«حداثة ظهرها إلى الجدار» لكنها تستهلكنا
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
انطلق فـي قراءة كتاب (حداثة ظهرها إلى الجدار قراءات فـي التحولات الثقافـية فـي مجتمعات الخليج والجزيرة العربية) للدكتور حسن مدن الصادرة طبعته الثانية عن دار الرافدين عام 2022م من عتبة وتساؤل. أما العتبة فذكرها المؤلف فـي كتابه وهي عبارة منقولة عن أحمد الذّوادي قالها تشارلز بلجريف - المستشار البريطاني فـي البحرين آنذاك كما يلي: «هؤلاء النّاس يريدون المشي قبل أن يَحبوا».
حيث يمكنها أن تلخص واحدة من أشكال علاقتنا الحالية -شئنا أم رفضنا- مع المستعمر الذي استعمر بلداننا كما استعمر بلدان الوطن العربي مشرقه ومغربه، تحت مسميات التحديث والتحضر!
أما التساؤل الذي شغلني وما زال يدور فـي فلك التقنيّة المتطورة والحداثة الاستهلاكية المعاصرة التي ننعم فـيها، دون أن نسهم إسهامًا فعليًا فـي إنتاجها وتصنيعها، ولا يقف السؤال عند المظهر الخارجي للحداثة، بل يغوص عميقًا فـي أشكال الكتابة الإبداعيّة وهواجسها والقراءات النقدية التي نقرأ بها النصوص، ونحلل الأعمال الفنية؛ دون أن يكون لدينا موقف فلسفـي ومعرفـي فـي البيئة التي نعيش فـيها أو الثقافة التي ننتمي إليها كهوية ووجود.
وأظهر مثال إبداعي يمكن تمثّله فـي تجليات مسرح اللامعقول الذي اتخذته بعض أشكال الكتابة الإبداعية والمنطلقات غير الفلسفـية التي قلدتها وسارت عليها؛ فإذا كانت الثقافة الدينية للإسلام هي جوهر هذه المجتمعات، فإنّ طابع التأثير والتأثر من ذلك (القادم إلينا من الضفة الأخرى للبحر المتوسط، الضفة الأوروبية) هو أكثر هيمنة واستئساد، فكيف نستسلم إلى مقولات تجليات الفلسفات الغربية فـي مجتمعاتنا التي ليست تقليدية تماما، ولا حديثة تماما؟ كيف لنا أن ننقدها وما الآلية الممكنة؟
فـي نقطة مفصليّة يناقش حسن مدن ملامح حداثة خليجنا المعاصر؛ إنها «حداثة برانية، وليست جوانية»-ما زلنا ندفع ثمنها إلى اليوم- يناقشها فـي ثلاثة مفاصل تكمن أسبابها فـي التالي: أولا أنها حداثة لم تنشأ فـي تربتنا العربية، بل دخلت مع الاستعمار. ثانيا هي حداثة عنيفة مارسته على كل البنيات الاجتماعية والفكرية التقليدية محدثة شروخا فـي الوعي والذاكرة واللغة والخيال وطرائق الإدراك.
ثالثا حداثة يُخلط فـيها بشكل رفـيع التحرر بالسيطرة، فهي تحرر من ثقل التراث، لكنها تعود لتلتف على هذه الحرية. ويشير فـي موضع من الكتاب مستندًا إلى آراء بعض الباحثين (الشيخ رفاعة الطهطاوي، محمد سبيلا، سعدالله ونوس، محمد أركون، جابر عصفور وغيرهم) إلى ضرورة التفريق المهم بين الحداثة والتحديث والتناقض الحاصل بينهما مناقشا رأي أركون الذي اتفق فـيه معه قائلا: «فالحداثة هي موقف من الحياة، ومن الظواهر ومن الأشياء فـي ثباتها وتحولها [...] أما التحديث فليس أكثر من إدخال التقنية والمخترعات الحديثة... وإجراء تغيير شكلي فوقاني، لا يرافقه أي تغيير جذري فـي الموقف من الكون والعالم... -ص 26». إن الإشكالية السابقة تتسق مع ربطه حسن مدن، فـي مدخل الكتاب بالقول: إنه يمكن اختزال الحداثة إلى عنصرين رئيسيين: الحداثة المادية، والحداثة الفكرية - ص 17، وهي المسألة التي سيتسع فـي مناقشتها فـي الفصل الثاني المعنون بالتحولات الثقافـية فـي مجتمعات الخليج العربي قبل اكتشاف النفط، حيث تحرك نقاشه فـي مكانين متمايزين، أولهما وسط الجزيرة العربية (نجد)، وثانيهما الساحل الشرقي للجزيرة وأقطار الخليج العربية التي شكلت على نحو دائم جاذبة للأطماع الأجنبية.
