهرى» إلى أن المساجد أصبحت منابر أساسية لتوجيه الأفراد نحو التمسك بالقيم الإنسانية والإسلامية التى تساهم فى بناء مجتمع متماسك ومؤثر. وأوضح «الأزهرى»، فى تصريحات له، أن الوزارة أطلقت عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز دور المساجد فى المجتمع، ومن أبرزها حملة لمواجهة التفكك الأسرى التى تم إطلاقها عبر مجلة «وقاية»، التى تناولت قضايا مهمة، مثل التفكك الأسرى وأثره السلبى على الأفراد والمجتمع. وأوضح الوزير أن هذه المبادرات تركز على تقديم حلول فكرية وفلسفية لتعزيز تماسك الأسرة المصرية، ما يسهم بشكل مباشر فى التنمية المستدامة وبناء الوطن.
وشدد وزير الأوقاف على أهمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية كأداة لتوجيه الأفراد وتعزيز التفاعل المجتمعى الإيجابى. كما أكد ضرورة التعاون بين جميع الوزارات المعنية لتحقيق تكامل الجهود نحو بناء الشخصية المصرية والوعى المجتمعى، مع توظيف السوشيال ميديا بشكل إيجابى لتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية.
وأشار «الأزهرى» إلى أن المساجد تعد الوسيلة المثلى لتعزيز الوعى المجتمعى، من خلال خطب ودروس دعوية، وهو ما يعزز الروابط بين أبناء المجتمع. كما أشار إلى ضرورة توعية الأفراد بمخاطر الانغماس فى وسائل التواصل الاجتماعى دون وعى، مع التأكيد على أهمية استخدامها فى رفع الوعى الدينى والثقافى. وسلط «الأزهرى» الضوء على المبادرة الجديدة المتعلقة بعودة الكتاتيب، التى تأتى ضمن خطة الوزارة لإحياء هذا النظام التعليمى التقليدى، وتهدف هذه الكتاتيب إلى تعليم الأطفال القرآن الكريم وتربيهم على الأخلاق الإسلامية، مع غرس حب الوطن وتدعيم المبادئ الإنسانية فى وجدانهم. وقال «الأزهرى»: «الهدف من هذه الكتاتيب ليس فقط حفظ القرآن، بل بناء وعى حقيقى لدى الأجيال القادمة وتزويدهم بالقيم الأساسية التى تشكل شخصيتهم». وأكد وزير الأوقاف أن الكتاتيب ستكون منارة للعلم والمعرفة، تسهم فى بناء شخصية الإنسان على الخلق القويم، وترسخ معانى الصلة والود بين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن الوزارة تنسق مع مؤسسات الدولة المختلفة لعودة هذه الكتاتيب إلى القرى والمدن لتكمل دور وزارة التربية والتعليم فى تعليم الأطفال.
وأكد الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أن الهيئة تحرص على المشاركة فى بناء الوعى المجتمعى، وتسليط الضوء على قضايا معاصرة، وإبراز الدور الفاعل للكنيسة فى التنمية، بما يتسق مع رؤية الدولة المصرية فى دعم مصادر المعرفة وبناء الإنسان. فيما قال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك، مسئول اللجنة الأسقفية للإعلام بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، أن الكنيسة تعمل على بناء الإنسان وتشكيل الوعى بصفة عامة بما لا يقتصر على الجانب الروحى فقط وإنما يمتد ليشمل الجانب الاجتماعى والثقافى والنفسى، مشيراً إلى ضرورة نشر الروح الوسطية فى المجتمع من قبول الآخر واحترام الحقوق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المرأة دور المرأة حماية المرأة الأسرة القیم الإنسانیة الوعى المجتمعى بناء الإنسان رفع الوعى أن الأزهر فى بناء من خلال فى رفع إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يحاضر في ندوة جامعة أسيوط حول "العلم وأثره في بناء الوعي"
نظمت جامعة أسيوط اليوم الإثنين، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، وبحضور اللواء الدكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، ندوة تثقيفة كبرى، حاضر خلالها فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حول " العلم، وأثره في بناء الوعي"، بمشاركة شباب قادة الاتحادات الطلابية من مختلف الجامعات، والمعاهد المصرية، وذلك بهدف التأكيد علي أثر العلم في بناء الوعي، وتطوير الذات، ودوره في تقدم المجتمع وتطوره، ورفعة شأن أفراده.
