سودانايل:
2025-03-14@12:12:23 GMT

الردة إلى منصة تسع وثمانين نقلا عن العربي الجديد

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

ن بين فرث هذا المخاض العسير المشرّب بالدم والدموع، يتخلّق جنين مشوه القسمات . من بين براثن العنف، الأنقاض و الحطام والغبار يتشكّل غدٌ غير مؤطر الأبعاد. تلك صورة يعتصرها ارتجاج الأحداث داخل رحم المشهد السوداني الراهن.خارطة الإقتتال تؤكد تقهقر الجنجويد أمام تقدم الجيش وحلفائه . لكن هذا التقدم إن رجّح موازين القوى لصالح الجيش فإنه لا يُطمئن بنهاية القتال .

فانحسار المعارك لا تعني إحلال السلام كما قال الجنرال جياب أيقونة حرب الفيتنام .جيوب الإنتشار و مواقع التمركز توضّح أننا مقبلون على مرحلة اقتتال الجبهات المتنقلة والبؤر المتفجرة على امتداد خارطة الوطن. تلك حلقة مجهولة الأمد مما يعني إطالة أوان هذه الحرب اللعينة. الصبر ظل السلاح المشترك .الآن فُتحت جبهات القتال بالألسن مبكراً من أجل حصد الغنائم!
*****
حتما يطول الجدل من المنظور العسكري في شأن الاستراتيجية والتكتيك من حيث النجاح والإخفاق .فمما لاشك فيه إرتكاب قادة الجيش خطايا فادحة فيما يتصل بتقدير المواقف إزاء بناء وتسعير الميليشيا .كما أن حماقات الجنجويد دفعتهم إلى الانتشارعلى رقاع متباينة المسافات من الوطن. في سياق انتهاج تكتيك الإنهاك المتبادل أفلح الجنرالات في استنزاف الجنجويد . تلك ميزة منحت الجيش فرص التحشيد ، استجماع القوة ، استتفار الكتائب ،استزادة السلاح. بعدئذٍ أمسى الجيش قادرا على المبادأة والمباغتة. هكذا جاء تقدم الجيش مقابل انسحابات-هزائم -الجنجويد. لكن في غياب القدرة على الحسم النهائي تطول عذابات الشعب ويستمر التدمير .فلا يزال الرهان واهناً على مؤشر إلى سكون العمليات العسكرية.
*****
من الرؤية الفكرية لا يمتلك الجنجويد أيدلوجية أو عقيدة عسكرية تعززان مغامرته القتالية .لذلك ينطبق عليهم مقولة الجنرال الفيتنامي (إذا قاتل المرء من أجل النهب والاغتصاب فإنه يصاب بالانهاك إذا امتلات جعبته او شهوته) فما بالك إذا لم يعد يجد ما يُسلب أو يُغتصب. فهو حطام على ركام حطام يواجه مشقة في التزود بالزاد وربما بالذخيرة. فتباعد رقاع الانتشار ة أنهكت خطوط الإمداد. إبّان الحرب لاتوجد منطقة وسطى للفرجة. فكما أن نتائج الحرب لا تنحاز دائما لأصحاب الحق ، فلا مكان للحياد .الموقف من الحرب نفسها انحياز للحق أو الباطل ،الخير أو الشر .لكن الجلوس على شرفة الفرجة هو اصطفاف إلى جانب القوي.
*****
من الزاوية السياسية يصعب الرهان على بناء دولة خارجة من رماد هذه الحرب النتنة قادرة على بسط السلم الاجتماعي والاستقرار.أمّا مهام إعادة البناء وإطلاق التنمية فتتطلب شروطا وطنية ليست في الإمكان. مستهل الجدل في هذا الصدد يدور حول تركيبة الدولة الخارجة من تحت الأنقاض ومدى قدرتها على بسط سلطتها. فهل ينحصر سلطانها داخل المساحات المستردة- المحررة- من قبضة الجنجويد أم يرتهن إلى بلوغ انتصار شامل.؟ البحث عن إجابة شافية على هذا التساؤل يحدد أوان حلقة الجبهات المتنقلة والبؤر المتفجرة من مسلسل الحرب الحمقاء. كيفما جاءت الإجابة فالمؤشرات راسخة بإنتكاسة سياسية إلى منصة (تسع وثمانين).فنحن أمام خيار قسري تضع مقاليد الأمور بيدي سلطة أكثر شراسة في ممارسة العنف ضد الخصوم الفعليين والمحتملين. فعمليات القمع الوحشي ،المذابح الشنعاء ولقوائم قيد م يصنفون -متعاونين- تجسد بدايات حرب التصفيات.
*****
قدر القوى المدنية السياسية يضعها -وهي في أكثر حالاتها إنهاكا ، تجريفا و تفككا- في مواجهة قوى أشد عداوةً وتطرفاً من بنية دولة تسع وثمانين. فقوام هرم السلطة الخارجة من بين الأنقاض رجال وشباب مشرّبون بثقافة العنف من التبخيس،مرورا بالتنكيل انتهاءً إلى التقتيل. هذا جنين مشوه القسمات يعد له البرهان مهدا مفروشا بالإملاءات وأقمطة دموية. فمطالبة البرهان الساسة بالتبروء من (الجنجويدية) ليست فقط كشفا عن تشوهات الجنين . بل هي فتح الطريق أمام الردة إلى منصة تسع وثمانين وإملاء الشروط .البرهان بهذا النداء ينتزع حق الوصاية على الشعب و الدولة. هي محاولة يائسة للظهور في دور البطولة والهروب في الوقت نفسه من المساءلة.البرهان مطالب بالتطهُر من خطايا و آثام تفوق الحصر اغترفها في حق الشع و الدولة. لعل أحد تلك الآثام صناعة الجنجوجيد وتسمينهم . ثم جريمة الإنقلاب ، فعار ترك المدنيين مكشوفين أمام الذئاب .
*****
لئن تكن الحرب شرا فانها لاتلد إلا شروراً. الإستبداد هو أكثر مواليد الحرب شرورا.فهو المحرّض الأشرس على نشر وممارسة العنف باعتباره الوجه الظلامي الحقيقي للاستبداد. هذه ثقافة منصة تسع وثمانين ،صناعة العسكر والمتطرفين . تحت جُنح هذه الثقافة الآتية حتما لن يصمد من يرفع شعار المهاتما غاندي(نكسب معركتنا بقدر ما نقتل رغبة القتل داخل نفوسنا وليس بعدد ما نقتل من خصومنا) . فالساسة المدنيون لن يجدوا منصة يجأرون عليها بالقول (يمكن اصلاح حال البلد بالاحتجاج فقط لا بالاقتتال)لكنهم يواجهون عدوا يرفض التسليم ب( ألا انفصام بين الحرية والسلام). وقتئذٍ على حملة قبس التنوير انشاد مقولة الدرويش الفلسطيني(لا أعلم من باع الوطن لكنني رأيت من قبض الثمن )
لئن تكن الحرب شرا فانها لاتلد إلا شراً. الإستبداد هو أكثر مواليد الحرب شرورا. فهو المحرّض الأشرس على نشر وممارسة العنف باعتباره الوجه الظلامي الحقيقي للاستبداد. تحت جنح هذه الثقافة الآتية حتما لن يصمد من يرفع شعار المهاتما غاندي(نكسب معركتنا بقدر ما نقتل رغبة القتل داخل نفوسنا وليس بعدد ما نقتل من خصومنا) . فالساسة المدنيون لن يجدوا منصة يجأرون عليها بالقول (يمكن اصلاح حال البلد بالاحتجاج فقط لا بالاقتتال)لكنهم يواجهون عدوا يرفض التسليم ب( ألا انفصام بين الحرية والسلام). وقتئذٍ على حملة قبس التنوير انشاد مقولة الدرويش الفلسطيني(لا أعلم من باع الوطن لكنني رأيت من قبض الثمن )