يقف حسن مدن كذلك عند الدور التنويري المهم للمدن العربية كالقاهرة وبيروت ودمشق وبغداد فـي «صنع ميراث الحداثة-ص 27».
واستوقفني مناقشته لفهم طبيعة التحولات التي جرت فـي بعض البلدان العربية، وأدت إلى حدوث انتكاسة الحداثة فـيها، فـيستشهد بالسجال الذي حصل مثلا فـي السعودية والعراق والجزائر حول السؤال التالي: لماذا لم يظهر فـي البلد أو المجتمع المعنيّ نظير لطه حسين؟ ولذلك السجال دلالته حتى اليوم، فما أحوجنا إلى مناقشته فـي ظل التحولات الديمغرافـية والاقتصادية والسياسية التي نعيشها اليوم. يقف فـي صفحات لمناقشة السؤال مفككا آراء بعض الباحثين كلٌّ من موقعه الثقافـي فـي بلده؛ كالكاتبة لطيفة الدليمي (حال العراق)، والباحث الزّواوي بغورة، ومالك بن نبي (حال الجزائر)، والدكتور أحمد الضّيب (حال السعودية). فـي التفاتة مهمة يلتفت الباحث إلى مناقشة إحدى صور الجمهور الحاشد فـي أمسية شعرية أقامتها وكالة أنباء البحرين عام 1970م بمجرد أن أعاد نشرها فـي بعض وسائل التواصل الاجتماعي أثارت الصورة ردود فعل المتابعين من البلدان العربية، وقارنوا بين الصورة ومشاهد شبيهة تحفظها ذاكرتهم، حيث استنتج أن صعود ثم نكوص الحداثة هي ظاهرة عربية بامتياز، ليُقر حسن مدن فـي موضع من الكتاب لا شك فـي أن مجتمعات الخليج العربي مع الحداثة المستهلكة فـي النهضة العمرانية واستيراد السيارات والأجهزة الفارهة تواجه تحديات كثيرة لا يمكن تناولها «إلا فـي إطار رؤية المسار المعقد للحداثة العربية منذ بداياتها حتّى اليوم-ص 37، [...] ولا يمكن قراءة التحولات الثقافـية فـي مجتمعات الخليج والجزيرة العربية من التقليد والمحافظة إلى التحديث والتجديد خارج السّجال العربيّ حول هذه المسألة-ص 37».
هل العزلة التي مُنيت بها مجتمعات الخليج العربي كانت حقيقية؟ وإذا لم تكن كذلك كيف جرى الترويج لها واستقرارها فـي أذهاننا؟ هذا السؤال ناقشه الراحل الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم فـي كتابه (المسرح والتغير الاجتماعي فـي الخليج العربي- 1986م) فـي حديثه عن العزلة السياسية التي فرضها الاستعمار البريطاني، وأبعدت مجتمعات الخليج عن فرص الاتصال بأسباب المعرفة وأوجه الحضارة.
وفـي سياق هذا المستعمر الذي أرسى قواعد احتلال العالم كله، ينتبه حسن مدن إلى أبلغ وصف لأسلوب البريطانيين فـي إدارة بلداننا، جاء الوصف فـي كتاب (ملوك العرب) لأمين الريحاني بالقول: إن الفرق بين الاستعمار الإنجليزي واستعمار الدول الأخرى هو أن هذا الأخير كالجزار الذي يقتل شاته دفعة واحدة، أما الاستعمار الإنجليزي فهو كمن يُعذب الشاة وخزا بالإبر حتّى الموت، فأي المِيتَتَين أولى؟».
