مي زيادة.. من صالون الأدب إلى مستشفى الأمراض النفسية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
في زمن كانت المرأة تكافح لتجد لها مكانًا في عالم الفكر والأدب، تألقت مي زيادة كواحدة من ألمع الأديبات والمثقفات في العالم العربي يصادف اليوم ذكرى ميلادها في عام 1886حيث كانت أيقونة للذكاء والجمال والثقافة، يتسابق كبار الأدباء والمفكرين للحوار معها، وكان صالونها الأدبي منبرًا للنقاشات الفكرية العميقة.
ولدت مي زيادة عام 1886 لأب لبناني وأم فلسطينية، وانتقلت إلى القاهرة حيث تألقت ككاتبة وشاعرة وصاحبة صالون أدبي ارتاده أعظم أدباء عصرها، مثل عباس العقاد، طه حسين، أحمد لطفي السيد، وأحمد شوقي. كانت شخصية استثنائية، تتحدث سبع لغات، وتكتب مقالات نقدية وأدبية، وتحظى باحترام كبير من رجال الفكر.
لكن وراء هذا النجاح، كانت مي تعيش حياة عاطفية معقدة، حيث لم تتزوج أبدًا، رغم وقوع العديد من الأدباء في حبها، وعلى رأسهم جبران خليل جبران، الذي ربطتها به مراسلات حب استمرت 20 عامًا، لكنها لم تلتقِ به أبدًا.
الانهيار النفسي: البداية مع فقدان الأحبةبدأت مأساتها عندما فقدت أهم الأشخاص في حياتها. توفي والدها عام 1929، ثم لحقت به والدتها عام 1932، وبعدها توفي جبران خليل جبران، مما جعلها تغرق في عزلة وحزن شديدين. ومع غياب الدعم النفسي، وجدت مي نفسها وحيدة تمامًا، تعاني من اكتئاب حاد لم تستطع مواجهته.
الخيانة الكبرى: أقرباؤها يسجنونها في مستشفى الأمراض النفسيةفي واحدة من أكثر الفصول المؤلمة في حياتها، قام بعض أقاربها في لبنان بوضعها في مستشفى الأمراض العقلية في بيروت، بدعوى أنها فقدت عقلها، وذلك طمعًا في ميراثها. هناك، عاشت مي أسوأ أيامها، محبوسة بين جدران باردة، تعاني من الوحدة والخذلان، بعد أن كانت يومًا ما ملكة الفكر والأدب.
عودة متأخرة.. لكن بعد فوات الأوانبعد فترة من العذاب، استطاع بعض أصدقائها التدخل لإخراجها من المستشفى، وعادت إلى القاهرة، لكنها لم تعد نفس المرأة التي كانت تشع حيوية وفكرًا. فقدت كل شيء: صالونها، مكانتها، وأحبّتها. عاشت في عزلة تامة حتى توفيت في عام 1941، وحيدة بلا عائلة، وكأن الزمن قد محا اسمها من ذاكرة الأدب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طه حسين أحمد شوقي عباس العقاد مي زيادة الأديبات عالم الفكر المزيد
إقرأ أيضاً:
بيت الغناء العربي يحيي ذكرى أم كلثوم بصالون مقامات
ينظم بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك بشارع المعز، التابع لصندوق التنمية الثقافية، بالتعاون مع إذاعة البرنامج الثقافي، أمسية ثقافية وفنية ضمن صالون «مقامات».
يأتي ذلك في إطار إحياء الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، تحت عنوان «أم كلثوم.. .خمسون عامًا من الأنس الجميل»، وذلك يوم الخميس 13 فبراير في تمام الساعة 8 مساءً.
بيت الغناء يحي ذكرى أم كلثوميستضيف الصالون الكاتب الصحفي محمد دياب، للحديث عن المسيرة الفنية الاستثنائية لسيدة الغناء العربي، وأثرها العميق في الموسيقى العربية، كما تتضمن الأمسية فقرة غنائية تحييها الفنانة رضوى سعيد بمصاحبة فرقتها الموسيقية، حيث تقدم مختارات من روائع أم كلثوم التي لا تزال تحتفظ بمكانتها في قلوب الجماهير.
الصالون من إعداد وتقديم الدكتورة إيناس جلال الدين، ويأتي استمرارًا لفكرة الفنان الراحل محسن فاروق في إحياء التراث الموسيقي العربي من خلال صالون «مقامات».
اقرأ أيضاًتراجم وإبداعات.. قصور الثقافة تشارك بمعرض كتاب جامعة زويل في دورته الثانية
«التحول الرقمي وأثره على الأداء المالي».. رسالة دكتوراة في مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان
بمجموعة متميزة.. قصور الثقافة تشارك بمعرض زايد للكتاب اليوم