تأتي الندوة، ضمن الفعاليات المتعددة التي تشهدها جامعة أسيوط في إطار انعقاد ملتقى
"قادة اتحادات طلاب جامعات الجمهورية الجديدة.. مصر 2030" والذى ينظمه اتحاد طلاب الجامعة، وأسرة طلاب من أجل مصر، وإدارة الاتحادات الطلابية بالإدارة العامة لرعاية الطلاب، وتمتد فعالياته اعتباراً من اليوم الإثنين 10 فبراير، وحتى الأربعاء 12 فبراير، بمشاركة وفود طلابية من (26) جامعة حكومية، وخاصة، وأهلية.
وتم تنظيم الندوة، تحت إشراف، الدكتور أحمد عبد المولي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة مديحة درويش منسق الملتقى، ومنسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور هيثم إبراهيم مدير عام رعاية الطلاب، ومنسق مساعد الملتقى، والطالب مارتن ناصر أمين الملتقى، ورئيس اتحاد طلاب الجامعة، والطالب صلاح النديم أمين مساعد الملتقى، ونائب رئيس اتحاد طلاب الجامعة، ومحمد سيد، و داليا شوبك، مشرفيّ الملتقى.
وشارك في حضور الندوة، لفيف من رؤساء جامعات الإقليم، ونواب رئيس الجامعة، بجانب القيادات التنفيدية، والشعبية، والوطنية، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، إلي جانب مستشاري رئيس الجامعة، وعمداء ووكلاء مختلف الكليات وأعضاء هيئة التدريس، ومعاونيهم، وحشد من طلاب الجامعة.
وقدّم الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، الشكر لفضيلة الدكتور نظير عياد، لمشاركته في فعاليات ملتقى"قادة اتحادات طلاب جامعات الجمهورية الجديدة.. مصر 2030"، وإلقائه الضوء عبر محاضرته العلمية، علي أثر العلم في بناء الحياة البشرية السوية، التي تحقق التنمية والكرامة والعدالة والأمن، وكل ما يصبو إليه البشر من حياة طيبة هنيئة، وهو الذي يُسهم في تحقيق التقدم الحضاري، وبناء الإنسانية، وعمارة الأرض.
ومن جانبه، أعرب فضيلة الدكتور نظير عياد، في مستهل محاضرته، عن بالغ امتنانه، وتقديره لمحافظة أسيوط، وجامعتها العريقة، علي حسن الاستضافة، وحفاوة الاستقبال، من كافة القائمين عليها، مشيداً بهذا اللقاء الطيب الذي يجمع كافة مؤسسات الدولة المختلفة، العلمية، والدينية، والدعوية، وموجهاً التهنئة بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، آملاً أن يعيده الله علينا جميعاً، بالأمن، والأمان، والسّلم علي الأمة العربية، والإسلامية جمعاء.
وأكد الدكتور نظير عياد، علي أهمية هذا اللقاء الذي يعكس الدلالة الواضحة لتجمع المؤسسة التعليمية، والتي تمثلها الجامعات المصرية، والمؤسسة الدينية، بشقيها الإسلامي والمسيحي، وكافة أطيافها، كما يشير إلي أهمية تلاقي عنصريّ الخبرة والشباب، من خلال لقاء شباب الاتحادات الطلابية، مع رموز العلم والفكر والتنوير، مثمناً هذا التكامل الفعال، والتواصل المستمر، لإحداث دور حقيقي، وفعال في البناء، والتنمية، والعمران.
