يقول أطباء إن 4 قياسات صحية فقط تعد المفتاح لمعرفة ما إذا كنت بصحة جيدة في منتصف العمر.
تشارك الطبيب العام الدكتورة آن ناينان، ومقرها لندن، كيفية متابعة القياسات الصحية التالية وسبب أهميتها.
- ضغط الدم
يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم قاتلا صامتا. وفي معظم الحالات، ليس من الواضح سبب ذلك - على الرغم من أن زيادة الوزن وتناول الكثير من الملح وعدم ممارسة الرياضة بشكل كاف هي عوامل خطر معروفة.
ونظرا لأنه يضع ضغطا إضافيا على الأعضاء بما في ذلك الأوعية الدموية والقلب والدماغ، فإنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والخرف.
وتقول ناينان: "إذا كان ضغط الدم لديك مرتفعا، فقد لا تظهر عليك أي أعراض، لذا فإن الأمر يستحق إجراء الفحوصات السنوية مع طبيبك العام''.
ولا يمثل انخفاض ضغط الدم مشكلة عادة، ولكنه قد يسبب الإغماء والدوخة في بعض الحالات.
ويمكن أن تساعد التغييرات البسيطة في نمط الحياة في خفض ضغط الدم.
ويوصى بتقليل الملح وفقدان الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل شرب الكافيين وعدم التدخين.
وتنصح ناينان مرضى ارتفاع ضغط الدم بإعطاء الأولوية للنوم وتناول الطعام الصحي وشرب الكثير من الماء والذهاب للتنزه والراحة لتقليل التوتر.
- سكر الدم
يمكن أن يكون ارتفاع مستويات السكر في الدم مؤشرا على مرض السكري من النوع 2.
كما أن الشعور بالعطش الشديد، والتبول بكثرة والتعب وعدم وضوح الرؤية، كلها علامات منبهة للحالة.
ويحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو لا تتفاعل خلايا الجسم بشكل صحيح مع الهرمون.
وقالت ناينان: "لن تحتاج عادة إلى فحص مستوى السكر إلا إذا طلب طبيبك ذلك".
وتخبر NHS البريطانية مرضى السكري من النوع 2 بالحفاظ على السكر والدهون والملح عند الحد الأدنى.
كما تقترح أيضا ممارسة الرياضة وخفض مستويات التوتر وفقدان الوزن.
إقرأ المزيد- الكوليسترول
الكوليسترول مادة دهنية يمكن أن تتراكم في الدم.
وينتج بشكل رئيسي عن تناول الكثير من الأطعمة الدهنية، وعدم ممارسة الرياضة بشكل كاف، وزيادة الوزن، والتدخين وشرب الكحول، على الرغم من أنه يمكن أن يكون متوارثا أيضا في العائلات.
وعندما تكون المستويات مرتفعة للغاية، يمكن للمادة الشمعية أن تسد الأوعية الدموية، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
ومع ذلك، بدون اختبار قد يكون من الصعب اكتشافه.
ويمكن أن يُظهر فحص الدم عادة مستويات الكوليسترول لديك وقد يطلب منك بعض الأطباء الصيام مسبقا للحصول على قراءة دقيقة.
وتقول ناينان إن تغيير النظام الغذائي والأدوية يمكن أن يساعد في رفع مستوى الكوليسترول إلى مستوى صحي.
ومع ذلك، فقد يكون من الصعب خفض الكوليسترول. لكن تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة وتقليل التوتر سيساعد معظم الحالات.
ويوصى بتقليل الأطعمة المصنعة الدهنية - مثل النقانق والجبن والكعك والبسكويت - وتناول المزيد من المكسرات والأسماك الزيتية.
- مؤشر كتلة الجسم
تقول ناينان: "يمكن أن يكون لزيادة الوزن تأثير على نوعية حياتك، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري وحتى بعض أنواع السرطان مثل سرطان الأمعاء والغدة الدرقية والثدي".
ويمكن أن يؤدي الوزن الزائد أيضا إلى زيادة هرمونات الجنس والنمو والالتهابات، والتي رُبطت بـ 13 نوعا من السرطان، وفقا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
وقالت ناينان: "بالنسبة لمؤشر كتلة الجسم، نحتاج إلى مراعاة العمر والعرق والجنس".
