خبير اقتصادي: التدخل الأمريكي والغربي في الشؤون الداخلية يجعل السودان أقرب لـ”بريكس”
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أكد د.محمد الناير، الأكاديمي والخبير الاقتصادي السوداني، أن قمة “بريكس” تشكل أهمية كبرى في الوقت الراهن، باعتبارها تكتل اقتصادي قوي جدا سيغير المعادلة الاقتصادية على مستوى العالم.
وقال الناير، في اتصال مع “سبوتنيك”، “معلوم أن التصريحات الأخيرة لقادة الدول سواء كان الرئيس الروسي أو الصيني أو غيرهما من الرؤساء الآخرين، تحدثوا عن ضرورة الانتهاء من القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب، نظرا لأن التوازن العالمي قضية مهمة جدا والقضية الاقتصادية تشكل أهمية كبيرة جدا في هذا التوازن”.
وتابع، “عدد أعضاء مجموعة “بريكس” في الوقت الحالي (5) دول، لكن الباب مفتوح لانضمام أكبر عدد من الدول، حيث أن التعداد الحالي لأعضاء المجموعة الخمس يقترب من نصف سكان العالم، كما يمتلك التكتل إمكانات اقتصادية كبيرة ومهولة وبالتالي هو تكتل مؤثر جدا، علاوة على البنية الأساسية التي تم إنشاؤها من البنك والصندوق الخاصين بالدول الأعضاء،وحينما يتم استكمال كل الترتيبات لتفعيل عمل البنك والصندوق على مستوى العالم ليشمل معظم دول العالم المنضمة لهذا التكتل، سيكون فعليا تم سحب البساط من تحت أقدام مؤسسات كبرى،على رأسها صندوق النقد والبنك الدوليين”.
وأشار الخبير الاقتصادي أن، التطورات الأخيرة التي حدثت نتيجة الحرب الروسية -الأوكرانية (العملية العسكرية الروسية الخاصة)، وما أصاب أمريكا وأوروبا نتيجة العقوبات التي فرضتها على روسيا وارتدت على الغرب بصورة كبيرة، جعلنا نتوقع أن يكون لهذا التكتل دور كبير في التوازن العالمي في فترة ربما بين 3-5 سنوات ، خاصة بعد سعي عدد كبير من الدول للانضمام له.
وتوقع أن تختلف قمة جنوب أفريقيا عن القمم السابقة وأن يتم خلالها إطلاق مؤشرات تختلف عن القمم السابقة، باعتبار أنها جاءت في ظروف بالغة التعقيد تمر بها المنطقة والعالم، كما تأتي في ظروف تتشابك فيها مصالح كل من روسيا والصين من جانب وأمريكا والغرب من الجهة الأخرى فيما يتعلق بالقارة الأفريقية، ولا شك أن هناك حوافز كبيرة ستحصل عليها أفريقيا في المرحلة القادمة نتيجة الانضمام لـ بريكس وما سوف يتبعه من توسع للاستثمارات الصينية الروسية في أفريقيا.
وفيما يتعلق بانضمام السودان لتكتل بريكس يقول الناير:، بالنسبة انضمام السودان لهذا التكتل بعد استقراره سياسيا وأمنيا، سيكون هذا الأمر تحولا كبيرا سياسيا واقتصاديا، وما يجعل السودان أقرب جدا لهذا التكتل هو السياسة الأمريكية وسياسة الغرب التي لم تقدم للسودان شيئا حتى الآن، علاوة على السياسة الأمريكية والغربية المبنية على التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية والأفريقية بصورة مزعجة عكس النموذج الصيني والروسي.
ولفت الناير، إلى أن انضمام السودان لـ بريكس سوف يجلب له الكثير من الاستثمارات من روسيا والصين بصورة أساسية، خاصة أن السودان يمتلك موارد طبيعية ضخمة تعتبر عنصر جذب لكثير من الدول، حيث يمتلك سواحل بطول مئات الكيلومترات على البحر الأحمر و موقع استراتيجي يربط بين المنطقتين العربية والأفريقية، كل هذه العوامل تجعل السودان أقرب للانضمام لهذا التكتل.
