أكثر طرق الموت قسوة.. ياباني تتساقط أجزاء جسده لمدة 83 يوما
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تعرّض رجل ياباني لإحدى أبشع حالات الوفاة المسجلة على الإطلاق، في قضية توضح العواقب الكارثية لحادث نووي، وهي الواقعة المأساوية التي عانى خلالها هيساشي أوتشي، البالغ من العمر 35 عامًا، معاناة لا يمكن تصورها خلال محنة استمرت 83 يومًا بعد تعرضه لكمية قياسية من الإشعاع في العمل، جعلت جسده يحترق من الداخل إلى الخارج.
لحظات مروعة عاشها «أوتشي» أدت إلى تقشير جلده بالكامل، وسقوط جفونه، وإنتاج جسمه ثلاثة لترات من الإسهال كل يوم، مع موت الأنسجة في جسمه تدريجيا، إذ بدأت محنته في أحد الأيام المشؤومة في مكان عمله، وهو مصنع لمعالجة اليورانيوم في توكايمور، التي تقع على بعد 70 ميلًا شمال شرق طوكيو، فكان عضوًا في فريق مكون من ثلاثة أفراد لتحضير اليورانيوم لاستخدامه كوقود نووي في 30 سبتمبر 1999، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وخلال عمله، أضاف أوتشي، وزميله ماساتو شينوهارا، والمشرف يوتاكا يوكوكاوا، 16 كيلوجرامًا من اليورانيوم إلى المعالج، وهو ما يزيد كثيرًا عن الحد الآمن الذي يبلغ 2.4 كيلوجرام، وتذكر الثلاثي أنهم شاهدوا وميضًا أزرق مفاجئًا قبل أن تبدأ أجهزة الإنذار من الإشعاع في الانطلاق، وأصيبوا بالمرض على الفور، وتعرض أوتشي، الذي كان واقفًا فوق حاوية المعالجة في ذلك الوقت، لـ17 ألف ميللي سيفرت (mSv) من الإشعاع، وهي الجرعة الأعلى التي سجلها أي شخص في وقت واحد، إذ يعتبر حد السلامة للأشخاص الذين يعملون بالقرب من الإشعاع هو 20 ميكروسيفرت في السنة، مع اعتبار 5000 ميكروسيفرت جرعة مميتة.
وامتص شينوهارا 10000 ميكروسيفرت، بينما تعرض يوكوكاوا، الذي كان يجلس على مكتب على مسافة قصيرة منه، لما يقدر بنحو 3000 ميكروسيفرت، وجرى نقل الرجال الثلاثة بسرعة إلى المستشفى، وعلى الرغم من أنّه بدا بصحة جيدة في البداية، إلا أن حالة أوتشي تدهورت بشكل مطرد على مدار 83 يومًا مؤلمة، إذ أدى التعرض للإشعاع إلى عدم قدرة جسده على استبدال الخلايا عند موتها، وكان أحد أول التغيرات الخارجية التي طرأت عليه هو تساقط أجزاء من جلده أثناء تلقيه الرعاية الطبية.
وبدأ صاحب الـ35 عامًا يعاني من مشاكل في التنفس بسبب تراكم السوائل في رئتيه مما جعل أوتشي في النهاية بحاجة إلى جهاز تنفس صناعي طبي للتنفس، وبدأت أيضًا الخلايا الموجودة في أمعائه والتي تساعد على امتصاص الطعام والأدوية تموت بشكل تدريجي، وأدى ذلك إلى إصابته بآلام شديدة وعدم راحة في الجهاز الهضمي، وكان يخرج ثلاثة لترات من الإسهال كل يوم، كما تسبب الضرر الذي لحق بأمعائه أيضًا في حدوث نزيف داخلي، ما يعني أن الأطباء احتاجوا إلى نقل الدم له ما يصل إلى 10 مرات يوميًا لإبقائه على قيد الحياة.
استمر فقدان جلد أوتشي في التفاقم، ما أدى في النهاية إلى تسرب لترات من السوائل الجسدية من خلال لحمه المكشوف، وحاول الأطباء إجراء علاجات متعددة للرجل الثلاثيني بما في ذلك ترقيع الجلد وزرع الخلايا الجذعية، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، وحتى مسكنات الألم القوية التي كانت تهدف إلى تسكين آلامه فشلت في توفير الكثير من الراحة له.
وكان أحد التغييرات المروعة التي عانى منها «أوتشي»، عندما سقطت جفونه مما تسبب في أن تصبح العيون نفسها جافة ومؤلمة بشكل لا يصدق، وزعمت التقارير المحلية في ذلك الوقت أنه بدأ يبكي دمًا، وتوسل إلى الأطباء للتوقف عن علاجه، وفي نهاية المطاف، توقف قلبه عن العمل في اليوم التاسع والخمسين من وجوده في المستشفى، بينما كان يكافح من أجل إبقاء جسده على قيد الحياة، ولكن جرى إنعاشه ثلاث مرات بناءً على رغبة عائلته.
ولم يتوقف العذاب إلا في 21 ديسمبر، وهو اليوم الثالث والثمانين له في المستشفى، عندما توفي بسبب فشل العديد من أعضائه، وبعد بضعة أشهر، في أبريل 2000، توفي زميله الفني شينوهارا أيضًا بسبب فشل العديد من الأعضاء عن عمر يناهز 40 عامًا، كما جرى نقل يوكوكاوا إلى المستشفى ولكن تم إخراجه بعد ثلاثة أشهر بسبب إصابته بمرض إشعاعي بسيط.
