غزة "وكالات": وضع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل على المحك اليوم بعدما توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحركة الفلسطينية بـ"الجحيم" ما لم تفرج بحلول السبت عن "جميع المحتجزين" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.

يأتي ذلك فيما وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الأحد إلى واشنطن حيث من المقرر أن يلتقيترامب، الذي أعلن أنّ بلاده قد تقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يقبلا باستقبال فلسطينيي غزة الذين يعتزم ترحيلهم من القطاع، وهو أمر رفضه البلدان.

وردت حركة حماس على الرئيس الأمريكي، الحليف الأبرز لإسرائيل، بالقول إن "لغة التهديدات ليس لها قيمة وتزيد من تعقيد الأمور".

وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري "على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا يجب احترامه من الطرفين وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى".

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حماس اليوم إلى المضي قدما في عملية إطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين.

وقال غوتيريش على إكس "علينا أن نتجنب بأي ثمن استئناف الأعمال العدائية في غزة الذي من شأنه أن يؤدي إلى مأساة هائلة"، وأعلنت الأمم المتحدة اليوم أن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار.

في واشنطن، التقى الملك عبد الله، الذي الذي سبق له وأن أكّد مرارا رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسّكها بحلّ الدولتين، بوزير الدفاع بيت هيغسيث، بحسب الديوان الملكي.

ومن المقرّر أن يلتقي بوزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأعضاء لجان في مجلسي الشيوخ والنواب.

ويأتي هذا اللقاء في إطار مساعي الأردن الدبلوماسية الرامية إلى تأكيد رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسّكها بحلّ الدولتين.

بعد أكثر من 15 شهرا من القتال، تم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير.

وينص الاتفاق على وقف العمليات القتالية والإفراج عن محتجزين في مقابل أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

لكن حماس اتهمت إسرائيل "بعدم الالتزام"ببنوده وأعلنت الاثنين إرجاء أيّ عمليات مبادلة بموجب الاتفاق "حتى اشعار آخر.

وأكدت حماس أن الباب "مفتوح" للإفراج عن دفعة جديدة من المحتجزين الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت بعد أن تفي اسرائيل ببنود الاتفاق.

إلغاء

وأمرت حكومة الاحتلال الجيش "بالاستعداد لجميع السيناريوهات" وأرسلت تعزيزات إلى محيط قطاع غزة.

وفي لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض اقترح ترامب الذي يريد أن يسيطر على القطاع وتهجير سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون فلسطيني، أن "تلغي" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تطلق حماس سراح "جميع" المحتجزين دفعة واحدة بحلول ظهر السبت.

وتوعد بفتح "أبواب الجحيم" في حال لم يتم تحقيق ذلك في الموعد المحدد، في مطلب يتجاوز بنود اتفاق الهدنة.

في الأثناء، تظاهر العديد من الإسرائيليين، بينهم أقارب محتجزين، أمام مكتب نتنياهو في القدس المحتلة، مطالبين بتنفيذ الاتفاق.

ومن بينهم شاهار مور زهيرو، ابن شقيق المحتجز المقتول أبراهام مندر. وقال "لا نستطيع أن نتحمّل مواجهة أخرى بين الطرفين. هناك اتفاق. تحرّكوا!".

احتجزت حماس الأسرى خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وردت إسرائيل بحملة قصف دمرت القطاع وحولته إلى ركام وتسببت في مقتل عشرات الآلاف وبأزمة إنسانية خانقة.

ومن بين 251 محتجز تم اقتيادهم إلى غزة، ينص اتفاق وقف إطلاق النار على إلافراج عن 33 رهينة، تم الابلاغ عن وفاة ثمانية منهم، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 فلسطيني، خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع.

منذ بدء الهدنة، تم الإفراج عن 16 محتجز إسرائيلي بالإضافة إلى خمسة تايلانديين (خارج الاتفاق)، وإطلاق سراح 765 أسيرا فلسطينيا. وما زال 73 محتجز في غزة، بينهم 35 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

واليوم، أعلن الجيش وكيبوتس كيسوفيم وفاة شلومو منصور (86 عاما) الذي اختطف من منزله في كيبوتس كيسوفيم خلال هجوم حماس.

وفي الثامن من فبراير، استكملت إسرائيل وحماس خامس عملية مبادلة منذ 19 يناير، أطلق بموجبها سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين مقابل 183 أسيرا فلسطينيا.

ومن المفترض أن تفضي المرحلة الثانية إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين وووقف نهائي للاعمال القتالية، قبل المرحلة النهائية المخصصة لإعادة إعمار غزة. ولم تبدأ بعد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تكون جارية وفقا للاتفاق.

وقف المساعدات

اقترح ترامب خلال استقباله نتانياهو الأسبوع الماضي خطة غير مسبوقة لغزة تقوم على تهجير جميع سكّان القطاع لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة من أجل تطويره عقاريا.

وبموجب خطة ترامب يتعيّن على مصر والأردن خصوصا استقبال هؤلاء الغزيين، لكنّ البلدين رفضا ذلك.

وكان الرئيس الجمهوري أكّد لشبكة "فوكس نيوز" أنّه لن يحقّ للفلسطينيين بموجب مقترحه أن يعودوا إلى القطاع قبل سنوات عديدة، مشيرا إلى أنهم "سيحصلون على مساكن أفضل بكثير".

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية غاضبة وأدانتها الدول العربية التي أكدت تمسكها بحل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

ولوح ترامب الإثنين بأنّ بلاده "قد" تقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يقبلا باستقبال فلسطينيي غزة الذين يعتزم ترحيلهم من القطاع.

وتأتي تصريحات ترامب هذه عشية لقائه في البيت الأبيض العاهل الأردني الذي أكّد رفض بلاده "أيّة محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، وتمسكها بـ"ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".

