ترامب يهدد بنسف الهدنة في غزة.. وحماس: لا سبيل لعودة الأسرى إلا باحترام الاتفاق
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
غزة "وكالات": وضع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل على المحك اليوم بعدما توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحركة الفلسطينية بـ"الجحيم" ما لم تفرج بحلول السبت عن "جميع المحتجزين" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الأحد إلى واشنطن حيث من المقرر أن يلتقيترامب، الذي أعلن أنّ بلاده قد تقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يقبلا باستقبال فلسطينيي غزة الذين يعتزم ترحيلهم من القطاع، وهو أمر رفضه البلدان.
وردت حركة حماس على الرئيس الأمريكي، الحليف الأبرز لإسرائيل، بالقول إن "لغة التهديدات ليس لها قيمة وتزيد من تعقيد الأمور".
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري "على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا يجب احترامه من الطرفين وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى".
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حماس اليوم إلى المضي قدما في عملية إطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين.
وقال غوتيريش على إكس "علينا أن نتجنب بأي ثمن استئناف الأعمال العدائية في غزة الذي من شأنه أن يؤدي إلى مأساة هائلة"، وأعلنت الأمم المتحدة اليوم أن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار.
في واشنطن، التقى الملك عبد الله، الذي الذي سبق له وأن أكّد مرارا رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسّكها بحلّ الدولتين، بوزير الدفاع بيت هيغسيث، بحسب الديوان الملكي.
ومن المقرّر أن يلتقي بوزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأعضاء لجان في مجلسي الشيوخ والنواب.
ويأتي هذا اللقاء في إطار مساعي الأردن الدبلوماسية الرامية إلى تأكيد رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسّكها بحلّ الدولتين.
بعد أكثر من 15 شهرا من القتال، تم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير.
وينص الاتفاق على وقف العمليات القتالية والإفراج عن محتجزين في مقابل أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن حماس اتهمت إسرائيل "بعدم الالتزام"ببنوده وأعلنت الاثنين إرجاء أيّ عمليات مبادلة بموجب الاتفاق "حتى اشعار آخر.
وأكدت حماس أن الباب "مفتوح" للإفراج عن دفعة جديدة من المحتجزين الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت بعد أن تفي اسرائيل ببنود الاتفاق.
إلغاء
وأمرت حكومة الاحتلال الجيش "بالاستعداد لجميع السيناريوهات" وأرسلت تعزيزات إلى محيط قطاع غزة.
وفي لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض اقترح ترامب الذي يريد أن يسيطر على القطاع وتهجير سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون فلسطيني، أن "تلغي" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تطلق حماس سراح "جميع" المحتجزين دفعة واحدة بحلول ظهر السبت.
وتوعد بفتح "أبواب الجحيم" في حال لم يتم تحقيق ذلك في الموعد المحدد، في مطلب يتجاوز بنود اتفاق الهدنة.
في الأثناء، تظاهر العديد من الإسرائيليين، بينهم أقارب محتجزين، أمام مكتب نتنياهو في القدس المحتلة، مطالبين بتنفيذ الاتفاق.
ومن بينهم شاهار مور زهيرو، ابن شقيق المحتجز المقتول أبراهام مندر. وقال "لا نستطيع أن نتحمّل مواجهة أخرى بين الطرفين. هناك اتفاق. تحرّكوا!".
احتجزت حماس الأسرى خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وردت إسرائيل بحملة قصف دمرت القطاع وحولته إلى ركام وتسببت في مقتل عشرات الآلاف وبأزمة إنسانية خانقة.
ومن بين 251 محتجز تم اقتيادهم إلى غزة، ينص اتفاق وقف إطلاق النار على إلافراج عن 33 رهينة، تم الابلاغ عن وفاة ثمانية منهم، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 فلسطيني، خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع.
منذ بدء الهدنة، تم الإفراج عن 16 محتجز إسرائيلي بالإضافة إلى خمسة تايلانديين (خارج الاتفاق)، وإطلاق سراح 765 أسيرا فلسطينيا. وما زال 73 محتجز في غزة، بينهم 35 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
واليوم، أعلن الجيش وكيبوتس كيسوفيم وفاة شلومو منصور (86 عاما) الذي اختطف من منزله في كيبوتس كيسوفيم خلال هجوم حماس.
وفي الثامن من فبراير، استكملت إسرائيل وحماس خامس عملية مبادلة منذ 19 يناير، أطلق بموجبها سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين مقابل 183 أسيرا فلسطينيا.
ومن المفترض أن تفضي المرحلة الثانية إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين وووقف نهائي للاعمال القتالية، قبل المرحلة النهائية المخصصة لإعادة إعمار غزة. ولم تبدأ بعد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تكون جارية وفقا للاتفاق.
وقف المساعدات
اقترح ترامب خلال استقباله نتانياهو الأسبوع الماضي خطة غير مسبوقة لغزة تقوم على تهجير جميع سكّان القطاع لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة من أجل تطويره عقاريا.
وبموجب خطة ترامب يتعيّن على مصر والأردن خصوصا استقبال هؤلاء الغزيين، لكنّ البلدين رفضا ذلك.
