بقلم ا/ محمد علي طه الملك
يقولون ان الدمار والصراعات الكارثية الكبرى ، تصحح الوعي وتعيد ترتيب الأوضاع المادية إلى الأفضل، غير أن الملاحظ رغم تحقق ذلك في بلادنا ، لازال الوعي ضامر وغير قادر على تشكيل الوحدة المفاهيمية ، ولازلنا في خلاف حول مسببات ومسمى القتال ودوافعه الظاهرة والخفية ، صحيح أن الحرب في مسماها الظاهري، تمرد قوة عسكرية وخروجها عن طاعة وليها الدستوري ، ولان شرعية العلاقة بين الطرفين بنيت على فكرة تدجين الصراع القديم المتجدد حول السلطة بين المركز والهامش ، سرعانما تمت تغذية الصراع بحمولات المظلمة التاريخية ، بدوافعها المختلفة من أحفاد كانت تاخذ في احيان كثيرة طابع التشفي والانتقام ، افرزت احساسا لدى الضحايا بغربة وغرابة هؤلاء المعتدين، وأنهم ليسوا منهم ولن يكونوا.
المؤسف رغم الدمار ومخلفات ومخالفات القتال الكارثية ، لا زال القصور المفاهيمي لمعنى الوطن والقدرة على التعايش السلمي عزيز المنال ، فلا اتفاق جوبا ولا مواثيق تقدم والحرية والتغيير قادرة على ردم الهوة وتطهير الانفس وتوجيهها نحو غايات سامية تخدم الاستقرار والمواطنة والتعايش السلمي ، لقد منحت الثورة بعد التغيير ، مساحة واسعة لتمثيل الهامش الغربي سواء في السلطات الولائية أو على المستوى السيادي والوزاري والمهني في كافة المؤسسات على نطاق كامل مؤسسات الدولة ،
مع ذلك ..
عجزت قوى الهامش الغربي من تحقيق الاستقرار وتجاوز خلافاتها البينية، فعمدت على تفجير الوطن ، ظنا منها بأنها بذلك تعيد ترتيب أوراق الصراع لصالحها ، فخسرت وخسرت ( بتشديد السين) ما كان من امل الاصلاح والتعايش.
ولا زال السؤال قائم هل بمقدور الهامش الغربي دون تدخل من المركز تسوية خلافاته البينية وتحقيق التعايش السلمي في حدود ولاياته واقليمه ؟
اعتقد انه السؤال الذي تجسر اجابته ٩٠% من عوامل استقرار السودان وتحقيق وحدته.
medali51@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
محاضرات السيد القائد الرمضانية.. زاد الإيمان وسلاح الوعي
يمانيون/ كتابات/ شاهر أحمد عمير