يمانيون:
2025-02-11@13:51:32 GMT

أمريكا … بين السلام الروماني والجريمة الكبرى !

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

أمريكا … بين السلام الروماني والجريمة الكبرى !

علي الشراعي ..

نحن اليوم أمام استراتيجية جديدة بل ان صح التعبير أمام استراتيجية فوضى عالمية واعادة العالم إلى قانون الغاب وانهيار للمنظومة والشرعية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة .

نحن أمام كيان عنصري وإمبريالي وإمبراطوري منذ اللحظة الأولى لأنه قام أساسا على فكرة تفوق الرجل الأبيض , وحقه في السيطرة على القارة الأمريكية وإبادة سكانها الأصليين , فالإبادة والعنصرية جزء لا يتجزأ من البنية الأمريكية منذ اللحظة الأولى , ثم الاسترقاق الواسع النطاق للسود الإفريقيين واستخدام سواعدهم في بناء الاقتصاد والرخاء الأمريكي .

حقيقة أمريكا

الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها وارثة القيم الغربية ما انفكت أن أصبحت مثل أوروبا عنصرية – استعمارية , ولأنه كان هناك صراع مستمر , ونوع من توازن القوى , أدي إلى تطاحن الدول الأوروبية فيما بينها على النهب والمستعمرات والأسواق , ثم تطاحن المنظومتين الرأسمالية والاشتراكية , فإن الفرصة لم تأت أصلا لظهور المفاهيم الإمبراطورية والعنصرية والاستعلائية المباشرة لعدم وجود المناخ الصالح ولا الانفراد لدولة واحدة , إلا في حالات زمنية ضيقة وفشلت إذا لم تسقط سقوط مروع وانتهت من الخارطة السياسية والعسكرية والاقتصادية وأصبح نراها اليوم تدور في فلك أمريكا مثل المانيا النازية أو ايطاليا الفاشية .

فعندما انتهى النفوذ الاستعماري لمعظم الدول الأوروبية وسقط هذا النفوذ في الفم الأمريكي , ثم سقطت المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق , أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة المنفردة بالقوة في العالم , فهي الأقوى عسكريا الأغنى اقتصاديا , المهيمنة إعلاميا , ومع التطور الهائل في وسائل القوة والمواصلات والتقنيات المختلفة كان من الطبيعي أن تتطور السياسات والمفاهيم بحكم الصيرورة الطبيعية إلى المفاهيم الإمبراطورية , ومحاولات غزو العالم الذي بدأ منذ حرب الخليج الثانية , ثم غزو أفغانستان واحتلال العراق .فالمسألة لا علاقة لها إذن بصعود نوع من القوى السياسية في أمريكا , بل إن الظروف الموضوعية هي التي أفرزت صعود تلك القوى والسماح لها بممارسة برنامجها الإمبراطوري , ولأن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات فإنه حتى ولو كان الرئيس غير الرئيس والإدارة غير الإدارة فإن الأمر لم يكن ليختلف كثيرا .

وهذا ردا على الذين يقولون : إن أمريكا تغيرت , أو تنكرت لمبادئ المؤسسين والقادة الكبار حين تمارس التمييز ضد العرب والمسلمين والانحياز للعدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية , أو عدوانها المستمر على أكثر من دولة في العالم , والصحيح أن أمريكا هي أمريكا كما هي في حقيقتها , وهذه هي الصورة الطبيعية والمتوقعة لها في إطار تركيبها مع إدراك الظروف الموضوعية لنشأتها .

وثيقة بوش

الوثيقة التي جاءت في 35 صفحة ومقدمة كتبها الرئيس الأمريكي ” بوش الأبن 2001- 2009م ” بنفسه أو بمعنى أصح وقعها باسمه , حددت العدو في أنه الإرهاب ومن يحمى أو يؤوى أو لا يقاوم الإرهاب , وهذا معناه كل العالم تقريبا , لأن الإرهاب يمكن أن يوجد حسب المفهوم الأمريكي في كل من يعارض سياسة الولايات المتحدة أو يناهض الصهيونية .

وإذا كان الإرهاب وحده لا يكفي فإن الوثيقة حددت دورا أمريكيا في نشر القيم الحضارية – الحرية وحقوق الإنسان في العالم ومناهضة الديكتاتوريات والتمييز الديني وغيرها , وهو نفس مضمون رسالة الرجل الأبيض الذي برر بها الأوروبيون استعمار آسيا وإفريقيا وتنظيم المذابح والتدمير والوحشية والنهب وتقطيع الأوصال , وهو نفس الأمر المتوقع على يد الأمريكي حامل شعلة الحرية والحرية منه براء .

