المفوضية تواصل بناء «القدرات الإعلامية» لتغطية الانتخابات
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
اختتمت اليوم الثلاثاء، فعاليات ورشة العمل التدريبية الأولى التي نظمتها المفوضية، بالتعاون مع قناتي ليبيا الوطنية وليبيا الرسمية الفضائيتين والمسموعتين، وذلك في مقر المركز الإعلامي للمفوضية. الورشة، التي استمرت لمدة يومين، هدفت إلى تعزيز قدرات معدي البرامج ومحرري الأخبار في تغطية العملية الانتخابية لانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية ـ 2025).
وفي اليوم الثاني من الورشة، افتتح خالد الموسي، مدير إدارة التوعية والتواصل بالمفوضية، الجلسات التدريبية مرحباً بالمشاركين ومؤكداً على “أهمية استمرارية التعاون مع وسائل الإعلام في توعية المواطنين بالعملية الانتخابية وتوفير المعلومات الدقيقة في كافة مراحلها”.
وتضمن برنامج اليوم الثاني عدة محاور رئيسية، بدأها مصطفى الفرجاني من الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي بمحاضرة حول “مواجهة الأخبار المضللة والزائفة أثناء العملية الانتخابية”، حيث استعرض “آليات رصد وتفنيد الأخبار الزائفة التي قد تؤثر سلباً على العملية الانتخابية”، وشاركه في الجلسة محمد الصغير، مدير منصة “فلتر”، حيث قدم “مداخلة عن دور المنصة في مكافحة الأخبار المضللة في البيئة الرقمية المرتبطة بالانتخابات”.
كما تناولت ماجدة الكاتب، مسؤولة وحدة دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بالمفوضية، “محوراً هاماً بعنوان “دور الإعلام في تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة”، مشددة على ضرورة تمكين الإعلام من تسليط الضوء على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة الانتخابية، وتوفير المعلومات والتسهيلات اللازمة لضمان مشاركتهم بفاعلية”.
وفي محور آخر، قدّم حسن العلواني، رئيس قسم المرشحين والكيانات السياسية بالمفوضية، “عرضاً حول “الطعون الانتخابية”، استعرض فيه آليات تقديم الطعون ومتابعتها وفقاً للقوانين المعمول بها، بما يضمن النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية”.
واختتم اليوم، “بجولة للمشاركين في مقر المفوضية، شملت إدارات وأقسام الإدارة العامة للمفوضية ومركز العد والإحصاء، حيث تم التعرف على آليات العمل والإجراءات التنظيمية المتبعة في إدارة العملية الانتخابية”.
وتأتي هذه الورشة “ضمن جهود المفوضية في بناء القدرات الإعلامية لضمان تغطية موضوعية وشاملة للانتخابات البلدية المقبلة، وتعزيز وعي المواطنين بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: انتخابات المجالس البلدية انتخابات المجالس البلدية المجموعة الثانية مفوضية الانتخابات العملیة الانتخابیة
إقرأ أيضاً:
تسُرُّك الأخبارُ
