محمد القرقاوي: في الإمارات نخصص سنوياً 1.5% من ناتجنا المحلي للإغاثة والدعم التنموي
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن البشرية تمر اليوم بمرحلة مفصلية، بعد أن أكملنا 25 عاماً من الألفية التي شهدت تحولات كبرى تقنية واقتصادية واجتماعية.
وقال محمد القرقاوي إن الـ 25 عاماً الماضية كانت عاصفة بأحداثها، ولكنها كانت أيضاً مدهشة بتغيراتها وتحولاتها، مجدداً التأكيد أيضاً على أن ما تحمله الـ 25 عاماً القادمة من تطور وتقدّم، سيفوق كل ما شهدته البشرية في تاريخ حضارتها، وأن مستقبلنا ستحدده قراراتنا اليوم، فالمستقبل هو نتيجة قرارات تصنع اليوم برؤية تستلهم الماضي وتستعد للآتي".
جاء ذلك في كلمة معالي محمد القرقاوي الرئيسية خلال افتتاح أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، اليوم في دبي، والتي تستمر حتى 13 فبراير (شباط) الجاري.
ورحب القرقاوي في مستهل كلمته بالمشاركين في القمة التي تنطلق مستلهمة الرؤية السديدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وبرعاية ومتابعة كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتقدم رسالة سامية هدفها المساهمة في صنع واقع أفضل للبشرية خلال الـ 25 عاماً القادمة، ولتطرح الأسئلة الكبرى التي ستحدد مستقبل البشرية. كتابة تاريخ جديد
وقال: أهم درس يعلمنا إياه التاريخ أن القادم مختلف تماماً عن السابق، والمتغيرات الاقتصادية والتقنية ستكون مختلفة بشكل كامل، ودور الحكومات أن تستعد لذلك، لأن ما سيأتي تاريخ جديد، سيُكتب بقواعد جديدة.
وأضاف أن التغيرات المتسارعة التي شهدها العالم لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل دروسٌ متراكمة، والحكومات التي تقرأ الماضي بعمق هي القادرة على تصميم المستقبل، مشدداعلى أن من لا يتعلّم من التاريخ، سيكرر أخطاءه.
وأضاف أن الـ 25 عاماً الماضية برغم أنها كانت عاصفة بأحداثها، إلا أنها كانت أيضاً مدهشة بتغيراتها وتحولاتها، حيث زاد سكان العالم إلى 8.2 مليار نسمة اليوم، وتضاعف حجم الاقتصاد من 34 تريليون دولار إلى 115 تريليون دولار عام 2024، ونمت التجارة الدولية من 7 تريليونات إلى 33 تريليون دولار عام 2024، وانتقل العالم من هيمنة الشركات الصناعية والتقليدية مثل النفط والصناعات الثقيلة والخدمات المالية إلى صدارة الشركات التكنولوجية والمنصات الرقمية، وشهد العالم تحوّلات عميقة في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث صعدت كل من الصين والهند مقابل تراجع بعض الدول الصناعية المتقدمة، وفي عام 2000 كان العالم متفائل بالعولمة، إلا أن العالم شهد مع صعود الشعبوية سياسات الانكفاء الداخلي والتجزئة.
وقال القرقاوي إن عدد مستخدمي الإنترنت في العام 2000 كان أقل من 7% من إجمالي سكان العالم، مقارنة بأكثر من 60% اليوم، وكانت قيمة العملات الرقمية في العام 2000 تساوي صفراً، أما اليوم فتقدر قيمتها بـ 3 تريليونات دولار ، وفي العام 2000 كانت الحروب التكنولوجية والروبوتات العسكرية في أفلام الخيال العلمي فقط، واليوم نشهد الحروب بالدرونز والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وكان العالم يخاف من الحروب النووية فقط، واليوم العالم يخاف من الحروب النووية والسيبرانية والبيولوجية.
وبعد استعراض هذه التحولات الكبرى خلال ربع القرن الماضي، طرح محمد القرقاوي سؤالاً مفصلياً أمام حضور القمة العالمية للحكومات، قائلاً: "ماذا لو كانت قراراتنا كبشرية وحكومات ومجتمعات مختلفة في الـ 25 عاماً الماضية؟".