فأمريكا منذ وثيقة الرئيس بوش الأبن والذي حددت بأنه غير مسموح لأي دولة في العالم أن تبلغ مبلغا معينا من القوة العسكرية أو الاقتصادية وإلا ستتعرض لتدخل الولايات المتحدة .. وايضا الوثيقة تدعو إلى المزيد من فتح الأسواق وحرية التجارة والانفتاح الثقافي , وهي كلها تعبر عن حقيقة السماح لأمريكا بأكبر قدر من النهب وتدمير البنية الثقافة للحضارات والشعوب الأخرى .

السلام الروماني

هناك العديد من التوصيفات المختلفة التي تصف الحالة الأمريكية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي إلى اليوم وإحدى هذه التوصيفات تقول : إن أمريكا تعيد عصر الإمبراطورية الرومانية , والتي حققت نوعا من العولمة أو السيادة المطلقة على العالم القديم لصالح وحساب الرومان فقط , وكان سكان الإمبراطورية ينقسمون إلى سادة وعبيد هم باقي السكان , ولغة التفاهم الوحيدة بين الطرفين هي الطاعة المطلقة , أو العصا الغليظة , وهو نفس الأمر فيما يخص أمريكا اليوم ,

وكذلك فإن العالم القديم كان يعيش في ظل ما يسمى بالسلام الروماني وهو ما تريد أمريكا أن تفعله , بمعني دخول الجميع في السلام الأمريكي , وهو طبعا كما كان السلام الروماني نوع من الخضوع الكامل للقوة الأمريكية ونمط الحياة الأمريكية وما تقرره أمريكا من إسقاط هذا النظام أو هذا الرئيس أو تجميد أموال تلك الهيئة ووصف حركات تحررية وشعوب مقاومة لهيمنتها بوصف الإرهاب أو غزو ذلك البلد واحتلال أرضه أو تحديد الطيب من الشرير والمشكلة أو الفارق النوعى بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الأمريكية , أن الأخيرة تمتلك أدوات قوة عسكرية واقتصادية بكثير جدا مما تمتلكه الأولى , وهذا يعني أن الخضوع سيكون أكثر قسوة , ولكن في نفس الوقت فإن الامبراطورية الرومانية كانت تواجه شعوبا وأمما في طور التكوين ولم تكن شخصيتها الحضارية قد تبلورت بعد , وهذا سهل لها مهمة الإخضاع , وحولوا البحر المتوسط إلى بحيرة رومانية واحتلت روما بلاد الشام سنة 62 ق. م , وغزت مصر وسيطرت عليها سنة 30 ق. م .

ومع احتلال مصر ارادت الإمبراطورية الرومانية جعل البحر الأحمر بحيرة رومانية كالبحر المتوسط وانتزاعه من سيطرة اليمن عليه .من المعلوم تاريخيا أن شعوب العالم القديم دخل في السلام الروماني وخضع لروما إلا اليمن فقد قاومت الغزو الروماني وهزمت جيشها بل دفنته في رمال مأرب بما عرف بحملة الرومان بقيادة جاليوس حاكم روما في مصر بعد ان قاد تحالف مع دولة الانباط واليهود عام 24 ق . م ,

فقد اصدر الإمبراطور أغسطس أمرا لحاكم مصر الروماني ” اليوس جاليوس ” عام 24 ق . م , للقيام بحملة إخضاع اليمن فجند عشرة آلاف من الرومان واستعان بألف جندي من الأنباط وايضا خمسمائة من اليهود كحلف عسكري لغزو اليمن , لكن اليمنيون تصدوا للحملة الرومانية ببسالة ومقاومة وهزموها .

وعلى عكس الإمبراطورية الرومانية فإن الأمريكان يواجهون أمما وحضارات وشعوبا وثقافات مكتملة التكوين ولن يكون خضوعها سهلا , ولعل هذا بالتحديد ما يجعل الولايات المتحدة تسابق الزمن لضرب الحضارة العربية الإسلامية في القلب واحتلال قلبها بقسوة وكثافة , وكذا محاولات احتواء الصين وروسيا والهند والسيطرة على البترول للتحكم في الاقتصاد الأوروبي والياباني أي منع تلك الحضارات والقوى من الاستمرار وتقزيمها أو قتلها إن امكن حتى لو كان حلفاءها مالم يكونوا تحت مظلتها وحمايتها .

