توقع عدد من المحللين السياسيين تطورات الأوضاع خلال الفترة المقبلة بشأن استمرار اتفاق إطلاق النار وذلك بعدما أعلنت حركة حماس، تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت، حتى إشعار آخر، ولحين التزام جيش الاحتلال ببنود وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

«الرقب»: إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق غزة

ومن جهته، فسّر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، السبب وراء تأجيل التسليم، قائلًا إنَّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي وكان هناك التزام من جانب الاحتلال الإسرائيلي بدخول عدد من المساعدات يوميا وهو ما لم يحدث، إذ لم تدخل 15% من المساعدات التي تم الاتفاق عليها حيث من 50 إلى 60 شحنة مساعدات يومية.

وتابع «الرقب» حديثه لـ«الوطن» بأنّ الخيام المتنقلة لم يتم السماح لها أيضا بجانب تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع؛ لتقرر «حماس» بتعليق تسليم المحتجزين في رسالة حاسمة لأهمية الالتزام بكل بنود الاتفاق.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس إلى أنَّ التوترات زادت بعد تصريحات الإدارة الأمريكية المستمرة حول تهجير الفلسطينيين بجانب الرغبة في إطلاق سراح المحتجزين دفعة واحدة، لافتًا إلى أنّها مجرد تصريحات لا يمكن أن تؤثر بشكل أو بآخر.

ويرى «الرقب» استمرار انعقاد الهدنة في ظل دور الوسطاء الحاسم، مؤكّدًا أنَّ الهدنة لم تنته رغم كل ما يحدث، لكن لابد من تأكّيد دخول أكبر قدر من المساعدات خلال الفترة المقبلة.

«الحرازين»: هناك جهد كبير على الوسطاء الفترة المقبلة

كما يؤكّد جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أنَّ هناك جهد كبير خلال الفترة المقبلة أمام الوسطاء في مصر وقطر على التأكّيد أهمية ضرورة الالتزام بمراحل الاتفاق الثلاثة والتي من شأنها مصلحة الجميع سواء المحتجزين الإسرائيليين أو الأسرى الفلسطينيين.

ويشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في حديثه لـ«الوطن» إلى أنَّ تهديدات الإدارة الأمريكية الداعمة الإسرائيلية الأخيرة بشأن إطلاق سراح جميع المحتجزين تتناقض مع الاتفاق الذي تم الاتفاق عليه، لافتًا إلى أن خلال الأيام المقبلة سنشهد ضغط كبير من جانب الوسطاء لاستمرار ما تم التوافق عليه، وكل ما يحدث ما هو إلا مخططات ومحاولات للضغط السياسي من أجل كسب مزيد من المواقف وتحسين شروط التوافق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين ترامب أمريكا أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة القدس الفترة المقبلة إطلاق النار إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: انتهاكات الاحتلال ضد أطفال القدس ترقى لجرائم اضطهاد وفصل عنصري

عصر يوم الخميس العاشر من شهر أبريل/نيسان الجاري ضجّ مخيم شعفاط شمال القدس بنبأ إصابة طفل يبلغ من العمر (12 عاما) برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في منطقة العين، وسرعان ما أُعلن عن اسمه بعدما هرع أصدقاؤه لإبلاغ والده بإصابته.

رامي حدّاد والد الطفل أمير -الذي يرقد في مستشفى هداسا عين كارم غربي القدس منذ إصابته- سرد للجزيرة تفاصيل إصابة طفله المؤلمة قائلا إنه طلب منه عصر ذلك اليوم الذهاب مع صديقه إلى حانوت يختص ببيع الطيور ومستلزماتها ليشتري صديقه طعاما لطيوره.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هيومن رايتس تتهم الولايات المتحدة والسلفادور بإخفاء قسري لمهاجرين فنزويليينlist 2 of 2في يوم ديني.. إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين الفلسطينيين من الوصول للقدسend of list

"ركب دراجته الهوائية وانطلق وبعد 10 دقائق جاءني أبناء الحي يصرخون: أمير تصاوب. نزلت إلى الشارع كالمجنون ورأيته مضرّجا بدمائه في العيادة الطبية قبل أن تنقله سيارة الإسعاف إلى مستشفى هداسا".

والد الطفل حداد: أصيب ابني بسبب الإطلاق العشوائي للقنابل الغازية والرصاص المطاطي من جنود الاحتلال (الجزيرة) قنص وكسر في الجمجمة

يتابع الوالد بصوت منخفض حزين تفاصيل الخوف والألم قائلا إن نجله أصيب خلال الاقتحام شبه اليومي للمخيم ودون اندلاع أي مواجهات، بل بسبب الإطلاق العشوائي للقنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي في كل اقتحام.

