المشهد اليمني:
2024-11-16@04:01:14 GMT

اليمن: صراع فوق قارب يغرق بالجميع

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

اليمن: صراع فوق قارب يغرق بالجميع

يترآى لي الحل السياسي في اليمن كقارب مهترئ مثقل بالبضائع والركاب يغرق بسرعة أمام أعين الجميع، وسط محيط مضطرب من الأمواج العاتية، وعوضاً عن تعاون ركابه المصابين بالرعب من فكرة إنقاذهم جميعاً وإبحار القارب مرة أخرى فهم منشغلون في تبادل الاتهامات عن مسؤولية الآخر بإحداث الثقوب والكل يصرخ في وجه الكل ويتمنى غرق خصومه بمظنة أنه سينقذ نفسه، ويمسك الجميع بخناق الآخر ويتبادلون الشتائم واللعنات غير عابئين بمن ينتظرون على الشاطئ وقد أعياهم الجوع والمرض آملين أن يصل القارب محملاً بالغذاء والدواء.

يشهد الجميع أن "الشرعية" قدمت سلسلة من التنازلات ليس من باب الحرص على الوطن والمواطن، وإنما بسبب حال الفوضى التي تعيشها والضعف الذي أصابها والوهن الذي اعتراها، والإعياء الذي أنهكها وإفلاس خزانتها بسبب الفساد والعبث، وكذلك بسبب تهديد جماعة "أنصار الله" الحوثية بقصف أية ناقلة تصدير للنفط والغاز إذا لم تحصل على حصة من مبيعاته بزعم تمكينها من سداد المرتبات في مناطق سيطرتها.

والواقع يشهد أيضاً أن "الشرعية" كانت حتى عام 2018 في حال أفضل عسكرياً ومالياً وسياسياً، لكنها أضاعت فرصة الدخول إلى مفاوضات سلام من موقع القوة حين كانت تسيطر على كامل محافظتي مأرب والجوف وأجزاء من البيضاء وكان لها الكلمة الفصل حينها في شبوة وسقطرى وعدن، لكنها تكاسلت بوهم أن اعتراف العالم بها كممثل شرعي ووحيد للشعب اليمني سيكفيها مؤنة الاجتهاد والنضال والوجود الدائم إلى جوار الناس وتقمصت الأداء المزري نفسه الذي أودى بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الموت السريري.

في القارب كانت "الجماعة" تراهن على العلل المزمنة التي أدمنتها "الشرعية"، ولم تكن في حاجة إلى أكثر من مراقبتها للموقف الذي أشعرها بالطمأنينة، كما أنها استغلت متواليات الصراع داخل صفوف "الشرعية" لتتفرغ لإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها الداخلية، ومنحتها الهدنة فرصة ثمينة بفتح الميناء الرئيس في اليمن (الحديدة) لإدخال المشتقات النفطية ومواد البناء والمواد الغذائية لتحصل منها على إيرادات هي الأعلى والأكثر انتظاماً منذ عام 2015، ولا يعلم إلا الله والراسخون في العلم أبواب إنفاقها ولا يشعر أي مواطن في مناطق سيطرتها بأثر تلك العائدات.

اقرأ أيضاً محلات الصرافة تعلن التسعيرة الجديدة للدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني دعوة عاجلة لسكان منطقة جبلية شمالي اليمن مهددة بانهيار الصخور عليها والبدء بتفجيرها (صور) حادث مروع لمقيم يمني في السعودية .. والطيران يتدخل لإسعافه (فيديو) الانتقالي يتعهد بتحرير المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية ويوجه رسالة للتحالف والقوى الوطنية درجات الحرارة في اليمن اليوم الثلاثاء عمان ومساعي السلام في اليمن سياسي سعودي: لا يمكن أن ينجح الحل السياسي في اليمن بوجود منظومة شمال الشمال وجنوب الجنوب قيادات حوثية: أوروبا تحذر من وصول صواريخ الحوثي إلى واشنطن وباريس وصنعاء تصبح دولة نووية! ”فيديو” الاستحضار السياسي وصراع النفوذ في تهامة ..!! محاولة حوثية للإيقاع بالشيخ فارس الحباري والشيخ حنين قطينة بحرب قبيلة للتخلص منهم الكشف عن أسباب نشر صور جواز مواطن يمني والتهديد بحرق جثته في مستشفى بألمانيا (صورة) خطة عبدالملك الحوثي لـ”التغيير الجذري” تدخل حيز التنفيذ.. خرق الهدنة وانسحاب أمريكي من اليمن بعد إعلان ”معركة ذات السراويل”

لا يجوز توقع أي تغيير في موازين القوى على الأرض، لأن كل القيادات التي تمثل "الشرعية" تعيش بعيداً من الناس، وهي قضية حاسمة في أية معركة متوقعة، بينما تمكنت "الجماعة" من إحكام قبضتها بقسوة في مناطق وجودها من دون التزام ولا شعور بالمسؤولية الأخلاقية لتقديم أية خدمات فيها، وفي هذا فإنها تتنافس مع شركائها في القارب.

