بعد أن كان ثمة تساؤلاً حول كيف يمكن أن تبدو أزمة دستورية حادة في الولايات المتحدة، فقد تسبب الرئيس دونالد ترامب بواحدة من هذه الأزمات.    

يتطلب الأمر غالبية ساحقة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يضعون البلاد فوق الحزب

وكتب وليم س. بيكير في مجلة "ذا هيل" الأمريكية، أن الأمر يزداد حدة كل يوم، حيث يجد هو ورئيس وزارة الكفاءة الحكومية إيلون ماسك طرقاً جديدة، لانتهاك الدستور والقوانين الفيدرالية وحقوق موظفي الخدمة المدنية وحقوق جميع الأمريكيين، في الخصوصية.

أطلق العنان لماسك

سبق لترامب أن هدد بأن يكون ديكتاتوراً في اليوم الأول فقط من ولايته، وهو ما كان ليبدو سيئاً بما فيه الكفاية، لكنه استخدم فعلاً سلاحه من دون توقف خلال الأسابيع الأولى من توليه منصبه. وأطلق العنان لماسك كي يدمر الوكالات والبرامج والوظائف، التي أنشأها الكونغرس وحافظ عليها.  
والعام الماضي، تنبأ ترامب ومشروع 2025 بالخراب الذي سيلحقه بالديمقراطية والحكم. وأتيحت للناخبين الجمهوريين الفرصة لوضع البلاد فوق جماعة "لنعد أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا). ويزعم ترامب أن الناخبين أعطوه تفويضاً ساحقاً لتجاهل سيادة القانون، والاستيلاء على سلطات لا حدود لها وملء الحكومة بالأوليغارشية. لكن لم يكن هناك تفويض. لقد حصل على أقل من 50 في المائة من الأصوات، مما يعني أن معظم الأمريكيين صوتوا ضده.

If we want to stop Trump, we have to start now. If you’ve wondered what a severe constitutional crisis looks like, wonder no more. Trump has created one. - The Hill https://t.co/dQGOuJJzyQ

— David Lee Cullen (@David_L_Cullen) February 11, 2025

ويرى الكاتب "إننا نشهد انقلاباً صريحاً على الديمقراطية وسيادة القانون والدستور. لقد انتهك ترامب نظام الضوابط والتوازن، واغتصب سلطات الكونغرس، وحصل على تصريح مجاني من أعلى محكمة في البلاد. لقد عمد إلى تخويف الغالبية الجمهورية في الكونغرس لإجبارها على الخضوع، وأظهر علامات على أنه سيتحدى المحاكم أيضاً".

أخبار سيئة

ويقدم كل تقرير إخباري مسائي، المزيد من الأخبار السيئة للبلاد.
إن إحدى تجاوزات ترامب - إساءة استخدامه لسلطات الطوارئ - لا تحظى إلا بقدر ضئيل جداً من الاهتمام. وبعدما قدمت صناعة النفط والغاز نحو 100 مليون دولار لحملته واللجان التابعة لها، أعلن عن حالة طوارئ طاقة غير موجودة من شأنها أن تخلق حالة طوارئ حقيقية للطاقة.


التنقيب

وأبلغ ترامب المديرين التنفيذيين في مجال النفط، أنه سيخفف اللوائح البيئية وسيسمح لهم بالتنقيب من دون أي تنازل إذا أعطته الصناعة مليار دولار. لم يقبلوا الصفقة، لكن ترامب أسدى لهم معروفاً على أي حال، إذ  أنه بعد ساعات من تنصيبه، أعلن رسمياً حالة طوارئ وطنية للطاقة، مما سمح لمنتجي النفط والغاز بتجاوز المتطلبات البيئية والتصاريح المعتادة.

If we want to stop Trump, we have to start now https://t.co/oLtVF4tbcP

— #TuckFrump (@realTuckFrumper) February 10, 2025

وألقى ترامب باللوم على إدارة سلفه جو بايدن في "عدم كفاية إمدادات الطاقة والبنية التحتية في بلادنا". لكن الولايات المتحدة هي فعلاً أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، وسجلت الصناعة أرقاماً قياسية في الإنتاج إبان رئاسة بايدن.
 وجمد ترامب الآن بشكل غير قانوني الأموال الفيديرالية المخصصة لتحديث إمدادات الطاقة والبنى التحتية لدينا، مما يضع التقدم في طي النسيان. وهذا هو أحد أبعاد حالة الطوارئ الحقيقية للطاقة لدينا. أما السبب الآخر فهو رفض ترامب العنيد الاعتراف بتغير المناخ الناتج عن الوقود الأحفوري والقيام بشيء حياله.

الجدارة فقط

وهكذا، فإن ترامب لا يهاجم الديمقراطية والدستور ومصير البلاد فحسب، بل يهاجم أيضاً نوعية الحياة فيها.
ويقول الكاتب: "نرى عدم نزاهة ترامب في مجالات مهمة أخرى. ويرى هو ومسؤولو حكومته الجدد، أنه ينبغي تعيين الموظفين الفيديراليين على أساس الجدارة فقط. ومع ذلك، عين ترامب كبار المسؤولين الحكوميين، من غير المؤهلين والمشبوهين أخلاقياً، وهو ما يؤكده الجمهوريون في مجلس الشيوخ".
باسم العدالة، أصدر ترامب عفواً أو خفف الأحكام الصادرة بحق أكثر من 1500 رجل وامرأة أدينوا بالمشاركة في أعمال الشغب التي وقعت في الكابيتول في 6 يناير(كانون الثاني) 2021.