يفكك حسن مدن بتفصيل مهم العزلة التي أصابت مجتمعات الخليج، ويكشف النقاش عن نظرة الاستحواذ للسلطات البريطانية لإبقاء منطقة الخليج فـي عزلة وهي نظرة متأصلة نظرت بها إلى العالم. إزاء تلك الصورة الاستعمارية، يمكن النظر إلى اعتبار مجتمعات الخليج العربي كوحدة ثقافـية ملمح إيجابي يدعو إلى التفاؤل. تناول المؤلف سيرة عدد من الأدباء والمبدعين الخليجيين الذين يصعب نسبتهم إلى بلد خليجي بعينه مؤكدًا مع الرأي الذي ذهب إليه الراحل محمد جابر الأنصاري فـي كتابه (لمحات من الخليج العربي) إلى افتقاد أي بحث للمنهجية المتكاملة إن أغفل هذا التنسيب من ذلك يشير مثلا إلى (ابن المقرب العيوني، خالد الفرج، عبدالرحمن المعاودة، وعبدالله الطائي).
يُعد الفصل الثالث (الهند نافذة الخليج الثقافـية الأولى على الآخر)، حسب تقديري أهم فصول الكتاب، لا يقلل من قيمة الفصلين السابقين، لكنه إجابة عن معنى العزلة التي منيت بها بلدان المنطقة، ومفتاح من مفاتيح المعرفة تحليل راهننا. أيقظ هذا الفصل الكثير من النقاط، وكان للتفريق بين الهجرة الآسيوية المبكرة إلى الخليج وهجرة الموجات الجديدة التي اقترنت بالطفرة النفطية والحاجة إلى أيد عاملة رخيصة لإنجاز المشروعات العملاقة، أكثر من إجابة حول الأسئلة التي نطرحها فـي أحاديثنا اليومية حول الوجود المتوغل للهنود فـي المنطقة، وحول عجز الدراما الخليجية حتى اليوم التطرق بعمق وتحليل للعديد من الظواهر السلبية الناشئة فـي مجتمعات الخليج، وحول وجود جفوة على السطح غير متعمقة توضح مدى هذا التوغل، وكأننا استبدلنا احتلالا إنجليزيا بآخر آسيوي، دون مساءلة! وانتبه حسن مدن كذلك إلى تناول النخبتين التجارية والثقافـية، وحال مدينتين بومبي وكراتشي، وإن كانت الغلبة لبومبي مرتع الغزلان من قدم وملتقى كلّ محبوب ونشوان.
يقّر عطفا على ما تقدم حسن مدن أنه يبدو طبيعيا فـي ظروف العزلة التي فرضها الاستعمار ودوافعه أن تكون الهند بالذات الشرفة التي أطل من خلالها نفر من المتنورين من أبناء الخليج على ثقافتهم، وقد كانت الهند المكان الأبرز وجودا فـي الموروث الشعبي والاجتماعي والثقافـي المحلي لمجتمعات الخليج قبل هبوب رياح التغيير فـي خمسينيات القرن الماضي.
تنبع أهمية هذا الكتاب، ليكون قراءة فاحصة حول ما أثاره الدكتور طه حسين عما يُعرف بعزلة الجزيرة العربية وأطرافها فـي شاطئها الشرقي وبقية إمارات الخليج العربي. إن فصول الكتاب الأربعة بالإضافة إلى صفحات الإهداء، ومقدمة ومدخل وخاتمة، وثبت للمصادر والمراجع، المتوزعة صفحاته على ثلاثمائة وست عشرة صفحة من القطع الكبير ليست تاريخًا لبلدان المنطقة، أو خطابًا منغلقًا، بل هو قراءة فـي سوسيو-ثقافـية لمجتمعات غير منفصلة عن العالم أفرزت مجتمعات استهلاكية متطلّبة، كما ظهرت طوائف من المتزمتين المحافظين والمثقفـين المنفتحين والتكنوقراطيين. ويقف المؤلف فـي الخاتمة عند خلاصات وتحديات أراها يمكن أن تكون فصلا خامسا للكتاب، لما يقترحه من أفكار تتصل بواقع ثقافة بلداننا جميعا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العزلة التی حسن مدن
إقرأ أيضاً:
السيب يودّع كأس التحدي الآسيوي بتعادله مع العربي الكويتي
في أمسية رمضانية رائعة وبحضور فاق أربعة آلاف متفرج على مدرجات استاد السيب الرياضي، خرج السيب متعادلا مع ضيفه العربي الكويتي بهدفين لكل منهما وذلك ضمن مباراة إياب ربع نهائي كأس التحدي الآسيوي، ليخرج السيب ممثل سلطنة عمان من منافسات هذه البطولة ويصعد العربي الكويتي إلى الدور نصف النهائي.
