الطبيعة والميثولوجيا في سلطنة عُمان ندوة تعزز روح الانتماء والهُوية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
العُمانية/ نظم النادي الثقافي بالتعاون مع شبكة المصنعة الثقافية إحدى المبادرات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، الندوة الوطنية "الطبيعة والميثولوجيا في سلطنة عُمان، نحو رؤية وبرهانات متجددة"، وذلك بمقر النادي بمسقط.
تضمنت الندوة جلستين، شارك في الأولى المتخصّص في ميثولوجيا الأدب، أ. د حمود بن خلفان الدغيشي بورقة عمل بعنوان "زئير البحر، قراءة في الطقس والأسطورة في عُمان"، وناقش خلال ورقته طقوس أهل البحر في معتقداتهم الشعبية، كونها امتدادًا تاريخيًّا لعصورٍ متجذّرة في الزمن القديم حين كان الإنسان يخاف من زئير الطبيعة، ويتشاءمُ من عنفها، فحاول أن يفسِّر ظواهرها، متفاعلًا معها بوسائل متعددة ـ بحسب الباحث ـ فظل الإنسان في عُمان يمارس طقوس البحر حتى القرن العشرين قبل أن تختفيَ معظمها عند أهل البحر في سلطنة عُمان.
أما الأكاديمي الأردني أ. د خالد دغلس فقد تطرق من خلال ورقته المعنونة بـ "البعد الرمزي والأسطوري للقى الأثرية العُمانية"، إلى الأسطورة في سلطنة عُمان حاضرة في المجتمعات الريفية على وجه الخصوص، وترتبط بالمواقع الأثرية المحيطة في تلك المجتمعات. وتشيع الروايات بين جميع أفراد المجتمع ويتم تناقلها شفويًّا من جيل إلى آخر، والتي غالبًا ما يتعامل معها أفراد المجتمع على أنها مسلمات لا يمكن المساس بمصداقيتها.
وقدم الباحث والكاتب يونس بن جميل النعماني، ورقة عمل بعنوان "تمثلات الأساطير في البيئة العُمانية، الأشجار أنموذجًا" تضمنت جملة من المحاور، الأول: علاقة الأشجار بالميثولوجيا، والثاني: النخلة، والثالث: شجرة اللبان، والرابع: شجرة الكيذا. من خلال هذه المحاور قدم النعماني وصفًا تحليليًّا للمعتقدات الشعبيَّة المرتبطة بالأشجار وعلاقتها بالأساطير. واستخدم الباحث النعماني المنهج المثيولوجي الإحيائي في دراسة توظيف الأساطير وعلاقتها بالأشجار، فضلاً عن المنهج الوصفي التحليلي في تناول نماذج من الأشجار التي تنمو في البيئة العُمانية؛ إذ ارتبطت أفكار الإنسان منذ القِدم بما يحيط به من بيئة وطبيعة، وأثرت بطريقة أو بأخرى في وعيه، ومنها الأشجار.
وشارك في الجلسة الثانية الأكاديمي والمؤرخ الفني المصري الدكتور ياسر منجي بورقة عمل بعنوان "تَجَلِّيَات الرموز الطبيعية والميثولوجِيّة في الفنون والآداب العالمية، رهانات الرافد الحضاري في آفاق الإبداع العُماني المعاصر"، وذهبت ورقته إلى دراسة دور الرموز الفنية – بما لها من خصائص تركيبية بصرية – في تنويع مظاهر التعبير عن تَجَلّيات الروافد الطبيعية والميثولوجية، في الفنون والآداب العالمية؛ ومِن ثَمّ إلى محاولة إيضاح دورها الفاعل في رَفد الإبداع العُماني المعاصر، برؤىً متجددة، تظهر الموروث الحضاري في سياق مُعالجاتٍ فنيةٍ وأدبيةٍ تُوافقُ روح عصرها الراهن. وتناولت الورقة بالدراسة، والتحليل، والمقارنة، عددًا من الأمثلة، من مجالات فنية وأدبية مختلفة، يتجلى خلالها جوهر العلاقة التركيبية بين الطبيعة والميثولوجيا.
وفي ورقة فنية بعنوان "الأساطير مصدرًا للعبور إلى الفن المعاصر"، حاولت الفنانة التشكيلية العُمانية والباحثة في الفنون البصرية صفا بنت محمد الفهدية تسليط الضوء على الأساطير التي تعد مصدرًا للإلهام وإثارة الخيال للفنانين من مختلف الحضارات، مع التركيز على أسطورة (طفل النذر) كنموذج للتعبير عن خيال الإنسان في عُمان قديمًا ومعتقداته ومكنوناته الفكرية، متبعة الوصفي التحليلي من خلال تحليل أهم الممارسات الفنية العالمية التي عبّرت عن أساطير الشعوب المختلفة وإسقاطها في أعمال فنية معاصرة.
