يتصاعد التوتر بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة وسط خلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، حيث يطرح ترامب رؤية مثيرة للجدل تتضمن طرد الفلسطينيين إلى الدول المجاورة مثل الأردن، مهددًا بقطع الدعم المالي عن عمان إذا لم تقبل ذلك.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن هذا التوتر يتزامن مع تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس، إذ هددت الأخيرة بعرقلة الاتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن إذا لم تُرسل مزيد من المساعدات إلى غزة.



من جانب آخر، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهامات بتعطيل جهود التفاوض، حيث أرجأ إرسال وفد رسمي إلى المحادثات، مما أثار شكوكا حول رغبته في تمديد الهدنة.



كما تصاعدت التوترات بسبب اتهام حماس لإسرائيل بعدم الوفاء بوعودها بإرسال مساعدات إنسانية، وهو ما نفته تل أبيب.

في الوقت ذاته، أثارت تصريحات ترامب حول إمكانية احتلال غزة وإعادة بنائها ردود فعل غاضبة، وسط تحذيرات من أن أي تهجير قسري للفلسطينيين قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.

وتابعت الصحيفة بأنه في حين أنه من المرجح أن يتم حل الأزمة المباشرة قريبًا، كما قال المحللون، فإن عقبة أخرى تلوح في الأفق في شهر مارس/آذار، عندما من المقرر أن ينقضي وقف إطلاق النار ما لم تتفاوض حماس وإسرائيل على تمديده.

وقال إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق، وهي مجموعة بحثية سياسية في رام الله بالضفة الغربية: "من المرجح أن يتوصلوا إلى حل وسط قبل يوم السبت. لكن هذه الأزمة هي مقدمة لأزمة أكبر بكثير قادمة في أوائل مارس/آذار".

ورغم استعداد حماس ظاهريًا لتقاسم السيطرة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، إلا أنها لم تعط أي إشارة على أنها ستنزع سلاحها.

ولقد أثارت تصريحات ترامب ــ بما في ذلك تهديداته بطرد سكان غزة ــ غضب حماس وعززت الشعور بالفوضى المحيطة بالمفاوضات. وقد دعا ترامب مراراً وتكراراً الولايات المتحدة إلى احتلال غزة وإعادة بنائها، وهدد بسحب الدعم المالي لمصر والأردن إذا لم يستوعبا الفلسطينيين النازحين بسبب هذا الجهد.

ومن شأن مثل هذه الهجرة القسرية أن تزعزع استقرار البلدين، ومن المتوقع أن يقدم الملك عبد الله بدائل لترامب.

وينقسم المحللون حول ما إذا كانت فكرة ترامب جادة، لكن الخلاف يسلط الضوء على عدم القدرة المتزايدة على التنبؤ بمستقبل غزة.

الواقع أن المواجهة الحالية تنبع جزئيا من اتهام حماس لإسرائيل بعدم الوفاء بوعودها في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. فقد طُلِب من إسرائيل إرسال مئات الآلاف من الخيام إلى غزة، وهو الوعد الذي تقول حماس إن إسرائيل لم تف به.

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين ووسيطان، شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسألة حساسة، إن مزاعم حماس كانت دقيقة.

ولكن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوحدة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على تسليم المساعدات، قالت في رد مكتوب إن مزاعم حماس كانت "اتهامات كاذبة تماما. فقد دخلت مئات الآلاف من الخيام إلى غزة منذ بداية الاتفاق، فضلا عن الوقود والمولدات وكل شيء تعهدت به إسرائيل".




وبغض النظر عن ذلك، يقول المسؤولون والمعلقون إن هذا النزاع يمكن حله بسهولة نسبية إذا سمحت إسرائيل بمزيد من المساعدات إلى غزة.

والقضية الأكثر خطورة هي التصور السائد بأن نتنياهو يقوض المفاوضات بشأن هدنة ممتدة.

وكان من المفترض أن تبدأ هذه المحادثات في وقت مبكر من الأسبوع الماضي. ولكن بدلاً من ذلك، أرجأ نتنياهو إرسال فريق إلى قطر، التي تتوسط في المحادثات، حتى وقت مبكر من هذا الأسبوع.

وكان الوفد يتألف من ثلاثة مسؤولين لم يسبق لهم قيادة جهود التفاوض الإسرائيلية، وفقاً لخمسة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول من إحدى الدول الوسيطة. وكان تفويضهم هو الاستماع فقط، وليس التفاوض.

وهذا خلق تصوراً بأن نتنياهو كان يلعب على الوقت بدلاً من محاولة تمديد الهدنة.

وقالت متحدث باسم نتنياهو للصحيفة: "يعمل نتنياهو بلا كلل لإعادة جميع الرهائن المحتجزين لدى منظمة حماس الإرهابية".




وأضاف أن إسرائيل سترسل مفاوضين لمناقشة تمديد الاتفاق بعد أن تحدد إسرائيل موقفها من الاتفاق.

وقال مايكل ميلشتاين، المحلل الإسرائيلي للشؤون الفلسطينية، "هناك غضب بين حماس بشأن مطالب كل من نتنياهو وترامب بطرد حماس من غزة".