الشوط الأول شهد أداءً جيدا للفريقين واستحوذ لاعبو السيب على الكرة وهاجموا مرمى العربي بضراوة، الأمر الذي أجبر لاعبي العربي على التراجع إلى مناطقهم الدفاعية، ليتحسن الأداء الهجومي للعربي مع مرور الوقت، وتمكن أشكناني من تسجيل هدف السبق للعربي الكويتي في الدقيقة ٢٣، فيما تمكن عبدالرحمن المشيفري من إدراك التعادل للسيب في الدقيقة ٤١، لينتهي الشوط بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما.
الشوط الثاني بدأ حماسيا وبأفضلية مطلقة للاعبي السيب ولكن كل محاولاتهم اصطدمت بالدفاع وحارس المرمى المتألق، حتى جاءت الدقيقة ٨٩ لتحمل الهدف الثاني للسيب عبر اللاعب البديل أبو كامارا وسط فرحة الجماهير بعودة السيب وبقاء فرصة الحصول على بطاقة التأهل.
اتجهت المباراة بعد ذلك إلى شوطين إضافيين، وخلالهما أحرز مدافع العربي الكويتي سفيان بوشار هدف التعادل للعربي الكويتي، لتنتهي المباراة بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما.
بداية الشوط الأول جاءت حذرة للفريقين في الدقائق العشر الأولى -وجس نبض- لم تحمل فيه أية خطورة على المرميين.
ووسط حضور جماهيري كبير ازدانت به مدرجات استاد السيب من جانب جماهير السيب، فيما تواجدت أعداد قليلة من جماهير العربي الكويتي لمؤازرة الفريق.
اعتمد مدرب الفريق في الخط الهجومي على تحركات عبدالعزيز المقبالي وعبدالرحمن المشيفري اللذين حاولا الوصول لشباك العربي في أكثر من مناسبة، وبانت السيطرة للاعبي السيب مع تراجع واضح للاعبي العربي الكويتي إلى ملعبهم، للوقوف سدا منيعا أمام محاولات السيب، وحصل السيب على ضربة حرة على مشارف مرمى العربي لم تجد المتابعة المطلوبة، وعلى عكس مسار المباراة وضغط لاعبي السيب على مرمى الضيوف، ومن هجمة مرتدة للاعبي العربي وصلت الكرة إلى حسين أشكناني الذي سدد كرة زاحفة شقت طريقها إلى الشباك، معلنا عن هدف التقدم للعربي الكويتي في الدقيقة ٢٣، وواصل لاعبو السيب أفضليتهم في الاستحواذ على الكرة والضغط المتواصل على مرمى العربي، في حين كانت دفاعات العربي الكويتي صامدة أمام المهاجمين، وعاب على لاعبي السيب التسرع أمام المرمى في حين كان الدفاع متمركزا بشكل جيد، وتميز لاعبو العربي بحركتهم السريعة عند الهجمات المرتدة باتجاه مرمى السيب وشكلوا خطورة دائمة، واستعصى مرمى العربي الكويتي كثيرا على لاعبي السيب، حتى جاءت الدقيقة ٤١ التي تمكن خلالها عبدالرحمن المشيفري من تسجيل الهدف الأول للسيب بعد هجمة منظمة وصلت الكرة فيها إلى المشيفري فسددها بنجاح في الشباك، معلنا عن هدف التعادل للسيب.
واصل لاعبو السيب ضغطهم وبحثهم عن الهدف الثاني واحتسب حكم المباراة أربع دقائق كوقت بدل ضائع، وخلال هذه الدقائق سنحت فرصة للسيب من ضربة حرة مباشرة على مشارف منطقة مرمى العربي، نفذت بشكل جيد، لكن سليمان عبدالغفور حارس العربي تصدى لها بنجاح، ليعلن حكم المباراة نهاية الشوط بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما.