بيت الطاعة

نحن اليوم أمام استراتيجية جديدة بل ان صح التعبير امام استراتيجية فوضى عالمية واعادة العالم إلى قانون الغاب وانهيار للمنظومة والشرعية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة . فأمريكا تريد أرساء مبدأ إمبراطوري خطير يجعل تدخل الولايات المتحدة في أي مكان لا يحتاج إلا إلى أن تقرر الولايات المتحدة ذلك فقط لا غير , وأن الولايات المتحدة ستتصرف منفردة حتى لو عارضت ذلك الهيئات والجهات الدولية بما فيها الأمم المتحدة , بمعنى إما أن تصبح الأمم المتحدة بوقا وذيلا , وإما فلا حاجة لها , وهذا معناه أن أمريكا أعطت لنفسها الحق في تحديد الخطأ والصواب المشروع وغير المشروع , وأعطت نفسها الحق في تنفيذ ما تراه ملائما . كل هذا معناه أن العالم كله مطلوب لبيت الطاعة الأمريكي .

-قيادة العالم

مع انهيار الشيوعية , وانفراد أمريكا بالقوة العسكرية في العالم , طرحت أمريكا نفسها كقيادة للعالم , واعتبرت أن هذه هي فرصتها وإنه يجب أن يكون القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا , وأمريكا لم تقدم نفسها كقيادة عسكرية للعالم فقط بل تريد أن تقدم نفسها كقيادة سياسية واقتصادية بل وقيمية وحضارية للعالم , فهي تريد الهيمنة على العالم في كل شيء بدءا من النفوذ العسكري ومرورا بالنفوذ الاقتصادي والسياسي وانتهاء بالنفوذ الثقافي . وأمريكا التي تريد الانفراد بالقيادة في العالم الجديد أو النظام العالمي الجديد كما تسميه واشنطن لا بد أن تستخدم سياسة ” الجزرة والعصا ” فهي ترسم لنفسها صورة وردية ويرسم لها المؤيدون أو التابعون أو المأجورون صورة زاهية وقيما رفيعة , فهي ذات مسؤولية عالمية ومدافعة عن الحرية والسلام , وتريد عالما بلا حروب وتريد مساعدة العالم كله على الرخاء والحرية .

وتقدم قيمها السياسية ” البرغماتية ” كما لو كانت أفضل القيم , فالتاريخ قد انتهي وأثبت صحة اقتصاد السوق والليبرالية الرأسمالية والنزعة الفردية والصفقات التجارية والمشاريع الاستثمارية والمصالح المشتركة . ومن ناحية أخرى فإنها تلوح بالعصا الغليظة لمن لا يريد الخضوع لهذا النظام العالمي الجديد أو الهيمنة الأمريكية وتهدد بأنها سوف تضرب بقسوة كل من يتحدى جبروتها سواء كان من الأعداء أو الأصدقاء على حد سواء .

يشرح الرئيس الأمريكي ” ريتشارد نيكسون 1969- 1974م” في كتابه والذي نشر منذ سنوات قريبة بعنوان ” انتهزوا هذه الفرصة ” ملامح تلك القيادة الأمريكية مقدما لها صورة وردية : ( سيعلم الجميع أنه بدون الولايات المتحدة الأمريكية فلن يكون هناك سلام أو حرية في العالم أجمع سواء في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل … يجب أن نعيد الثقة في عقيدتنا وفي مثلنا وفي قدرنا وفي أنفسنا , نحن موجودون لنصنع التاريخ , ونفتح آفاقا جديدة للمستقبل … لقد ظل الناس على مدي قرون طويلة يحلمون بالسلام والحرية والتقدم في العالم أجمع , ولم نكن في يوم من الأيام أقرب إلى تحقيق هذه الآمال من يومنا هذا … إن علينا حمل عبء قيادة العالم , لأننا شعب عريق … إن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تقوم بدور القيادة في العالم وعلى العالم أن يتبع خطانا … ليس هناك إلا الولايات المتحدة التي تملك القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية لتقود العالم في طريق الحرية , والأهم من ذلك أن تأثيرنا لا ينبع فقط من القوة العسكرية والاقتصادية , ولكن ينبع أيضا من الإعجاب بمبادئنا ومثلنا , ونحن البلد الوحيد في العالم الذي رفع اسمه بقوة مبادئه وليس بقوة سلاحه ) .

فأمريكا تقدم نفسها للعالم إلى جانب تفوقها العسكري والاقتصادي ايضا انها تحمل قيما عظيمة , وينبغي على العالم أجمع أن يدخل في هذه القيم وأن يتخلى الجميع عن قيمهم الحضارية الذاتية , وأن يخضع وهو سعيد لقيادة أمريكا وإلا فإن من يرفض أو يعارض أو حتي يكون محايدا فإن العصا الغليظة ستناله .

-الجريمة الكبرى

إن الصورة الوردية التي تروجها أمريكا ويروجها مؤيدوها صورة منافقة وكاذبة وتفتقر إلى الحد الأدنى من الجدية والحقيقة , فلا هي دولة صاحبة قيم عظيمة ولا ممارسات عظيمة ولا هي دولة بهذه القوة التي يتحدثون عنها . والصورة الحقيقية لأمريكا تقول : إن أمريكا ذاتها نشأت من خلال جريمة كبرى وهي إبادة شعب ” الهنود الحمر ” واستلاب أرضه والعيش فيها , أباد المهاجرون الأمريكيون أكثر من مائة مليون نسمة من الهنود الحمر , فكل مهاجر أباد أربعة من الهنود الحمر وبالتالي فقد عاش على جماجم أربعة من البشر .