وأضاف ميلشتاين: "كان الإعلان أمس بمثابة إشارة إلى أنه إذا استمررت في المطالبة بهذا، فستكون هناك عدة أزمات دراماتيكية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة ترامب الاردن امريكا غزة الملك عبدالله ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: إعلان حماس بشأن الاتفاق نتيجة مباشرة لسلوك نتنياهو

اتهمت عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن عرقلة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وجاء ذلك في حديث بعض العائلات للإعلام الإسرائيلي، الذي اهتم في نقاشاته بإعلان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس -أمس الاثنين- بأنه سيتم تأجيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلى حين التزام جيش الاحتلال ببنود اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: قادة إيرانيون يطالبون خامنئي بإلغاء فتواه ضد الأسلحة النوويةlist 2 of 2شهادة مدير منظمة إنسانية عن الدمار والمعاناة والأمل بسورياend of list

وأكد أبو عبيدة أن قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية "انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود اتفاق وقف إطلاق النار" وتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار.

وقال حيزي سيمانتوف محلل الشؤون الفلسطينية في قناة 13 الإسرائيلية إن "الجهاز العسكري لحماس أعلن أنهم سيؤجلون إطﻼق سراح الأسرى في الدفعة المقبلة يوم السبت المقبل".

ووصفت القناة الإسرائيلية إعلان أبو عبيدة بأنه "مثير للقلق" وبأنه "أكثر السيناريوهات الذي كانت تخشاه عائلات الأسرى".

ومن ناحيتها قالت عيناف تسنغاوكر والدة أحد الأسرى إن "إعلان حماس عن وقف الاتفاق هو نتيجة مباشرة لسلوك نتنياهو التفريطي" وأضافت "اليوم كان واضحا أن عدم منحه تفويضا للوفد المفاوض، وتبجحه المبالغ فيه وممطالته (نتنياهو) المتعمدة تخرب الاتفاق".

إعلان

وبينما دعت أم الأسير الإسرائيلي رئيس الوزراء إلى التوقف عن "ألاعيبه" دعت عيناف الوفد المفاوض إلى قلب الطاولة على نتنياهو.

ومن جهتها، صرحت روتي شتروم (والدة أسيرين في غزة) أنها تأمل أن يقوم رئيس الوزراء بما يكفي، وخاطبته عبر قناة 13 قائلة "يكفي.. يكفي ما فعلته بنا حتى اﻵن.. الشعب يريد عودة كل المخطوفين، فأعدهم جميعا اﻵن".

واتهمت أم الأسيرين نتنياهو بالكذب وبالتلاعب طوال الوقت فـ"يومٌ يقول نعم ويوم يقول لا.. يكفي هذه الأكاذيب" ودعته إلى التوقف عن إحباط الصفقة طوال الوقت.

كما أقر داني الغرات، وهو شقيق أسير بأن نتنياهو هو من يعرقل الصفقة وليس حماس، وقال "هذا تفريط آخر وإحباط آخر للصفقة صادر عن مدرسة نتنياهو، فحماس التزمت بكل هذا الاتفاق من جهتها".

وقال شقيق الأسير الإسرائيلي إن "رئيس الحكومة عاد من الولايات المتحدة وتعتريه النشوة بعد كل المقابلات الصحفية الوهمية، وبعد كل الوجبات الفاخرة في الفندق".

وفي نفس السياق، نقلت معاريف الإسرائيلية عن مصادر أن المؤسسة الدفاعية ترى أن حماس لم تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى الآن.

ومن جهتها، انتقدت نوغا غور أرييه (عمة أسير) موقف الحكومة، وقالت عبر قناة "كان 11" إن من الصعب عليها "استيعاب أن هناك أشخاصا في هذه الدولة ممن يتخذون قرارات وﻻ يريدون إعادة الأسرى" وفندت المزاعم التي تقول إن التفاوض مع حركة حماس خطر على مستقبل الدولة الإسرائيلية، مبرزة أن "الخطر على مستقبل الدولة هو ألا نعيد من يمكن إنقاذهم الآن، وكل من هم ليسوا أحياء إلى البيت.. هذا هو الخطر وهذا ما يجب التفكير به".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يهدد بوقف اتفاق غزة إذا لم تعد حماس أسرى إسرائيليين السبت
  • إعلام إسرائيلي: إعلان حماس بشأن الاتفاق نتيجة مباشرة لسلوك نتنياهو
  • السكة سد.. تفاصيل لقاء ترامب وملك الأردن مع أحمد موسي | بث مباشر
  • ترامب يهدد بنسف الهدنة في غزة.. وحماس: لا سبيل لعودة الأسرى إلا باحترام الاتفاق
  • محللون: إسرائيل غير مهيأة لإسقاط اتفاق الهدنة.. ودور مصر والوسطاء أساسي لاستمرار وقف إطلاق النار
  • محمود مرداوي: نتنياهو يعرقل تنفيذ اتفاق الهدنة ويصر على إبقاء غزة كما هي
  • حماس تعلن خرق إسرائيل لـ4 نقاط في اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: ملتزمون ببنود اتفاق غزة ما التزمت بها إسرائيل
  • نتنياهو يهدد الهدنة .. وترامب يشعل الجدل | غزة بين مخاوف الانهيار ومخططات التهجير