سودانايل:
2025-04-15@08:23:16 GMT

الردة إلى منصة تسع وثمانين نقلا عن العربي الجديد

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

ن بين فرث هذا المخاض العسير المشرّب بالدم والدموع، يتخلّق جنين مشوه القسمات . من بين براثن العنف، الأنقاض و الحطام والغبار يتشكّل غدٌ غير مؤطر الأبعاد. تلك صورة يعتصرها ارتجاج الأحداث داخل رحم المشهد السوداني الراهن.خارطة الإقتتال تؤكد تقهقر الجنجويد أمام تقدم الجيش وحلفائه . لكن هذا التقدم إن رجّح موازين القوى لصالح الجيش فإنه لا يُطمئن بنهاية القتال .

فانحسار المعارك لا تعني إحلال السلام كما قال الجنرال جياب أيقونة حرب الفيتنام .جيوب الإنتشار و مواقع التمركز توضّح أننا مقبلون على مرحلة اقتتال الجبهات المتنقلة والبؤر المتفجرة على امتداد خارطة الوطن. تلك حلقة مجهولة الأمد مما يعني إطالة أوان هذه الحرب اللعينة. الصبر ظل السلاح المشترك .الآن فُتحت جبهات القتال بالألسن مبكراً من أجل حصد الغنائم!
*****
حتما يطول الجدل من المنظور العسكري في شأن الاستراتيجية والتكتيك من حيث النجاح والإخفاق .فمما لاشك فيه إرتكاب قادة الجيش خطايا فادحة فيما يتصل بتقدير المواقف إزاء بناء وتسعير الميليشيا .كما أن حماقات الجنجويد دفعتهم إلى الانتشارعلى رقاع متباينة المسافات من الوطن. في سياق انتهاج تكتيك الإنهاك المتبادل أفلح الجنرالات في استنزاف الجنجويد . تلك ميزة منحت الجيش فرص التحشيد ، استجماع القوة ، استتفار الكتائب ،استزادة السلاح. بعدئذٍ أمسى الجيش قادرا على المبادأة والمباغتة. هكذا جاء تقدم الجيش مقابل انسحابات-هزائم -الجنجويد. لكن في غياب القدرة على الحسم النهائي تطول عذابات الشعب ويستمر التدمير .فلا يزال الرهان واهناً على مؤشر إلى سكون العمليات العسكرية.
*****
من الرؤية الفكرية لا يمتلك الجنجويد أيدلوجية أو عقيدة عسكرية تعززان مغامرته القتالية .لذلك ينطبق عليهم مقولة الجنرال الفيتنامي (إذا قاتل المرء من أجل النهب والاغتصاب فإنه يصاب بالانهاك إذا امتلات جعبته او شهوته) فما بالك إذا لم يعد يجد ما يُسلب أو يُغتصب. فهو حطام على ركام حطام يواجه مشقة في التزود بالزاد وربما بالذخيرة. فتباعد رقاع الانتشار ة أنهكت خطوط الإمداد. إبّان الحرب لاتوجد منطقة وسطى للفرجة. فكما أن نتائج الحرب لا تنحاز دائما لأصحاب الحق ، فلا مكان للحياد .الموقف من الحرب نفسها انحياز للحق أو الباطل ،الخير أو الشر .لكن الجلوس على شرفة الفرجة هو اصطفاف إلى جانب القوي.
*****
من الزاوية السياسية يصعب الرهان على بناء دولة خارجة من رماد هذه الحرب النتنة قادرة على بسط السلم الاجتماعي والاستقرار.أمّا مهام إعادة البناء وإطلاق التنمية فتتطلب شروطا وطنية ليست في الإمكان. مستهل الجدل في هذا الصدد يدور حول تركيبة الدولة الخارجة من تحت الأنقاض ومدى قدرتها على بسط سلطتها. فهل ينحصر سلطانها داخل المساحات المستردة- المحررة- من قبضة الجنجويد أم يرتهن إلى بلوغ انتصار شامل.؟ البحث عن إجابة شافية على هذا التساؤل يحدد أوان حلقة الجبهات المتنقلة والبؤر المتفجرة من مسلسل الحرب الحمقاء. كيفما جاءت الإجابة فالمؤشرات راسخة بإنتكاسة سياسية إلى منصة (تسع وثمانين).فنحن أمام خيار قسري تضع مقاليد الأمور بيدي سلطة أكثر شراسة في ممارسة العنف ضد الخصوم الفعليين والمحتملين. فعمليات القمع الوحشي ،المذابح الشنعاء ولقوائم قيد م يصنفون -متعاونين- تجسد بدايات حرب التصفيات.