هذا وتستضيف جنوب أفريقيا اجتماعات قمة “بريكس 2023” الخامسة عشر، خلال الفترة من الثاني والعشرين إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
وتشهد هذه الاجتماعات مشاركة رؤساء دول ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في المجموعة بالإضافة إلى ممثلين عن 50 دولة، ويشمل ذلك بيلاروسيا، التي تشارك لأول مرة في القمة.
سبوتنيك
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي يُطالب بإعادة استخدام التسعيرة الجبرية.. فيديو
قال الدكتور محمد حمزة الحسيني، الخبير الاقتصادي، إن المبادرة الجديدة لدعم القطاع الصناعي مُرشحة للنجاح بنسبة 100%، لأنها تعمل على حل جميع المشاكل المتعثرة، وتُعيد جدولة الكثير من الديون، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه المبادرة تقليل عبء الاستيراد الذي يستنزف الاحتياطي الدولاري لمصر.
وأضاف "الحسيني"، خلال حواره على فضائية "النيل للأخبار"، أن المبادرة الحالية فرصة كبيرة للمصانع المتعثرة للعودة للإنتاج من جديد، مشيرًا إلى أن عودة هذه المصانع من شأنه أن يُغطي جزءا كبيرا من النقص الموجود في الإنتاج المحلي وتقليل الاستيراد.
أستاذ اقتصاد: منظومة الدعم النقدي تستهدف تحقيق كفاءة أكبر في الإنفاق الحكومي أستاذة اقتصاد سياسي: إعادة إعمار سوريا تحتاج 100 مليار دولار كبدايةوأشار إلى أن أكثر مشكلة تواجه المواطن خلال الفترة الحالية هي أزمة الأدوية، وهذا يرجع إلى أن المصانع الموجودة غير قادرة على تلبية الاحتياجات الكبيرة الموجود في السوق المحلي، خاصة وأن سعر الصرف أثر بصورة كبيرة على أسعار الخامات المستوردة من الخارج، وهذا يشكل ضغطًا كبيرًا على عمل هذه المصانع.
ولفت إلى أن هناك طفرة في الملابس الجاهزة خلال السنوات الأخيرة، وهذا يرجع إلى أن الكثير من الشباب افتتح مصانع تُلبي احتياجات السوق المحلي والاحتياجات الخارجية، وهذا من شأنه أن يُخفف من العبء الدولاري للدولة لاستيراد هذه المنتجات.
وأضاف أن الملابس المصرية الجاهزة الآن تُباع في أوروبا، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الملابس الجاهزة المصرية تُباع في إسبانيا، وهذا نتيجة الطفرة غير المسبوقة في هذا القطاع.
ولفت إلى أن هناك ضرورة لإعادة التسعيرة الجبرية لكل السلع في مصر، ولكن يجب أن يكون هذا الأمر في إطار السوق الحر، مشيرًا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تتدخل في تسعير المنتجات رغم وجود سوق حر، وهذا الأمر يكون من خلال وضع هامش ربح لا يزيد عن 25% وليس 250% مثلما يحدث في بعض المنتجات.
ولفت إلى أن تكلفة نقل السلع إلى المحافظات الحدودية كبيرة للغاية، وهذه التكلفة تُضاف على سعر المنتج، مشيرًا إلى أن إنشاء مصانع في هذه المناطق من شأنه أن يوفر السلع في هذه المناطق بأسعار جيدة، ويفتح تصدير المنتجات إلى الدول المجاورة.
وأضاف أن آخر أربع سنوات شهدت افتتاح مصانع كثيرة في الصعيد، ولكن 30% من هذه المصانع تعرضت للتعثر، موضحًا أن إعادة افتتاح هذه المصانع من شأنه أن يوفر فرصة استثمارية للمستثمرين المحليين والخارجيين بأن الدولة مهتمة بصورة كبيرة بالقطاع الصناعي.
وأوضح أن النظرة للدولة المصرية خلال الفترة الحالية إيجابية، وهذا واضح من قدرة الاقتصاد المصري على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، مشددًا على ضرورة إعداد لجنة من وزارة الصناعة بالتعاون مع البنك المركزي لمتابعة المصانع التي تعرضت للتعثر بعد حل الأزمات التي تواجه هذه المصانع حتى لا تتعرض للأزمات مجددًا.