يوم الصناعة العُمانية ومحفزات النمو
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
يرتبط قطاع الصناعة بمختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى، ونستطيع القول إنه محركٌ رئيسي لعدد هائل من الأنشطة الاقتصادية، إذ لا يمكن أن تنمو أنشطة الاستيراد والتصدير أو أنشطة التجارة الداخلية أو الأنشطة المرتبطة بالخدمات اللوجستية وغيرها من الأنشطة الأخرى بمعزل عن القطاع الصناعي الذي يعتبر عاملًا مهمًا لنمو الأنشطة الأخرى وانتشارها بمختلف أنحاء البلاد.
وتشير البيانات المنشورة في عدد يناير من النشرة الإحصائية الشهرية للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن الناتج المحلي للأنشطة الصناعية سجّل في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي نموا بنسبة 5.4%؛ من 5 مليارات و783 مليون ريال عُماني إلى أكثر من 6 مليارات و95 مليون ريال عُماني، والملفت في بيانات الناتج المحلي أن الصناعات التحويلية سجّلت في الفترة من يناير حتى سبتمبر الماضيين نموا بنسبة 9% من 2.8 مليار ريال عُماني إلى 3.2 مليار ريال عُماني لتشكل بذلك 10.2% من إجمالي الناتج المحلي بالأسعار الجارية حتى سبتمبر والبالغ 30.6 مليار ريال عُماني، ومن الملاحظ أيضًا أن صناعة المنتجات النفطية المكررة سجّلت أعلى نسبة نمو بلغت 49.3% لترتفع من 296.5 مليون ريال عُماني إلى 442.8 مليون ريال عُماني، ولعل أحد أبرز أسباب هذا النمو هو تشغيل مصفاة الدقم بطاقة إنتاجية تبلغ 230 ألف برميل يوميا وهو ما يرفع إنتاج مصافي النفط العُمانية إلى نحو 500 ألف برميل يوميا، وهذا مؤشر على أهمية قطاع الصناعات التحويلية في الاقتصاد الوطني من خلال توظيف المواد الخام الأولية في إيجاد صناعات جديدة، كما أن التوسع في هذه الصناعات من شأنه توفير المزيد من فرص العمل أمام الشباب العُماني وتعزيز إمكانيات الاقتصاد الوطني وتنشيط العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وإذا نظرنا إلى حجم الائتمان المصرفي الموجه لقطاع الصناعة نجد أنه تجاوز بنهاية يونيو الماضي حاجز الملياري ريال عُماني مستحوذا على 8% من إجمالي حجم الائتمان المصرفي الذي قدّمته البنوك العُمانية للقطاعات الاقتصادية والأفراد، وهذا مؤشرٌ آخر على مدى الاهتمام الذي يحظى به القطاع الصناعي وإمكانيات نموه والفرص العديدة المتاحة أمامه.
غير أنه على الرغم مما تبعثه هذه الأرقام من ارتياح بمستوى النمو الذي يحققه القطاع الصناعي، إلا أن سلطنة عُمان لديها إمكانيات أكثر لتطوير القطاع الصناعي لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب حتى الآن على الرغم من أن تطوير المناطق الصناعية بدأ في مرحلة مبكرة من مسيرة النهضة العُمانية الحديثة، ومع احتفال سلطنة عُمان بيوم الصناعة العُمانية الذي يوافق التاسع من فبراير من كل عام فإننا نجد أنها فرصة مناسبة لدراسة ما تم إنجازه لتطوير هذا القطاع الحيوي ليكون محفّزا لنمو الأنشطة الاقتصادية الأخرى، ولعله من المناسب بذل مزيد من الجهود تجاه تشجيع الصناعيين على تأسيس مشروعات جديدة وبحث التحديات التي تواجههم، وكما يعلم الجميع فإن القطاع الصناعي بشكل عام وفي أي دولة يشهد تحديات أعلى من القطاعات الأخرى نظرًا للمنافسة العالمية للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من حجم السوق الصناعي العالمي ومن جهة أخرى تضع العديد من الدول قوانين وتشريعات للحد من الإغراق في الوقت الذي تشجع فيه صناعاتها المحلية بالعديد من الطرق والأساليب.