وتتمثل أفضل طريقة لخفض مؤشر كتلة جسمك إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، في اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية وممارسة الرياضة بانتظام.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا البحوث الطبية الصحة العامة الطب امراض امراض القلب بحوث یمکن أن یکون زیادة الوزن ضغط الدم
إقرأ أيضاً:
ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
لن يكون شيء، فاذهب أيها القارئ العابر إلى مقال آخر قد تجد فائدة، فهذا الموقع غني بالأقلام الجادة. تونس لم تعد مصدرا لأي حدث جميل، عجبا أهذه تونس نبع الربيع العربي ومصدر الإلهام الديمقراطي؟ نعم، لقد وصلت تونس إلى حالة من عدم التأثير في ما حولها، بل هي تأكل نفسها مثل نار نفد حطبها. ذلك الحلم الجميل أغلق، لكن لماذا تطرح السؤال في العنوان؟ إن ذلك العنوان هو الجملة التي يطرحها على نفسه كل تونسي حمل ذلك الحلم ثم رآه يتلاشى، وقد يصل الأمر ببعض الناس إلى السير في الشوارع يكلمون أنفسهم كالزومبي. من أوصل البلد إلى هذه الحالة؟ وكيف يمكن أن يخرج مما هو فيه من بؤس سياسي؟
تحميل المسؤوليات
الجميع يبرئ نفسه ويتهم الآخرين، هذه رياضة وطنية في تونس.. الآخرون هم السبب. من هنا بدأت الأزمة التي توجتها الأحكام الجائرة في حق النخبة السياسية باختلاف الأسماء والتوجهات السياسية. انقسم الشارع الافتراضي الذي لا يزال مفتوحا؛ إلى مواقف متضادة يمكن تلخيصها في ما يلي:
- موقف الشامتين في المحكوم عليهم، يكتبه وينشره قوم من المعارضة يعيشون خيبة أمل كبيرة في النخب، ويرون أن المحكومين كانوا سببا في ما حصل وليسوا أبرياء مما أصابهم. فقد ساهموا بدرجات في ترذيل الوضع السياسي قبل الانقلاب ولم يبنوا عملهم السياسي ضمن مشروع ديمقراطي جامع، بل تحركوا بمنطق التكايد السياسي خاصة ضد حزب النهضة منذ الثورة، بل كان بعضهم مساندا ومبررا للانقلاب حتى انقلب على الجميع. وهذا الموقف ينتهي عند الشماتة المُرة ولا يبلغ مبلغ التفكير في ما بعدها، وغالبا يختم قوله بجملة محبطة "خليها تخرب على الجميع". هذا الموقف هو قمة اليأس السياسي وهو موقف واسع، ويضم كل مساكين حزب النهضة وكثير من الحالمين الذين أعادت لهم الثورة أرواحهم بعد موات وخيبت النخب آمالهم.
- موقف الحائرين الذين لا يختلفون في تحليل الوضع عن الشامتين، لكنهم يبحثون عن حل فيه ربع أمل في أن تتحول الأحكام الجائرة إلى محرض على اجتماع سياسي يمهد لوضع بديل. وهذا ما يُسمع في صفوف جبهة الخلاص أو ما تبقى منها يقف في الشارع وقفات خجولة ومترددة أو غير مؤمنة إيمانا كاملا بالمستقبل، ولكنها تقترب من رفع العتب ولا تنتج خطة فعالة للتجميع.
- موقف المتشفين من المحكوم عليهم، وهذا موقف أنصار النظام ويضم فصائل يسارية وقومية يرون في ما يجري فتح طريق لتملك السلطة زمنا طويلا ويرون في المرحلة مرحلة تنظيف. وهم غير مهتمين بالسؤال: ماذا بعد؟ فما يجري هو خطتهم، فهم السلطة. وتصدر عن هذا الموقف تهديدات بالسحل لمن يشكك في القضاء الشامخ.
