دمشق-سانا

يضيء تاج الموسيقا في سوريا درة، عمرها ستون عاماً، واسمها معهد صلحي الوادي للموسيقا، الذي عاد واستقبل طلابه مجدداً بالحنين إلى الحرية بعد إسقاط النظام البائد، ليعودَ المدرسون والطلاب إلى آلاتهم بألحانٍ حطمت قيود الظلم والقمع، ولينشدوا الحلم الذي لطالما نادى به الشعب السوري منذ 14 عاماً.

المعهد الذي شرعَ بفتح أبوابه منذ الخامس من الشهر الفائت مجدداً، يحتضن اليوم نحو 574 طالباً وطالبة، ونحو 100-110 مدرسين ومدرسات، وبدوام ثلاثة أيام في الأسبوع، حسب مديره الموسيقي بريام سويد في تصريح ل”سانا”.

وأكد سويد أن المعهد وكل المؤسسات الثقافية في سوريا لم تتلق أي توجيه سواءً أكان شفهياً أم خطياً بتأخير أو إيقاف العمل فيها، نافياً جملة وتفصيلا ما يروَّج على بعض صفحات التواصل الاجتماعي من إشاعات مغرضة بخصوص معهد صباح فخري في حلب أو غيره.

وفي هذا الإطار، نوّه سويد بمبادرة أهالي الطلاب للمساعدة في إقلاع عمل المعهد، وبدعم الفنان التشكيلي أنس قطرميز رئيس مركز أحمد وليد عزت المجاور، وبحماسة موظفي المعهد للعودة إلى الدوام، مؤكداً عدم حدوث أي تعديات على ممتلكات المعهد خلال سقوط النظام، كما حدث في مؤسسات أخرى.

وبالنسبة للمعوقات التي يواجهها المعهد، بيّن سويد أنها تتمحور كسائر مؤسسات القطاع العام خلال فترة النظام البائد في تراجع القدرة اللوجستية للأماكن أي قدرة التشغيل جراء الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، والتقنين بالمشتقات النفطية، وتقلص المدرسين نظراً لقلة الأجور وهجرة الموسيقيين وخاصة الذكور منهم، ومعاناة الموظفين في الوصول لأماكن عملهم وخاصةً أن طبيعة دوام المعهد مسائية.

وتطرق سويد إلى آلية التدريس في المعهد الذي يستقبل الأطفال من عمر سبع سنوات، ويدرس كل أنواع الآلات الشرقية والعربية والغربية، وكان هناك اقتراح لافتتاح قسم بالغناء العربي الأوبرالي، كما أن المعهد يستضيف موسيقيين أجانب في عددٍ من الأنشطة، ويقوم بالعديد من الفعاليات الموسيقية، بالتعاون مع جمعيات أهلية، مثل منظمة آمال.

من جانبها، أكدت سسفيتلانا الشطا رئيسة قسم البيانو في المعهد أهمية تعليم الطفل للموسيقا غذاء الروح والتي تسمو بالطفل وبأحلامه وطموحاته وتعوده الصبر والتركيز وتجعله على مستوى عالٍ من الثقافة عربياً وعالمياً، منوهةً بالدور الكبير الذي يلعبه معهد صلحي الوادي في تعليم الموسيقا، وفق منهاج أكاديمي لشريحة واسعة من الأطفال والطلاب، مع الطموح بإدخال كورال وأوركسترا للأطفال إليه مستقبلاً.

بدورها لفتت راما البرشة مدرسة كمان وفيولا وصولفيج، ورئيسة قسم الوتريات في المعهد إلى المستوى الموسيقي المتقدم للأطفال والطلاب عموماً بالمعهد، ففي السنة الخامسة من الدراسة يتم تقييم الطالب، وفي حال كانت علامته أقل من 80 بالمئة يُعطى مصدقة تخرج ولا ينتقل للمستوى التالي، حفاظاً على المستوى الممتاز للمعهد، متمنيةً إقامة ورشات عمل موسيقية خلال المرحلة الجديدة في سوريا، واستقدام خبراء أجانب وعرب، والموسيقيين السوريين المغتربين للاستفادة من خبراتهم.