ومع الحوافز التي تقدّمها مختلف الجهات الحكومية معززة بالتمويل المصرفي وتوفر الموانئ والمناطق المجهّزة للاستثمار الصناعي سواء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أو المناطق الحرة في صحار وصلالة والمزيونة والمدن الصناعية المنتشرة في مختلف المحافظات، فإننا نتطلع إلى إقبال الشركات المحلية على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ولعل ما أعلنته الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة عن بدء العمل في تطوير 8 مناطق صناعية جديدة من شأنه مواكبة تطلعات مزيد من الصناعيين للاستثمار في هذا القطاع واستغلال الميزات النسبية والتنافسية في المحافظات التي تحتضن المناطق الصناعية الجديدة.
إن تضافر جهود الجميع في القطاعين العام والخاص وقيام المجتمع بشراء المنتجات المحلية والتزام الشركات من جهتها بمعايير الجودة والترويج لمنتجاتها؛ من شأنه تعظيم مكاسب القطاع الصناعي بالشكل الذي ينعكس إيجابا على مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى بما في ذلك تنشيط الصادرات العُمانية وتوفير فرص العمل أمام الشباب سواء في قطاع الصناعة أو القطاعات الأخرى المرتبطة به وهو ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني ويمكنه من تحقيق نمو حقيقي ومستدام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاقتصادیة الأخرى ملیون ریال ع مانی القطاع الصناعی الع مانیة الع مانی
إقرأ أيضاً:
الشركات العمانية التقنية توقع اتفاقيات بنحو 9 ملايين ريال عُماني في الرياض
العُمانية: وقعت الشركات العمانية التقنية المشاركة في مؤتمر "ليب 2025" الذي أقيم بالعاصمة السعودية الرياض اليوم 4 اتفاقيات تعاون جديدة مع شركات دولية بقيمة إجمالية تصل لحوالي 4 ملايين و 300 ألف ريال عُماني.
وشهد اليوم الأول والثاني في مؤتمر ليب 2025 توقيع اتفاقيات بقيمة 4 ملايين و500 ألف ريال عُماني، وبهذا يقترب مجموع الاتفاقيات التي وقعتها الشركات العمانية مع شركات دولية منذ بدء مشاركتها في مؤتمر ليب 2025 من 9 ملايين ريال عُماني.
ووقعت شركة ركيزة العُمانية اتفاقية مع مجموعة الراجحي القابضة بقيمة 3.5 ملايين ريال عُماني في مجال تقنيات الزراعة الحديثة وحلول الزراعة المستدامة لتعزيز الابتكار، وتوسيع الأسواق، وتحقيق النمو المشترك، كما وقعت ركيزة العُمانية مذكرة تفاهم بقيمة سبعمائة وخمسين ألف ريال عُماني مع شركة فنتك سيس للتعاون في تطوير حلول التكنولوجيا المالية.
فيما وقعت شركة مدارك للابتكار العُمانية اتفاقية بقيمة ثمانية وثلاثين ألفًا وخمسمائة ريال عُماني مع شركة كيوي تيك (KiwiTech) في مجال التعاون في إنشاء مسرعات للشركات الناشئة.
وفي مجال الذكاء الاصطناعي، وقعت شركة سامبو للذكاء الاصطناعي مع شركة سايد أب بهدف الانضمام إلى تحالف التجارة الذكية، ووقعت شركة "مباشر" العُمانية المختصة في الشاشات الإعلانية الرقمية اتفاقية مع شركة ديلكو (DILKO) السعودية مذكرة تفاهم للإعلانات الخارجية الرقمية في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية.
وأوضح محسن بن سالم العريمي رئيس قسم تحفيز الاستثمار في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أن أحد أهم أسباب نجاح مشاركة سلطنة عُمان في مؤتمر ليب 2025 هو تحسن البيئة الرقمية الجاذبة للاستثمار، والحوافز الاستثمارية، وتسهيل إجراءات تسجيل الشركات الأجنبية القادمة للاستثمار في سلطنة عُمان عن طريق صالة استثمر في عُمان.
وأضاف: أن نجاح الشركات العمانية في توقيع اتفاقيات مع شركات دولية بقيمة تقترب من 9 ملايين ريال عماني يعكس تطور الشركات التقنية الناشئة العمانية، وقدراتها التنافسية، وتميز الخدمات والحلول الرقمية التي تبتكرها وتقدمها للأسواق الإقليمية، كما أنه يعكس نجاح أهداف مشاركة سلطنة عُمان في هذا المعرض وهي دعم توسع الشركات التقنية الناشئة العمانية للأسواق الدولية، واستقطاب الاستثمارات الرقمية الدولية إلى سلطنة عُمان.