بعد تلميحات ترامب بوقف المعونة.. ما خيارات مصر للرد؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
قبل ساعات هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإيقاف مساعدات الأردن ومصر إذا لم تستقبل اللاجئين من قطاع غزة، في حال تهجير سكان القطاع.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بإمكان واشنطن رفض تقديم مليارات الدولارات كمساعدات مالية سنوية لمصر والأردن إذا لم يستقبل البلدان سكان قطاع غزة، قال ترامب خلال مقابلة مع الصحافيين في البيت الأبيض: “نعم، ربما أمر سهل لمَ لا؟، إذا لم يوافقا، يمكنني ألا أقدم المساعدة”.
قلوب طيبة
وأعرب ترامب عن ثقته بأن الأردن والدول العربية الأخرى لن ترفض قبول الفلسطينيين من قطاع غزة، مضيفاً بالقول: أعتقد حقاً أن ملك الأردن عبد الله الثاني سيقبل الفلسطينيين، وأعتقد أن دولاً أخرى ستقبلهم أيضاً، لديهم قلوب طيبة- حسب تعبيره.
كيف سترد مصر على تلك التهديدات إذا حدثت؟ وهل يمكن أن ينجح مخطط ترامب بإجبار القاهرة على قبول توطين الفلسطينيين رغم النفي المتكرر من مصر؟
يقول الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، لـ”العربية.نت”، و”الحدث.نت” : إن ترامب كما عهدناه يرسل تصريحاته الغريبة والتي يحاول من خلالها الضغط على الأردن قبل لقاء الملك عبد الله، ويحاول أن يتخلص من الموقف الرافض للتهجير بالضغط على القيادة السياسية في مصر قبل لقاء الرئيس السيسي، مضيفاً ورغم ذلك وحتى الآن مازال الموقف المصري قويا، وظهور وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي بصورة قوية أثناء مقابلته روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة، يدل على أن تصريح ترامب لا يخيف مصر ولا يرهبها ولا تخشى قطع المعونات.
وتابع الخبير المصري أن واشنطن تلعب بورقة المساعدات منذ سنوات ولم تفلح لقوة الردود المصرية تجاه هذا الموضوع، موضحا أن المؤسسة العسكرية الأميركية لها مصالح عديدة لا تريد أن تفقدها.
ورقة صندوق النقد والقروض المقدمة لمصر
وقال المستشار بكلية القادة والأركان المصرية إنه من المرجح أن يلعب ترامب بورقة صندوق النقد والقروض المقدمة لمصر ومحاولة تحجيم القاهرة، ومنعها من الحصول على قروض وجعل المؤسسات الدولية التي تدين بالولاء للولايات المتحدة تصدر تقاريرها لتقليل التصنيف الائتماني لمصر، ما يدفع المستثمرين للإحجام عن الاستثمار فيها، مشيرا إلى أن ترامب سيلعب بالورقة الاقتصادية بقوة، لكن صلابة الشعب المصري وتماسكه وإظهار المعدن الحقيقي للمصريين سيحبط هذا المخطط.
وأشار الخبير المصري إلى أن ترامب سيلجأ غالبا إلى اختلاق الذرائع لعدم تمديد الهدنة، والسماح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية للضغط على الشعب الفلسطيني، لترك أرضه، معتقدا أنه سينجح في النهاية في ذلك.
وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في واشنطن في وقت سابق أمس الاثنين.
ونقلت الخارجية المصرية عن عبد العاطي قوله، خلال اللقاء إن مصر تسعى إلى تنسيق جهودها مع الإدارة الأميركية، وإنه ومن خلال الجهود المشتركة، يمكن تحقيق السلام العادل في المنطقة، والذي يشمل مراعاة حقوق الفلسطينيين، وخاصة حقهم في الأرض وإقامة دولتهم المستقلة.
وأشار وزير الخارجية المصري أيضاً إلى أنه يرى أنه من الضروري إعادة إعمار قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أنه على الفلسطينيين خلال هذه الفترة “البقاء في القطاع”، وبحسب الوزير المصري فكرة تهجير سكان غزة مرفوضة ليس فقط من قبل الفلسطينيين أنفسهم، بل وأيضاً من كل الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.