*****
قدر القوى المدنية السياسية يضعها -وهي في أكثر حالاتها إنهاكا ، تجريفا و تفككا- في مواجهة قوى أشد عداوةً وتطرفاً من بنية دولة تسع وثمانين. فقوام هرم السلطة الخارجة من بين الأنقاض رجال وشباب مشرّبون بثقافة العنف من التبخيس،مرورا بالتنكيل انتهاءً إلى التقتيل. هذا جنين مشوه القسمات يعد له البرهان مهدا مفروشا بالإملاءات وأقمطة دموية. فمطالبة البرهان الساسة بالتبروء من (الجنجويدية) ليست فقط كشفا عن تشوهات الجنين . بل هي فتح الطريق أمام الردة إلى منصة تسع وثمانين وإملاء الشروط .البرهان بهذا النداء ينتزع حق الوصاية على الشعب و الدولة. هي محاولة يائسة للظهور في دور البطولة والهروب في الوقت نفسه من المساءلة.البرهان مطالب بالتطهُر من خطايا و آثام تفوق الحصر اغترفها في حق الشع و الدولة. لعل أحد تلك الآثام صناعة الجنجوجيد وتسمينهم . ثم جريمة الإنقلاب ، فعار ترك المدنيين مكشوفين أمام الذئاب .
*****
لئن تكن الحرب شرا فانها لاتلد إلا شروراً. الإستبداد هو أكثر مواليد الحرب شرورا.فهو المحرّض الأشرس على نشر وممارسة العنف باعتباره الوجه الظلامي الحقيقي للاستبداد. هذه ثقافة منصة تسع وثمانين ،صناعة العسكر والمتطرفين . تحت جُنح هذه الثقافة الآتية حتما لن يصمد من يرفع شعار المهاتما غاندي(نكسب معركتنا بقدر ما نقتل رغبة القتل داخل نفوسنا وليس بعدد ما نقتل من خصومنا) . فالساسة المدنيون لن يجدوا منصة يجأرون عليها بالقول (يمكن اصلاح حال البلد بالاحتجاج فقط لا بالاقتتال)لكنهم يواجهون عدوا يرفض التسليم ب( ألا انفصام بين الحرية والسلام). وقتئذٍ على حملة قبس التنوير انشاد مقولة الدرويش الفلسطيني(لا أعلم من باع الوطن لكنني رأيت من قبض الثمن )
لئن تكن الحرب شرا فانها لاتلد إلا شراً. الإستبداد هو أكثر مواليد الحرب شرورا. فهو المحرّض الأشرس على نشر وممارسة العنف باعتباره الوجه الظلامي الحقيقي للاستبداد. تحت جنح هذه الثقافة الآتية حتما لن يصمد من يرفع شعار المهاتما غاندي(نكسب معركتنا بقدر ما نقتل رغبة القتل داخل نفوسنا وليس بعدد ما نقتل من خصومنا) . فالساسة المدنيون لن يجدوا منصة يجأرون عليها بالقول (يمكن اصلاح حال البلد بالاحتجاج فقط لا بالاقتتال)لكنهم يواجهون عدوا يرفض التسليم ب( ألا انفصام بين الحرية والسلام). وقتئذٍ على حملة قبس التنوير انشاد مقولة الدرويش الفلسطيني(لا أعلم من باع الوطن لكنني رأيت من قبض الثمن )

aloomar@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عبدالباري طاهر: الحرب في اليمن على علاقة بما يسميه بيريز ونتنياهو وترامب بالشرق الأوسط الجديد

