أيام قليلة لم تتجاوز الشهر مرّت على تعيين “دونالد ترامب” كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن هذه الأيام “إن صح التعبير زلزلت العالم”، عبر قرارات ربما “تجاوزت المئة”، ووصف بأنه الأسرع في اتخاذ القرارات، مطلقا العنان لفوضى اقتصادية وسياية عارمة في العالم، تاركا خلفه “دون اكتراث”،غضبا عالميا واسعا.

. فكيف ذلك؟

وحول هذا الأمر، قالت قناة “سكاي نيوز“، في تقرير عنونته “ترامب” يطلق العنان للفوضى في العالم متعمدا”: “أصبح السعوديون غاضبين، والدنماركيون في حالة هياج، وكولومبيا تراجعت، والمكسيك وكندا تستعدان لحرب رسوم جمركية مع الولايات المتحدة، أما بكين فأطلقت حربها التجارية مع واشنطن، ردا على قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” فرض رسوم بنسبة 10% على المنتجات الصينية، وحتى البريطانيين الذين طالما كانوا فخورين بـ “علاقاتهم الخاصة” مع الولايات المتحدة، لجأوا إلى تقاليدهم في الدبلوماسية الهادئة للتعامل مع سياسات وأصبح المشهد العالمي يبدو وكأن الرئيس “دونالد ترامب” ألقى كيسًا من الزجاج المكسور تحت أقدام زعماء دول العالم الذين غالبًا ما تضافرت جهودهم على مدى ثمانية عقود في إطار النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف تقرير القناة: “يبدو أنه بات على الجميع الرد على “دونالد ترامب” يوميا، حتى أن رئيس وزراء أستراليا “أنطوني ألبانزي” قال عندما سُئل في الأسبوع الماضي عن رأيه في إعلان “ترامب” أن الولايات المتحدة ستستولي على قطاع غزة المدمر وتحوله إلى ريفييرا الشرق الأوسط، “لن أقدم، بصفتي رئيس وزراء أستراليا، تعليقًا يوميًا على تصريحات الرئيس الأمريكي، وسواء اعترف قادة العالم بذلك علنا أم لا، فإنهم ينظرون إلى نهج “دونالد ترامب” المتسلط تجاه بعض مؤسسات الحكومة الأميركية ويتساءلون عن دور الولايات المتحدة في النظام الدولي بعد الحرب الباردة: ماذا عن الأدوار الأمريكية في حلف الناتو والأمم المتحدة، والبنك الدولي وغيرها من ركائز النظام الدولي”؟

وأضاف التقرير، “فيما يتصل بحلف الناتو الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، لطالما شكك “ترامب” في قيمته وهدد بعدم الدفاع عن الدول الأعضاء في الحلف التي تفشل في زيادة إنفاقها العسكري إلى المستوى الذي يطالب به، وفي أول يوم له في المكتب البيضاوي، قرر ترامب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية، وهو التصرف الذي من شأنه أن يترك الوكالة التابعة للأمم المتحدة بدون أكبر ممول لها، واحتشد قادة منظمة الصحة العالمية للرد على قرار ترامب وطالبوا دول العالم بالضغط على واشنطن لإلغاء قرار ترامب. وقال مبعوث ألماني قلقاً: “السقف يحترق”.

وكتب هيثر هرلبورت خبير الشؤون الدولية والسياسية في المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس” البريطاني في تحليل له: إن ” إن تصرفات “ترامب” تنبئ بتحول دائم في المشهد السياسي ــ وليست مجرد حركة مفتاح يعود إلى وضعه الطبيعي بعد 4 سنوات، وبعيدا عن الدوائر القيادية، فإن أي شخص يعتمد على المساعدات الأميركية للحصول على الغذاء أو الدواء سيواجه مخاطر كبيرة بعد قرار ترامب إلغاء هيئة المعونة الأميركية، وإنهاء مهمتها التي استمرت 6 عقود للمحافظة على استقرار الدول الفقيرة من خلال تقديم المساعدات الغذائية لمواطنيها”.

وتقول أريانا قصي مصطفى من تجمع “شبكة نساء كوسوفو” الذي يضم 140 منظومة غير حكومية: “رغم ذلك نحن صامدون، وسنحاول بذل أقصى جهد” لمواصلة تقديم المساعدات للمحتاجين”.

وأضاف التقرير: “بعد إعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة وبمساعدة “صديقه الرئاسي” الملياردير إيلون ماسك، أطلق ترامب العنان لفوضى عارمة من خلال تشتيت انتباه العالم، فالأوامر والتصريحات الرئاسية تصدر بوتيرة سريعة للغاية بما يكفي لتفتيت أي معارضة، والآن لا يوجد من يمكنه متابعة كل هذه الأوامر والتصريحات، سواء كان شخصا أو حكومة، وبالتالي يحدث ما يسميه حلفاء ترامب “إغراق المنطقة”، هل هناك مشكلة في ذلك؟ يرد “ترامب” بكلمة واحدة هي: “فافو”، كاختصار لعبارة “اخلق الفوضى ثم رتبها” باستثناء أن الكلمة الأولى فيها ليست “فوضى”، وقد نشر الرئيس الاختصار على وسائل التواصل الاجتماعي، مصحوبا بصورة له وهو يرتدي قبعة فيدورا وقميصا مخططا”.

