خبير اقتصادي يكشف اتجاهات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.. وأسباب ارتفاعه
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2025، حيث تجاوزت حاجز 3000 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، وسط اضطرابات اقتصادية وسياسية عالمية متزايدة.
من جانبه أكد الدكتور محمد عبد الوهاب، الخبير الاقتصادي أن هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار تعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها التوترات الجيوسياسية، والسياسات الاقتصادية الأمريكية، والتقلبات في أسعار العملات، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم عالميًا.
وفقًا لعبد الوهاب، يُعتبر الذهب "ملاذًا آمنًا" يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن التصعيد السياسي العالمي، خصوصًا في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، زاد من حالة عدم اليقين، مما دفع المستثمرين إلى التحوط عبر شراء الذهب.
وأشار عبد الوهاب، إلى أن تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية على الصين ودول مجموعة "بريكس"، بالإضافة إلى القرارات المتعلقة بقطاع الطاقة، زادت من القلق في الأسواق، ما أدى إلى توجه المستثمرين إلى الذهب كوسيلة لحماية أصولهم، كما أن استمرار الأوضاع المتوترة بين الولايات المتحدة وبعض الدول الآسيوية أسهم في زيادة الطلب على الذهب عالميًا.
السياسات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على الذهبأكد الدكتور محمد عبد الوهاب ، أن السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تلعب دورًا كبيرًا في تحركات أسعار الذهب، فعلى الرغم من محاولات الفيدرالي الأمريكي السيطرة على معدلات التضخم، فإن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع معدلات التضخم بنسبة 4.2% خلال 2025، مما يزيد من جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط.
وأضاف أن تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي، وارتفاع العجز التجاري إلى 1.2 تريليون دولار، دفع الأسواق إلى البحث عن أصول أكثر استقرارًا، ومع انخفاض العائد على السندات الأمريكية، أصبح الذهب البديل الأفضل للمستثمرين، مما أسهم في ارتفاع أسعاره.
تأثير ضعف العملات العالمية على أسعار الذهب
شهدت عدة عملات رئيسية، مثل اليورو والروبية الهندية والين الياباني، انخفاضًا أمام الدولار الأمريكي بنسبة تتراوح بين 5% و8%، ما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين في هذه الدول.
وأوضح عبد الوهاب أن ضعف العملات يدفع المستثمرين إلى شراء الذهب كأداة تحوط ضد تقلبات الأسواق، مما يزيد من الطلب العالمي عليه.
أسعار الذهب في مصر.. انعكاس للارتفاعات العالمية
على الصعيد المحلي، شهدت مصر زيادات كبيرة في أسعار الذهب نتيجة تأثرها المباشر بالأسواق العالمية، حيث وصل سعر عيار 21 إلى 4,060 جنيهًا، فيما سجل عيار 24 نحو 4,650 جنيهًا، وذلك وسط استقرار سعر الدولار في السوق المحلي.
وأشار الدكتور محمد عبد الوهاب، إلى أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بعوامل مثل قيمة الجنيه المصري، وتكاليف الاستيراد، ومستويات الطلب المحلي، ومع ارتفاع الأسعار عالميًا، فإن السوق المصري لم يكن استثناءً من هذه الموجة، خاصة مع تزايد إقبال المستثمرين على الذهب كوسيلة لحفظ الثروة.
التوقعات المستقبلية: إلى أين تتجه أسعار الذهب؟وفقًا للدكتور عبد الوهاب، فإن السيناريوهات المستقبلية لأسعار الذهب تعتمد على تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية، فإذا استمرت التوترات الجيوسياسية وارتفع التضخم، فمن المتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى مستويات تتجاوز 3200 دولار للأونصة خلال النصف الثاني من 2025.
وأضاف أن أي استقرار في الأسواق أو تحسن في العلاقات التجارية بين الدول الكبرى قد يؤدي إلى تراجع طفيف في الأسعار، لكنه لن يكون هبوطًا كبيرًا، خاصة وأن المستثمرين أصبحوا أكثر حرصًا على الاحتفاظ بالذهب كجزء من استثماراتهم طويلة الأجل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذهب أسعار الذهب التوترات الجيوسياسية السياسات الاقتصادية الأمريكية العملات العالمية أسعار الذهب في مصر أسعار الذهب عبد الوهاب
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي يرصد مكاسب جولة الرئيس السيسي الخليجية إلى قطر والكويت
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الخليجية التي زار فيها دولتي قطر والكويت، تهدف لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر ودول الخليج خاصة وأن مصر لها علاقات متنامية وقوية مع دول الخليج الشقيقة، بالتزامن مع اتخاذ مصر إصلاحات اقتصادية كبيرة وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار، واشتمال مصر على مشروعات قومية عملاقة كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة والمشروعات الزراعية ومشروعات الطاقة المتجددة والمشروعات السياحية وغيرها من المشروعات التي تجعل مصر وجهة جاذبة للاستثمارات .
أوضح غراب، أن زيارة الرئيس السيسي لدولتي قطر والكويت أثمرت عن تعزيز العلاقات الاقتصادية بينها وبين مصر، خاصة وأن الزيارة شملت لقاءات مع مجتمع رجال الأعمال القطري والكويتي ودعاهم إلى توسيع استثماراتهم في مصر، وتم عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر وما تمتلكه مصر من موقع استراتيجي فريد ومتميز وعمالة ماهرة مدربة وبنية تحتية متطورة وأسعار ملائمة للطاقة ومناطق اقتصادية كبيرة وبنية تشريعية مشجعة للاستثمار، وعرضه الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في قطاعات الصناعة التحويلية والطاقة الجديدة والمتجددة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات المتنوعة للاستثمار بها في مصر .
أكد غراب، أن زيارة الرئيس السيسي لدول الخليج ناجحة ومثمرة وقد أثمرت عن توقيع اتفاق مع دولة قطر بدخول مصر حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بنحو 7.5 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن حجم الاستثمارات القطرية في مصر خلال العام المالي 2023/2024 بلغت نحو 618.5 مليون دولار مقابل مقابل 548.2 مليون دولار قبل 2022-2023، مضيفا أن تحويلات المصريين العاملين بقطر بلغت نحو 819.5 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024 مقابل 940.6 مليــون دولار خـــلال العام المالى 2022/ 2023، كما بلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر وقطر 128.4 مليون دولار خلال عام 2024 مقابل 72.1 مليـون دولار خلال عام 2023، متوقعا أن يزداد حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال الفترة المقبلة .
وأشار غراب، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في حجم الاستثمارات الخليجية في مصر خاصة من دول السعودية وقطر والكويت وتنفيذ مشروعات كبرى في مصر على غرار مشروع تطوير رأس الحكمة بين مصر والإمارات، مضيفا أن حجم الاستثمارات الكويتية في مصر يشهد نموا وسوف يزداد خلال الفترة المقبلة خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي، مضيفا أنه يعمل في مصر نحو ألف شركة كويتية تجاوزت قيمة استثماراتها نحو 20 مليار دولار في العديد من المجالات منها البنى التحتية والطرق والسياحة والزراعة، ولذا تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري لمصر بين الدول العربية، مضيفا أن حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت بلغت نحو 1.2 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 2.6 مليار دولار خلال عام 2023، وبلغت قيمة الاستثمارات الكويتية في مصر 547.7 مليون دولار، خلال العام المالى 2023/ 2024، وبلغت تحويلات المصريين العاملين في الكويت 2.1 مليار دولار، خلال العام المالى 2023/2024 .