إن الموقف على حاله الراهنة لا يمكن القبول باستمراره بعد أن وصلت الأوضاع المعيشية للناس في كل بقاع اليمن إلى القاع وصارت أغلى الأماني هي فقط إيقاف السقوط إلى ما دون ذلك المنسوب، وهو ما لا يسعى إليه ركاب القارب بجدية وروح المسؤولية الوطنية، بل إن الأقسى من ذلك هو عجز الركاب الأخلاقي في التخلي ولو جزئياً وموقتاً عن تحقيق المكاسب الذاتية، فما زالوا يرفعون شعارات لا علاقة لها بحياة الناس البائسة.

بعد مرور تسع سنوات على اندلاع الحرب ما زالت "الجماعة" تجر المجتمع معها إلى عصور غابرة وتنبش قبوراً دفنها التاريخ وما عادت إلا ذكرى يراجعها المؤرخون، لكنها لا تحسن من حياة المواطنين ولا تخفف من فقرهم ومرضهم، بل المضحك أنها تستثمر هذه المناسبات لحشد الناس إجبارياً وإلهائهم عن مطالبهم الملحة وتوقف دفع مرتباتهم على رغم قدرتها على ذلك ولو على فترات متقطعة.

وتبرر "الجماعة" عجزها المالي بأن الحرب لم تنته فعلياً وأن البلاد ما زالت تمر بمرحلة هدنة (تجاوزت 18 شهراً حتى الآن)، وذاك أمر غير صحيح لأنها استفادت من هذه الفترة الطويلة جداً لتحصيل موارد مهولة من فوارق أسعار بيع الوقود والضرائب والجبايات ومداخيل كثيرة ابتكرتها وفرضتها بالقوة على التجار والمواطنين بتسميات ما أنزل الله بها من سلطان.

"الشرعية" من ناحيتها تعيش في فقاعة "المناشدات" و"التنديد" و"الاستنكار" وتعول في الأقليم والعالم لإخراجها من المستنقع الذي انزلقت إليه وما عادت قادرة، أو لربما ما عادت ترغب في الخروج منه لاعتيادها على العيش وسطه، ولأنه يعفيها من كل مسؤولياتها تجاه الناس.

ومن المثير للشفقة أن "الشرعية" التي أوكل إليها في فجر السابع من أبريل (نيسان) 2022 شأن إدارة الدولة تعيش مرحلة ارتباك وفوضى مردها غياب الرؤية والخيال السياسي، فمجلس القيادة الرئاسي عاجز عن الاجتماع في مكان واحد بحضور كل أعضائه، ويبدو أن من صاغ البيان وضع هذا الأمر في حسبانه، مستفيداً من نتائج فترات الحظر أثناء انتشار جائحة كورونا، فأتاح للغائبين المشاركة عبر منصة التواصل الاجتماعي، وهو أمر معيب حدوثه من أشخاص يفترض فيهم أنهم قادة لبلد منكوب، لكنهم تخلوا عن روح المسؤولية وأداء الواجب.

داخل "الشرعية" أيضاً تطل علينا كيانات مسلحة لا تتبع "الدولة" بل أكثر تنظيماً منها ولها أهدافها وسياساتها وغاياتها التي تتعارض في مسارات كثيرة عما تريده "دولة المواطنة المتساوية"، وأنا هنا أكرر استخدام مفردة "الدولة" للتذكير بها باعتبارها أمراً يفتقده اليمني في كل الجغرافية اليمنية التي تتحول بسرعة هائلة إلى قطاعات تتنازعها وتتصارع داخل حدودها قوى منفلتة كثيرة، وسيتواصل تهشيم هذا الكيان ليبلغ مراحله الأخيرة بينما ركاب القارب يعيشون خداع النفس بقدرتهم بلوغ الشاطئ لوحدهم.

كثيراً ما يتساءل الناس عن الحل ــ المخرج، والواقع أن البداية الأكثر تأثيراً هي وقف الحرب نهائياً وليس الهدنة الهشة، مع ضمان عدم قيام أي طرف بتحركات عسكرية على امتداد اليمن، ويكون متزامناً مع إطلاق العنان للمرحلة الأولى من معالجة الأزمة الإنسانية المرتبطة بفتح كل الطرقات دونما استثناء وربط البنك المركزيين وتيسير الرحلات من مطارات اليمن كلها رأفة بالناس ودفع المرتبات.