وقدم 4 مشاهد تشكّلت نتيجة قراراتنا في ربع القرن الماضي، وفي المشهد الأول، أشار معاليه إلى أن العالم فقد أكثر من مليوني شخص نتيجة الحروب والنزاعات، وتشرّد حوالي 120 مليون لاجئ نتيجة هذه الصراعات، في حين أن 4 % فقط من الصراعات كافة انتهت باتفاقية سلام، متسائلاً معاليه: ماذا لو اخترنا السلام بدلاً من العنف؟ والحلول الدبلوماسية بدلاً من العسكرية؟، وقال: "نحن لا نفترض عالماً أفلاطونياً، ولكننا حتماً كبشر يمكننا أن نتخذ قرارات أكثر حكمة".
وفي المشهد الثاني، ذكر القرقاوي أن الدراسات تشير إلى أن الشعوب في أكبر الاقتصادات في العالم، ليست هي الأسعد، وليست الأكثر استقراراً ورفاهاً في دلالة على أن النمو الاقتصادي وحده لا يعكس رفاه المجتمعات، وفي عالم يتجه نحو الفردانية والبعد عن القيم المجتمعية والروابط الأسرية، هناك 280 مليون شخص يعانون من الاكتئاب حول العالم، الاقتصاد العالمي يتكبد تريليون دولار سنوياً نتيجة الأمراض النفسية، متسائلاً معاليه: ماذا لو ركزت الحكومات في سياساتها على "جودة النمو" كما تركز على "كمية النمو"؟.
أما في المشهد الثالث، فأكد أن الثقة بالحكومات شهدت بين عامي 2000 و2025، تراجعاً في كثير من دول العالم، وأكبر دليل على ذلك، تصاعد موجات الاحتجاج والحركات الشعبوية، كما أظهر التقرير الأخير "لمؤشر الثقة"، أن الثقة بالحكومات لا تتعدى 52%، وتساءل معاليه: " ماذا لو كان بناء "الثقة" أولوية الحكومات خلال الـ25 عاماً الماضية؟"، مشدداً على أن الثقة هي أساس العلاقات، وأساس التعاملات، وأساس الحكومات.
وفي المشهد الرابع، قال: في عالم اليوم، تنعم الدول بمستويات رفاه وتعليم وصحة غير مسبوقة، ورغم أننا حققنا إنجازات كبيرة في انتشال البشرية من الفقر والجهل والمرض، إلا أنه لا يزال يعيش حوالي 630 مليون شخص، تحت خط الفقر ، وحسب الدراسات سنحتاج إلى حوالي 800 مليار دولار سنوياً للقضاء على الجوع، وتعليم كافة الأطفال، وتطوير الأنظمة الصحية حول العالم، متسائلاً:"ماذا لو قادت الدوافع الإنسانية الأجندة العالمية على مدى الـ 25 عاماً الماضية؟"، مؤكداً: " نحن في الإمارات نخصص سنوياً 1.5% من ناتجنا المحلي للإغاثة والدعم التنموي..القرار بأيدينا.. مستقبلنا لا يتطلب معجزات، بل التزاماً بقيمنا الإنسانية.
وشارك محمد القرقاوي حضور القمة بأهم التوقعات والتصورات للـ 25 عاماً القادمة، مشيراً إلى أن عدد سكان العالم سيصل إلى 10 مليارات نسمة، وسيكون أغلب النمو من قارتي أفريقيا وآسيا، وسيكون أكثر من 20% من سكان العالم فوق سن الـ 60، في عام 2050، ما سيحتاج إلى أنظمة صحية واجتماعية عالية الجاهزية، وفي ذلك العام أيضاً، سيخدم البشر أكثر من 20 مليار روبوت، ما يطرح تساؤلات كبرى حول تأثير هذا على نمط حياتنا اجتماعياً ونفسياً، وعلى سوق عملنا ومستقبل مهاراتنا، وسيكون الفضاء جزءاً رئيسياً من حياتنا وسياحتنا، واستثماراتنا ومواردنا، حيث يتوقع أن يصل اقتصاد الفضاء إلى 4 تريليونات دولار.