"كان أمير في منطقة مرتفعة والجيش في أخرى منخفضة يهمّون باقتحام المنطقة التي يتواجد بها.. وفي اللحظة التي أدار فيها وجهه ناحية الجيش وهو راكب على دراجته أطلق جندي الرصاصة وأصيب أعلى عينه اليسرى مباشرة، وسقط عن دراجته وغاب عن الوعي".

في المستشفى أُبلغت العائلة أن أمير يعاني من كسر في الجمجمة، وأن بعض العظام المهشمة تضغط على عصب العين مما أفقد هذا الطفل القدرة على تحريكها، وفي صبيحة اليوم التالي أجريت له عملية جراحية لإزالة العظام المفتتة التي تضغط على عصب العين، لكنه ما زال يعاني من نزيف في عينه ومن وجود نقطة دم على الدماغ يعود سببها عادة لنزف عندما ينفجر أو يتمزق شريان في الدماغ، وفق ما أبلغ به أطباء عائلته.

إعلان

وعند سؤال الأب عمّا يقوله أمير عن ذلك اليوم أجاب أنه لا يقول سوى "مش متذكّر"، وأنه لن يصمت عن أخذ حقّ طفله من خلال القضاء وإن كان غير متيقن من أنه سينصفه.

أصيب الطفل المقدسي أمير حداد (12 عاما) برصاصة مباشرة في رأسه أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامهم لمخيم شعفاط، شمال شرقي القدس المحتلة الخميس الماضي.

ويرقد الطفل حداد في المستشفى بعد أن أصيب بجروح بالغة في الرأس وكسر في الجمجمة أدى إلى نزيف في الدماغ، بالإضافة إلى ضرر… pic.twitter.com/W10gtHeKON

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 13, 2025

حرمان وملاحقة

لم ينعم أمير مثله مثل بقية أطفال مخيم شعفاط بطفولة هادئة ولا طبيعية، فلا ملاعب ولا متنزهات يلجؤون إليها في أوقات الفراغ يقول رامي، ولا يجدون سوى الحواري والشوارع للعب بها، رغم أنها لم تكن يوما آمنة، وازداد الوضع سوءا مع الاقتحام "شبه الساعاتي للمخيم".

قبل ختام حديثه سألنا الأب عن شخصية أمير وهواياته، فخيّمت نبرة حزن عميقة على صوته فورا، وقال "أمير مؤدب ومميز وهادئ، ويعشق كافة أنواع الرياضة لكنه يلعب كرة القدم ويركب الدراجة الهوائية بشكل يومي.. وهما الهوايتان اللتان حرم منهما منذ إصابته، ولا يبدو أنه سيمارسهما في المستقبل القريب".

من أجل ما يعيشه أمير وعشرات آلاف الأطفال المقدسيين من انتهاكات على يد الاحتلال الإسرائيلي أعدّ الخبير في الشؤون القانونية والحقوقية المحامي عصام عابدين بإشراف مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، دراسة تحليلية متخصصة حول واقع قطاع الطفولة في محافظة القدس، وحملت عنوان "الأسباب الرئيسية للعنف، التعذيب وسوء المعاملة، والتطلعات المستقبلية".

وفي بحثه عدّد المحامي عابدين أنماط الانتهاكات للطفولة في محافظة القدس، واستهلها بجرائم القتل والإيذاء مستشهدا ببيان صدر عن منظمة "اليونيسيف" في يوليو/تموز من عام 2024 وجاء فيه أن الخسائر في أرواح الأطفال في الضفة الغربية والقدس ازدادت بنسبة 250% في الأشهر التسعة التي تلت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 قياسا بالأشهر التسعة التي سبقته.

خلال شهر، أصاب جنود الاحتلال طفلين مقدسيين برصاص أضرّ بأعضاء حيوية في جسديهما.

والطفلان هما: أمير حداد (12 عاما)، الذي ما زال يرقد في المستشفى، بعدما أُطلق الرصاص مباشرة على رأسه، في 10 أبريل/ نيسان الجاري، أثناء ركوبه دراجته الهوائية في مخيم شعفاط. علما أن رصاصة استقرت فوق عينه… pic.twitter.com/vjeIK6JtDc

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) April 13, 2025

إعلان سلب الحرية

وتطرقت الدراسة إلى سياسة الاعتقالات التعسفية لأطفال القدس، مستشهدة ببيانات مؤسسات الأسرى التي تحدثت في شهر أغسطس/آب 2024 عن ارتفاع غير مسبوق في أعداد المعتقلين بالضفة الغربية والقدس الذين كان من بينهم 700 طفل على الأقل، وكانت نسبة الأطفال المقدسيين هي الأعلى من بين المحافظات الفلسطينية الأخرى.