لا الموقف اليتيم، ولا الثاني ولا الثالث أن يصادف أحدنا، أو يسمع عن قصص ومواقف حدثت «حتى زمن قريب»، أن هناك من تسمر في وسط المجلس الذي يضم المئات من الحضور، موجها عتابًا شديدًا وقاسيًا على أصحاب المكان فقط لأنهم لم يسألوه عن الأخبار والعلوم، وهو الآت من البعيد البعيد، حيث يعد ذلك تقصيرًا في حقه كضيف، وتقليلًا من شأنه كفرد له شخصية اعتبارية بغض النظر عن المستوى الاجتماعي، وهذا عرف اجتماعي شديد الحساسية، ولذلك يعمل له الحسابات الدقيقة، وإن نظر إليه البعض حديثًا أنه ليس بالأهمية ذاتها، حتى تنتفخ لأجله الأوداج، وتشتد الأعصاب، ولعل مبرر ما كان على هذه الحالة، وهم كبار السن على وجه الخصوص، أن هذه الممارسة هي جزء لا يتجزأ من قيم المجتمع العماني المخضب بالود والتعاون والتآزر والتكاتف، التي لا يجب التنازل عنها، وكانت تشكل أهمية كبيرة لنقل الأخبار والأحداث بين البلدان، في زمن لم تكن هناك وسائل للتواصل كما هو الحال اليوم، الذي استغنى فيه الفرد عن أخذ العلوم والأخبار عن طريق الأفراد، حيث تعددت وسائل التواصل وتنوعت. ولكن على الرغم من أن تلك اللحظة التي يتبادل فيها طرفان «شيء علوم، شيء خبر» إلا أنها حملت شيئًا من اللفظ الجميل، ومن الاستعارات، وشيئًا من المحسنات البديعية التي لا يتقنها الكثيرون أيضًا، من ذلك: سؤال أحدهما: «شيء علوم؟»، ورد الآخر: «كفيت الهموم»، وكذلك سؤال الأول: «شيء خبر؟»، ورد الثاني: «غدير صافي»، فالمتمعن في مثل هذه الردود، أن الطرف الثاني يحاول إعطاء صورة جميلة لواقع الحال، وأن الحياة في سياقاتها المعتادة، حيث لا خوف يستدعي استنفارًا للواقع، ولا توقعًا يوجب استشراف ما لا يود أحد وقوعه، وهذه حنكة وحكمة تجلت عبر أفق التعامل بين أبناء المجتمع العماني، وإلا كيف يتم استحضار مثل هذه الصور الذهنية البالغة الأهمية والتقدير عبر هذه المحسنات المعنوية وبهذا الأسلوب الجميل والعميق في الوقت نفسه؟
ومع ذلك، هناك من لا يزال يحرص كثيرًا على عدم إهمال هذه العادة، ويرى فيها شيئًا من الالتزام المعنوي للقيم ذاتها التي لا تزال تؤرخ لأبناء المجتمع التأصيل الحضاري الممتد، فالمسألة ليست فقط معرفة أخبار وعلوم، وماذا حدث؟ بل المسألة أعمق من ذلك بكثير، وبالتالي فالحرص على كثير من القيم السامية والخاصة بالمجتمع العماني فيها تحييد هذا المجتمع عن التماهي في مجموعة من القيم الواردة إليه من كل حدب وصوب، خاصة وأن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تشهد انفتاحًا اجتماعيًا، لن نتجاوز في المقولة إن قلنا إنه انفتاح غير مسبوق، وذلك انعكاس لواقع الحال لدى كل المجتمعات الإنسانية التي تتداخل مع بعضها، وتندمج في مكوناتها العلائقية من غير تسييس، أو توجيه، حيث إن الأمر فارض نفسه بالضرورة الزمنية، وإن تعنت المكان قليلًا لخصوصيته الجغرافية، كما هي الصورة الذهنية المترسخة عند البعض.
«تَسُرُّكَ الأخبار»: هنا ليس ضرورة اجتماعية ملحة، أو ضرورة معرفية مقدرة؛ لأن المجتمع وبما يشهده من «تنقلات» وممارسات سلوكية فيها الكثير من المستورد، لم يعد هو ذلك المجتمع المتموضع على كثير من قيمه العمانية الخاصة قبل عشرين عامًا على سبيل المثال، بما في ذلك تطور وسائل التواصل في العصر الحديث، فالأجيال تعيش تراكمات معرفية، وسلوكية سريعة يعفيها عن الالتزام الاجتماعي «الحاد» وإن لم تتمكن من أن تؤرخ لنفسها منهجًا يمكن اعتماده لـ«رتم» الحياة السريع جدًا، وذلك انعكاسًا لأدواتها المتجددة، وأساليب حياتها المتنوعة، ومستويات التبدل في قناعاتها.