وأضاف أن العام 2050، سيشهد أيضاً تغيرات كبرى في شكل التعليم، وبفضل تقنيات تعزيز القدرات، ستتغير إمكانات البشر عقلياً وجسدياً، وسيعيش الإنسان لمدة أطول وستتضاعف إنتاجيته بمعدلات غير مسبوقة، وسيتمكن الإنسان من حل مشكلات شبه مستحيلة اليوم في البيئة والطب والفضاء، وستتمكن البشرية من التنقل بسرعة قياسية، وسنكتشف عوالم جديدة لم نتخيلها على كوكبنا وخارجه، وستصل البشرية في الذكاء والكفاءة والإنتاجية إلى مستويات قد نظنها خيالية، وأرجو أن ينعكس ذلك على الحكمة.
وقال: نحن ننتقل من مرحلة إلى أخرى مختلفة تماماً في تاريخ الحضارة البشرية. فما زال الذكاء الاصطناعي لم يولد بعد، كجنين في طور التشكل.. طوال 30 ألف سنة، كان الإنسان هو الذي يستطيع التفكير والتحليل والإبداع وإعطاء الأوامر، واليوم، لأول مرة في التاريخ، هناك شيء آخر ينافس الإنسان في قدراته العقلية والإبداعية. وقد يتفوّق عليه وبصورة كبيرة.. نحن ندخل في مرحلة جديدة من تاريخ البشرية، تحتاج أدوات جديدة، ومنهجية جديدة، ورؤية جديدة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن ما تحمله الـ25 عاماً القادمة من تطور وتقدّم، ستفوق كل ما شهدته البشرية في تاريخ حضارتها، مشدداً بالقول: "مستقبلنا ستحدده قراراتنا اليوم، فما مستقبل البشرية إلا مجموعة قرارات للحكومات والمنظمات والشركات والأفراد".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات القمة العالمية للحكومات محمد القرقاوی تریلیون دولار سکان العالم کان العالم فی المشهد ماذا لو أکثر من إلى أن على أن عام 2000
إقرأ أيضاً:
صحة غزة: انخفاض عدد المواليد الجدد من 50 ألفا إلى 36 ألفا سنويا
سرايا - قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، الخميس، إن عدد المواليد الجدد في قطاع غزة انخفض من 50 ألفا إلى 36 ألفا سنويا بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح البرش، لبرنامج "العاشرة"، أن الاحتلال الإسرائيلي استهدفت المنظومة الصحية بشكل واضح واستخدم الحصار والتجويع كوسيلة لحرب "الإبادة الجماعية".
وأضاف أن قوات الاحتلال دمرت 25 مستشفى وأخرتهم عن الخدمة من أصل 38، كما استهدف الأطفال والنساء إذ بلغ عدد الشهداء من الأطفال 17 ألف طفل ومن السيدات 12 ألف سيدة.
وأشار إلى أن هذه من العوامل التي أدت إلى انخفاض عدد المواليد الجدد في القطاع المحاصر، لافتا إلى أن السيدات الحوامل والمواليد الجدد لا يجدون الرعاية الصحية.
وتابع أن "حرب الإبادة الجماعية" التي أدت إلى استشهاد أكثر من 6% من سكان القطاع، حرمت الأطفال من تلقي اللقاحات، ما أدى إلى ظهور فيروس شلل الأطفال.
وأوضح أن هناك العديد من الأوبئة الأخرى لم يتم اكتشافها مشيرا إلى أن الجثث الموجودة تحت الركام سيكون "مصيرها أوبئة".
وكان تحقيق للأمم المتحدة قد خلص الخميس، إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال "إبادة" في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.
وتوصلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن السلطات الإسرائيلية "دمّرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية، ما يرقى إلى فئتين من أعمال الإبادة". وردّت بعثة إسرائيل في جنيف بالقول، إنها "ترفض بشكل قاطع" الاتهامات.
تعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية هذه الجريمة على أنها أي أفعال ارتُكبت بنيّة تدمير مجموعة وطنية أو عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيا.
وأفاد التحقيق بأن إسرائيل تورطت في اثنين من خمسة أفعال تعرّفها اتفاقية الأمم المتحدة على أنها إبادة جماعية، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت "تتسبب عمدا بظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة لتدميرها بدنيا" و"تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 712
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-03-2025 12:13 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...