وأفادت الإذاعة الوطنية العامة أنهم فعلاً " يطلقون تهديدات خطيرة عبر الإنترنت ضد عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي والمدعين العامين الذين حققوا" في أعمال الشغب.
ويرى الكاتب أن "ترامب يتحدى ويفكك الإطار الدستوري للحكومة. إنه يستبدل الفصل بين السلطات ونظام الضوابط والتوازنات بين الفروع الثلاثة، بتركيز ملكي للسلطة".
وخلص إلى أنه ليس هناك من بديل عن انتفاضة انتخابية تهدد السياسيين بإنهاء وظائفهم. لقد حان الوقت لإطلاق الحملة الانتخابية النصفية لعام 2026 للإتيان بكونغرس يرغب في عزل ترامب من منصبه. إنه أمر صعب – فالعزل يتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. لكن هذا لا يعني بالضرورة غالبية ساحقة من الديمقراطيين. وبدلا من ذلك، يتطلب الأمر غالبية ساحقة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يضعون البلاد فوق الحزب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

هل أطاحت أزمة جوبا وواشنطن بوزير خارجية جنوب السودان؟

في خطوة مفاجئة، أقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزير الخارجية رمضان محمد عبد الله غوش، وعيّن خلفا له نائبه السفير ماندى سيميا كينيث كومبا، في مرسوم رئاسي لم تُذكر أسبابه.

وجاء القرار، الذي بثه التلفزيون الرسمي، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدا في التوترات مع عدد من العواصم الغربية، لا سيما بعد أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وكانت السلطات في جوبا قد رفضت دخول المواطن الكونغولي ماكولا كينتو، المُرحّل من الولايات المتحدة، بدعوى استخدامه وثائق سفر جنوب سودانية باسم شخص آخر.

وردا على ذلك، أعلنت واشنطن إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة لمواطني جنوب السودان.

في اليوم التالي، وتحت ضغوط متزايدة، وافقت جوبا على دخول كينتو "حفاظا على العلاقات الودية" مع واشنطن، بحسب ما صرّحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أبوك أيويل مايِين.

وقد اعتُبر هذا التراجع مؤشرا على ارتباك دبلوماسي داخلي، يُحتمل أن يكون قد عجّل بالإطاحة بوزير الخارجية.

ولاية قصيرة وإقالة غامضة

لم تستمر ولاية الوزير رمضان عبد الله في وزارة الخارجية أكثر من عام، إذ عُيّن في أبريل/نيسان 2024 خلفا للسفير جيمس بيتي مورغان، الذي نُقل كمبعوث خاص إلى منطقة البحيرات العظمى.

إعلان

ورغم ظهوره الإعلامي المحدود، فقد واجه الوزير تحديات متصاعدة تتعلق بتعقيدات المشهد الإقليمي وانتقادات غربية حول أوضاع حقوق الإنسان والسياسات الانتقالية.

وتشير مصادر إلى أن أداءه، إلى جانب توتر علاقات الوزارة مع بعض الحلفاء، كانا من أبرز أسباب إقالته.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة) من ماندى سيميا كينيث كومبا؟

يُعد السفير ماندى كومبا من الوجوه الدبلوماسية البارزة في جنوب السودان.

شغل سابقا منصب سفير البلاد لدى الصين، كما كان سفيرا غير مقيم لدى أستراليا وماليزيا.

وفي أبريل/نيسان 2024، عُيّن نائبا لوزير الخارجية، ضمن عملية إعادة هيكلة واسعة قادها الرئيس سلفاكير.

يُعرف كومبا بدبلوماسيته المتزنة وعلاقاته الإقليمية الجيدة، ويُنظر إلى تعيينه على أنه خطوة تهدف إلى إعادة ترميم العلاقات الخارجية وتحسين صورة البلاد في المحافل الدولية، خصوصا بعد الأزمات الأخيرة.

تغييرات متسارعة

منذ عام 2023، شهدت وزارة الخارجية سلسلة من التغييرات المتسارعة، تعاقَب خلالها على المنصب 3 وزراء خلال أقل من عامين.

هذا التذبذب في القيادة يثير مخاوف بشأن استمرارية السياسات الخارجية، ويُضعف من قدرة جنوب السودان على الحفاظ على توازن علاقاته الدولية، في وقت تسعى فيه البلاد للخروج من العزلة وتعزيز فرص الاستثمار والتعاون.

تحديات أمام الوزير الجديد

من أبرز التحديات التي تنتظر الوزير الجديد هي إعادة بناء الثقة مع الشركاء الدوليين، وتفعيل الدور الإقليمي للبلاد، وإدارة الملفات الأمنية، وتحسين صورة جوبا دوليا.

كما يُتوقع منه تقديم خطاب دبلوماسي أكثر مرونة وفاعلية، يتجاوز أزمات الماضي ويوطد علاقات جنوب السودان مع المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • هيكل عرض مع منتدب مجلس الشيوخ الأميركي دعم الجيش
  • مجلس النواب يحيل 5 قرارات جمهورية و67 مشروع قانون إلى اللجان النوعية
  • رئيس مجلس النواب يحيل 5 قرارات جمهورية و67 مشروع قانون للجان المختصة
  • أمطار رعدية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدا الأحد 13 أبريل 2025
  • الطقس اليوم السبت 12 أبريل 2025.. معتدل صباحا مائل للبرودة ليلا
  • "سياسات ترامب" تهدد هيمنة الدولار الأمريكي
  • عاجل.. مشروع قرار جمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي لتصنيف البوليساريو جماعة إرهابية
  • الجنرال المتقاعد دان كاين رئيساً لـ«هيئة أركان الجيش الأمريكي»
  • هل أطاحت أزمة جوبا وواشنطن بوزير خارجية جنوب السودان؟
  • «النواب الأمريكي» يوافق على تشريع جمهوري لإثبات الجنسية للتصويت في الانتخابات