رفض عدد من المؤسسات الفلسطينية، الثلاثاء، المرسوم الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقاضي بإلغاء القانون المتعلق بنظام دفع المخصصات المالية لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى، على رأسها هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

ونص المرسوم على إلغاء المواد الواردة في القوانين والنظم المتعلقة بنظام دفع المخصصات المالية لهذه العائلات، ونقل برنامج المساعدات النقدية المحوسب وقاعدة بياناته ومخصصاته المالية من وزارة التنمية الاجتماعية إلى المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي.



وهاجم رئيس هيئة الأسرى والمحررين فارس قدورة القرار، معتبرا بأنه تنكر لتضحيات الفلسطينيين، الذين تطالبهم القيادة السياسية ممثلة بالسلطة الفلسيطينية بالتصدي للاحتلال.

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس تعقيبًا على قرار الرئيس عباس بوقف رواتب الأسرى والجرحى والشهـ.داء:

▪︎نحن نطالب الأهالي بالتصدي للاحتلال والمستوطنين، عندما يصاب أو يعتقل نقول له لا نعرفك؟ هذا لا يجوز.

▪︎ نناشد الرئيس عباس بالاستماع لصوت الغالبية وسحب المرسوم pic.twitter.com/DAErzPDTVA — ق.ض ???? (@qadeyah_) February 11, 2025
ودعا فارس، إلى سحب المرسوم فورًا. وخاطب الرئيس الفلسطيني قائلاً: "أناشدك أن تتدارك هذا الأمر وأن يتم سحب هذا المرسوم".


وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في هيئة شؤون الأسرى في رام الله: "موضوع بهذا الحجم كان يجب أن يناقش في كافة الأطر الحزبية، وأنا أناشد الإخوان في اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري والأقاليم أن يقفوا عند مسؤولياتهم"، مؤكداً أن مخصصات الأسرى كانت محل إجماع.

وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى أن نحو 35 إلى 40 ألف أسرة فلسطينية، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، ستتأثر بهذا المرسوم.

اتهم فارس، بشكل غير مباشر، من وصفهم بـ"المستشارين" بأنهم "مضللون وضالون ومضلون"، مشيرًا إلى أنهم ابتكروا ما أسماه "مبررات واستدارات".

وخاطب فارس الرئيس الفلسطيني قائلا: "أنا أناشده، وهو من الرعيل الأول الذي أطلق المجموعة التي أطلقت الرصاصة الأولى، وأقول له: هؤلاء أبناؤك، وأبناؤهم وزوجاتهم وعائلاتهم هم أبناؤك، وهذه مسؤولية نسأل عنها يوم العرض العظيم. أناشدك أن نتدارك الأمر وأن يتم سحب المرسوم. وإن كان هناك داعٍ لقرار ما، فأنا أؤمن بدور المؤسسات، فلتتخذ هي القرار، وهذا معمول به في المؤسسات الفلسطينية. نحن في امتحان وابتلاء كبير، حيث توجد حكومة يمينية قاتلة مجرمة، ونريد التفكير معًا في كيفية مواجهتها".

واعتبر فارس أن قانون الأسرى والمحررين، والأنظمة واللوائح التي تنظم دعم عائلات الشهداء والجرحى، تمثل "اللوحة الأجمل في البيت الفلسطيني"، حيث لم يختلف عليها أحد، ولم تنتقدها أي فصائل. وأشار إلى أن الأمر عُرض عليه عدة مرات، وكان قد استُشير في مراحل سابقة حوله، وكان يجيب دائمًا بأن مثل هذا الأمر يمكن مناقشته فقط عند وجود عرض سياسي ذي وزن ثقيل.


وكشف فارس أنه قبل 11 شهرًا، وفي ضوء الجهود التي وصفها بـ"المحمومة" من قبل ما أسماهم "المنافقين وأعداء الحرية"، قبل ببعض الاستدارات بناءً على توجيهات من عباس، شريطة ألا تتعارض مع الحقوق المعنوية والمادية للأسرى وعائلات الشهداء والجرحى.

وأكد فارس أن من بين المقترحات المطروحة كان تقسيم الرواتب العالية للأسرى وعائلات الشهداء بين أكثر من وكيل، وإعداد الكشوف في هيئة الأسرى لتسليمها لمؤسسة "تمكين" دون المساس بحقوق الأسرى، على أن تقوم المؤسسة بصرفها.

لكنه أشار إلى أن المرسوم يجعل من مؤسسة "تمكين"، وهي مؤسسة أهلية وليست رسمية، المسؤولة عن هذه المهمة، كما أنها ستقوم بزيارات لمنازل الأسرى للكشف على أوضاعهم الاجتماعية، وهو ما رفضه فارس تمامًا.

 كما طالب رئيس حركة الدفاع عن الحريات، حلمي الأعرج، بسحب هذا المرسوم، مشيرًا إلى توقيته ومضمونه غير المناسبين، خصوصًا أن الأسرى على أبواب الحرية.