وينتشر حول هذه المواقف خطاب التخلي الشامل عن كل طموح. ففئة واسعة من التونسيين ودّعت أحلامها وقالت ننتظر حكم الطبيعة، فالطبيعة لا تنسى مهماتها. ويعقبون حتى بعد حكم الطبيعة: سنجد أنفسنا في نفس الوضع القديم، فالنخب لم تقرأ درس الديمقراطية عند معلم جاد.
ألا يوجد حل؟
بلى يوجد لكنه حل روائي لنقل يوجد حل مثالي، يقوم على مراجعات جادة من قبل الجميع باستثناء المتشفين من أنصار السلطة، لكن هذه الرواية تقوم على شجاعة استثنائية لذلك فهي غير واقعية.
تحديد قائمة الأخطاء في حق المسار الديمقراطي الذي راكم تراثا لم يندثر من النفوس ومن الورق، فهناك دستور يمكن البدء منه. لم يكن "دستور الخوانجية" بل دستورا تونسيا بُذل فيه جهد واجتهاد كبير. هذه خطوة مؤسسة ومنها يستعاد العمل السياسي الجماعي بهدف واضح اسمه استعادة الديمقراطية.
هناك باب للعمل الفعلي (الميداني)، أن تؤجل الأسئلة المتعلقة بمن أخطأ أكثر من الآخرين في حق المسار، وهذا يعني أن يوقف نزيف الاتهامات بين فرقاء كثر. فكثير من الأخطاء سيردمها الفعل البنّاء إذا انطلق، وسيكون من العيب العودة إليها إذا فتح صندوق الانتخابات. فالمحاسبات تتم في وضع ديمقراطي، حينها يكون لها تأثير إيجابي، أما الآن فهي مواصلة لعملية التخريب التي تصب في مصلحة الانقلاب. من سيتجاوز أولا إلى مبدأ العمل الجماعي؟ بعد أسبوع من صدور الأحكام لم نسمع من يقول بالتجاوز وبدء العمل من الصفر.
هنا تظهر مهمة أخرى نضالية بامتياز، قطع الأمل من وصول نجدة خارجية متعاطفة مع الديمقراطية في تونس، هذه النجدة لن تأتي أبدا. "حك جلدك بظفرك"، هذا عنوان رئيسي في كل جهد قادم للخروج من الوضع البائس. لقد تخلى العالم (الديمقراطي) عن تونس، والحقيقة أنه لم يكن أبدا مع الديمقراطية في تونس أو في غيرها. فالتونسيون الذين لهم عقول يذكرون جيدا وزيرة خارجية فرنسا تعرض المساعدة العسكرية على نظام بن علي حتى الدقيقة الأخيرة قبل ركوبه الطائرة هاربا.
التونسيون عاشوا حرب الطوفان ورأوا الغرب (المُنْجِد) يدمر شعبا في غزة ويجد اللغة الكافية لتبرير فعله. وإذا صحت الأخبار عن بدء حملة دولية لتدمير الحواضن الشعبية العربية للمقاومة، فإن مرحلة جديدة من التدمير السياسي توشك أن تحل على الرؤوس. وعندنا علم بتونسيين تحسسوا الموقف الأمريكي من الانقلاب منذ عهد بايدن، فقيل لهم "حلوا مشاكلكم بأنفسكم، اللي فينا مكفينا".
لنختم بشيء من الفلسفة، فالرواية الرومانسية لن تكون غدا أو بعد عام. من الفلسفة أن نقول كان هذا الانقلاب ضروريا، فهو تمحيص وغربلة وقد صفى وغربل ونخل وقدم صورة شاملة عن النخبة السياسية التونسية، فأسقط أنصاف الزعماء وكل الأدعياء ووضح الطريق لمن يؤمن بالعمل الجماعي لبناء الديمقراطية، وقد صورناه ونواصل رؤيته على المدى البعيد حريق الغابة الذي سيمهد لنبت جديد. وهذا ليس من الشماتة ولا تشفيا في المساجين، ومن يدري فقد يولد منهم في سجونهم مؤمنون بالديمقراطية ويؤسسون من هناك لخطاب جامع.
لنغلق بمشهد تمثيلي؛ أن ينصب من تبقي معارضا للانقلاب خيمته أمام السجن ويقول "اسجنونا معهم أو نعود بهم نحو المستقبل"، ساعتها سيبدأ ربيع عربي ثان من تونس.