aloomar@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

انخفاض أسعار الفول والصمغ العربي ببورصة النهود

كشف مدير المزاد ببورصة سوق محصولات النهود الرضي علي بركة ، عن تراجع أسعار بعض المحاصيل يوم الاثنين، حيث انخفض سعر طن الفول المقشور من 1,230,000 جنيها إلى 1,200,000 جنيها نقدًا، ومن 1,350,000 إلى 1,300,000 جنيها عند الدفع الإلكتروني.كما استقر سعر قنطار الفول السوداني عند 40,000 جنيها نقدًا، و43,000 جنيها إلكترونيًا.وفيما يخص الصمغ العربي، فقد شهد انخفاضًا، حيث تراجع سعر القنطار من 220,000 إلى 215,000 جنيها نقدًا، ومن 240,000 إلى 235,000 جنيها عند الدفع الإلكتروني.أما أسعار السمسم فقد حافظت على استقرارها عند 55,000 جنيها نقدًا و60,000 جنيها إلكترونيًا، وكذلك الكركدي الذي استقر عند 45,000 جنيها نقدًا و50,000 جنيها إلكترونيًا.وفي ذات السياق، واصل حب البطيخ استقراره في نطاق 42,000 – 50,000 جنيها نقدًا.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ناس قاعدين وسط الجنجويد في معاقلهم ومن أهلهم ينكروا عليهم المنكر
  • شاهد بالفيديو.. وسط ضحكات الجمهور والحاضرين.. “مناوي” يهمس في أذن ياسر العطا أثناء مخاطبته الجنود ويذكره:(جاب لينا الجنجويد)
  • من هو قائد الجيش اللبناني الجديد العميد الركن «رودولف هيكل»
  • صندوق أممي: أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف
  • أسماء واشتقاقات الشهور العربيَّة القمريَّة عند العرب
  • حرب أوكرانيا.. إحصائية جديدة عن ضحايا وخسائر الجيش الروسي
  • شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل بين قائد درع الشمال “كيكل” والناشط الشهير “الإنصرافي”.. صرفة يتهم أبو عاقلة بإدخال الجنجويد للجزيرة ومشاركتهم الجرائم والأخير يرد عليه ويصفه بالعميل والممول من الدعم السريع
  • بنك عُمان العربي يحتفي بالإنجازات في الاجتماع السنوي
  • بعد إعلان جدول الثانوية العامة 2025 |مواصفات امتحان العربي لطلاب النظام الجديد
  • انخفاض أسعار الفول والصمغ العربي ببورصة النهود