تشكل الأسرة المتماسكة الحصن الأول للحماية ودرع الأمان فى تحصين الأطفال والمراهقين من المخاطر والعنف، إذ تلعب التربية السليمة دوراً كبيراً فى بناء شخصية الأبناء وحمايتهم من المخاطر، وتعد أساليب التربية الحديثة وسيلة توازن بين الحماية والحرية، فيما أكد خبراء اجتماع وتربويون أن التربية السليمة لها دور أساسى فى تشكيل الشخصية خلال إعداد الأبناء ليصبحوا أشخاصاً ناجحين ومتزنين بالمجتمع، وخلال تطور الحياة الحديثة وتزايد التحديات التى تواجه الأطفال والمراهقين، أصبحت مسئولية الآباء لا تقتصر على توفير الرعاية الأساسية بل تشمل حمايتهم من المخاطر المحيطة بهم، مثل التطرف والإدمان بجميع أشكاله وتأثيرات التكنولوجيا، من خلال اعتماد أساليب تربوية متوازنة دون تعقيد أو حرمان من أى شىء، فيأتى دور التربية السليمة فى بناء شخصية الأبناء وحمايتهم من المخاطر، إذ تعد التربية السليمة تحصيناً للأبناء من هذه التحديات ومساعدتهم على بناء شخصية قوية وقيم ثابتة تمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة ومواجهة الحياة بثقة.

«حمزة»: يجب توفير بيئة محفزة لتنمية مواهب الأطفال والسماح بالتعبير عن آرائهم.. و«داليا»: الدعم النفسي يقي من اللجوء إلى المصادر المشبوهة للمعرفة 

بدوره، قال الدكتور مجدى حمزة، خبير تربوى، إن أساليب التربية الحديثة تأتى لتحقيق التوازن بين الحماية والحرية، لافتاً إلى أن الأسرة هى البيئة الأساسية والأولى التى ينشأ فيها الطفل وتؤثر بشكل كبير فى تطوره النفسى والاجتماعى والعاطفى، ويجب أن توفر الأسرة بيئة صحية وآمنة ومحفزة لتنمية مواهب الطفل وتعزيز شخصيته، ونوه «حمزة» بأن التواصل الفعال والحوار المفتوح بين الأبناء والآباء يساعد فى توضيح الحدود بطريقة ودية وبناء الثقة ويسمح للأطفال بالتعبير عن آرائهم ومخاوفهم.

وأضاف لـ«الوطن»: «التعليم بالأمثلة يأتى بثمار جيدة خلال فترة الطفولة والمراهقة، ويتعلم الأبناء من خلال رؤية تصرفات والديهم، إذ يعتبر السلوك الإيجابى للأبوين نموذجاً فعالاً فى غرس قيم الانضباط والاحترام، ومشاركة الأبناء وتشجيعهم على اتخاذ القرارات، ومنح الطفل حرية اتخاذ القرارات المناسبة لعمره، لمساعدته على تحمل المسئولية وتعلم الاستقلالية مع توجيات الآباء، بالإضافة لتحديد قواعد صارمة وواضحة وموازنة مساحة من الحرية تجعل الأبناء يشعرون بالأمان دون الشعور بقيود».

هندي: إدمان الألعاب الإلكترونية يؤدى إلى الاكتئاب والعزلة.. والبديل القراءة والرياضة لتعزيز وعى الطفل بخطورة بعض المحتويات والممارسات عبر الإنترنت 

فيما أكدت الدكتورة داليا كمال، استشارية العلاقات الأسرية، أن أفضل أسلوب لتربية الأبناء يكون قائماً على التوازن، وأنه يجب على الأهل وضع منهج تربوى متوازن يجمع بين أساليب التربية المختلفة، ويوفر للطفل من الصغر الاعتماد على نفسه دون أن يشعر بالتهميش، وأشارت إلى ضرورة أن يكون الأهل قريبين من الطفل فى كل وقت، دون أن يفرضوا قيوداً مرهقة على الأبناء تجعلهم يشعرون بأنهم قيد المراقبة، لافتة إلى أن التماسك الأسرى يوفر بيئة آمنة يشعر فيها الأبناء بالمحبة والقبول، ويحميهم هذا الدعم من اللجوء إلى أى مصادر خارجية مشبوهة للحصول على الاهتمام أو معرفة أى معلومات أو ممارسة أى حق من الحقوق.

وأوضحت «داليا» أن القدوة الإيجابية تلعب دوراً كبيراً ونفسياً فى أسلوب تربية الأبناء، منوهة بدور الأسرة المتماسكة فى تعزيز القيم والتعاون، بما يضمن حماية الأطفال أو المراهقين من التطرف أو الانحراف أو إدمان المخدارات والألعاب الإلكترونية أو السلوكيات الخطرة وتعزيز هويتهم الشخصية.

وأضافت أن الأسر المتماسكة هى الملاذ الآمن الذى يلجأ إليه الأطفال والمراهقون للحصول على الدعم العاطفى والنفسى اللازم لمواجهة تحديات الحياة، متابعة: «يشعر الطفل بأنه محبوب ومقبول فى أسرته بغض النظر عن أخطائه ليصبح أكثر ثقة بنفسه وأقل عرضة للضغوط النفسية التى قد تجعله يبحث عن الاهتمام أو القبول فى بيئات غير آمنة». وتابع: «توفير الدعم العاطفى حاجز نفسى يحمى الأبناء من الانخراط فى سلوكيات خطرة مثل الإدمان أو الانحراف، والتواصل الإيجابى داخل الأسرة يشجع الأبناء على التعبير عن مشاعرهم دون خوف».