وقد أدت هذه الحادثة إلى إطلاق سلسلة من التشريعات الجديدة في اليابان، بهدف تشديد المتطلبات المتعلقة بالسلامة التشغيلية في صناعة الطاقة النووية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطاقة النووية الوقود النووي اليورانيوم صناعة الطاقة النووية من الإشعاع
إقرأ أيضاً:
أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
أصبح الفنتانيل، وهو مخدر أفيوني أقوى من الهيروين بـ 50 ضعفًا، أزمة متفاقمة في الولايات المتحدة، مما دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لاتخاذ تدابير قوية لوقف تهريبه. لكن هل ستنجح هذه الاستراتيجية في الحد من الوفيات، أم أن الأزمة ستزداد سوءًا؟
يشكّل الفنتانيل خطرًا متزايدًا في الولايات المتحدة، حيث يحصد آلاف الأرواح سنويًا بسبب الجرعات الزائدة.
وردًا على ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا، و10% على الصين، بحجة أن هذه الدول لم تتخذ إجراءات كافية لوقف تهريب الفنتانيل والهجرة غير الشرعية.
وكان من المفترض أن تدخل هذه التعريفات على الواردات القادمة من كندا والمكسيك حيز التنفيذ في 4 شباط/فبراير 2025، لكنه قرر تعليقها لمدة شهر.
ولتجنب العقوبات، تحركت المكسيك سريعًا، حيث نشرت رئيسة البلاد كلاوديا شينباوم 10,000 جندي على الحدود مع الولايات المتحدة لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.
وتعكس هذه الخطوة التوتر المتزايد في العلاقات بين البلدين وتأثير أزمة الفنتانيل على السياسات الأمنية والتجارية.
في هذا السياق، تحدثت "يورونيوز" مع ديفيد سوسيدو، الخبير في الأمن القومي والجريمة المنظمة، لفهم أبعاد الأزمة وتأثيرها على الولايات المتحدة.
وأكد سوسيدو أن الفنتانيل ليس مجرد مخدر تقليدي، بل هو مادة أفيونية مصنعة في المختبرات، تمتلك قدرة إدمانية وهلاوس قوية، مما يجعلها أكثر خطورة من المخدرات التقليدية مثل الكوكايين والماريجوانا.
إضافة إلى ذلك، أوضح سوسيدو أن تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة يتم عبر الحدود المكسيكية بنسبة 70%، حيث يدخل عبر المعابر الرسمية مثل الجمارك والجسور الدولية.
ورأى أن الاتفاقيات التجارية بين البلدين والتدفق الكبير للبضائع والأفراد عبر الحدود تجعل من الصعب ضبط عمليات التهريب بالكامل.
أما عن خطة ترامب لإرسال المزيد من القوات إلى الحدود، أوضح سوسيدو أنها ليست حلاً فعالًا.
ففي عام 2019، تم نشر 30 ألف جندي، ومع ذلك لم يتمكنوا من وقف تدفق الفنتانيل والهجرة غير الشرعية. لذا فإن إرسال 10 آلاف جندي فقط لن يكون له تأثير يُذكر.
من جهة أخرى، يرى الخبراء أن الفنتانيل ليس مجرد أزمة أمنية، بل هو مشكلة صحية تتطلب حلولًا علاجية، مثل توفير النالوكسون، وهو الترياق الذي يمكنه إنقاذ حياة المدمنين في حالات الجرعات الزائدة. لكن في الوقت الحالي، لا يوجد استثمار حكومي كافٍ في الولايات المتحدة والمكسيك لهذا الغرض، وتظل منظمات غير حكومية هي التي تتولى توفير النالوكسون للمحتاجين.
بالرغم من ذلك، يبقى الفنتانيل تهديدًا مستمرًا، حيث تُشير الإحصائيات إلى أن 70% من حالات الجرعات الزائدة المميتة في الولايات المتحدة العام الماضي كانت بسببه.
وقد طوّر تجار المخدرات طرقًا جديدة لزيادة أرباحهم، مثل تخفيف الفنتانيل بمخدرات أخرى كالكوكايين والميثامفيتامين، مما يجعل تعاطيه أقل فتكًا ولكنه أكثر انتشارًا.
وفيما يتعلق بأوروبا، ورغم المخاوف المتزايدة، يستبعد الخبراء حدوث أزمة مشابهة في إسبانيا. فالحصول على الفنتانيل هناك أكثر تعقيدًا، حيث لا يُصرف إلا بوصفة طبية صارمة، وفقًا للصيدلانية ساندرا ميسونيرو.
ولا تزال أزمة الفنتانيل تمثل تحديًا أمنيًا وصحيًا كبيرًا، حيث تتشابك المصالح السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والمكسيك والصين. فهل ستكون الإجراءات الجديدة كافية للحد من هذه الأزمة، أم أننا أمام تصعيد جديد؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مطاردة استثنائية وعلى ظهور الخيل.. شرطة فلوريدا تلاحق مشتبهًا به في قضية مخدرات تصاعد عنف عصابات المخدرات في بروكسل: قتيل واحد في رابع حادث إطلاق نار خلال أسبوع السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق سبعة مواطنين في قضايا مخدرات استهلاك مخدراتشركات الأدويةالولايات المتحدة الأمريكية