قلق عالمي إثر تصريحات ترامب بـ "إشعال الجحيم" في غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
عواصم – الوكالات
تسببت التصريحات التي أدلها بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والخاصة بـ"إشعال الجحيم" في غزة، إلى حالة من القلق في العالم بأثره، حيث هدد بإلغاء وقف إطلاق النار المبرم بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية بفضل الجهود المصرية القطرية.
وتحدث ترامب للصحفيين في مكتبه بالبيت الأبيض أثناء توقيع أوامر تنفيذية، وأشار إلى دعوته لإلغاء وقف إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تشن حربا برية وبحرية وجوية وتقطع الماء والغذاء والدواء عن الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر 2023.
وقال الرئيس الأمريكي إن "احتفالات حماس بإطلاق سراح الرهائن كشفت عن "مجموعة اناس مختلفة عن البشر كليا"، وأمهل الحركة حتى منتصف ظهيرة السبت بإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة وإلا ستواجه "الجحيم كله"، مضيفا "اسرائيل وحدها يمكنها إلغاء قراري هذا"، رغم تأكيدات الفصائل الفلسطينية بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
"وإشعال الجحيم"، هي كلمة رددها ترامب قبل أن يعود كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، مرة أخرى، حيث قالها مرارا وتكرارا قبل الانتخابات الأمريكية التي جرت في نوفمبر 2024.
وشدد ترامب على وجوب أن تطلق حماس سراح "جميع" الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في القطاع دفعة واحدة و"ليس على دفعات، وليس اثنان وواحد وثلاثة وأربعة واثنان".
وأضاف: "نريد عودتهم جميعا. أنا أتحدث عما يعنيني ويمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذا الأمر، لكن بالنسبة إلي، فإنه يوم السبت الساعة 12 ظهرا، إذا لم يكونوا هنا، فإن أبواب الجحيم ستفتح".
وأوضح ترامب أنه قد يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن هذه المهلة النهائية التي حددها بمنتصف نهار السبت المقبل.
ولم يوضح الرئيس الجمهوري ما الذي يقصده تحديدا بتهديده هذا، مكتفيا بالقول إن "حماس ستكتشف ما أعنيه".
وعندما سئل عما إذا كان يستبعد تدخلا مباشرا للقوات الأمريكية ضد الحركة الفلسطينية، أجاب ترامب "سنرى ما سيحدث".
تهديد دول المنطقة
إلى جانب تهديده بإلغاء وقف إطلاق النار، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة "قد" توقف المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يوافقا على استقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم من غزة.
ويقوم مقترح ترامب على تهجير جميع سكان القطاع لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة وتقوم بتطويره عقاريا، وهو ما رفضته مصر، حيث أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال لقائه نظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن تمسك القاهرة برفض "المساس" بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال.
كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا شددت فيه على ضرورة تبني المجتمع الدولي نهجا يضمن حقوق جميع شعوب المنطقة "دون تفرقة أو تمييز"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يعاني من "إجحاف غير مسبوق" بحقوقه الأساسية، بما فيها حقه في العيش بسلام على أرضه.
وذكر مصدران أمنيان مصريان أن الوسطاء يخشون من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن حماس أبلغتهم بأن الضمانات الأمريكية لم تعد قائمة في ضوء خطة ترامب.
واقترح ترامب خطة غير مسبوقة لغزة تقوم على تهجير جميع سكّان القطاع لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة من أجل تطويره عقاريا.
وبموجب خطة ترامب يتعين على مصر والأردن خصوصا استقبال هؤلاء الغزيين، لكن كلا البلدين رفض ذلك.
ومن المقرر أن يستقبل ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي سبق له وأن أكد مرارا رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسكها بحل الدولتين.
وكان ترامب أكد لشبكة "فوكس نيوز" في وقت سابق الإثنين أنه لن يحق للفلسطينيين بموجب مقترحه أن يعودوا إلى القطاع.
وقال: "أتحدث عن بناء مكان دائم لهم"، مشيرا إلى أن العيش في القطاع المدمر لن يكون ممكنا قبل سنوات عديدة. لكن بالنسبة للفلسطينيين، فإن أي محاولة لإخراجهم من غزة تعيد إلى الذاكرة "النكبة" الفلسطينية التي تلت إعلان قيام إسرائيل عام 1948.
ومنذ أن عاد ترامب إلى سدة الحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، اتخذ عدة قرارات وأصدر تصريحات من شأنها تقويض الأمن والسلم الدوليين، حيث هدد بالسيطرة على غزة، وضم كندا وجرينلاند وتغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وفرض رسوم جمركية كبيرة على العديد من الدول، كما يعمل الآن عن ترحيل المهاجرين إلى معتقل جوانتانامو.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول مستقبل غزة، حيث تحدث عن خروج الفلسطينيين منها دون رجعة، وهو ما يتناقض مع توضيحات أدلى بها المتحدثون باسم البيت الأبيض مباشرة بعد طرحه لمقترحه خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتحدثين الرسميين أكدوا للصحفيين أن أي خروج لسكان غزة سيكون مؤقتا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«مصطفى بكري»: ترامب يريد إشعال حرب بالشرق الأوسط.. ولو عاوز يعدي من قناة السويس يدفع
انتقد الإعلامي مصطفى بكري، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قناة السويس، معتبرًا أنها تمثل محاولة لوضع اليد على أهم الممرات المائية في العالم، مشيرًا إلى أن ترامب لا يكل ولا يمل عن إثارة الأزمات، وكأن ولايته الثانية لا يجب أن تمر بسلام.
وقال مصطفى بكري في تصريحات له ببرنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن ترامب طالب بمرور السفن الأمريكية العسكرية والتجارية عبر قناتي السويس وبنما دون دفع رسوم، متذرعًا بدور أمريكي مزعوم في إنشائهما، مؤكدًا أن هذا الادعاء باطل تمامًا، وأن قناة السويس تم حفرها بأيادٍ مصرية خالصة منذ عام 1859، ودفع آلاف المصريين أرواحهم ثمنًا لإنشائها، دون أن يكون لأمريكا أي فضل في ذلك.
وأضاف مصطفى بكري، أن «تصريحات ترامب الأخيرة ليست مجرد تجاوز سياسي، بل محاولة مكشوفة لفرض وصاية عسكرية على الممرات المائية الدولية تحت مزاعم تأمين التجارة العالمية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تنتهج بالفعل هذا الأسلوب في البحر الأحمر من خلال نشر حاملات الطائرات بدعوى مواجهة الحوثيين».
وتابع مصطفى بكري أن، «صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أن ترامب طالب، خلال اتصال مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمرور السفن الأمريكية مجانًا، وطلب دعمًا عسكريًا في عملياته ضد الحوثيين في اليمن، وهو ما قوبل برفض مصري واضح، حيث أكد الرئيس السيسي أن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الأفضل لوقف التصعيد في المنطقة».
واختتم مصطفى بكري تصريحاته بالقول: «ترامب لا يخطط لاحتلال الممرات المائية بشكل مباشر، بل يسعى لفرض الهيمنة والوصاية بحجة حماية الملاحة، وهو ما يجب أن نرفضه جميعًا، وما يريده ترامب هو إشعال حرب في الشرق الأوسط لضمان الهيمنة الأمريكية في مواجهة إيران والصين، لكنه سيفشل كما فشل من قبله، وقناة السويس ستظل تحت السيادة المصرية دون مساومة، ولو عاوز تعدي ادفع زي باقي الدول».