تستمر فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى دورته الـ26، برئاسة المخرجة هالة جلال، وسط حالة من التفاعل الكبير لمتابعة الأنشطة الفنية سواء عرض الأفلام المشاركة أو ورش عمل والدورات التدريبية التى انطلقت من يوم الخميس الماضى وتستمر حتى الثلاثاء المقبل. 

على مدار الثلاثة أيام الماضية، احتضن مهرجان الإسماعيلية عدداً من الفعاليات المهمة التى شارك فيها عدد كبير من السينمائيين والمخرجين من ٣٤ دولة عربية وأوروبية، حظيت مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة والطويلة باهتمام واسع من النقاد والكتاب من كل الدول وذلك لأهمية السينما التسجيلية فى تسليط الضوء على الأحداث الواقعية والقضايا المجتمعية فى كل البلدان والمجتمعات.

 

تنوعت الأنشطة السينمائية خلال الثلاثة أيام الأولى من المهرجان ما بين دورات تدربيبة وندوات وعرض للأفلام المشاركة التى تتنافس على جوائز المهرجان، بالإضافة إلى ذلك إقامة عدد من الفعاليات التى استحدثها المهرجان هذه الدورة، مثل مسابقة النجوم الجديدة برئاسة مخرج الأفلام التسجيلية أحمد نبيل، وملتقى الإسماعيلية، تلك الفعاليات التى تستهدف فتح مجال لقاء شركات الإنتاج بصناع الفيلم التسجيلى لدعم المواهب الجديدة التى تضم 19 فيلما من أسوان والإسكندرية والقاهرة، إضافة لمسابقة أفلام من العالم خارج المسابقة الرسمية، برئاسة حنان راضى، ويضم 25 فيلما من عدة دول وتتراوح مدتها من 5 إلى 70 دقيقة، إلى جانب برنامج «نظرة عن التاريخ»، والذى يستهدف عرض أفلام لم تعرض من قبل.

وبدأت فعاليات المهرجان بندوة تحت عنوان «السينما التسجيلية وحفظ الذاكرة» بقصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين فى مجالات السينما والتوثيق والهوية البصرية، أدار الندوة الكاتب والناقد الصحفى محمد شعير، حيث ناقشت عدة موضوعات تتعلق بدور السينما فى توثيق الذاكرة الثقافية والتاريخية والحفاظ عليها.

ونظّم المهرجان ورشة تعليم صناعة الفيلم للأطفال، تحت إشراف المخرجة هالة جلال، رئيسة المهرجان، أدار الورشة كل من المخرج حازم مصطفى والمخرج مينا ماهر، مستهدفين الأطفال من الفئة العمرية بين 9 و15 عامًا، بهدف تدريبهم على أساسيات صناعة السينما بأسلوب تفاعلى مبسط. تضمنت الورشة أنشطة تعليمية تعتمد على الألعاب ووسائل تدريب متطورة تتناسب مع قدرات الأطفال، ما أتاح لهم فرصة تنمية خيالهم السينمائى والتعبير عن أفكارهم عبر حكى قصصهم الخاصة.

كما شملت التدريبات مراحل صناعة الفيلم، بدءًا من تطوير الفكرة، والتصوير، والمونتاج، بالإضافة إلى شرح أساسيات الإخراج بطريقة مبسطة تساعد الأطفال على فهم فن السينما وإتقانه.

ومن الأنشطة التى لاقت اهتماماً وإقبالاً واسعاً، تنظيم ورشة صناعة الفيلم الروائى القصير وذلك بمحاضرة تمهيدية مكثفة حول كيفية كتابة السيناريو، قدّمها كاتب السيناريو محمود خليل. تناولت المحاضرة أسس اختيار الفكرة المناسبة ومواصفاتها الفنية، إلى جانب استعراض مراحل كتابة السيناريو وفق ترتيب يضمن الوصول إلى عمل محكم ومتقن الصنع. كما قدم خليل للحضور منهجية عملية تساعد على تحويل الأفكار إلى نصوص سينمائية قوية، مع التركيز على البناء الدرامى وتطوير الشخصيات.

وتتواصل فعاليات الورشة يوميًا بقسميها النظرى والعملى بقصر ثقافة الإسماعيلية، حيث سيحصل المشاركون على تدريبات تطبيقية مكثفة لصقل مهاراتهم فى كتابة وتصوير وإخراج الأفلام الروائية القصيرة.