ولم يغفل الباحث أهمية الحديث عن سياسة الحبس المنزلي التي تستهدف بشكل أساسي أطفال المدينة الذين تقلّ أعمارهم عن 14 عاما، وأشار الباحث إلى أن الإحصائيات الصادرة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية تؤكد أن أكثر من 600 طفل مقدسي تعرضوا لهذه العقوبة خلال عام 2022 وحده.

التعذيب وسوء المعاملة لأطفال المدينة وانتهاكات حقوق الأطفال ذوي الإعاقة كان لها حضور لافت في هذه الدراسة التحليلية التي ركزت أيضا على نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، ونظام منح الهويّات وتشتيت العائلات والجدار العازل وتداعيات عسكرة مدينة القدس.

عابدين: أنماط الانتهاكات الجسيمة ضد أطفال القدس تشكّل جرائم دولية في نظام محكمة الجنايات (مواقع التواصل) اضطهاد وفصل عنصري

ولفت الباحث عصام عابدين في دراسته النظر إلى أن "أنماط الانتهاكات الجسيمة والجرائم الدولية من قبيل: جرائم القتل والإيذاء المتعمد للأطفال المقدسيين، والاعتقالات التعسفية، والاعتقال المنزلي، والتعذيب وسوء المعاملة، تشكّل "جرائم دولية مستقلة" في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية إلى جانب أنها تشكّل "جرائم اضطهاد وفصل عنصري" مما يعني أننا أمام حالة "تعدد للجرائم الدولية" المرتكبة.

وحول التأثيرات الاجتماعية والنفسية على الأطفال وعائلاتهم كشفت نتائـج اللقاءات والمقابلات التي أجراها الباحث مع الجهات الرسـمية وغير الرسمية والشركاء لغايات هذه الدراسة، أهمية وضرورة فهم واقع محافظة القدس، وخاصة داخل الجدار العازل، والتعقيدات الناجمة عــن الاضطهاد الممنهج والتراكمات على مدار السنوات الطويلة في منهجية أي تدخلات على صعيد واقع الصحة النفسية.

إعلان

وشملت توصيات هذه الدراسة التحليلية 3 مستويات، أولها الدولي والمتعلق بالتزامات ومسؤوليات سـلطات الاحتلال الاستعماري ودول العالم والهيئات والمنظمات الدولية لإنقاذ الطفولة في محافظة القدس.

وعلى المستوى الوطني تطرق الباحث إلى مسؤوليات دولة فلسطين بمؤسساتها وأجهزتها الرسمية وغير الرسمية تجاه الطفولة المقدسية، أما المستوى الثالث المحلي فتضمن توصيات تتعلق بأداء المؤسسات المقدسية العاملة في محافظة القدس، إذ "ينبغي على المنظمات الأهلية والحقوقية إجراء تقييم جاد علـى المستوى الفردي والجماعي للبرامج والأنشطة التي يتم تنفيذها داخل مدينة القـدس المحتلة في ظل بيئة عمل شديدة التعقيد وسياسة الاضطهاد والأبارتايد".

وختم دراسته بضرورة تعزيز العمل الجماعي والتشـبيك بين مؤسسات القدس للتعامل مــع الاحتياجات الكبيرة لقطاع الطفولة داخل القدس على مختلف المستويات القانونية والحقوقية والاجتماعية والنفسية والتنموية، وتطوير سلة موارد مشتركة بينها، لمواجهة العزلة وشح التمويل والإمكانيات والموارد، وعدم بعثرة الجهود لإمكانية الصمود والاستجابة.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن “نزع سلاح المقاومة” بغزة؟.. محللون يجيبون
  • مستوطنون يواصلون اقتحام الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح
  • الحكومة تناقش السيناريوهات السياسية المقترحة خلال الفترة المقبلة
  • بارزاني يوجه رسالة إلى مجلس النواب العراقي والكتل السياسية
  • قيادي بحماس للجزيرة: المقترح الذي نقلته مصر لنا يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال بالأسبوع الأول من الاتفاق
  • «حماس»: مستعدون لإطلاق جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل وقف النار والانسحاب من غزة
  • ما شروط حماس لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين؟
  • تفاصيل جديدة حول اتفاق محتمل بين الاحتلال وحماس
  • دراسة: انتهاكات الاحتلال ضد أطفال القدس ترقى لجرائم اضطهاد وفصل عنصري
  • أستاذ علوم سياسية: القاهرة غيّرت موقف فرنسا وتواصل الجهود لوقف حرب غزة