وهؤلاء الذين أنشأوا أمريكا أو سلبوها من أهلها كانوا من حثالات المهاجرين والمغامرين والأفاقين الأوروبيين , وهؤلاء بدورهم أبادوا الهنود الحمر , ثم استقدموا الرقيق الإفريقي ليسخروه في بناء امريكا , أي أن أمريكا قامت على النهب والإبادة والتفرقة العنصرية والتي تمارسها بصورة رسمية وتشرعها قوانينها وما تزال التفرقة العنصرية موجودة ومتغلغلة في الوجدان الأمريكي وما تزال آثارها ملموسة حتي الآن في كل مكان بأمريكا , فأي عالم إذن يمكن أن نتوقعه تحت قيادة أمة نشأت على النهب والإبادة والعنصرية ؟! .

إن ما يسمى اليوم بالأمة الأمريكية هي تمثل كل القيم البشعة للحضارة الغربية , تلك الحضارة التي قامت على نهب الشعوب واسترقاقها وأذاقت كل البشرية الويلات خلال فترة الاستعمار ولا تزال , وما دامت ما يسمى بالأمة الأمريكية جزءا من الحضارة الغربية فهي تمتلك كل مقوماتها الحضارية وعي العنف والقهر والنهب والعنصرية , بل إنه يمكن القول : إن أمريكا هي أسوأ التطورات في الحضارة الغربية , لأنها نشأت من حثالة البشر في تلك الحضارة الغربية , ولأنها نشأت من خلال جريمة كبرى إبادة الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين .

-تاريخ أسود

إن سجل الجرائم الأمريكية حول العالم متعددة ومتنوعة , فهو تاريخ أسود حافل بكل المذابح والمجازر والانتهاكات ولا يوجد دولة إلا واكتوت بنار جرائم واشنطن , فأمريكا التي تدعي أنها رفعت اسمها من خلال المبادي , وليس من خلال القوة هي نفسها التي قامت بالعديد من الجرائم الكبيرة اولاها إبادة شعب أمريكا الأصلي الهنود الحمر واسترقاق السود وتسخيرهم في بناء امريكا . وفيما يخص جرائمها ضد العرب و المسلمين اهمها : دعم قيام الكيان الصهيوني والاعتراف به عام 1948م , وفرضه كعضو على الأمم المتحدة عام 1949م , ثم تقديم عشرات المليارات إليه لدعمه فضلا عن السلاح والمعلومات الاستخبارية وغيرها حتي اليوم , التدخل العسكري في لبنان 1983م , ضرب ليبيا 1986م , اختطاف الطائرة المصرية إبان حادثة السفينة ” أكيلي لاورو ” عام 1986م , إسقاط طائرة الركاب الإيرانية المدنية فوق مياه الخليج العربي 1988م , تدمير العراق والكويت 1991م , التدخل في الصومال 1993م , ضرب السودان وأفغانستان 1988م , احتلال أفغانستان 2001م , احتلال العراق 2003م , محاولة تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن 2017م , أو مقترح ترامب اليوم ترحيل سكان غزة 2025م , وشراء أراض غزة مخالفا بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية مما لاقي استهجان عالمي . وجعل العالم بأسره يدرك حقيقة وتاريخ أمريكا وانها قامت على الإبادة والعنصرية .

-سقوط أمريكا

إذا كانت الصورة الوردية التي ترسمها أمريكا لنفسها أو يرسمها لها مؤيدوها صورة كاذبة ومنافقة وغير حقيقية , فإن الصورة الأخرى التي تكمل بها أمريكا ومؤيدوها حصارها حول العالم وهي صورة أمريكا القوية القادرة التي لا تستطيع قوة أخرى تحديها هي أيضا صورة مبالغ فيها لإيقاع الرعب في نفوس الآخرين , وأن الصورة الحقيقية لأمريكا ليست بهذه القوة ولا بهذه القدرة ويمكن بالصمود والمقاومة والمواجهة أو بعوامل الضعف الداخلية الأمريكية أن تسقط هذه القوة بأسرع مما نتصور .