وتابع التقرير: “تتم الإشارة إلى كولومبيا باعتبارها نموذجا على ما يمكن أن يحدث لأي دولة عندما تقول لا لـ”ترامب”، لقد قاوم رئيسها لفترة وجيزة استقبال طائرات قادمة من الولايات المتحدة لإعادة مهاجرين غير شرعيين، لكن الرئيس الأميركي هدد بفرض رسوم بنسبة 50% على صادرات كولومبيا، فاضطر رئيسها إلى التراجع والموافقة على طلب “ترامب”، لقد أسعد أسلوب الإجبار أنصار “ترامب” ، الذين خرجوا لصالحه خلال انتخابات 2024 متأثرين بشدة بقلقهم بشأن الاقتصاد وأوضاعهم المالية، ويقول “ترامب” إنه يحاول توفير أموال دافعي الضرائب وإنفاقها على أمور تتماشى مع المصالح الأميركية، ففي حديثه عن غرينلاند وقطاع غزة على سبيل المثال، يقول الرئيس صاحب شعار “أميركا أولاً” إن الولايات المتحدة ستسولى عليهما”.

وتابع التقرير: “فيما استبعد استخدام الجيش الأميركي لتهجير سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني شخص من أرضهم إلى مكان خر، لكنه متمسك بخطته لتهجير الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى منتجع سياحي فاخر، ولا يتوقف “ترامب” كثيرا عن حقيقة أن أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها بدءا من الشرق الأوسط المتقلب وحتى الصين ناهيك عن بريطانيا يعارضون خطته لغزة، وقد أعلنت المملكة العربية السعودية “رفضها المطلق” للخطة. كما أن هذه الخطة يمكن أن تنسف وقف إطلاق النار الهش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. كما أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي أيضا”.

وأضاف: “في الوقت نفسه فإن مشاهد تدفق النازحين الفلسطينيين العائدين إلى بيوتهم المدمرة في شمال القطاع بعد وقف إطلاق النار تؤكد أنهم لا يريدون مغادرة أرضهم، وعندما ننتقل من رغبة “ترامب” في امتلاك غزة إلى عزمه الاستيلاء على جزيرة غرينلاند الدنماركية سنجد رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن تقول للصحفيين “لسنا حلفاء سيئين” ردا على تصريح لنائب الرئيس الأميركي “جيه.دي فانس” الذي قال فيه إن الدنمارك وهي عضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي “ليست حليفا جيدا”، مكررا كلام رئيسه عن أن الاستيلاء على غرينلاند “ممكن”.

وتابع التقري، “الحقيقة أن مشاعر القلق من سياسات ترامب وقرارته تسيطر على أغلب قادة أوروبا أيضا، وقد ظهر هذا واضحا خلال القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل والتي كان يفترض أن تبحث زيادة الإنفاق الدفاعي والتصدي للتهديد الروسي، فتحولت إلى الكلام عن ترامب وتهديداته”.

وقال “دونالد تاسك” رئيس وزراء بولند: “علينا عمل أي شيء لتجنب هذه الحرب التجارية الغبية وغير الضرورية تماما”، مضيفا أن تهديدات ترامب بفرض رسوم على منتجات دول الاتحاد الأوروبي “اختبار جاد” للوحدة الأوروبية “وهذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها مشكلة من هذا النوع بين الحلفاء. وقال القادة الأوروبيون إنهم سينتظرون حتى يكشف ترامب عن مقترحاته بالتفصيل”.

وأضاف التقرير: “في الوقت نفسه أشعلت تصريحات “ترامب” معركة في جزيرة غرينلاند للمطالبة بالاستقلال الكامل عن الدنمارك وأصبح الاستقلال قضية رئيسية قبل الانتخابات المقررة في مارس، وقال بعض قادتها إن أكبر جزيرة في العالم، والتي يسكنها 57 ألف شخص، لا تريد أن تكون جزءًا من الولايات المتحدة أو الدنمارك”.

وقال نايا إتش ناثانيلسن، وزير الأعمال والتجارة في غرينلاند، لوكالة أسوشيتد برس: “لقد تسبب الخطاب المؤسف (للرئيس ترامب) في الكثير من القلق والانزعاج ليس فقط في غرينلاند ولكن في بقية دول التحالف الغربي”، ورغم ذلك فالموقف في أوروبا من “ترامب” غير موحد، فقادة اليمين المتطرف الأوروبي أشادوا بأجندة ترامب خلال تجمع بالعاصمة الإسبانية مدريد تحت شعار “جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى”. شارك في هذا التجمع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ونائب رئيسة وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني وزعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان وغيرهم”.