وعُقد المؤتمر الصحفي بعد اجتماع ممثلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية، وفقًا لأحد ممثلي القوى الوطنية. ويأتي المرسوم الرئاسي استجابةً لطلب أمريكي وضغوط الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على السلطة الفلسطينية. فقد استخدم الاحتلال هذه المستحقات المالية مرارًا وتكرارًا كذريعة لتجميد تسليم السلطة الفلسطينية رسومًا تجبيها نيابة عنها.


منذ توليه منصبه، قام وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بتجميد واقتطاع مئات ملايين الدولارات من أموال المقاصة، وهي الإيرادات الضريبية والرسوم والجمارك المفروضة على السلع والبضائع المستوردة إلى الأراضي الفلسطينية عبر الاحتلال والمعابر والحدود، والتي تجبيها طواقم وزارة المالية الإسرائيلية شهريًا نيابة عن السلطة الفلسطينية لتحويلها إلى وزارة المالية الفلسطينية.

بررت حكومة الاحتلال ذلك بأنها تريد منع السلطة الفلسطينية من دفع مخصصات "الشهداء والجرحى والأسرى" الفلسطينيين، معتبرة هذه المخصصات "تمويلا ودعما للإرهاب".

ويرى اقتصاديون أن قيمة أموال الضرائب "المقاصة؛ المحولة إلى السلطة الفلسطينية بلغت في شهر أيلول/سبتمبر 2023 نحو مليار شيكل (2.8 مليون دولار).

غير أنه بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، تراجعت قيمة المقاصة بسبب الاقتطاعات الإسرائيلية وانخفاض قيمة الواردات إلى السلطة الفلسطينية عبر المعابر بالداخل المحتل، ولم تتجاوز 400 مليون شيكل (1.2 مليون دولار).

تسببت هذه الإجراءات في عجز السلطة الفلسطينية عن دفع كامل رواتب موظفيها البالغ عددهم نحو 140 ألفًا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطينية عباس الأسرى قدورة فارس فلسطين عباس الأسرى ترامب قدورة فارس المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة الأسرى والمحررین هیئة شؤون الأسرى الشهداء والجرحى

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يعلن عن تقديم 1.6 مليار يورو كمساعدات للسلطة الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعرب الاتحاد الاوروبي عن عزمه تعزيز السلطة الفلسطينية كجزء من حل الدولتين الذي يدعون إليه، على الرغم من معارضة إسرائيل.


واعلنت مصادر دبلوماسية اوروبية - حسبما ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الاخبارية الفرنسية اليوم /الإثنين/ - إن الاتحاد الأوروبي اعلن عن تقديم مساعدات بقيمة 6ر1 مليار يورو للفلسطينيين مع تخصيص أكثر من نصف هذا المبلغ لتعزيز السلطة الفلسطينية. 
وأكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون البحر الأبيض المتوسط ​"​دوبرافكا سويكا" في لوكسمبورج، قبل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "سنعلن عن حزمة كبيرة" من المساعدات المالية.
أوضح المفوض الأوروبي أن "هذا أمر بالغ الأهمية لأننا نريد أن نعرف كيف ستحكم السلطة الفلسطينية، ليس الضفة الغربية فحسب، بل غزة أيضا".. مضيفا أن الإصلاحات الأولية، لا سيما في المجال الاجتماعي، قد بدأت بالفعل.
ودعا عدد من الوزراء الأوروبيين إلى العودة إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث يستمر الوضع في التدهور. 
وقال وزير الخارجية الفرنسي "جان نويل بارو" إنه "يتعين علينا العودة إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وإطلاق سراح الرهائن".
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد مصطفى" مع وزراء من الدول الأعضاء السبعة والعشرين بعد ظهر اليوم /الاثنين/ لتقييم الوضع ومناقشة الإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي.
يذكر أنه في شهر يوليو الماضي، أعلن الأوروبيون عن تقديم 400 مليون يورو كمساعدات للفلسطينيين، وجعلوا الإفراج عن مساعداتهم الإضافية مشروطا بإجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
وكانت فرنسا الأسبوع الماضي قد اعلنت أنها قد تعترف بالدولة الفلسطينية "في شهر يونيو المقبل" في مؤتمر سترأسه بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة بنيويورك. 

مقالات مشابهة

  • ماكرون يدعو إلى إصلاح السلطة الفلسطينية من أجل التقدم نحو حل سياسي
  • في اتصال مع عباس... ماكرون يدعو لإصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس
  • الاتحاد الأوروبي: 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال 3 سنوات
  • الاتحاد الأوروبي يزيد الدعم للسلطة الفلسطينية.. نحو ملياري دولار
  • في لحظة دولية فارقة... لوكمسبورغ تحتضن أول اجتماع أوروبي رفيع المستوى مع السلطة الفلسطينية
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن تقديم 1.6 مليار يورو كمساعدات للسلطة الفلسطينية
  • رئيس أركان سابق يهاجم نتنياهو ويصفه بـالعدو.. ومظاهرة ضد ديرمر
  • محمود عباس يوجه دعوة لأعضاء منظمة التحرير الفلسطينية لاختيار نائب الرئيس
  • السلطة تدعو واشنطن للتحقق من إلغاء نظام دفع مستحقات السجناء الفلسطينيين
  • الاحتلال يكثف هجماته على قطاع غزة مخلفا عشرات الشهداء والجرحى