وفي هذا الصدد يقول ” محمد حسنين هيكل ” في كتابه ” الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق ” : ( الواقع أن الإمبراطوريات الكبرى في التاريخ لا يهزمها خصومها في صراعات مباشرة إلى النهاية , وإنما تتولى هي هزيمة نفسها بالإفراط في استعمال القوة وفي الغرور , إذ يعجز عن مسايرة التطور ويتصور قجرته غالبة إلى الأبد ) .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الإمبراطوریة الرومانیة الأمم المتحدة الهنود الحمر على العالم فی العالم إن أمریکا من خلال

إقرأ أيضاً:

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الأداة الناعمة لنفوذ الولايات المتحدة

المؤسسة الأميركية الرئيسية للمساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية الدولية أدارت منذ تأسيسها عام 1961 معظم الإنفاق الرسمي الأميركي على المساعدات الخارجية، بميزانية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويا، وقوة عمل وصلت إلى نحو 10 آلاف موظف حول العالم.

وهي وكالة حكومية مستقلة، شكلت إحدى أدوات التأثير الناعمة للولايات المتحدة حول العالم، إذ تبعت في عملها توجيهات وزارة الخارجية، وأدت دورا فاعلا في خدمة أهداف السياسة الخارجية الأميركية.

ومنذ تنصيبه لولاية ثانية في يناير/كانون الثاني 2025، استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوكالة، فأخضعها لإشراف مباشر من قبل وزارة الخارجية، وقرر تجميد مساعداتها الخارجية مؤقتا، في إطار إعادة تقييم عملها، واتهمها بإهدار المال وإدارة مشاريع لا تتماشى مع المصالح الأميركية، وقد تتعارض مع القيم الأميركية، وقال إنها تعمل على زعزعة استقرار السلام العالمي.

النشأة

تأسست الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 1961 على يد الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، إبّان تصاعد حدة الحرب الباردة، وكان الهدف منها إدارة المساعدات الخارجية الأميركية، باعتبارها أداة ناعمة تعمل على توسيع الهيمنة الأميركية في الخارج، ومواجهة نفوذ الاتحاد السوفياتي في العالم.

وكان الكونغرس الأميركي قد أقر عام 1961 قانون المساعدات الخارجية، الذي نص على إنشاء وكالة حكومية مكلفة بإدارة الإنفاق الخارجي، وعلى إثره أصدر كينيدي أمرا تنفيذيا بإنشاء الوكالة، التي بدأت بالعمل بعد أن حظيت برامجها بموافقة الكونغرس.

إعلان

وعام 1998 صادق الكونغرس على قانون أصبحت الوكالة بموجبه مؤسسة مستقلة، يقدم لها وزير الخارجية التوجيه في السياسة الخارجية، ويساهم في وضع ميزانيتها ومخصصاتها المالية، التي تتم الموافقة عليها من قبل الكونغرس، بما يتفق مع المصالح الأميركية في العالم.

ويتم تعيين مدير الوكالة بترشيح من الرئيس الأميركي وبموافقة من مجلس الشيوخ، ويرفع لوزير الخارجية تقارير دورية عن سير عمل الوكالة.

وأخذت الوكالة وضعا أكثر أهمية في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (2021-2024)، إذ منح مدير الوكالة مقعدا دائما في مجلس الأمن القومي الأميركي، وقد اقتصر دوره على مدى عقود سابقة على حضور اجتماعات المجلس المتعلقة بعمل الوكالة وقضايا التنمية لا غير.

الأهداف

تسعى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من خلال أنشطتها الإنمائية إلى تحقيق هدفين رئيسين هما:

تحسين ظروف الحياة في المجتمعات النامية. تعزيز المصالح الأميركية في العالم.

وبناء على ذلك، نفذت الوكالة عديدا من المشاريع الإنسانية والتنموية، والبرامج الخاصة لتطوير المجتمعات الفقيرة حول العالم وتحسين الأوضاع الإنسانية فيها، والتي وُجهت نحو تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها:

دعم النمو الاقتصادي في العالم. تحسين الصحة العالمية. محاربة الفقر والمجاعات وتعزيز الأمن الغذائي. تحسين الاستدامة البيئية. القضاء على الأمية والجهل وتعزيز التعليم. وقف الصراعات في العالم والتعافي منها. تقديم الإغاثة العاجلة والمساعدات الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية والصراعات. نشر الديمقراطية في الخارج وحماية حقوق الإنسان.

واستخدمت الوكالة تلك المشاريع لتنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخدمة المصالح الأميركية في العالم، وتقوية النفوذ السياسي والاقتصادي الأميركي في الخارج.

وعلى مدار عقود استُغلت المساعدات لبناء تحالفات لمواجهة خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا، ودعم المصالح التجارية الأميركية، عن طريق تعزيز النمو الاقتصادي للدول النامية، وتمكينها من المشاركة في التجارة العالمية، وإيجاد أسواق وشركاء تجاريين للولايات المتحدة حول العالم.