قال نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، المفكر عبدالباري طاهر، إن القصف الأمريكي شبه المتواصل على مدى أسابيع لا شك قد طال العديد من المحافظات، وهو يتركز حول الأحياء المدنية، والمباني السكنية، ويزعزع الأمن والسلام والاستقرار في مدن محروبة ومحاصرة على مدى أكثر من عشر سنوات.

 

ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن طاهر قوله إن العدوان الأمريكي على صنعاء وصعدة وإب والحديدة والجوف نتائجه كارثية على بلد فقير ومحروب ومحاصر.

 

ويعتقد طاهر بشأن الأهداف الحقيقية للتصعيد الأمريكي في اليمن أنه بغض النظر عن تصريحات الرئيس الأمريكي فإن إشعال الحروب في المنطقة العربية: في غزة ولبنان وسوريا واليمن، وتهديد مصر، غايتها تدمير الكيانات الوطنية، وتفكيك شعوبها، وتمزيق نسيجها المجتمعي، وإهلاكها بالحروب والعدوان وإذكاء الصراعات البينية والأهلية.

 

وذكر أن ضعف المنطقة مصدر إغراء للمزيد من الحروب، خاصة مع الاستجابة لما تريده أمريكا وإسرائيل من قبل بعض الأنظمة العربية الصديقة والمطبعة.

 

وأشار عبدالباري طاهر إلى أن غالبية القصف موجه ضد الأحياء السكنية والمنازل في المحافظات، التي طالها القصف طيلة الأسابيع الماضية، في صنعاء وصعدة وأبراج اتصالات في محافظات إب وعمران، وكذلك سيارات مواطنين.

 

وقال "القصف الجوي متواصل، والقتلى كثيرون، والضحايا مواطنون مدنيون من النساء والأطفال والعجزة، كما يطال القصف البنية التحتية، والإنجازات البسيطة والمتواضعة للإنسان اليمني".

 

ويربط طاهر بين التصعيد الأمريكي في اليمن واستئناف حرب الإبادة في غزة: «واضح أن القصف المتواصل والعدوان المستمر مرتبط بحرب الإبادة في غزة وتدمير المخيمات في جنين وطولكرم ومناطق الضفة الغربية، واستمرار الحرب في لبنان وجنوب سوريا وتهديد مصر.

 

وقال: للحرب في اليمن وعلى اليمن علاقة بما يسميه بيريز ونتنياهو وترامب بالشرق الأوسط الجديد، وتهجير الشعب الفلسطيني، ووضع المنطقة العربية تحت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية المباشرة.

 

ويؤكد نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، أن هناك ترابطا قويا بين حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والإصرار الأمريكي الإسرائيلي على التهجير وإبقاء المنطقة كلها على صفيح ساخن لإعادة ترتيبات المنطقة ضمن المخطط الأمريكي – الصهيوني، الذي يستهدف تدمير الكيانات القطرية، والعودة بالمنطقة كلها إلى مكوناتها الأولى متصارعة ومتعادية كطوائف وقبائل وإثنيات وجهات.

 

واعتبر أن لإطالة القصف على اليمن وحرب الإبادة والمواجهة في لبنان واجتياح الجنوب السوري علاقة بنهج ترامب في تزعم العالم، وفرض الأتاوات عليه، كما هو مرتبط أشد الارتباط أيضاً بالصراعات داخل الكيان الإسرائيلي وهيمنة اليمين الصهيوني بجناحيه الديني والسياسي على الحياة العامة في إسرائيل.

 

ويرى طاهرة أن هناك ضغوطا كبيرة وشديدة على مصر والعربية السعودية للانخراط في الحرب على اليمن باسم حماية الملاحة الدولية والمصالح الوطنية لكلا البلدين: مصر قناة السويس، والسعودية عبور ناقلات النفط.

