وطأت قدم رئيس الوزراء التايلاندي السابق الهارب تاكسين شيناواترا، اليوم الثلاثاء، الأراضي التايلاندية للمرة الأولى منذ عام 2008، حيث عاد من المنفى الطوعي إلى السجن قبل ساعات فقط من خوض حلفائه تصويتا برلمانيا في محاولة لتشكيل حكومة.

وكان شيناواترا وعد بالعودة إلى بلاده اليوم رغم احتمال إيداعه السجن فور وصوله بعد 17عاماً من المنفى الطوعي.

ووفقا لوكالة "رويترز، قضت المحكمة العليا التايلاندية اليوم، بالسجن ثماني سنوات على رئيس الوزراء السابق بمجرد عودته إلى المملكة؛ ويتعلّق الحكم بثلاث إدانات صدرت غيابياً بحقّ تاكسين، على ما جاء في بيان للمحكمة.

وفر تاكسين، الملياردير زعيم حزب "بيو تاي Pheu Thai" الشعبوي، إلى الخارج قبل 17 عاما قبل أن يحكم عليه بالسجن غيابيا بتهمة إساءة استخدام السلطة، بعد عامين من إطاحة الجيش به في انقلاب، بتهم الفساد وعدم الولاء للنظام الملكي القوي، الذي أطاح به تاكسين.

لحظة وصول تاكسين برفقة عائلته

وظهر تاكسين (74 عاما) لفترة وجيزة مع أفراد عائلته في صالة للطائرات الخاصة في مطار دون موينج في بانكوك، مبتسما وملوحا لمئات من أنصاره، قبل أن يتم اصطحابه في قافلة للشرطة إلى المحكمة العليا، ثم نقله إلى السجن، حيث تعقد الجلسة. وقالت المحكمة إنه: "سيسجن ثماني سنوات".

ولدى خروجه من المطار مرتديا بدلة سوداء وربطة عنق حمراء ودبوس أصفر يحمل شارة ملكية، شبك تاكسين يديه معا وانحنى في تحية "واي" التقليدية أمام صورة للملك والملكة.

وأكدت بايتونجتارن شيناواترا ابنة تاكسين أنه وصل بسلام ونشرت صورا على فيسبوك لتاكسين مبتسما مع عائلته ومن بينهم سبعة أحفاد. وقالت: "لقد عاد أبي إلى تايلاند ودخل في الإجراءات القانونية".


تصويت برلماني لتشكيل الحكومة

وجاء وصول السياسي الأكثر شهرة في تايلاند في الوقت الذي يعقد فيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ المعين من قبل الجيش جلسة للتصويت، في وقت لاحق يوم الثلاثاء، على المرشحة لرئاسة الوزراء، سريثا تافيسين، قطب العقارات الذي دخل السياسة من قبل حزب Pheu Thai قبل بضعة أشهر فقط.

وتخضع تايلاند لحكومة انتقالية منذ مارس، ويواجه برلمانها الجديد طريقا مسدودا منذ أسابيع بعد أن منع المشرعون المحافظون الفائز المناهض للمؤسسات في انتخابات مايو، من "المضي قدما"، مما ترك حزب "بيو تاي" ذو الثقل لقيادة جهد جديد.

صفقة خلف الكواليس لإعادته بأمان

ووافق حزب Pheu Thai، الذي فاز بخمسة انتخابات على مدى العقدين الماضيين، وأسسته عائلة شيناواترا، على تحالف مثير للجدل يضم حزبين يدعمهما الجيش الذي أطاح بالحكومات التي قادها تاكسين وشقيقته ينجلوك شيناواترا في انقلابين عامي 2006 و2014.

وقد أثارت عودته تكهنات واسعة النطاق بأن تحالف حزب Pheu Thai مع أعدائه القدامى في الجيش والمؤسسة هو جزء من صفقة خلف الكواليس للسماح له تاكسين بالعودة بأمان.

وقالت سريثا (60 عاما) يوم الاثنين إن حزب Pheu Thai ليس لديه خيار سوى الدخول في شراكة مع بعض المنافسين الذين تعهدت في وقت سابق بعدم العمل معهم.

وأضافت سريثا، التي يحظى بدعم 317 مشرعا ويحتاج إلى 58 صوتا من مجلس الشيوخ لتأمين الدعم المطلوب من نصف الهيئة التشريعية: "نحن لا نكذب على الناس، لكن علينا أن نكون واقعيين".

