بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم بهدف حماية الصناعة الأمريكية، تشير تقارير إعلامية إلى أن الرسوم تنطوي على استهداف اقتصادي مزدوج، بحيث تستهدف في المقام الأول بعض حلفاء الولايات المتحدة، بينما تضر بالصين في سياق حربها التجارية معها.

أسباب دفعت ترامب لفرض رسوم على المعادن

وعلى الرغم من أن الصين لا تصدر كميات ضخمة من الحديد والألومنيوم مباشرة إلى الولايات المتحدة، إلا أنها تهيمن على صناعة الصلب والألومنيوم العالمية، حيث تمتلك طاقة إنتاجية هائلة لهذه المعادن، وتصنع كميات أكبر من الصلب والألومنيوم مقارنةً بدول العالم. 

ونتيجة لذلك، تتسبب صادرات الصين الزائدة التي تصدرها إلى حلفاء أمريكا مثل كندا والمكسيك، في إغراق السوق الأمريكية بالمنتجات الصينية منخفضة التكلفة، ما دفع ترامب بفرض الرسوم الجمركية لتعزيز الصناعات الأمريكية في خطوة غير مباشرة،  بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وتعد صناعة الصلب محورية في الاقتصاد الأمريكي، وتشكل جزءًا كبيرًا من الصناعة في مناطق مركزية مثل ولاية بنسلفانيا، كما تحظى بدعم قوي من النقابات العمالية، مثل عمال الصلب المتحدين في أمريكا، الذين أشاروا إلى أن انخفاض الأسعار بسبب الواردات الصينية يضر بالعمال والإنتاج المحلي.

رد الفعل الصيني

تحدث جوه جياكون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن التعريفات الأمريكية بشأن الصلب والألومنيوم، قائلًا: «اسمحوا لي أن أؤكد أن الحمائية لا تؤدي إلى أي مكان»، مشيرا إلى «أن الحروب التجارية والتعريفات الجمركية ليس لها فائزين».

وتأتي هذه التعريفات الجمركية بعد أسبوع من فرض ترامب تعريفات بنسبة 10% على جميع الواردات من الصين. 

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الصين أنها ستفرض تعريفات انتقامية على الغاز الطبيعي المسال والفحم والآلات الزراعية وغيرها من المنتجات من الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تدخل تلك التعريفات حيز التنفيذ الأسبوع الجاري.

الجهات المستهدفة من قرارات ترامب

تستهدف الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في المقام الأول حلفاء أمريكا، ومن بينهم كندا، والتي تعد أكبر مصدر للحديد إلى السوق الأمريكية، ثم تأتي البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية وألمانيا، حيث تصدر هذه الدول كميات كبيرة من المعادن إلى الولايات المتحدة، وفيما يتعلق بالألومنيوم، تصدرت كندا قائمة المصدرين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب الصين الحديد والألومنيوم التعريفات الجمركية الصلب والألومنیوم الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

صادرات الخدمات الأميركية تتضرر من رسوم ترامب على الصين

قالت وكالة بلومبيرغ إن الرسوم الجمركية القياسية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تؤدي إلى تهديد أحد أكثر الجوانب ربحية في العلاقة التجارية بين الصين والولايات المتحدة ويتعلق الأمر بقطاع الخدمات، الذي لطالما شكّل فائضا لصالح الأميركيين.

وفي عام 2024، حققت الولايات المتحدة فائضا قدره 32 مليار دولار من صادرات الخدمات إلى الصين، شملت التعليم، والسياحة، والخدمات الترفيهية.

وبلغت قيمة صادرات الخدمات الأميركية عالميا نحو 300 مليار دولار. ومع تصاعد التوترات التجارية، تشير بلومبيرغ إلى أن الصين بدأت تستهدف هذا الجانب في إطار إجراءاتها الانتقامية.

التعليم على رأس القائمة

وتشير بلومبيرغ إلى أن نحو ثلث صادرات الخدمات الأميركية إلى الصين تتعلق بالتعليم، تحديدا عبر الرسوم الدراسية ومصاريف المعيشة لنحو 270 ألف طالب صيني يدرسون في الجامعات الأميركية، حسب بيانات معهد التعليم الدولي.

270 ألف طالب صيني يدرسون في الجامعات الأميركية، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي (الأوروبية)

ورغم انخفاض العدد عن مستويات ما قبل الجائحة (كان يتجاوز 370 ألفا)، تظل الصين في المرتبة الثانية بعد الهند من حيث عدد الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة.

