اجتماع قمة بريكس.. لماذا يعني انضمام أعضاء جدد ضربة للدولار الأمريكي؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يجتمع أعضاء مجموعة البريكس الاقتصادية للاقتصادات الناشئة الكبرى اليوم في جنوب أفريقيا لعقد قمة يمكن أن تحدد مستقبل الكتلة، في ضوء مدى صعوبة صدها للنظام العالمي الذي ترى أنه يهيمن عليه الغرب بشكل غير عادل، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.
لم تكن مجموعة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا أكثر بروزًا على الساحة العالمية في أي وقت كما الآن.
ارتفاع معدلات الرهن العقاري لأعلى مستوى في أمريكا.. تفاصيل
ولا يستطيع الزعيم الروسي حضور القمة لأن الدولة المضيفة جنوب إفريقيا ستكون ملزمة باعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
وهناك عضوان آخران، الهند والصين، يعانيان من صراع حدودي محتدم .
وبينما تخوض بكين منافسة مع الولايات المتحدة، تتمتع نيودلهي بعلاقات وثيقة مع واشنطن.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذه الكتلة تتلقى الآن عروضاً رسمية من ما يقرب من عشرين دولة للانضمام إلى تكتلها الذي يضم الاقتصادات الناشئة الكبرى.
ومن المتوقع أن تتصدر المناقشات حول إضافة أعضاء جدد جدول أعمال القمة التي تستمر ثلاثة أيام والتي تبدأ اليوم الثلاثاء، حيث سيجتمع قادة البريكس – باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – شخصيًا لأول مرة منذ الوباء .
وسيكون بوتين، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بسبب تحركه ضد أوكرانيا ، حاضرا افتراضيا من خلال برامج الفيديو كونفرانس.
وأعرب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا يوم الأحد عن دعمه لتوسيع مجموعة بريكس، قائلا إن هيئة أكبر “ستمثل مجموعة متنوعة من الدول” التي تشترك في “رغبة مشتركة في الحصول على نظام عالمي أكثر توازنا” في عالم “معقد وممزق بشكل متزايد” .
ومن هذا، فإن ما هو على المحك في القرارات المتعلقة بالتوسع هو اتجاه وهوية المجموعة، التي يهدف أعضاؤها إلى أن يكون لهم دور أكبر في النظام الدولي الذي يرون أنه يفضل الغرب ودول مجموعة السبع.
ويقول المحللون إن الكتلة تحاول إعادة توازن القوى العالمية، خاصة وأن الصين وروسيا تسعيان إلى جعل الكتلة تقف إلى جانبها في مواجهة التوترات المتزايدة مع الغرب - وهو أمر يمكن أن يسهله توسعها.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي قبل القمة الأسبوع الماضي، قال مبعوث الصين في جنوب إفريقيا إن المزيد والمزيد من الدول تأمل في الانضمام إلى البريكس "لحماية مصالحها المشروعة".
وقال السفير تشن شياو دونج: "في مواجهة بعض الدول التي تستخدم "العصا الغليظة" للعقوبات الأحادية الجانب، تصر دول البريكس على الحوار والتشاور على قدم المساواة"، مستخدماً لغة بكين النموذجية لانتقاد ما تعتبره بمثابة سياسة الولايات المتحدة .
وقال محللون، أن هناك اختلافات في الرأي حول ما إذا كان سيتم التوسع أم لا، وبالتأكيد لن يؤيد جميع (الأعضاء) انضمام نفس الدول.
يقول المحللون إن قرار بوتين، ورئيس الصين شي جين بينج، ورئيس الهند ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ومضيفهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، بإضافة المزيد إلى كتلتهم - وكيفية اختيار هؤلاء الأعضاء المحتملين - سيكون له آثار عالمية كبيرة.
وسيكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة التي تركز على التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المحافل العالمية.
وقد بنيت المجموعة على مصطلح صاغه في الأصل الاقتصادي السابق في بنك جولدمان ساكس جيم أونيل لوصف فرص الاستثمار في الأسواق الناشئة الرئيسية، وقد استمرت المجموعة على الرغم من الاختلافات العميقة في الأنظمة السياسية والاقتصادية بين أعضائها.
وعقدت قمتها الأولى في عام 2009 بمشاركة أربعة أعضاء ثم أضافت جنوب أفريقيا في العام التالي. أطلقت مجموعة البريكس بنك التنمية الجديد في عام 2015.
وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إن الدول التي تقدمت بطلبات رسمية هي الأرجنتين والمكسيك وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر ونيجيريا وبنجلاديش.
لدى البلدان مجموعة من الأسباب لتقديم الطلبات، بدءاً من الاهتمام بمبادرات اقتصادية محددة مثل التحول إلى دعم العملات المحلية، والحد من قوة الدولار، في ظل سعي دولي لموازنة قوة الدولار والتخلص من الدولرة.