المحبوب والمكروه

ومن المؤكد أن تلقي عودة ثاكسين، المحبوب والمكروه بنفس القدر في تايلاند، بظلالها على هذا التصويت. وتجمع المئات من أنصاره من ذوي القمصان الحمراء الذين يحملون لافتات في المطار خارج المحكمة والسجن لاستقباله، وهتف بعضهم "رئيس الوزراء تاكسين".

فاز تاكسين، وهو رجل شرطة سابق وقطب اتصالات ومالك نادي كرة قدم بالدوري الإنجليزي الممتاز، بقلوب الملايين من الطبقة العاملة التايلاندية بفضل هبات شعبوية تراوحت ما بين الصدقات النقدية والقروض القروية إلى الإعانات الزراعية والرعاية الصحية الشاملة.

ويصر تاكسين على أن جميع التهم والادعاءات الموجهة ضده تم تلفيقها لإبعاده عن السلطة، ونكث مراراً وتكراراً على مر السنين بوعوده بالعودة إلى الوطن. وأمضى 17 عاما في المنفى الاختياري منذ الإطاحة به في انقلاب عام 2006. وينفي حزب فيو تاي تورط تاكسين في محاولته تشكيل حكومة ونفى الزعيم السابق لعدة أشهر التآمر مع الجنرالات الذين أطاحوا به وشقيقته ينجلوك.

وقالت ينجلوك، التي تعيش أيضا في منفى طوعي لتجنب عقوبة السجن بسبب إهمال الحكومة، إنها تؤيد قراره بالعودة. وكتبت على فيسبوك: "على مدى السنوات الـ 17 الماضية، كنت تشعر بالعزلة والوحدة والاضطراب والافتقاد إلى المنزل، لكنك ثابرت".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء السويد السابق يحدد هوية دولة ستفر إليها سلطات كييف بعد انتصار روسيا

صرح السياسي السويدي ورئيس الوزراء السابق كارل بيلدت بأن ممثلي السلطات الأوكرانية الحالية سيضطرون للفرار إلى بولندا بعد انتصار روسيا في أوكرانيا.

وقال بيلدت في مقال لصحيفة "فورين بوليسي": "انتصار روسيا سيغير السياسة الأوروبية.. وسيعمل ممثلو السلطات الأوكرانية في المنفى من وارسو أو أي مكان آخر في وسط أوروبا".

إقرأ المزيد "نوفوستي": أوكرانيا وبولندا تستبقان قمة الناتو المقبلة بتوقيع اتفاقية أمنية ثنائية

وأشار إلى أنه سيتعين على الإنفاق الدفاعي الغربي أن يتضاعف "لردع التهديدات" الروسية.

يذكر أن روسيا قد حذرت كييف والدول الغربية من أن التعويل على الحل العسكري وعلى دعم نظام كييف بالأسلحة لن يُسهم في إطلاق مفاوضات كما أنه يطيل أمد الصراع ويؤدي إلى تدمير أوكرانيا.

وفي 14 يونيو حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شروط مفاوضات السلام مع كييف.

وقال بوتين إن روسيا مستعدة لبدء المفاوضات شريطة أن تنسحب القوات المسلحة الأوكرانية من أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون، بالإضافة إلى ذلك، قال الرئيس الروسي إن أوكرانيا يجب أن تخطر رسميا بإلغاء خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكدا أنه في حال استوفت كييف هذه الشروط، فإن موسكو "ستتبع ذلك في نفس اللحظة بأمر وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات.

المصدر: غازيتا.رو

مقالات مشابهة

  • القصة الكاملة لتمزيق جسد طالب ودهسه بدراجه نارية في السلام
  • رئيس وزراء هولندا السابق يودع منصبه مستقلاً درجاته الهوائية ..فيديو
  • بـ«الدراجة النارية».. رئيس وزراء هولندا يغادر منصبه
  • شاهد لحظة القبض على التركي الذي هدد سياح خليجيين بسكين في مقهى باسطنبول
  • لجنة خبراء أممية تطالب بإطلاق سراح رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان
  • لجنة خبراء أممية تطالب بإطلاق سراح رئيس وزراء باكستان السابق
  • " دموع تحت الرمال"| القصة الكاملة لريان المنيا الجديد.. سقط تحت الردم وترك 6 أطفال
  • نشرة حوادث «الأسبوع»| القصة الكاملة عن طفل شبرا الخيمة.. وسرقة شقة عماد متعب
  • رئيس وزراء السويد السابق يحدد هوية دولة ستفر إليها سلطات كييف بعد انتصار روسيا
  • قبل المحاكمة.. القصة الكاملة عن قضية طفل شبرا الخيمة