*إندبندنت عربية

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اختفاء رجل أمريكي في حادث قارب.. السلطات تكشف عن محاولته تزوير موته

في حادث غريب يهز ولاية ويسكونسن الأمريكية، تُحقق السلطات في اختفاء رجل محلي في ظروف غامضة بعدما أعلن عن وفاته أثناء حادث قارب في بحيرة "غرين ليك". المعني بالأمر، رايان بورغواردت، كان قد اختفى في 12 أغسطس الماضي أثناء رحلة صيد فردية، ليكتشف المحققون في وقت لاحق أنه ربما يكون قد انتحل وفاته وهرب إلى أوروبا. 

غرق قارب مكتظ بالركاب في نيجيريا يسفر عن عشرات الضحايا مصرع اثنين وفقدان 12 آخرون في حادث غرق قارب صيد

تفاصيل الحادث: كانت آخر مرة تم فيها رؤية رايان بورغواردت (45 عامًا) في بحيرة "غرين ليك"، حيث أرسل رسالة لزوجته في الليلة السابقة يفيد بأنه سيقلب قاربه ويتجه نحو الشاطئ. لكن عندما تأخر في العودة، بدأت عائلته في البحث عنه، ليكتشف المحققون لاحقًا قاربه المقلوب وسترة النجاة على ضفاف البحيرة، بينما كانت سيارته، وعوامته، وأدواته الشخصية في مكانها. 

وعلى الرغم من عمليات البحث المكثفة بواسطة فرق الغطس والطائرات المسيرة (الدرون) وغيرها، لم يعثر المحققون على جثته أو أي دليل يدعم فرضية الوفاة. تحولات التحقيق: بعد مرور عدة أسابيع، بدأت الأمور تأخذ منحى آخر في التحقيق. فقد اكتشف المحققون أن بورغواردت قد عبر الحدود إلى كندا في اليوم التالي لاختفائه، ليكتشفوا لاحقًا أنه قد قدّم طلبًا للحصول على جواز سفر جديد، مبدياً إدعاءً كاذبًا بشأن سرقته لجوازه القديم. من خلال تحليل بيانات حاسوبه الشخصي، توصل المحققون إلى اكتشافات مثيرة؛ فقد كان قد قام بتحويل أموال إلى حسابات مصرفية في الخارج، ووقع على بوليصة تأمين على الحياة بقيمة 375,000 دولار، كما قام بتغيير معلوماته الشخصية على الإنترنت.

 التطورات والاتهامات المحتملة: في ضوء هذه الاكتشافات، تشتبه السلطات في أن بورغواردت قد عمد إلى تخطيط محكم لتهريب نفسه إلى أوروبا، حيث تشير الأدلة إلى أنه ربما يكون قد سافر إلى إحدى دول أوروبا الشرقية. يُذكر أن التحقيقات لا تزال جارية، بينما تدرس السلطات توجيه اتهامات بحق الرجل تشمل التزوير، والاحتيال، وعرقلة سير العدالة. رد فعل الأسرة: في الوقت ذاته، تعاونت عائلة بورغواردت مع السلطات بشكل كامل في التحقيقات. وقال نائب الشريف ماتيو فاندي كولك إن زوجة بورغواردت قد أظهرت "قوة هائلة" طوال فترة التحقيق، وأنها قدمت كافة المعلومات التي طلبتها السلطات منها.


 

مقالات مشابهة

  • تفاصيل جديدة عن ”المشرف الحوثي” الذي أحرق نفسه بميدان السبعين بصنعاء بعدما غدرت به قيادات الجماعة ”شاهد”
  • مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
  • الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
  • الشرعية تدق ناقوس الخطر بعد إفراج الحوثيين عن القيادي بالقاعدة الذي ارتكب مجزرة العرض العسكري بميدان السبعين
  • السعودية تتخلى عن "الشرعية" وتعقد صفقة مع الحوثيين وتحسم الجدل بشأن التصعيد في اليمن
  • اختفاء رجل أمريكي في حادث قارب.. السلطات تكشف عن محاولته تزوير موته
  • وفاة مهاجرين في انقلاب قارب قبالة الخمس
  • انقلاب قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل الخمس
  • عبد الرحمن الخميسي.. الشاعر الذي اكتشف السندريلا وأضاء سماء الفن
  • علماء يكشفون عن الجينات التي فاقمت كارثة الكوليرا في اليمن