مثلت نكبة 11 فبراير 2011 بداية لانزلاق اليمن في هاوية الفوضى والانقسام، مع دخوله مرحلة جديدة من الاقتتال والدمار.

ففي ذلك اليوم، شهد اليمن بداية انهيار مسار الجمهورية والديمقراطية، إثر تحالف بين حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وجماعة الحوثي، وهو التحالف الذي كان هدفه المشترك الانقلاب على النظام السياسي القائم والسيطرة على مؤسسات الدولة، وتدمير كل ما تم بناؤه على مدار عقود.

وبدا تحالف الإخوان والحوثيين يتكشف تدريجيًا عن نوايا هدم النظام الجمهوري والديمقراطي في البلاد، بدلاً من تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي.

وبدأت هذه القوى تتعاون وتتحالف لهدم مؤسسات الدولة اليمنية، حيث اتفقوا على تقويض النظام السياسي وتدمير أسس الدولة الحديثة التي كانت قد بدأت تتطور خلال السنوات السابقة.

ومع مرور الوقت، تحول هذا التحالف التكتيكي إلى صراع مفتوح، ليصل الأمر إلى الانقلاب الفعلي حيث نفذت مليشيا الحوثي انقلابها المسلح في 21 سبتمبر 2014 على الحكومة الشرعية، واستولت على العاصمة صنعاء، لتبدأ مرحلة جديدة من الفوضى والحرب في اليمن، ما أسهم في تدمير البلاد بشكل كامل.

على الرغم من أن تحالف الإخوان المسلمين مع الحوثيين كان يهدف إلى تدمير النظام القائم وتفكيك مؤسسات الدولة، فإن هذا التحالف لم يكن سوى تكتيك لتحقيق مصالح شخصية، وفي النهاية، اختلف الطرفان على كيفية تقسيم السيطرة على البلاد.

وتسبب هذا الاختلاف في اندلاع الحرب المدمرة التي لم تقتصر على دمار البنية التحتية، بل أيضًا في معاناة الشعب اليمني.

يؤكد سياسيون أنه لا يمكن اعتبار جماعات ومليشيات الموت، سواء كانت الحوثية أو الإخوانية، كيانات يمكن أن تكون بديلًا للدولة أو تدافع عن مصالح اليمنيين، فبينما كانت هذه الجماعات تتصارع على النفوذ، كانت البلاد تتجه نحو مزيد من الخراب والانهيار.

وأشاروا إلى ضرورة أن تكون الذكرى السنوية لنكبة 11 فبراير، فرصة للاعتذار للوطن، الذي ضُحّي به على مذبح الأطماع السياسية والحزبية، مع الإدراك أن حجم الخسائر التي مُني بها اليمن نتيجة للتحالف الانقلابي المدمر، وأن يقر الجميع بأن نكبة 11 فبراير كانت بمثابة بداية الطريق إلى الدمار الشامل الذي لا يزال قائماً حتى اليوم.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

اليمن يشارك في ملتقى إقرار النظام الأساسي لمحكمة العدل الإسلامية بالكويت

شمسان بوست / الكويت:

شاركت الجمهورية اليمنية، اليوم، في الملتقى الهام حول إقرار النظام الأساسي لمحكمة العدل الإسلامية، المنعقد في دولة الكويت الشقيقة، بوفد يترأسه أمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور علي عطبوش.

ويناقش الملتقى على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 50  دولة إسلامية، سُبل تفعيل محكمة العدل الإسلامية من خلال استكمال المصادقة على نظامها الأساسي من قبل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والدفع بعجلة التعاون القضائي بين الدول الإسلامية، وتعزيز آليات تسوية النزاعات وفق أحكام الشريعة الإسلامية.

وسينتخب الملتقى، في نهاية أعماله أعضاء المحكمة، البالغ عددهم سبعة، من قبل الدول الأعضاء وفقًا للنظام الأساسي للمحكمة.

يُذكر، أن محكمة العدل الإسلامية، ومقرها الدائم في دولة الكويت، تعد خطوة مهمة لتعزيز العدالة الدولية في العالم الإسلامي، بما يسهم في تحقيق الاستقرار القانوني وحماية حقوق الدول الأعضاء في إطار منظمة التعاون الإسلامي.

شارك في الاجتماع الوكيل المساعد لوزارة العدل لشؤون التوثيق، القاضي الحداد ، وسفير اليمن لدى دولة الكويت الدكتور علي بن سفاع .    

مقالات مشابهة

  • اليمن يشارك في ملتقى إقرار النظام الأساسي لمحكمة العدل الإسلامية بالكويت
  • يمنيون: 11 فبراير يوم مشؤوم جُرّ اليمن فيه إلى الفوضى
  • توكل كرمان: من يحاولون تشويه مسار ثورة 11 فبراير يسعون لتبييض صفحة النظام الساقط
  • نكبة 11 فبراير.. مخطط تدمير اليمن وتمزيق أوصاله
  • الروائي غيث حمور يوقع 6 كتب “كانت ممنوعة” في زمن النظام البائد
  • العليمي يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة والعمل من داخل اليمن
  • أمطار وبرودة شديدة.. الطقس يواصل تقلباته مع بداية أمشير (فيديو)
  • بشير عبدالفتاح: تشكيل الحكومة اللبنانية خطوة مهمة رغم المشهد السياسي المعقد
  • الرقابة المالية: إلزام مؤسسات الدولة بتطبيق النظام المحاسبي الموحد مطلع العام 2026