وكان الرئيس الجمهوري أكّد لشبكة "فوكس نيوز" أنّه لن يحقّ للفلسطينيين بموجب مقترحه أن يعودوا إلى القطاع قبل سنوات عديدة، مشيرا إلى أنهم "سيحصلون على مساكن أفضل بكثير".
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية غاضبة وأدانتها الدول العربية التي أكدت تمسكها بحل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
ولوح ترامب الإثنين بأنّ بلاده "قد" تقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يقبلا باستقبال فلسطينيي غزة الذين يعتزم ترحيلهم من القطاع.
وتأتي تصريحات ترامب هذه عشية لقائه في البيت الأبيض العاهل الأردني الذي أكّد رفض بلاده "أيّة محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، وتمسكها بـ"ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".
إلى ذلك شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على إعادة إعمار قطاع غزة "دون تهجير سكانه الفلسطينيين".
وقال الرئيس المصري أيضا إن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة.
أما الفلسطينيون، فإنّ أيّ محاولة لإخراجهم من غزة، تعيد إلى ذاكرتهم "النكبة" الفلسطينية التي ترافقت مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار اتفاق وقف فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يهدد الهدنة .. وترامب يشعل الجدل | غزة بين مخاوف الانهيار ومخططات التهجير
لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يحظى باهتمام واسع في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ تنعكس تداعياته في المشهد الإقليمي والدولي.
وتبرز في هذا السياق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة، التي أثارت جدلاً واسعاً بين الأطراف المعنية.
وتُسلط كبرى الصحف الإسرائيلية والعالمية الضوء على هذه القضايا، وسط تحذيرات من انهيار الاتفاق والتداعيات المترتبة عليه.
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محذرةً من أن “سلوك نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار المرحلة الحالية من الاتفاق”.
وأكدت الصحيفة أن "حركة حماس، بمجرد إدراكها عدم وجود مرحلة ثانية من الاتفاق، لن تستكمل تنفيذ المرحلة الأولى منه"، في إشارة إلى عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق بشكل كامل.
وأوضحت هآرتس أن صور الأسرى الإسرائيليين المحررين كان لها تأثير سلبي على شعبية نتنياهو، حيث كشفت استطلاعات الرأي عن تراجع شعبيته بين الناخبين اليمينيين، الذين يعتبرون أن إسرائيل لم تحقق نصرًا واضحًا على حماس.
الانسحاب الإسرائيلي من ممر نتساريموفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن أمير عفيفي، نائب قائد فرقة غزة سابقًا في الجيش الإسرائيلي، حذر من أن الانسحاب الإسرائيلي من ممر نتساريم وعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال غزة “أمر يمكن أن ينقلب تمامًا في غضون بضعة أيام، اعتمادًا على مدى عدوانية إسرائيل”.
كما نقلت الصحيفة عن إسرائيل زيف، القائد السابق لفرقة غزة، قوله إن ممر نتساريم "ليس مهمًا جدًا للجيش الإسرائيلي"، معتبرًا أن "أهميته الحقيقية تكمن في كونه وسيلة ضغط في المفاوضات مع حماس".
أوضاع سكان غزة في ظل الحصارصحيفة الأوبزرفر البريطانية سلطت الضوء على شهادات عدد من سكان غزة الذين عاشوا الحصار الطويل والمجاعة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على القطاع لأكثر من 15 شهرًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السكان يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية.
رفض الفلسطينيين خطة تهجير الغزيينأثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة رفضًا فلسطينيًا واسعًا، حيث نقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المسنين ويدعى سالم، ممن عاصروا نكبة 1948، قوله: "لن نكرر خطأنا بهجرة قرانا مرة أخرى". كما قالت خالدة، وهي فلسطينية فقدت منزلها: "لا ترامب ولا أي شخص آخر قادر على محونا.. وسنتحمل حتى ينتهي هذا الكابوس".
ومن جانبها، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصفت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها “غير قانونية بموجب القانون الدولي، وترقى إلى مستوى التطهير العرقي”.
وأضافت بيلاي: "سأدعم اتهام المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل بالفصل العنصري"، مشددةً على ضرورة فرض عقوبات دولية على إسرائيل، كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
مخاوف اقتصادية بسبب مقترح ترامبأما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فقد سلطت الضوء على تأثير مقترح ترامب على الاقتصاد العالمي، حيث نقلت عن مسؤولين في قطاع الشحن أن السيطرة على غزة قد تؤدي إلى تجدد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعمق أزمة التجارة العالمية.
ووفق الصحيفة، فإن التوقعات السابقة بانتعاش حركة العبور في البحر الأحمر بعد اتفاق وقف إطلاق النار لم تتحقق، بسبب المخاوف المستمرة من التصعيد، لا سيما مع إعلان ترامب خطته المثيرة للجدل.
ويظل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة موضع جدل واسع، وسط مؤشرات على إمكانية انهياره بسبب سياسات نتنياهو ورفض إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. في الوقت نفسه، تثير خطة ترامب لتهجير سكان غزة غضبًا فلسطينيًا واسعًا، إضافة إلى إدانات دولية معتبرة إياها تطهيرًا عرقيًا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تتزايد المخاوف من تداعيات هذه التطورات على الاستقرار الإقليمي وحركة التجارة في البحر الأحمر، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في ظل استمرار التوترات.