ومن أبرز فعاليات المهرجان ملتقى الإسماعيلية السينمائى، الذى يُقام خلال الفترة من 6 إلى 8 فبراير، بهدف دعم وتطوير المشاريع السينمائية الوثائقية والروائية القصيرة.

يقود الملتقى هذا العام نخبة من المتخصصين فى المجال السينمائى، حيث يشرف على إدارته كل من «مصطفى يوسف، ماجى مرجان»، كما يضم ملتقى الإسماعيلية لجنة تحكيم مرموقة تتكون من «هادى زكاك، منى أسعد، إيمانويل دوموريس»، كما يشارك فى تقديم الاستشارات للمشاريع السينمائية كل من «محمود عزت، تغريد العصفورى، ماريون شميت، عبد الفتاح كمال».

يُعد ملتقى الإسماعيلية السينمائى منصة حيوية لدعم المواهب الصاعدة وتطوير المشاريع السينمائية، حيث يوفر للمشاركين فرصة للحصول على تمويل، واستشارات من خبراء الصناعة، وعرض أفكارهم أمام جهات إنتاجية بارزة. ويعكس الملتقى التزام مهرجان الإسماعيلية بتعزيز السينما المستقلة ودعم صناع الأفلام فى تحقيق مشاريعهم الفنية. 

ومن الفعاليات التى لاقت اهتماماً واسعاً، محاضرة المخرج الكاميرونى جان مارى تينو، الذى عبّر عن سعادته بالتواجد فى المهرجان وامتنانه لتكريمه فى هذه الفعالية العريقة، مشيرًا إلى أن هذه زيارته الأولى للإسماعيلية، وتحدث عن دور التعليم فى البلدان التى عانت من الاستعمار وأثره فى الحفاظ على الهوية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات، مؤكدًا أن السينما وفقًا لرؤية المخرج السنغالى عثمان سلمان تُعد «مدرسة ليلية» تسهم فى تعليم الأفراد وتوجيههم.

استعرض تينو بداياته كصحفى فى الثمانينيات والتسعينيات مسلطًا الضوء على الرقابة الشديدة التى كانت تحد من حرية الصحافة فى تلك الفترة إلا أن شغفه بالسينما دفعه إلى التحول إليها باعتبارها أداة قوية للتعبير عن المجتمع وتعليمه موضحًا أن السينما فى إفريقيا باستثناء مصر نشأت كوسيلة لمقاومة الاستعمار

وأكد جان مارى تينو أن الفن السابع فى جوهره يحمل طابعًا سياسيًا حتى الأفلام الترفيهية التى قد تبدو بعيدة عن السياسة، مشيرًا إلى أن السينما الإفريقية واجهت تحديات كبيرة لا سيما فى فترة الستينيات بسبب الرقابة والاستعمار، إلا أن هناك محاولات مستمرة للتغلب على هذه القيود والتعبير عن قضايا المجتمع ومقاومة الاستعمار.

وفيما يتعلق بتعريف الفيلم الوثائقى أشار تينو إلى وجود عدة تعريفات متباينة، لكنه اعتبر أن الأشهر هو كونه صورة من الواقع كما أكد أن الفارق بين الوثائقى والروائى هو فارق وهمى وغير حقيقي. 

يذكر أن المهرجان يقيمه المركز القومى للسينما سنوياً، ويُعد مهرجان الإسماعيلية الدولى، الذى انطلقت أولى دوراته عام 1991، واحدًا من أعرق المهرجانات السينمائية فى المنطقة، حيث يتميز بتركيزه على الأفلام التسجيلية والقصيرة، ما يجعله منصة بارزة للأعمال ذات الطابع الفنى المتميز، وداعمًا رئيسيًا للمواهب الجديدة فى مجال السينما.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخرجة هاله جلال الافلام التسجيلية القصيرة المركز القومي للسينما مهرجان الإسماعیلیة

إقرأ أيضاً:

إجمالى إيرادات الأفلام.. الحريفة على القمة والدشاش نمبر 2

يتنافس في الموسم الشتوي الحالي بدور العرض السينمائي، عدد من الأعمال السينمائية، هي: الدشاش، والبحث عن منفذ لخروج السيد رامبو، والحريفة 2، والهنا اللي أنا فيه، والهوى سلطان، وبضع ساعات في يوم ما. 