دخل الفريقان الشوط الثاني بحماس وندية، وواصل لاعبو السيب سيطرتهم على اللقاء والوصول إلى مرمى العربي في محاولة لإضافة هدف ثان يعيد الفريق إلى نقطة الصفر، باعتبار أن نتيجة التعادل لا تخدم السيب، لأن مباراة الذهاب انتهت بخسارة السيب بهدف نظيف. افتقدت هجمات السيب للتركيز مع انتشار جيد للاعبي العربي، وقدم الفريقان مستوى فنيا مرتفعا، وضاعت فرصة للسيب بأقدام عبدالعزيز المقبالي الذي سدد كرة جاءت بعيدة عن المرمى، وتحصل العربي الكويتي على خطأ على مشارف منطقة جزاء مرمى السيب نفذت الكرة بشكل جيد وكانت في طريقها إلى الشباك، لولا وجود علي البوسعيدي الذي أبعدها ببراعة، منقذا فريقه من هدف محقق.
قام مدرب العربي بإجراء تغييرين في صفوف الفريق بدخول خالد المرشد بديلا للاعب علي عزيز ودخول حمزة كابا بديلا للاعب علي مطر، فيما أجرى مدرب السيب تغييرين باشراك أمجد الحارثي وجميل اليحمدي بديلين للاعبين عمر الفزاري وحسن العجمي، وواصل لاعبو السيب أفضليتهم في الملعب وبحثهم عن الطريق إلى مرمى العربي، وأجرى مدربا الفريقين تغييرات إضافية على فرقهما، حيث رمى مدرب السيب بكل أوراقه الهجومية من أجل تفعيل خط الوسط والهجوم، ومر الوقت سريعا على لاعبي السيب الذين استعصى عليهم مرمى العربي بالرغم من السيطرة الميدانية، وفي الدقيقة ٨٩ سجل أبو كمارا هدف التقدم للسيب، واحتسب حكم اللقاء سبع دقائق كوقت بدل ضائع، أحس فيها لاعبو العربي بالخطر بعد هدف السيب الثاني فبدؤوا بالخروج من مناطقهم الدفاعية، وحصل السيب على فرصة سانحة للتسجيل عبر لاعبه أبو كمارا الذي سدد كرة زاحفة تخطت الحارس ولكنها أكملت طريقها بعيدا عن المرمى، ليعلن حكم المباراة نهاية الشوط الثاني بتقدم السيب ٢ / ١، وبالتالي تعادل الفريقان في نتيجة المباراتين لتذهب المباراة إلى شوطين إضافيين.
وفي الشوط الإضافي الأول، تنافس الفريقان في الوصول إلى المرمى، وحصل العربي على ركلة ركنية نفذت بشكل جيد ونجح سفيان بوشار في إيداعها الشباك، معلنا عن هدف التعديل للعربي الكويتي.
وفي الشوط الإضافي الثاني استمر الأداء التنافسي بين الفريقين، وسعى لاعبو السيب لإحراز هدف ثالث، وسنحت فرصة للسيب على مرمى العربي أبعدت من قبل الدفاعات التي بذلت الكثير من الجهد في إبعاد كرات لاعبي السيب الخطرة، وبذل لاعبو الفريقين مجهودا كبيرا طوال مجريات المباراة في أشواطها الأربعة، حتى بدا التعب عليهم بسقوط اللاعبين في أرضية الملعب. واستمرت الأفضلية في الأداء للاعبي السيب، وثلاث دقائق كوقت بدل ضائع احتسبها حكم المباراة انتهت بدون تغيير في النتيجة، ليعلن الحكم نهاية المباراة بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما، وبالتالي صعود العربي الكويتي إلى الدور النصف نهائي في كأس التحدي الآسيوي.
أدار المباراة طاقم تحكيمي إندونيسي مكون من ثوريك منير، وبانجبانج سيامسودار مساعدا أول، ونور هادي مساعدا ثانيا، والطاجيكي زيندونيف سيدجون حكما رابعا.