إعلان الميزانية والقوة العاملة

تعتبر الولايات المتحدة أكبر ممول للمساعدات الإنسانية في العالم، وعبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنفقت الدولة عشرات المليارات من الدولارات سنويا، بما يناهز 1% من الميزانية العامة للبلاد.

ووفق تقرير لخدمة أبحاث الكونغرس، نُشر مطلع عام 2025، أدارت الوكالة أكثر من 43 مليار دولار في السنة المالية 2023 (أحدث سنة تتوفر عنها بيانات مالية كاملة)، أي ما تصل نسبته إلى أكثر من ثلث المخصصات المالية لوزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة.

وتُشغِّل الوكالة نحو 10 آلاف فرد، نحو الثلثين منهم خارج الولايات المتحدة، ويشمل ذلك الموظفين مباشرة للوكالة، الذين يشكلون أقل من نصف القوة العاملة، وموظفي التعيين غير المباشر، مثل المقاولين في مجال الخدمات الشخصية والمقاولين في مجال الدعم المؤسسي.

مظاهرة بواشنطن ضد إجراءات إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (الأناضول) المناطق المستهدفة

تنتشر خدمات الوكالة في أنحاء العالم، وتشمل مناطق، أبرزها أوروبا وأوراسيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق عديدة في جنوب وشرق ووسط آسيا.

ويقع مقر الوكالة الرئيسي في العاصمة الأميركية واشنطن، ولها مكاتب أخرى في أكثر من 60 دولة، ولها مكاتب ميدانية في مناطق عديدة حول العالم، أبرزها:

مكتب أوروبا وأوراسيا. مكتب آسيا. مكتب أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. مكتب الشرق الأوسط. مكتب الاستقرار ومنع الصراعات. مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوكمة. مكتب المساعدات الإنسانية. مكتب النمو الشامل والشراكات والابتكار. مكتب المرونة والبيئة والأمن الغذائي. مكتب الصحة العالمية. مكتب المساعدات الخارجية. مكتب الشؤون التشريعية والعامة. مكتب السياسات والتخطيط والتعلم. شعار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (الأناضول)

ويستفيد من المساعدات التي تقدمها الوكالة ما يزيد على 100 دولة حول العالم سنويا، وتستهدف بشكل خاص الدول التي تشكل أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة، والمناطق التي تحتدم فيها الصراعات، وتعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية.

إعلان

ويتفاوت حجم المساعدات وتوزيعها الجغرافي من عام لآخر، ففي السنة المالية 2023، شملت مساعدات الوكالة نحو 130 دولة، وتصدرت أوروبا وأوراسيا قمة المناطق المدعومة بالمساعدات، إذ حصلتا معا على نحو 40% من المخصصات المالية للوكالة، في حين جاءت منطقة الصحراء الكبرى في أفريقيا في المرتبة الثانية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرتبة الثالثة.

أما الدول التي حظيت بأكبر نصيب من المعونات في تلك السنة، فكانت على رأسها أوكرانيا، تلتها إثيوبيا ثم الأردن وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال واليمن وأفغانستان ونيجيريا وجنوب السودان وسوريا على التوالي.

القطاعات والبرامج

تغطي الوكالة قطاعات مختلفة، منها الصحة والتعليم والزراعة والتنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والمساعدات الإنسانية وقطاع الحوكمة، الذي طغى على غيره من القطاعات في ما يتعلق بالمخصصات المالية للوكالة عام 2023، بسبب الدعم المقدم للحكومة الأوكرانية.

وتدير الوكالة المساعدات المالية عبر مجموعة كبيرة من المشاريع الإنمائية، التي تُنفذ عبر منح أو اتفاقيات، بالشراكة مع جهات متعددة أميركية وأجنبية، بما فيها حكومات أجنبية وجامعات ومنظمات غير ربحية ومقاولون يعملون من أجل الربح.

وتشمل مشاريعها برامج متنوعة، تتفاوت مهامها بين تقديم المساعدة الفورية، ووضع إستراتيجيات طويلة الأجل، تمكن البلدان النامية من الازدهار بشكل مستقل، ومن أهم تلك البرامج:

برامج تحسين الصحة العالمية

حاز قطاع الصحة، حسب بيانات خدمة أبحاث الكونغرس، الاهتمام الأكبر للوكالة منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين الـ20، وركزت برامج الوكالة على مكافحة الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والملاريا والسل.

إضافة إلى ذلك عملت على تحصين المجتمعات ضد الأمراض عن طريق توفير اللقاحات، مثل لقاح شلل الأطفال، وساعدت في الحد من انتشار الفيروسات الخطرة، التي قد تتسبب في حدوث جائحة.