إلى ذلك شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على إعادة إعمار قطاع غزة "دون تهجير سكانه الفلسطينيين".

وقال الرئيس المصري أيضا إن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة.

أما الفلسطينيون، فإنّ أيّ محاولة لإخراجهم من غزة، تعيد إلى ذاكرتهم "النكبة" الفلسطينية التي ترافقت مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار اتفاق وقف فی غزة

إقرأ أيضاً:

هدنة مرتقبة

 

تفاؤل حذِر بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

 

وفد من "حماس" يصل القاهرة لمناقشة مقترحات الوسطاء

"حماس": نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفا دائما للحرب

تفاؤل أمريكي بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار

ويتكوف يعِد عائلات الأسرى الإسرائيليين بـ"صفقة جادة خلال أيام"

أحرونوت: الاتفاق المرتقب جزء من صفقة شاملة تشمل نهاية الحرب

محللون: جولة المفاوضات الحالية ربما تكون أقرب لقبول المقترح المصري

 

الرؤية- غرفة الأخبار

عاد التفاؤل الحذر مجددا إلى مسار المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد أن انقلبت إسرائيل على اتفاق يناير الماضي، واستأنفت عدوانها الغاشم على قطاع غزة.

وتشير التحركات الدبلوماسية وتصريحات المسؤولين إلى أنَّ المقترح المصري الأخير الذي تم طرحه، يتم البناء عليه في ظل مرونة من حركة المقاومة الإسلامية حماس أبدتها للوسطاء في القاهرة والدوحة، وأيضًا تفاؤل أمريكي بقرب التوصل إلى صفقة.

وتتمسك فصائل المقاومة الفلسطينية بأن يقود أي اتفاق إلى وقف كامل للحرب لاحقًا، وذلك في الوقت الذي يوسّع فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية بقطاع غزة، واستهداف مزيد من المربعات السكنية والمستشفيات والمقرات الحكومية.

والسبت، توجه وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة خليل، إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء من قطر ومصر للتوصّل إلى اتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي.

وقالت الحركة في بيان لها: "نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، كما نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن التوصّل إلى صفقة تبادل جادة".

ويرى محللون أن هذه الجولة من المفاوضات ربما تكون الأقرب لقبول مقترح مصري يعيد التهدئة مجددا لفترة زمنية مرة أخرى، لافتين إلى أن التفاؤل الأميركي وعدم الممانعة الإسرائيلية يشي بقرب الاتفاق حول هدنة جديدة قبل وصول ترامب للمنطقة الشهر المقبل.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار إلى "تقدم يتحقق فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة"، وهو ما اعتبره محللون أول تفاؤل أميركي يطرح علناً منذ انقلاب إسرائيل على هدنة وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي.

وسبق تفاؤل ترامب إبلاغ مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن "صفقة جادة على الطاولة وأنها مسألة أيام قليلة حتى يتم عقدها"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس، لافتة إلى أن الاتفاق المرتقب جزء من صفقة شاملة تشمل نهاية للحرب.

وأفادت "تايمز أوف إسرائيل"، السبت، بأن إسرائيل ستقدم عرضاً مخففاً لصفقة الأسرى بينما يتوجه وفد من حماس إلى القاهرة"، ونقلت عن مسؤولين قوله إن "إسرائيل خفضت بشكل طفيف عدد الأسرى الأحياء الذين كانت تطالب بالإفراج عنهم والذين كان عددهم 11 حياً ولكنها تريد إطلاق سراحهم بشكل أسرع؛ ووافقت على الانسحاب من المناطق التي تم الاستيلاء عليها أخيراً، وإجراء محادثات حول وقف دائم لإطلاق النار".

ووفق المصدر الإسرائيلي ذاته، فإنه قد "بدأت مصر في الأيام الأخيرة بالدفع بمقترح جديد يقضي بالإفراج عن 8 أسرى أحياء سعياً منها للتقريب بين الطرفين، ووافق نتنياهو على تخفيف مقترحه السابق بعد اجتماع مع ترامب بالبيت الأبيض"، لافتاً إلى أن "يوم الخميس، قدمت إسرائيل للوسطاء المصريين ردها على اقتراح القاهرة الأخير ويتضمن الإفراج عن الأسرى الأحياء خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار الذي يستمر 45 يوماً، رافضة بذلك مطالب حماس السابقة بأن يتم الإفراج عن الأسرى الأحياء بشكل دوري خلال مدة الهدنة".

وأفادت القناة الإخبارية الـ13 الإسرائيلية، بأنه "تتبلور بين الولايات المتحدة ومصر مقترحات جدّية تقترب مما يمكن لإسرائيل أن توافق عليه سواء من حيث عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم، أو من حيث عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المقابل والحديث يدور عن إطلاق سراح أكثر من أسرى أحياء".

 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يوجّه بمواصلة مفاوضات غزة.. وحماس تعد ردها
  • عيدان ألكسندر.. الجندي الأمريكي الذي احترق بين نيران القسام وقذائف جيشه
  • «إعلام عبري»: الاتفاق يتضمن انسحاب إسرائيل إلى شرق محور صلاح الدين
  • إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
  • القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى جنين وتعتقل فلسطينيًا .. وحماس: المقاومة مستمرة رغم بطش الاحتلال
  • قيادي بحماس للجزيرة: المقترح الذي نقلته مصر لنا يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال بالأسبوع الأول من الاتفاق
  • تفاصيل جديدة حول اتفاق محتمل بين الاحتلال وحماس
  • إسرائيل: حماس توافق على توسيع صفقة الأسرى وانفراجة محتملة بالمفاوضات
  • إسرائيل تدمر نفقا شمالي غزة.. وحماس تكشف تفاصيل عملية رفح
  • هدنة مرتقبة