إعلان

في هذا السياق، أصدرت وزارة التعليم الصينية تحذيرا هذا الأسبوع من الأخطار الأمنية المرتبطة بالدراسة في "بعض الولايات الأميركية"، وذلك عقب تمرير قانون جديد في ولاية أوهايو.

السياحة.. مورد مهدد

وتعد السياحة مصدرا رئيسيا للدخل الأميركي من الصين، إذ يفوق عدد السيّاح الصينيين المتجهين إلى الولايات المتحدة أضعاف عدد الأميركيين الذين يسافرون إلى الصين.

ومع ذلك، لا تزال الإيرادات السياحية أقل من مستويات ما قبل الجائحة، وقد تزداد الضغوط عليها بسبب التوترات السياسية المتزايدة، إذ حذّرت بكين مواطنيها مطلع الأسبوع من السفر إلى الولايات المتحدة.

تراجع في قطاع الخدمات المالية

وفي عام 2023، سجّلت البنوك وشركات التأمين الأميركية فائضا قدره 2.5 مليار دولار في تعاملاتها مع الصين، انخفاضا من ذروة بلغت 4.3 مليارات دولار عام 2019.

وذكرت بلومبيرغ أن الحماس الذي رافق انفتاح الصين على المؤسسات المالية الأجنبية قبل بضع سنوات قد تراجع، إذ تركّز معظم البنوك الأميركية اليوم على تقليص التكاليف وتجنّب أي أخطار محتملة.

خدمات الحوسبة والتكنولوجيا

وفي مجال خدمات الحوسبة، لا تزال الولايات المتحدة تحقّق فائضا تجاريا مع الصين. فقد صدّرت شركات أميركية مثل مايكروسوفت وأمازون نحو 1.6 مليار دولار من البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية أكثر مما استوردته من الصين في 2023، وفقا لأحدث البيانات المتاحة.

الترفيه في مهب العقوبات

ورغم استمرار الفائض الأميركي في تصدير الكتب والأفلام والمسلسلات إلى الصين، فإن الفجوة تراجعت في 2023 إلى أدنى مستوى لها منذ 4 سنوات، بفعل انخفاض في الصادرات الأميركية وزيادة في الواردات الصينية.

الحكومة الصينية قالت إنها ستقوم "بتقليص معتدل" لعدد أفلام هوليود المسموح بها في دور العرض الصينية (غيتي)

ووفقا لما نقلته بلومبيرغ، أعلنت الحكومة الصينية هذا الأسبوع أنها ستقوم "بتقليص معتدل" لعدد أفلام هوليود المسموح بها في دور العرض الصينية، في خطوة فُهمت على أنها رد مباشر على الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة.

إعلان

وقالت إدارة الأفلام الصينية إن "الإجراءات الخطأ من الحكومة الأميركية في إساءة استخدام الرسوم الجمركية ضد الصين ستؤدي حتما إلى تراجع تفضيل الجمهور المحلي للأفلام الأميركية".

وقد أدّت هذه الخطوة إلى انخفاض أسهم شركات الترفيه الكبرى مثل ديزني، ووارنر بروس ديسكفري، وباراماونت غلوبال.

تجاهل للنقاش حول الخدمات

وفي الوقت الذي تتركز فيه نقاشات السياسة التجارية في واشنطن على عجز الولايات المتحدة في السلع مع الصين، قال رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ هذا الأسبوع إن الجانب المتعلّق بالخدمات في العلاقة التجارية "تجوهل تماما" في هذا النقاش الأوسع.

وفي ظل استمرار التصعيد، ترى بلومبيرغ أن التركيز الصيني على الخدمات قد يشكّل جبهة جديدة في النزاع التجاري، ويزيد الضغط على قطاعات حيوية تعتمد عليها الشركات الأميركية بشكل كبير في تحقيق الفوائض.

مقالات مشابهة

  • الصين تدعو الولايات المتحدة الى "إلغاء كامل" للرسوم الجمركية
  • أمريكا تعتزم فرض رسوم جمركية جديدة على واردات إلكترونية من الصين
  • الصين تدعو الولايات المتحدة الى إلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كامل
  • الصين تدعو الولايات المتحدة إلى إلغاء الرسوم الجمركية
  • صادرات الخدمات الأميركية تتضرر من رسوم ترامب على الصين
  • الولايات المتحدة تستثني الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وإلكترونيات من قائمة الرسوم الجمركية
  • الجمارك الأمريكية: إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من رسوم ترامب الجمركية
  • لماذا يصعب على آبل تصنيع آيفون في الولايات المتحدة؟
  • الصين تفرض رسوما جمركية مضاعفة على المنتجات الأمريكية ردا على التنمر الاقتصادي
  • الصين تعلن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 125% على الواردات الأمريكية