الحريفة 2 

واستطاع فيلم “الحريفة” أن يحقق إيرادات فى شباك التذاكر بلغت 128.689.190 جنيه، ليتراجع إلى المركز الرابع بعدما كان يتصدر شباك التذاكر.  

الفيلم يضم كوكبة من النجوم الشباب على رأسهم نور النبوي، وأحمد غزي، وكزبرة، ونور إيهاب، ودونا إمام، ونورين أبو سعدة، وسليم الترك.

العمل من تأليف إياد صالح وإخراج كريم سعد، ويشهد مشاركة عدد كبير من نجوم الفن كضيوف شرف، من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي، وأسماء جلال، بالإضافة إلى الظهور المميز لنجم كرة القدم المعتزل مايكل أوين.

الدشاش

تمكن فيلم “الدشاش”، الذي يشهد عودة محمد سعد للسينما المصرية، من الاحتفاظ بتحقيق إيرادات عالية  بالسينمات.

وحقق فيلم “الدشاش”، من بطولة محمد سعد وزينة، إيرادات وصلت إلى 73.607.045 جنيه مصري.

"الدشاش" بطولة محمد سعد وزينة وباسم سمرة ونسرين أمين وخالد الصاوي ومريم الجندي ونسرين طافش وأحمد الرافعي وغيرهم، ومن تأليف جوزيف فوزي وإنتاج محمد رشيدي برودكشن وإخراج سامح عبد العزيز .

الهنا اللي أنا فيه

حقق الفيلم إيرادات بلغت 56.340.910 جنيه، ويشارك في بطولة الفيلم كل من كريم محمود عبد العزيز، ودينا الشربيني، وياسمين رئيس، وحاتم صلاح، ومريم الجندي، والطفلة دالا حربي، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي.

6 أيام 

حقق الفيلم، إيرادات وصلت إلي 24.088.497 جنيه وهو من بطولة أحمد مالك، الذي يجسد شخصية يوسف، وآية سماحة التي تلعب دور عالية.

بضع ساعات في يوم ما

تمكن فيلم “بضع ساعات في يوم ما” من تحقيق إيرادات عالية بالسينمات المصرية ليلة أمس.

وحقق الفيلم الذي يقوم ببطولته محمد سلام وهشام ماجد إيرادات وصلت إلى 39.552.073 جنيه.

ويضم فيلم “بضع ساعات في يوم ما” عددا كبيرا من نجوم الفن، على رأسهم هشام ماجد ومي عمر وهنا الزاهد ومحمد سلام وأحمد السعدني ومحمد الشرنوبي وكريم فهمي ومايان السيد، وإنتاج أحمد السبكي، ومن تأليف محمد صادق، وإخراج عثمان أبو لبن.

البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

وتمكن فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، والذي يعد أولى بطولات عصام عمر فى السينما من تحقيق إيرادات متوسطة.

وحقق فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” إيرادات وصلت إلى 16.930.544 جنيه.

مقالات مشابهة

  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • وزير الثقافة الأردني: "هنا الأردن ومجده مستمر" شعار مهرجان جرش في دورته الـ39
  • صراعات تهدد بنسف “لجنة بنسعيد” لدعم الإنتاجات السينمائية
  • مهرجان المدينة في تونس.. 30 عرضًا وأكثر في تظاهرة ثقافية استثنائية
  • هيرست: بإمكان إسرائيل حظر كل الأفلام.. الصوت الفلسطيني لن يُخمد
  • لجنة الطفولة بأسقفية الشباب تنظم أولى ملتقيات الخدام السنوية لمهرجان الكرازة المرقسية
  • مهرجان ليالي العرفان يشهد حركة شرائية ملحوظة
  • إجمالى إيرادات الأفلام.. الحريفة على القمة والدشاش نمبر 2
  • صور| بالعروض والندوات.. اختتام فعاليات ”روائع عربية“ السينمائية بالأحساء
  • مكتوم بن محمد: دبي ترسخ مكانتها مركزاً مالياً عالمياً يحتضن أهم المؤسسات