في زمن كانت المرأة تكافح لتجد لها مكانًا في عالم الفكر والأدب، تألقت مي زيادة كواحدة من ألمع الأديبات والمثقفات في العالم العربي يصادف اليوم ذكرى ميلادها في عام 1886حيث كانت أيقونة للذكاء والجمال والثقافة، يتسابق كبار الأدباء والمفكرين للحوار معها، وكان صالونها الأدبي منبرًا للنقاشات الفكرية العميقة.

ولكن، رغم هذا المجد، انتهت حياتها في عزلة قاتلة، حيث وجدت نفسها مسجونة داخل مستشفى للأمراض النفسية، بعد أن تخلى عنها الجميع، حتى أقرب الناس إليها.

البداية: صعود مي إلى قمة المجد

ولدت مي زيادة عام 1886 لأب لبناني وأم فلسطينية، وانتقلت إلى القاهرة حيث تألقت ككاتبة وشاعرة وصاحبة صالون أدبي ارتاده أعظم أدباء عصرها، مثل عباس العقاد، طه حسين، أحمد لطفي السيد، وأحمد شوقي. كانت شخصية استثنائية، تتحدث سبع لغات، وتكتب مقالات نقدية وأدبية، وتحظى باحترام كبير من رجال الفكر.

لكن وراء هذا النجاح، كانت مي تعيش حياة عاطفية معقدة، حيث لم تتزوج أبدًا، رغم وقوع العديد من الأدباء في حبها، وعلى رأسهم جبران خليل جبران، الذي ربطتها به مراسلات حب استمرت 20 عامًا، لكنها لم تلتقِ به أبدًا.

الانهيار النفسي: البداية مع فقدان الأحبة

بدأت مأساتها عندما فقدت أهم الأشخاص في حياتها. توفي والدها عام 1929، ثم لحقت به والدتها عام 1932، وبعدها توفي جبران خليل جبران، مما جعلها تغرق في عزلة وحزن شديدين. ومع غياب الدعم النفسي، وجدت مي نفسها وحيدة تمامًا، تعاني من اكتئاب حاد لم تستطع مواجهته.

الخيانة الكبرى: أقرباؤها يسجنونها في مستشفى الأمراض النفسية

في واحدة من أكثر الفصول المؤلمة في حياتها، قام بعض أقاربها في لبنان بوضعها في مستشفى الأمراض العقلية في بيروت، بدعوى أنها فقدت عقلها، وذلك طمعًا في ميراثها. هناك، عاشت مي أسوأ أيامها، محبوسة بين جدران باردة، تعاني من الوحدة والخذلان، بعد أن كانت يومًا ما ملكة الفكر والأدب.

عودة متأخرة.. لكن بعد فوات الأوان

بعد فترة من العذاب، استطاع بعض أصدقائها التدخل لإخراجها من المستشفى، وعادت إلى القاهرة، لكنها لم تعد نفس المرأة التي كانت تشع حيوية وفكرًا. فقدت كل شيء: صالونها، مكانتها، وأحبّتها. عاشت في عزلة تامة حتى توفيت في عام 1941، وحيدة بلا عائلة، وكأن الزمن قد محا اسمها من ذاكرة الأدب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طه حسين أحمد شوقي عباس العقاد مي زيادة الأديبات عالم الفكر المزيد

إقرأ أيضاً:

بيت الغناء العربي يحيي ذكرى أم كلثوم بصالون مقامات

ينظم بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك بشارع المعز، التابع لصندوق التنمية الثقافية، بالتعاون مع إذاعة البرنامج الثقافي، أمسية ثقافية وفنية ضمن صالون «مقامات».

يأتي ذلك في إطار إحياء الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، تحت عنوان «أم كلثوم.. .خمسون عامًا من الأنس الجميل»، وذلك يوم الخميس 13 فبراير في تمام الساعة 8 مساءً.

بيت الغناء يحي ذكرى أم كلثوم

يستضيف الصالون الكاتب الصحفي محمد دياب، للحديث عن المسيرة الفنية الاستثنائية لسيدة الغناء العربي، وأثرها العميق في الموسيقى العربية، كما تتضمن الأمسية فقرة غنائية تحييها الفنانة رضوى سعيد بمصاحبة فرقتها الموسيقية، حيث تقدم مختارات من روائع أم كلثوم التي لا تزال تحتفظ بمكانتها في قلوب الجماهير.

الصالون من إعداد وتقديم الدكتورة إيناس جلال الدين، ويأتي استمرارًا لفكرة الفنان الراحل محسن فاروق في إحياء التراث الموسيقي العربي من خلال صالون «مقامات».

اقرأ أيضاًتراجم وإبداعات.. قصور الثقافة تشارك بمعرض كتاب جامعة زويل في دورته الثانية

«التحول الرقمي وأثره على الأداء المالي».. رسالة دكتوراة في مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان

بمجموعة متميزة.. قصور الثقافة تشارك بمعرض زايد للكتاب اليوم

مقالات مشابهة

  • ذكرى ميلاد "عاشقة اللغات".. من هي الأديبة مي زيادة؟
  • إنطلاق فعاليات صالون الغرب للإنتاج والتصدير بتلمسان
  • بيت الغناء العربي يحيي ذكرى أم كلثوم بصالون مقامات
  • أماكن الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة في كفر الشيخ
  • تظاهرات الاقليم: الطبقة السياسية تعيش في عزلة عن معاناة الشارع
  • مدبولي: الحكومة تعمل على زيادة معدلات الاستثمار بمجال الرعاية الصحية
  • رئيس الوزراء: نعمل على زيادة معدلات الاستثمار في مجال الرعاية الصحية
  • المريخ كان غنياً بالنحاس والزنك
  • إيداع المتهم بقتل زوجته حرقا أثناء نومها بالشرقية مستشفى الأمراض النفسية