وتحدث الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، عن مخاطر الألعاب الإلكترونية والسوشيال ميديا وكيفية حماية الأطفال منها دون حرمانهم من التكنولوجيا، لافتاً إلى أن الألعاب الإلكترونية واحدة من الأنشطة التى تستحوذ على اهتمام الكثير من الأطفال والمراهقين وتشغلهم طول الوقت، وتابع: «فى ظل التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم، وانتشار الهواتف ووجود بعض الألعاب التى تكون عنيفة وتؤثر بشكل سلبى على سلوك الأطفال منذ الصغر، لذا يجب معرفة كيف تحمى طفلك دون أن تحرمه من التكنولوجيا، من خلال معرفة مخاطر الألعاب الإلكترونية والسوشيال ميديا وطرق الحماية».

وأوضح «هندى» أن التأثير السلبى على الصحة النفسية يكون بسبب الإفراط فى استخدام الألعاب الإلكترونية أو حتى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى التى تؤدى إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية والقلق، كما يعرضه للمحتوى غير المناسب. وأوضح: «تعرض الأطفال والمراهقين لمحتوى عنيف أو غير أخلاقى يشكل خطراً كبيراً على صحتهم النفسية، كما أن الإدمان الرقمى يؤثر على العلاقات الاجتماعية والأداء الدراسى». ودعا أولياء الأمور لوضع حدود زمنية لأطفالهم لاستخدام التكنولوجيا دون حرمانهم منها، من خلال مراقبة نوعية المحتوى الذى يتعرض له الأطفال والمراهقون، وتشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة والقراءة، لتعزيز وعى الطفل بخطورة بعض المحتويات والممارسات عبر الإنترنت، وتعليمهم كيفية استخدامها بوعى ومسئولية، وتشجيع الأبناء على تخصيص وقت متوازن بين الأنشطة الرقمية والأنشطة الحياتية الأخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المرأة دور المرأة حماية المرأة الأسرة الألعاب الإلکترونیة الأطفال والمراهقین التربیة السلیمة من المخاطر من خلال

إقرأ أيضاً:

في أي عُمر تتشكل صورة الجسم لدى الطفل؟

أشارت دراسة جديدة إلى أن الناس يبدؤون في تكوين تصورات غير صحية عن أجسامهم في مرحلة الطفولة المبكرة.

يبدأ الأطفال في سن الـ 7 بتقييم أجسامهم بطرق قد تؤدي في النهاية إلى اضطراب في الأكل، وفق "هيلث داي".

الوسائط المرئية

وقالت الباحثة الرئيسية ليندا بوثرويد من جامعة دورهام البريطانية: "لقد كان من الواضح لسنوات عديدة أننا بحاجة إلى توخي الحذر بشأن الوسائط المرئية التي تعرض نطاقاً ضيقاً فقط من صور الأجسام، لأن هذا يؤثر على تصورات البالغين عن الجسم".

وأضافت: "الآن نعلم أن هذا ينطبق على الأطفال أيضاً. حتى الصور المحايدة للغاية يمكن أن تُغير تصوراتهم حول ما هو ثقيل أو نحيف إذا شاهدوا ما يكفي من نفس نوع الجسم".

وفي تجربة البحث، أجرت بوثرويد وزملاؤها سلسلة من التجارب شملت أطفالًا أعمارهم بين 7 و15 عاماً، بالإضافة إلى بالغين. وشارك في الدراسة ما يقرب من 300 شخص.

وعُرضت على المشاركين صور لأشخاص من أوزان متفاوتة، وطُلب منهم تقييم مدى "ثقل" أو "خفة" كل شخص.

تصورات الوزن

وأظهرت النتائج أن الأشخاص من جميع الأعمار غيّروا تصوراتهم للوزن بشكل ملحوظ بعد عرض صور لأشخاص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وعلى وجه التحديد، قال الباحثون إن الأطفال والبالغين كانوا أكثر عرضة لخفض تقديراتهم لوزنهم بعد عرض صور لأشخاص ذوي وزن زائد.

وخلص الباحثون إلى أنهم "أظهروا أن تصورات وزن الجسم تخضع لآثار لاحقة للتكيف، تشبه البالغين، من سن الـ 7 فصاعداً".

وتقول مؤسسة الصحة العقلية إن صور الجسم غير الواقعية قد تُعزز التقييم الذاتي السلبي، مما يدفع الناس إلى السعي نحو "الكمال". وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في الأكل والمزاج. 

مقالات مشابهة

  • «التعاون الخليجي» يطالب بتكثيف الجهود لحماية الأطفال الفلسطينيين
  • الإمارات تحتفل بيوم الطفل الإماراتي غداً
  • أمل عمار تشارك في جلسة وزارية ضمن فعاليات الدورة 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة
  • الشعب الجمهوري: تماسك جبهتنا الداخلية صمام أمان ضد المخططات الخارجية
  • طفل يفقد عينه بعدما قبله شخص مصابًا بالهربس
  • منتدى في الفجيرة يناقش أساسيات التربية
  • بوراص: نرفض العنف ضد المهاجرين أو الاستيلاء على ممتلكاتهم 
  • في أي عُمر تتشكل صورة الجسم لدى الطفل؟
  • رئيس القومي للمرأة تلتقي بوزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية في تركيا لبحث سبل التعاون بين الجانبين
  • رئيسة القومي للمرأة تلتقى بوزيرة الأسرة فى تركيا لبحث سبل التعاون