وأوضح الدكتور نظير عياد: إن الحديث عن بناء الإنسان، وتطبيق الاستخلاف الإلهي لعمارة الأرض، وتحقيق التشييد، والعمران، والريادة، والتقدم، لا يتحقق إلا من خلال العلم،
مشيراً إلى أن القرآن الكريم، تحدث عن مقتضيات، وأسباب، ودوافع اختيار الله للإنسان خليفةً له، مؤكداً أن استحقاق الإنسان لهذه المهمة، والوظيفة الشريفة، تتطلب التسلح الكامل بالعلم، والوعي، والمعرفة، للتميز بين الصحيح والخطأ، والحق والباطل، وبين الخير والشر، كما يمكن من خلال العلم مواجهة الشائعات، والأقوال المغرضة التي من شأنها أن تؤثر علي سلامة الدول، واستقرارها.
ووجه الدكتور نظير عياد، حديثه للطلاب، متناولاً أثر التحلي بالعلم، والتمكُّن من أدوات المعرفة، وأساليب البحث والتفكر، خاصةً في ظل ما يشهده العالم من تغير سريع ومتطور في أدواته ووسائله، وهو ما يقتضي من الجميع القدرة علي المواجهة، والإيجابية في التعامل علي أسس علمية ومعرفية وسليمة.
ولَفت فضيلة مفتي الديار المصرية، إلي انتشار الأفكار المغرضة، والمعتقدات الشاذة خلال الآونة الأخيرة، ومن أمثلتها: لفظ الحرية والتي يُراد بها الإباحية، والانتحار، والإلحاد، مؤكداً أن العلم هو الذي يُهيأ للإنسان كيفية إدراك خطورة تلك الأمور، كما يسهم في تحفيز الفضيلة عند الإنسان، وتبصرته بأن هذه الدعوات الموجهة لا تستقيم مع العُرف، فضلاً عن كونها لا تنسجم مع الدين.
وأضاف فضيلة المفتي: أن العلم جاء ليؤكد بأن السلوك الطيب لا يمكن أن يتحقق، إلا إذا كانت الأخلاق تنطلق من بيئة سوية تستند علي الدين، لأن الأخلاق بلا دين عدم، لذا أودع الله في الإنسان هذا الضمير ( الإله الداخلي)، وهو الذي يدفعه ويحركه لذمّ كل فعل قبيح.
كما تطرّق الدكتور نظير عياد، خلال كلمته، إلي ما يعيشه العالم الآن من أزمة أخلاقية، وأثر المحافظة علي كيان الأسرة في بناء الشعوب، موضحاً أن الشعوب العربية، والشرقية استطاعت الحفاظ علي مجتمعاتها من خلال المحافظة علي الأسرة، وأن الشعوب الأخرى التي حققت تقدماً بالغاً تنهار مرحلة بعد أخرى نتيجة تكوين أسر ضعيفة بدون أساس، أو رابط ديني، وبالتالي تترك أجيالاً ليس لهم مقصد، ولا غاية، ولا مُعين.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور نظير عياد: إن شباب اتحادات طلاب الجمهورية الجديدة، هم سواعد الحاضر، وقادة الغد، ومن خلالهم نستطيع القدرة علي البناء والتشييد، والعمران، مثمناً دور العلم، بوصفه خط الدفاع الأول للأمن الفكري في المجتمع، ومن ثم الأمن القومي، وبالتالي يتحقق الأمن المجتمعي، وموضحاً ان خير مثال علي ذلك، إن الحضارة المصرية طال الافتخار والاعتراف بها، لأنها تأسست وشُيدت علي العلم والمعرفة.
وشهد ختام الندوة، نقاشاً موسعاً لفضيلة الدكتور نظير عياد، مع شباب اتحادات طلاب الجامعات المصرية، والذي تم خلاله طرح العديد من التساؤلات، حول: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي علي قيم التسامح، وقبول الآخر، ورفض التعصب الديني، وكذلك دور البناء العلمي للمجتمع، وكيف يمكن أن يؤثر الخطاب الديني في تحقيق المواطنة، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تغيير الفتوى وفقاً للبيئات والأزمنة والمكان، فضلاً عن تناول التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وكيفية التغلب عليها.
وجدير بالذكر، أن الندوة اختتمت فعالياتها، بإهداء درع الجامعة المقدم من الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة: إلي فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تقديراً لمشاركته القيمة عبر فعاليات الملتقي.