إعلان

وفي العقد الأول من القرن الـ21، خصصت الوكالة مليارات الدولارات لمكافحة مرض الإيدز، ومع ظهور جائحة كورونا عام 2020، تزايد الدعم لقطاع الصحة من خلال بند المساعدات الطارئة، حتى حاز قطاع الصحة على أكبر حصة من مخصصات الوكالة للعام المالي 2022.

وساهمت الوكالة على مدى عقود في تعزيز النظم الصحية في المجتمعات الضعيفة، وتوفير الأدوية الأساسية فيها، ونفذت برامج تهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل، وتعزيز فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الجيدة.

برامج نشر التعليم

تعمل الوكالة على تعزيز أنظمة التعليم الشاملة في البلدان النامية، وتحسين فرص الحصول على التعليم، لا سيما للفتيات والفئات المهمشة، وتقدم برامج تدريب للمعلمين وتستثمر في تطوير المناهج وطرق التدريس، وتساهم في تحسين البنية الأساسية للمدارس.

برامج التنمية الاقتصادية

تقدم الوكالة برامج مساعدات إنمائية في قطاعات، مثل: الزراعة والتنمية الريفية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الحضرية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتساعد برامجها في تعزيز الاقتصادات المحلية والاكتفاء الذاتي والممارسات الزراعية المستدامة وإنتاج الغذاء وتحسين القدرة على الوصول إلى الأسواق.

برامج الحفاظ على البيئة

تقدم الوكالة مبادرات تهدف إلى حماية البيئة، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، ودعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على الغابات، وحماية التنوع البيولوجي، ومكافحة تغير المناخ.

برامج المساعدات الإنسانية

للوكالة دور حيوي في تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الإغاثة العاجلة في الدول التي ضربتها الكوارث الطبيعية أو مزقتها النزاعات، من خلال تقديم المساعدات الغذائية والإمدادات الطبية والمأوى للسكان.

فضلا عن ذلك، تساهم في دعم جهود التعافي في المجتمعات وإعادة التأهيل بعد الكوارث، من خلال تطوير البنى الأساسية واستعادة سبل العيش وتوفير الدعم النفسي للمتضررين.

وتزداد مخصصات الوكالة للمساعدات الإنسانية سنويا، استجابة للأزمات الإنسانية، التي تتمثل أغلبها في حركات النزوح الناجمة عن ظروف طبيعية أو عوامل بشرية.

إعلان برنامج مبادرات الانتقال

تدير الوكالة حساب مبادرات الانتقال، الذي تأسس عام 1994، والذي يدعم مشاريع المساعدة في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية من الحرب إلى السلام، ومن الصراع المدني إلى المصالحة الوطنية.

برامج الدعم الاقتصادي

تدير الوكالة صندوق الدعم الاقتصادي المخصص للمساعدات الاقتصادية في البلدان ذات الأهمية الخاصة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وكان الصندوق يستخدم في الأساس لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي السنة المالية 1997، ذهب نحو 87% من مخصصات الصندوق إلى إسرائيل ومصر والضفة الغربية والأردن، ومنذ السنة المالية 2022 سُحب غالبية الدعم لصالح الحكومة الأوكرانية.

برامج تعزيز الديمقراطية

تدعم تلك البرامج التحولات الديمقراطية في العالم، بما في ذلك الانتخابات الوطنية، ومساعدة منظمات المجتمع المدني على إعطاء صوت للمواطنين وزيادة نفوذهم، وبناء المرونة في المجتمعات، وتمكين المجتمع المدني من التجمع لدعم الاحتجاجات السلمية والدفع نحو الإصلاحات.

برامج دعم الإعلام المستقل

توفر الوكالة برامج التدريب والدعم للمنظمات الإعلامية التي تعمل في ظروف صعبة، من أجل تعزيز وسائل الإعلام المستقلة، وقد كشفت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن الوكالة موّلت عام 2023، أكثر من 6 آلاف صحفي، و700 وسيلة إعلامية غير حكومية، وما يقارب 300 منظمة غير حكومية تُعنى بالإعلام، في أكثر من 30 دولة حول العالم.

جزء من أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية موجه للأراضي الفلسطينية (رويترز) التحديات

تتغير أولويات الولايات المتحدة في ما يتعلق بالمساعدات الخارجية بمرور السنين، وهو الأمر الذي يشكل تحديا للوكالة، إذ يتطلب منها التكيف مع التغيرات التي تخضع لرقابة الكونغرس، وتتضمن جوانب عدة، منها:

وجود تباين كبير، في كثير من الأحيان، بين ما تحتاجه مشاريع الوكالة وبين ما يخصصه الكونغرس لها، وفي أحيان أخرى، يتم تحديد المخصصات المالية بعد أشهر من بداية السنة المالية، وهو ما يتطلب مرونة عالية من الوكالة في التعامل مع الميزانية، وإعادة توزيع الأموال لتلبية الاحتياجات العالمية بميزانية أصغر. تخصيص مبالغ مالية كبيرة من التمويل الطارئ للوكالة، بسبب ظروف معينة مثل الحروب والكوارث الطبيعية، مما يستوجب التعامل مع مخصصات كبيرة في فترات زمنية قصيرة، وقد تشكل هذه التفاوتات والتأخيرات والتدفقات المفاجئة تحديات مستمرة لتخطيط الوكالة وإدارة برامجها. تفويضات التمويل في الكونغرس تسمح بتوجيه الوكالة ومواردها إلى قضايا تهم الأعضاء، ولكنها قد تحد من مرونة الوكالة، وقد تبتعد عن إطار سياستها أو إستراتيجيات الدولة، وهو ما يضر أحيانا بقطاعات معينة. إعلان إجراءات ترامب

استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية فور تسلمه السلطة يوم 20 يناير/كانون الثاني 2025، وسعى لتفكيكها أو إلغائها بشكل كامل، وأصدر أمرا تنفيذيا لإعادة تقييم عملها وتنظيم المساعدات الخارجية.

وبموجبه، تم تجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما -مع استثناء المساعدات الغذائية الإنسانية الطارئة- بحجة أن الوكالة تهدر الأموال، وأن المساعدات الخارجية لا تتماشى مع المصالح الأميركية، وفي كثير من الحالات تتعارض مع القيم الأميركية، وتعمل على زعزعة استقرار السلام العالمي.

وقال ترامب إن إدارته ستعيد النظر في الإنفاق المالي للوكالة بما يتماشى مع سياسته الخارجية التي رفع فيها شعار "أميركا أولا"، وأخضع الوكالة للإشراف المباشر من وزارة الخارجية، كما عيَّن وزير الخارجية ماركو روبيو قائما بأعمال مدير الوكالة.

وقال إيلون ماسك مستشار الرئيس الأميركي، الذي يدير وزارة كفاءة الحكومة، التي تعمل على خفض الإنفاق والبرامج الفدرالية الأميركية في إدارة ترامب، إنه سيتم إغلاق الوكالة لأنه "لا يمكن إصلاحها".

وأدى القرار إلى إغلاق معظم برامج الوكالة، وهو ما نجمت عنه أزمات مالية وإنسانية في عديد من المناطق حول العالم، إذ تم منع تسليم المساعدات الإنسانية من الأدوية والسلع الأخرى التي تبلغ ملايين الدولارات، والتي ظلت عالقة في الموانئ.

وتم إغلاق مكتب الوكالة في واشنطن، وإغلاق موقعها الإلكتروني، وأصبحت المعلومات المتاحة عبر الإنترنت عن الوكالة منشورة على صفحة جديدة تشكل جزءا من موقع وزارة الخارجية الأميركية الإلكتروني.

وخلال الأسبوعين الأوليين من تنصيب ترامب، تم تسريح عديد من موظفي الوكالة أو إرسالهم في إجازة إدارية، من بينهم موظفون بمناصب قيادية في جميع مكاتب الوكالة.

وعلى إثر ذلك، بعث الأعضاء الديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ رسالة احتجاج إلى روبيو، قائلين فيها إن ترامب لا يملك السلطة لإلغاء الوكالة المنصوص عليها في تشريع الكونغرس، وإن ضمها إلى وزارة الخارجية يجب أن يوافق عليه الكونغرس بموجب القانون.

إعلان

وبالمبررات نفسها، رفعت جمعيات العمال الفدراليين دعوى قضائية في السادس من فبراير/شباط 2025، تطلب من المحكمة الفدرالية وقف إغلاق مكاتب الوكالة، وعلى الرغم من ذلك استمرت الإجراءات الرسمية ضد الوكالة، وبدأت الإجازات القسرية لموظفيها في واشنطن وحول العالم فعليا في السابع من فبراير/شباط 2025، ولم يستثن من ذلك إلا 294 موظفا، يشكلون الكادر الأساسي في الوكالة.

مقالات مشابهة

  • وفد هلالي يغادر إلى أمريكا
  • أمريكا ... بين السلام الروماني والجريمة الكبرى !
  • روسيا: علاقتنا مع الولايات المتحدة على شفا الانهيار
  • ترامب يجدد رغبته في ضم كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. ما السبب؟
  • قطع المساعدات الأمريكية سيولد الإرهاب والجوع والموت
  • وزير الخارجية يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء كبار المسئولين وأعضاء الكونجرس
  • الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الأداة الناعمة لنفوذ الولايات المتحدة
  • الغطرسة الأمريكية ومتلازمة إيكاروس
  • بعد تصريحات ترامب عن غزة ورد مصر.. الولايات المتحدة: "لن نصطدم معكم"