أما الباحث والفنان التشكيلي سعيد بن عبد الله النحوي فقد ذهب من خلال ورقته البحثية المعنونة بـ "دور التقنيات الحديثة في توظيف أسطورة جرنان في الفن المعاصر" الحديث عن أحد الأساطير العُمانية المتمثلة في أسطورة جرنان في سياق قالب فني معاصر من خلال توظيف التقنيات الحديثة، مركزًا على أهمية الوسائط الرقمية والتقنيات الحديثة، ومدى إمكانية الاستفادة من التقدم التكنولوجي والتقني في المجال الفني.
فيما قدم الكاتب والباحث في النقد الأدبي جاسم بن جميل الطارشي ورقة عمل حول "توظيف الطقوس والمعتقدات الشعبية في الخطاب الشعري العُماني، المدونة الشعرية لسما عيسى أنموذجًا"، وسلط الضوء من خلال ورقته على تجليات حضور الوعي الأسطوري في شعر الشاعر العُماني سما عيسى، في الطقوس والمعتقدات الشعبية العُمانية؛ بهدف الكشف عن حضورها في المدونة الشعرية للشاعر وتمثّل خطابه الشعري لها.
الجدير بالذكر أن هذه الندوة العلمية تهدف إلى التعريف بالأبعاد الثقافية الطبيعية في عُمان؛ مما يعزز روح الانتماء والهُوية، ودور الفن في زيادة الوعي بالتراث الثقافي العُماني، وتعرّف بالعلاقة الوطيدة بين الطبيعة ـ البيئة والميثولوجيا، وحضور الميثولوجيا في الأدب العُماني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانیة الع مانی فی ع مان من خلال
إقرأ أيضاً:
"نسيج" يعزز الانتماء الوطني لـ 3,831 مستفيد بالشرقية
اختتم مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بالمنطقة الشرقية، مطلع الفصل التدريبي الثاني من عام 1446 هـ.
واستفاد خلالها 3,831 متدرباً ومتدربًة من خلال تقديم 45 برنامجاً تدريبياً في 8 كليات ومعاهد تابعة للإدارة بالمنطقة.
أخبار متعلقة أمير الشرقية يتسلم شهادة تسجيل "القرية الشعبية" بالدمام في موسوعة غينيسأمير الشرقية يكرم المشاركين في مبادرة "خدمتكم فخر"وأوضح مدير مكتب مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بالمنطقة الشرقية الدكتور خالد البديوي، أن برامج المركز تساهم في تعزيز قيم الانتماء والتماسك المجتمعي والتعاون في تنمية بلادنا، كما أن هذا البرنامج يسعى لتعزيز وعي الأجيال بما تحقق في بلادنا بفضل التماسك والتعاون وحماية النسيج المجتمعي، معربًا عن شكره وتقديره للإدارة العامة للتدريب التقني والمهني على العمل الدؤوب خلال الفترة الماضية.أهمية التنوع الثقافيمن جانبه، أكد مدير عام الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بالمنطقة الشرقية مشاري القحطاني بأن برنامج “نسيج لتعزيز التعايش المجتمعي”الذي تم تنفيذه بالتعاون مع مكتب مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بالمنطقة الشرقية حقق نجاحاً كبيراً في تعزيز قيم التعايش المجتمعي بين المتدربين والمتدربات.
وأوضح أن البرنامج، منذ انطلاقه شهد مشاركة أكثر من 41 ألف متدرباً ومتدربةً من مختلف الوحدات التدريبية بالمنطقة، حيث ركز على غرس مفاهيم التسامح والتلاحم الوطني من خلال ورش عمل تفاعلية، وجلسات حوارية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية التنوع الثقافي والتواصل الحضاري.
وأكد أن هذه المبادرة تأتي ضمن التزام المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بدورها في بناء مجتمٍع واعٍ ومتماسك، مشيراً إلى أن البرنامج مستمر في التوسع للوصول إلى شريحة أكبر من المتدربين وتعزيز أثره الإيجابي في المجتمع.مركز التواصل الحضارييأتي هذا استكمالاً للعمل المشترك بين الطرفين، ليصل إجمالي المستفيدين خلال ثمانية سنوات منذ تدشين البرامج داخل تقني الشرقية عام 1439 هـ إلى 41,972 متدرباً «37,361 ذكور، 4,611 إناث».
وتقديم 749 برنامجاً تدريبياً وأكثر من 1450 ساعة تدريب و8 كليات ومعاهد تابعة و98 مدرباً معتمداً من مركز التواصل الحضاري بالمنطقة.