في ليل العراق الطويل غابت الدولة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
آخر تحديث: 22 غشت 2023 - 9:18 صبقلم: سمير داود حنوش ثمة حكاية غريبة حدثت بعد عام 2003 وسيناريو عجيب أوجده الاحتلال الذي جاء بمجموعة من شتات الشرق والغرب والبعض من شوارع بلاد الضباب الذين استيقظوا فجأة فوجدوا أنفسهم في السلطة أو حكاماً للعراق.مجموعات سياسية تعاني من عقد نفسية موغلة في شخصياتها من حقيقة اسمها بناء الدولة والمؤسسات رافقت سلطة احتلال جابت دباباتها شوارع بغداد دون خطة لتنظيم شؤون البلد باعتراف الأميركان ذاتهم.
ما يهمنا هو تلك الشخصيات التي جاءت مع المحتل كما لو أنها كانت تطلب من العراق وشعبه ثأراً قديماً. استقبلهم شعب يعيش فوضى التفكير وسنوات عِجافا رافقته وألمت به ابتداءً من حرب الثماني سنوات مع إيران وصور القتل ومشاهد الجثث المتناثرة، وانتهاءً بسنوات الحصار المفروض عليه من قبل حكومة الاحتلال الأميركي.صورة بأبعادها الثلاثية كانت نتيجتها ما يحدث اليوم من فناء للبنية التحتية وتفتيت الشعب العراقي إلى شعوب وفساد أصبح به العراق مضرب الأمثال حيث لم يشهده هذا البلد في تاريخه الحديث والقديم.دائماً ما يلوم حكام العراق الجديد الشعب في كل ما حدث ويحدث؛ فهو السبب الرئيسي لهذا الاحتلال. وكأنهم يصنعون المنّة لهذه الضحية عندما تم تخليصها من الجلّاد، كما يتحدثون في أدبياتهم، ولا يعترفون أنه لولا الجيش الأميركي لما استطاعت أقدامهم أن تخطو خطوة واحدة داخل الحدود العراقية. عقلية الحقد والانتقام التي تحملها المجموعات التي دخلت بغداد بعد التاسع من أبريل ضد أي شيء يحمل اسم العراق، تجعل من الصعوبة إدراك ضرورة تغيير أو تبديل العقول المريضة التي تحملها أجسادهم الوحيدون الذين لم يُدينوا احتلال بلدهم هم أولئك القادمون (الغرباء) حين يأتون بالحقائق من الأسفل إلى الأعلى ويعتبرونه تحريراً وليس احتلالا، بالرغم من اعتراف القوة المحتلة (أميركا نفسها) بأن غزو العراق كان احتلالاً. منذ عشرينيته التي بدأت أيامها منذ التاسع من أبريل – نيسان 2003 واحتلاله ظل العراق مُمهداً لفناء كبير في بُناه ومؤسساته، وشعباً يعيش خراباً وصل إلى داخل الشخصية العراقية من خلال انتشار معدلات الجريمة والمخدرات والانتحار والفساد الذي بات يفتك بحياتهم كالسرطان، ولا زالت السلطة تنظر إليهم نظرة المطلوب منه ثأراً عليه أن يسدده.ضمن سخافة هذه المعادلة يعيش العراقيون كابوساً يبدو أنه أشد حلكة من كوابيس الماضي التي رافقته ويحتاج إلى تعويذة تنقذه من تلك الأحلام المزعجة. عقلية الحقد والانتقام التي تحملها المجموعات التي دخلت بغداد بعد التاسع من أبريل ضد أي شيء يحمل اسم العراق، تجعل من الصعوبة إدراك ضرورة تغيير أو تبديل العقول المريضة التي تحملها أجسادهم. بل واستحالة التفكير في كيفية بناء البلد ومؤسساته وانتشال الشعب من واقعه المزري الذي كان هؤلاء سبباً لسقوط هذا الجمهور في ذلك النفق المظلم.تدرك النخب السياسية الحاكمة أن الشعب بات يمقتها بسبب الآلام التي سببتها له، لكنها مُصرّة على الإيغال في التعنّت وممارسة دور الجلّاد ظناً منها أن الآخرين سيرضخون، لكنها واهمة فهي بالنهاية محاولات يائسة لإطالة عمر الجلّاد ليس أكثر.بالمحصلة، كم سيستمر ذلك التعنّت والجبروت؟ وإلى متى؟ أليس لكل شيء نهاية حتى الحياة نفسها؟ هل هو عبث الاحتلال كما يسميه البعض؟أيها السادة الذين تجيدون التبرير لكل شيء، الاحتلال هو الاحتلال، حيث لا يمكن تجميله أو تزويقه.. فماذا ترجون من دولة غازية استباحت دولة تبعد عنها آلاف الكيلومترات لا لشيء سوى لسرقة نفطها وخيراتها وتهديم مجتمعها؟ أما أدوات التهديم فقد كانت جاهزة ومحمولة بأيدي جنود الاحتلال وحاشيته، أليس كذلك أيتها المعاول؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
على مدار العصور كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل أفريقيا ومركزا مهما للعالم، ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة، ومهدا للديانات والتعايش بين أتباعها.
وتعكس المعابد والكنائس والمساجد التاريخية في غزة غنى وعُمق الهوية الفلسطينية، حيث كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقِبلة للسلام، قبل أن تحوّله إسرائيل إلى مسرح لإبادة جماعية طوال أكثر من 15 شهرا.
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءا من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
وخلال فترة الإبادة لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال، وكانت تلك الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.
738 مسجدا سُويت بالأرضويقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف في قطاع غزة إكرامي المدلل إن "صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجدا بالأرض، ودمرتها تدميرا كاملا من أصل نحو 1244 مسجدا في قطاع غزة، بما نسبته 79%".
إعلانوأضاف "تضرر 189 مسجدا بأضرار جزئية، ووصل إجرام الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزة".
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضا 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميرا كليا و18 جزئيا.
وأوضح أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب".
كما أكد المدلل أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حربه الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية".
وأضاف "يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر".
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين.
وتاليا أبرز المساجد التي طالتها آلة الدمار والعدوان الإسرائيلية:
المسجد العمري الكبيريُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.
ويضم 38 عمودا من الرخام المتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، ويعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريما للخليفة عمر بن الخطاب.
وفي تاريخه الطويل، تحوّل الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض للدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقا في العام 1925.
إعلان مسجد السيد هاشميقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بمدينة "غزة هاشم".
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.
مسجد كاتب ولايةيشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتُقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.
يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1341 و1309 ميلادية.
تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 متسببا في أضرار جسيمة.
المسجد العمري في جباليايعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة ويُطلق عليه سكان المنطقة "الجامع الكبير"، ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربي 2008 و2014، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة.
كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية المتضررة بعد غارة جوية في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأوروبية) وتاليا أبرز الكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة: كنيسة القديس برفيريوسأقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسُميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تحتضن قبره.
وتعرضت للاستهداف المباشر أكثر من مرة، الأولى كانت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من الشهر ذاته، ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، ووقوع عدد من الشهداء والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.
كنيسة العائلة المقدسةتعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.
تم تأسيس الكنيسة في أوائل القرن العشرين، على يد الرهبان الفرنسيسكان، وبنيت الكنيسة على الطراز المعماري الكاثوليكي التقليدي.
إعلانوتُعد الكنيسة مكانا مهما للمسيحيين في غزة، حيث تُستخدم لأغراض العبادة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.
كما كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا يوفر العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية للمجتمع المسيحي في المنطقة.
كنيسة المعمدانيتتبع الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
وارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.