وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدوانه المتواصل منذ 22 يوما، شمال الضفة الغربية المحتلة، وبينما تدرس تل أبيب تخصيص كتيبة للعمل لعدة أشهر في مخيمي طولكرم وجنين، إذ شرعت في بناء مستوطنة جديدة سعيا لفصل القدس عن الضفة، ضمن مخطط "القدس الكبرى".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي تدرس تخصيص كتيبة للعمل المتواصل لعدة أشهر شمال الضفة الغربية.

وأوضحت الصحيفة أن الكتيبة ستعزز عملها في مخيمي جنين وطولكرم باستخدام مقاتلين على دراية جيدة بالمنطقة.

في الأثناء، يواصل الاحتلال هدم وحرق منازل المواطنين في المخيمين، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة، والدفع بتعزيزات عسكرية مصحوبة بالجرافات.

وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن إسرائيل هجرت قسرا نحو 38 ألف فلسطيني من جنين وطولكرم، معتبرة استمرار التهجير من مخيم الفارعة للاجئين بطوباس "أمرا مروعا".

قوات الاحتلال أجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح من مخيم نور شمس بطولكرم (الفرنسية) مخطط "القدس الكبرى"

في غضون ذلك، شرع الاحتلال الإسرائيلي في بناء مستوطنة جديدة جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في إطار سعيه لتنفيذ "مخطط القدس الكبرى".

إعلان

وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان، إن "دولة الاحتلال الإسرائيلي شرعت في بناء مستوطنة جديدة على أراضي قرية بتير بمحافظة بيت لحم".

وأوضح شعبان في بيان، أن هدف هذه الخطوة هو "الإمعان في فصل محافظتي بيت لحم والقدس".

وتابع أن مكان بناء المستوطنة يأتي ضمن سعي تل أبيب بالتدرج البطيء إلى "تنفيذ مخطط القدس الكبرى، الذي يهدد التواصل الجغرافي برمته بين شمال الضفة الغربية وجنوبها".

ولفت إلى أن المستوطنة أُطلق عليها اسم "ناحال حيلتس"، وتم إقرار إقامتها "ردا على موجة اعترافات دول العالم بدولة فلسطين في يونيو/حزيران 2024".

وأضاف أن قوات الاحتلال، عقب قرار إنشاء المستوطنة، شرعت في تنفيذ خطوات ميدانية، بدأت بالسيطرة على 120 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) لصالح المشروع، ثم الاستيلاء على 600 دونم إضافية، قبل أن تنطلق أعمال البناء الفعلية هذه الأيام.

تشهد الضفة الغربية المحتلة تغولا استيطانيا كبيرا (غيتي) "عقلية إجرامية"

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تسارع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، "انعكاسا للعقلية الإسرائيلية الإجرامية" القائمة على "إبادة كل ما هو فلسطيني".

وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي، إن ما تشهده الضفة الغربية من تغول استيطاني وسلب آلاف الدونمات وبشكل متسارع، يعبر عن عقلية الاحتلال المجرم القائم على إبادة كل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وتراب.

وأضاف أن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم في الضفة وكامل الأرض الفلسطينية، "لن يغير من يقيننا بأنه كيان مؤقت وسيزول بقوة وإصرار الشعب الفلسطيني على استرداد أرضه وحقوقه"، لافتا إلى أن "المقاومة مستمرة ومتصاعدة حتى تحقيق أهدافها".

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

إعلان

والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.

وبالتزامن مع حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، صعد الجيش والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد 910 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أميركي ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة المحتلة الاحتلال الإسرائیلی القدس الکبرى فی الضفة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا موسعًا في الضفة الغربية

قالت ولاء السلامين مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من رام الله، إنّ مخيمات شمال الضفة الغربية بدءا من مدينة جنين وطولكرم وصولا إلى مخيم الفارعة تتعرض لعملية تسمى بالسور الحديدي، موضحة أن بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي تحدث صباح اليوم عن توسيع رقعة عملياته في شمال الضفة وبالتحديد في المخيمات الفلسطينية لتصل إلى مخيم نور شمس.  

إخلاء الفلسطينيين من مخيم نور شمس بتهديد السلاح

وأضافت «السلامين»، خلال رسالة على الهواء، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بإخلاء الفلسطينيين من مخيم نور شمس بالضفة الغربية تحت تهديد السلاح، واتخاذ بعض المنازل ثكنات عسكرية، فضلا عن مزيد من التجريف والتدمير للبُنى التحتية في المخيم.     

ارتقاء فتاة أصيبت بعيار ناري من قبل الاحتلال الإسرائيلي

وتابعت: «هناك فتاة أصيبت بعيار ناري من قبل الاحتلال الإسرائيلي كانت مع والدها، وفي مخيمي جنين وطولكرم لا زالت الأوضاع صعبة للغاية فهناك حالة من النزوح باتجاه القرى والبلدات والأقارب المجاورين لهذه المخيمات الفلسطينية».

وواصلت: «شبكات المياه والتيار الكهربائي منقطع تماما عن المخيمات الفلسطينية، ومنذ بداية هذه العملية العسكرية التي بدأتها قوات الاحتلال في مخيم جنين ارتقى حوالي 44 شهيدا».

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي ينقل سيناريو التهجير في غزة إلى الضفة الغربية
  • كتيبة عمل لأشهر.. الاحتلال يتوحش في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يوسع سياسة التهجير القسري في الضفة الغربية
  • كتيبة طولكرم.. جيش الاحتلال يدرس إقامة مواقع عسكرية دائمة في مخيمين للنازحين بالضفة الغربية
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • قانون إسرائيلي لتغيير اسم الضفة الغربية.. التصويت الأربعاء المقبل
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية.. 49 شهيدًا بينهم 25 في جنين
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا موسعًا في الضفة الغربية
  • هجرت 20 ألفاً من جنين..إسرائيل توسع هجومها على شمال الضفة الغربية