الطالب هادي صبيحة وهو في الصف الثامن بالمعهد قال: إن طموحه متابعة دراسته الأكاديمية بالمعهد العالي للموسيقا، ليمثل بلاده في الفاعليات الموسيقية العالمية، بينما أعربت الطفلة في الصف الخامس ساما سليمان وهي بالصف الثالث في المعهد عن أمنيتها بأن تصبح مدرّسة بيانو محترفة لتنشر الحب بكل مكان، وهو ما أكدته والدتها وسام وهي أيضاً عازفة بيانو التي لمست مهارة ابنتها منذ كان عمرها ثلاث سنوات، لافتةً إلى أنهم كأسرة دعموا هذه الموهبة وهيؤوا لها الظروف المناسبة للتمرين الدؤوب من أجل تحقيق التمييز والنجاح.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: فی المعهد

إقرأ أيضاً:

إحداث المعهد التّقاني لطب الأسنان في جامعة حمص يسهم في تطوير قطاع الرّعاية السنّية

حمص-سانا

يمثل إحداث المعهد التّقاني لطب الأسنان في جامعة حمص خطوة تسهم في تطوير قطاع الرّعاية السنّية، وسد النقص في الكوادر المساعدة، ورفع مستوى الجّامعة علمياً وأكاديميّاً من خلال تنويع الاختصاصات وتعزيز البرامج التطبيقيّة.

المعهد الذي يستضيف الطلّاب في عامه الدّراسي الأوّل يدعم توجّه جامعة حمص إلى التّعليم المهني المرتبط بسوق العمل، ويفتح آفاقاً للبحث العلمي والتّعاون مع القطاع الصحّي، كما يعزز من دور الجامعة في خدمة المجتمع المحلّي لينعكس إيجابياً على مكانتها الأكاديمية والتنمويّة.

مديرة المعهد الدكتورة دارين حبوب أوضحت في تصريح لمراسلة سانا أن المعهد مؤسسة تعليميّة أحدثت نهاية عام 2024 ويهدف إلى تأهيل كوادر تقنيّة متخصصة في مجال طب الأسنان لتلبية حاجة السّوق المحليّة والدّوليّة، ويضم اختصاصين قسم تعويضات سنية وهو قيد الإنشاء، وقسم مساعدة طبيب أسنان “إناث”، ومدة الدراسة سنتان تدرس خلالها العلوم السنية النظرية والعملية لتزويدها بالخبرات التقنية والسنيّة بمختلف أنواعها.

وأشارت حبّوب إلى أنّ المعهد يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة من خلال مناهجه الدراسية المتكاملة التي تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ويلعب دوراً مهماً في تطوير قطاع الرّعاية السنيّة من خلال مساهمته في سد النقص الحاصل في الكوادر المساعدة، وبينت أن المعهد يشكل حلقة وصل مهمّة بين التّعليم الأكاديمي والاحتياجات في سوق العمل الأمر الذي يجعله شريكاً حيوياً في تطوير المجتمع.

الطالبة صالحة إدريس لفتت إلى أن إحداث المعهد التّقاني لطب الأسنان في جامعة حمص شكل فرصة مهمة للعديد من الطلاب الرّاغبين بدراسة كل ما يتعلق بالرعاية السنيّة، ووفر الأعباء على الطلاب في العديد من المناطق لكون حمص منطقة وسطى وقريبة.

مقالات مشابهة

  • التضخم في إيطاليا يرتفع إلى 1.9% خلال مارس مدفوعًا بزيادة أسعار الطاقة
  • معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل مساهمته في تدريب طلاب الجامعات المصرية
  • عيسى الخوري جال في معهد البحوث الصناعية: لضرورة تطوير البنى التحتيّة للجودة
  • وزير الأوقاف يتفقد معهد التمريض التابع لمستشفى الدعاة ويوجه بتطوير شامل
  • خالد البلشي: الحرية ليست حُلمًا مستحيلًا.. ونقابة الصحفيين تقود معركة التغيير التشريعي
  • تعليم قنا: تكريم فريق إذاعة "أول الجمهورية" للتربية الخاصة وخريجي معهد النور للمكفوفين
  • 28 مليون جنيه.. رئيس جامعة أسيوط يفتتح أعمال تطوير معهد جنوب مصر للأورام
  • برنامج تدريبي معتمد في الدراسات القضائية والقانونية لأعضاء النيابة العامة في دبي
  • إحداث المعهد التّقاني لطب الأسنان في جامعة حمص يسهم في تطوير قطاع الرّعاية السنّية
  • معهد الصناعات البلاستيكية يُعلن عن بدء القبول للفصل التدريبي الأول