ومن الممكن أن يعمل المنضمون الجدد الذين يتمتعون بالنفوذ الاقتصادي على تحفيز قدرة المجموعة على إعادة تشكيل أو خلق بدائل لمؤسسات القوة العالمية القائمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ارتكاب جرائم حرب استثمار اقتصادات الاقتصادات الناشئة الهند الجنائية الدولية التشاور الدولار الأمريكى الدولار الدولار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفيديو كونفرانس الولايات المتحدة توسيع مجموعة بريكس جولدمان ساكس جنوب افريقيا مجموعة البريكس
إقرأ أيضاً:
لماذا أغفل الشيخ قاسم كلمة بدءًا؟
في كل مرّة يطّل فيها الأمين العام الجديد لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم على جمهور "المقاومة الإسلامية" تكثر التعليقات على كلامه، شكلًا ومضمونًا. ولا ينسى أصحاب هذه التعليقات أن يقارنوا بينه وبين الأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله من حيث قوة التأثير بالحجج والمنطق. فنصرالله كان يملك ما يكفي من الكاريزما لكي يجعل جمهوره يقتنع بما يريد إيصاله إليه من رسائل وتوجيهات إلى درجة أنه كان قادرًا على التأثير الإيجابي على جمهوره أولًا وعلى جميع من يستمعون إليه من اللبنانيين وغير اللبنانيين ثانيًا.
فإطلالة الشيخ قاسم الأخيرة لم تكن موفقة بحسب ردود الفعل على كلامه، الذي اعتبره كثيرون غير واقعي وغير متطابق مع التطورات الدراماتيكية، التي شهدها لبنان خلال الحرب الإسرائيلية المدّمرة، أو تلك التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام الأسد. إلا أن ما يهم كثيرين في كلام قاسم تكرار حصر مفاعيل اتفاق وقف النار بجنوب الليطاني. وهذا يقود إلى أكثر من استنتاج. وأول هذه الاستنتاجات محاولة التراجع التكتيكي عمّا سبق أن وافق عليه "حزب الله" على اتفاق فيه من البنود ما يكفي لنزع سلاحه كما جاء في البندين السادس والسابع من هذا الاتفاق غير المشروط باستثناء ما صدر لاحقًا من ملاحق متبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، والتي تعطي لجيش العدو صلاحية التدّخل العسكري في كل مرّة يشعر فيها الإسرائيلي أن أمنه الشمالي مهدّد.
فما جاء في البند السادس لا يحتمل أي اجتهاد أو أي تفسير. فهو واضح وضوح الشمس، وفيه "ستخضع أي مبيعات أو إمدادات للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان للمراقبة والتنظيم من قبل حكومة لبنان تماشيًا مع قرار مجلس الأمن 1701.
أمّا ما جاء في البند السابع، وبالتحديد في الفقرتين "بـ" و"جـ" ما لا يقبل أي اجتهاد، وفيه "تمنح الحكومة اللبنانية القوات العسكرية والأمنية الرسمية في لبنان الحرية الكاملة للقيام بما يلي:
أ. مراقبة وتنفيذ الإجراءات ضد أي دخول غير مصرح به للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان وعبره.
ب. تفكيك كل المنشآت غير المصرح بها المشاركة في إنتاج الأسلحة والمعدات ذات الصلة، ومنع إقامة مثل هذه المنشآت في المستقبل بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
ج. تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي تتعارض مع هذه الالتزامات بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
فعبارة "بدءًا من منطقة جنوب الليطاني" المكررة مرتين في البند السابع تعني في التفسير اللغوي أن ما سيتخذ من إجراءات ميدانية في كيفية تعامل الحكومة اللبنانية، أي حكومة، مع سلاح "حزب الله"، تبدأ من منطقة جنوب الليطاني وصولًا إلى آخر منطقة من لبنان فيها منشآت تنتج أسلحة ومنع إقامة مثل هذه المنشآت في المستقبل. فكلمة "بدءًا" لا تعني سوى أمر واحد، وهو أن بداية هذه الإجراءات تنطلق من منطقة جنوب الليطاني لتشمل كل لبنان. فسلطة الدولة غير محصورة في منطقة دون أخرى.
وفي اعتقاد بعض الأوساط السياسية أن محاولة الشيخ نعيم قاسم التشديد على أن مفاعيل بنود اتفاق وقف النار محصورة في منطقة جنوب الليطاني يؤكد ما سبق أن فصّله الذين شاركوا في صياغة بنود هذا الاتفاق، وهو أن "حزب الله"، الذي كان على تواصل دائم مع الرئيس نبيه بري ومستشاريه، وافق على مضمونه من دون تردّد إمّا لأنه لم يكن قادرًا على الاستمرار في تحمّل أوزار هذه الحرب، التي استهدفت بيئته في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع. وإمّا أنه وافق على ما ورد فيه على أمل السعي إلى تعديله في المستقبل. وهذا ما يحاول الشيخ قاسم القيام به عندما يكرر حصر مفاعيل هذا الاتفاق بمنطقة جنوب الليطاني.
وهذا التنصّل من مفاعيل بنود اتفاق وقف النار يُخشى أن يعطي إسرائيل حجّة إضافية لعدم تطبيق ما جاء فيه، مع استمرارها في خرق هذه الهدنة، التي لا تزال هشّة. المصدر: خاص "لبنان 24"