 

وقال: تدرك مصر أن أمريكا لا يهمها إلا الدفاع عن إسرائيل، وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، والتشارك مع إسرائيل في مخطط التهجير ويهودية الدولة الإسرائيلية من البحر إلى النهر، وتدمير الكيانات العربية وتأجيج الصراعات بين مكوناتها وبعضها البعض. كما تدرك مصر ما يُخطط لقناة السويس ومشروع القناة البديل قناة بن غوريون، وفرض إتاوات على الممرات الدولية.

 

وأردف: «وتجربة السعودية في حرب العشر سنوات على اليمن فادحة، وكلفتها باهظة. كما أن دفعها للمواجهة مع إيران لا تستفيد منه إلا إسرائيل، والمزيد المزيد من تبعات الحماية والتزاماتها، ولكن السؤال هل تستمر مصر في رفض تزايد الضغوط؟! وهل يدرك النظام السعودي مخاطر الحرب ضد الأمة كلها وضدها وضد شعبها؟!»

 

ويرى طاهر أن «ترامب يتصرف في السياسة الخارجية الأمريكية كمفوض من الشعب الأمريكي مباشرة، وواضح أن الطريقة التي عاد وفاز بها والحصول على الأغلبية في الكونغرس قد أشعرته بأنه يمثل الإرادة العامة لأمريكا سيدة العالم، وأنه مختار من الله لإنقاذ أمريكا، وفرض سيادتها على العالم، وشعار أمريكا أولا لا يختلف عن شعار هتلر عن الجنس الآري، ودعم الانجيليين له يوهمه بأنه مندوب عناية إلهية لا يختلف عن المسيح القادم أو المهدي المنتظر. فهو يتصرف كزعيم من زعماء بلدان العالم ما بعد الثالث، والفارق أنه يمسك بخناق العالم، ويتحكم في ثرواتها، ويقرر أو يفرض طغيانه على العالم، والترابط عميق بين ما يجري في منطقتنا والعالم. كما أن الحرب التجارية عبر فرض التعريفة الجمركية على بلدان العالم هي نهج إمبريالي للإفقار ونهب الثروات».

 

ويؤكد عبدالباري طاهر أن الأثر بالغ الخطورة في التصعيد على اليمن والمنطقة والعالم، يتمثل في أن هذا التصعيد هو ما يحرص عليه نتنياهو واليمين الصهيوني؛ فتدمير اليمن المدمر بحروب أبنائه لا غاية له غير جر المنطقة والجوار الإقليمي إلى صراع شامل قد يمتد إلى العالم والنهج النازي يطبع توجهات اليمين الصهيوني والأمريكي.


مقالات مشابهة

  • صحف قطرية: القاهرة والدوحة تعملان على تعزيز العمل العربي المشترك ووقف الحرب على غزة
  • تصاعد الاحتجاج ضد حرب غزة يربك الجيش الإسرائيلي ويضغط على حكومة نتنياهو
  • أضرار جانبية يفتتح عروض مهرجان آفاق العربي للمسرح الجامعي
  • سيُهزم الجنجويد شر هزيمة في الفاشر ونيالا والجنينة والضعين
  • إعلام عبري ..الجيش يواجه أكبر أزمة رفض منذ عقود
  • مجلة إسرائيلية: الجيش يواجه أكبر أزمة رفض منذ عقود
  • عبدالباري طاهر: الحرب في اليمن على علاقة بما يسميه بيريز ونتنياهو وترامب بالشرق الأوسط الجديد
  • الجيش اللبناني بات يسيطر على معظم المواقع العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني  
  • مراسل سانا بحلب: بدء دخول قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي لفرض الأمن والاستقرار للمنطقة، تنفيذاً للاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديموقراطية
  • الأمم المتحدة: كيف تؤثر الحرب في السودان على دول الجوار؟