وتابع التقري، “قلل بعض القادة المشاركين في التجمع من أهمية تهديد ترامب بزيادة الرسوم على صادرات الاتحاد الأوروبي وقالوا إن الضرائب والتشريعات في الاتحاد الأوروبي أخطر على رخاء المنطقة من رسوم ترامب. لكن كل المتحدثين تطرقوا إلى قضية الهجرة غير الشرعية، التي تشكل قضية مؤلمة ومثيرة للانقسام في أوروبا كما هو الحال في الولايات المتحدة، وقالت لوبان إن تجمع “وطنيون من أجل أوروبا” الممثل لأحزاب وقوى اليمين المتطرف الأوروبي هو الأفضل في التعامل مع ترامب، مضيفة “نحن الوحيدون الذين يمكنهم الحديث مع إدارة “ترامب” الجديدة”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا أمريكا والعالم الرئيس الأميركي دونالد ترامب دونالد ترامب الولایات المتحدة دونالد ترامب رئیس وزراء فی العالم

إقرأ أيضاً:

الدنمارك تقترح شراء كاليفورنيا مقابل غرينلاند

اقترحت مجموعة المبادرة الدنماركية "دنماركيفاكيشن"، شراء ولاية كاليفورنيا من الولايات المتحدة، رداً على تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن الاستحواذ على غرينلاند.

وقال مؤسس الحملة، كزافييه دوتوا، لصحيفة "بوليتيكو"، إن "هذا المشروع سيكلف كاليفورنيا تريليون دولار، وإمدادات مدى الحياة من المعجنات الدنماركية، والتي ستدفع هوليوود ثمنها". 

Danes launch petition to buy California from the US for $1 trillion—payback for Trump’s Greenland ambitions

Nearly 200,000 have signed, lured by year-round sunshine and dreams of cheaper avocado toasts pic.twitter.com/4XaXcMPUW2

— RT (@RT_com) February 10, 2025

وتقترح المبادرة جمع الأموال لشراء كاليفورنيا من خلال التمويل الجماعي. ويقول موقع "الدنماركية": "هذا يعني 200 ألف كرونة فقط من كل دنماركي".

ولا تقدم المجموعة أي تفاصيل عن مقدار الأموال التي تم جمعها بالفعل، لكنها تشير إلى أن أكثر من 198 ألف شخص وقعوا على العريضة، التي تطالب بأن تصبح الولاية جزءاً من الدنمارك.

كما يعتقد مؤلفو المبادرة، أن ترامب سيوافق على بيع الولاية، لأنه "ليس من أكبر معجبي كاليفورنيا"، وقد وصفها مراراً وتكراراً بأنها المنطقة الأكثر دماراً في البلاد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد اتصل في وقت سابق برئيسة الوزراء الدنماركية فرديدركسن، بشأن قضية شراء غرينلاند، وقالت إنها ليست للبيع، وهو ما أكده أيضاً وزير الخارجية الدنماركي.

يذكر أن ترامب صرح في 7 يناير (كانون الثاني) الماضي، بأن غرينلاند يجب أن تصبح جزءاً من الولايات المتحدة، وهدد بفرض تعريفات تجارية عالية على الدنمارك إذا لم تتنازل عن الجزيرة. واقترح خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، أن الولايات المتحدة يمكن أن تشتري غرينلاند. ورفض المسؤولون في غرينلاند والدنمارك الاقتراح. 

وتعد غرينلاند جزءاً من الدنمارك كإقليم مستقل. وفي عام 1951، وقعت واشنطن وكوبنهاغن معاهدة دفاع غرينلاند، واتفقتا على أن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة ضد العدوان الخارجي. وتستضيف الجزيرة قاعدة أمريكية، قاعدة بيتوفيك الفضائية، التي تلعب دوراً في نظام الإنذار الصاروخي ومراقبة منطقة القطب الشمالي.

مقالات مشابهة

  • رسالة ابنة مدينة يافا الفلسطينية  إلى الرئيس دونالد ترامب
  • أثارت الجدل.. كأس العالم خلف ترامب.. ماذا حدث ؟
  • تقرير: ترامب يطلق العنان للفوضى في العالم متعمدا
  • ترامب يطلق العنان للفوضى في العالم "متعمداً"
  • ترامب يطلق العنان للفوضى في العالم متعمدا
  • الدنمارك تقترح شراء كاليفورنيا مقابل غرينلاند
  • صحف العالم .. ترامب يذهب بالجميع إلى التطرف .. ورفض أوروبي لدعوات الرئيس الأمريكي المتكررة حول غزة
  • أخبار العالم.. ترامب: سألتقي الرئيس السيسي والأمير بن سلمان.. وحماس: غزة ليست عقارا يباع ويشترى
  • إدارة الفوضى