وأكد الوزير المصري أهمية إيجاد طريق سياسي لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بشكل نهائي وفقاً للقانون الدولي، الذي بدوره ينص على إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الخارجیة المصری وزیر الخارجیة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
محللان: هذه خيارات الفلسطينيين والعرب لمواجهة خطة التهجير
في ظل الحديث عن مساعيه لاقتلاع أهالي قطاع غزة من أرضهم ووطنهم، يعمل الاحتلال الإسرائيلي بالموازاة على تهجير الفلسطينيين من مناطقهم بالضفة الغربية، من خلال إفراغ المخيمات من أهلها وتهجيرهم قسرا إلى خارجها.
وقد هجّر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 ألف فلسطيني قسرا من مخيم جنين شمالي الضفة بعد تدميره بالكامل، كما أكد محافظ جنين. كما أجبر جيش الاحتلال العائلات الفلسطينية على النزوح قسرا من مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة الغربية.
وهجرت قوات الاحتلال أكثر من نصف سكان مخيم طولكرم البالغ عددهم نحو 14 ألف نسمة. وأما في مخيم نور شمس في المحافظة نفسها، فقد أجبر الاحتلال أكثر من 80% من سكانه على النزوح خارجه بعد تدمير ممنهج لمئات المنازل فيه.
ووفقا للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، فإن الضفة الغربية هي الهدف الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي، وهو يركز حاليا على المخيمات بإخراج الأهالي من بيوتهم وتدمير منازلهم، مشيرا إلى أن السيناريو الذي طبقه في قطاع غزة يجري تطبيقه على الضفة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي -يضيف البرغوثي في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- ما كان قد بدأه عام 1948، عندما قام من خلال المجازر التي ارتكبها بتهجير 70% من الشعب الفلسطيني، وكان قادته، وبينهم والد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو يلومون ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء إسرائيلي) على أنه أبقى 200 ألف فلسطيني في أراضي 1948، ولاموا حكومتهم على أنها لم تنجح عام 1967 في تهجير كل الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
إعلانويؤكد البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي قام عام 1948 بتدمير 521 قرية وبلدة فلسطينية والتي هجر أهلها، و"اليوم دمر كل قطاع غزة، وشرع في تدمير الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن المشروع الصهيوني يكشف اليوم عن وجهه الحقيقي.
ويتفق الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي، د. مهند مصطفى مع البرغوثي في كون الضفة الغربية هي الأهم بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، والذي يقضي مخططه بالتمهيد لضم الضفة الغربية ولاحقا تهجير الفلسطينيين منها، وهو السيناريو نفسه الذي جهزه لقطاع غزة.
ويركز الاحتلال حاليا على مخيمات الضفة الغربية وخاصة في الشمال، لاعتقاده أنها معقل المقاومة الفلسطينية، كما يوضح مهند مصطفى، والذي يؤكد أن هدف نتنياهو أيضا هو القضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية، "الحلم الذي يراوده منذ التسعينيات".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية "السور الحديدي" استهدفت مخيمات جنين وطولكرم أولا وامتدت إلى محافظة طوباس، وخاصة طمون ومخيم الفارعة، وهي العملية التي قال الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي إنها ستشمل كل مناطق الضفة، لكنها تركز حاليا على المخيمات.
تناقض جوهريوفي السياق نفسه، يرى مهند مصطفى أن تصريح نتنياهو لقناة فوكس نيوز الأميركية لا يخرج عن إطار المخطط الإسرائيلي المتعلق بالتهجير، حيث إنه وصف خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات"، وقال إن إسرائيل فكرت في موضوع تهجير سكان غزة قبل ترامب.
وزعم نتنياهو في مقابلته مع فوكس نيوز أن إخراج الفلسطينيين من القطاع "لن يكون قسريا أو تطهيرا عرقيا"، وقال إن الفلسطينيين يمكنهم أن يعودوا إلى أرضهم بعد "انتقال مؤقت" لكن بشرط التنصل مما وصفه بـ"الإرهاب".
وتتعارض تصريحات نتنياهو بشأن التهجير مع اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويشير مهند مصطفى إلى وجود تناقض جوهري بين هذه التصريحات والمرحلة الثانية من الاتفاق.
إعلانولمواجهة مخطط الاحتلال والإدارة الأميركية بشأن تهجير الفلسطينيين، يقترح البرغوثي أن يتوحد الفلسطينيون بكل أشكالهم داخل جبهة وطنية عريضة، وأن يتخذ العرب والمسلمون موقفا حازما يؤكد على رفض التهجير، وأن تمارس الضغوط على الدول العربية المطبعة مع الاحتلال كي تلغي التطبيع، بالإضافة إلى دعم موقف مصر والأردن والسعودية المتحد برفض تهجير الفلسطينيين.