بروكسل تواجه رسوم ترامب بخطة غير متوقعة: هل يصبح الاقتصاد الرقمي ساحة المعركة الجديدة؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
قد تؤدي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي إلى رد غير متوقع من بروكسل، ليس عبر فرض ضرائب على السلع الأمريكية كما جرت العادة، بل من خلال استهداف الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد الرقمي الأوروبي، وهو قطاع يدر إيرادات بمليارات اليوروهات.
وتوقع اقتصاديون في غولدمان ساكس أن تتخذ الولايات المتحدة خطوة برفع الرسوم على صادرات السيارات الأوروبية بنسبة 25% ، إلى جانب فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على مجموعة واسعة من الواردات، تشمل المعادن والفلزات والأدوية.
في حال تم تنفيذ هذه الرسوم، من المرجح أن يعتمد الاتحاد الأوروبي استراتيجية مشابهة لما حدث عام 2018، عندما فرض ترامب تعريفات على الصلب والألومنيوم الأوروبي. وردّت بروكسل وقتها بفرض رسوم على عدد من المنتجات الأمريكية البارزة، مثل ويسكي البوربون والدراجات النارية، في خطوة استهدفت قطاعات حساسة في الاقتصاد الأمريكي. وعلى الرغم من أن جولة ثانية من الرسوم كانت جاهزة للتنفيذ، فإنها لم تُطبق بانتظار قرار منظمة التجارة العالمية.
لكن الوضع الحالي يختلف عن 2018، فالاتحاد الأوروبي يمتلك اليوم أداة جديدة قد تشكل عنصر ضغط فعالًا على واشنطن. تمنح أداة مكافحة الإكراه (ACI)، التي استحدثها التكتل مؤخرًا، بروكسل صلاحيات أوسع لفرض تعريفات جمركية وتقييد الوصول إلى الأسواق الأوروبية ردًا على أي ضغوط اقتصادية تمارسها دول أخرى.
ومع تصاعد العجز التجاري السنوي في قطاع الخدمات، والذي يقدر بحوالي 150 مليار يورو، بات من الواضح أن أحد الأهداف المحتملة للرد الأوروبي سيكون قطاع التكنولوجيا الأمريكي، حيث تحقق شركاته العملاقة إيرادات ضخمة من الأسواق الأوروبية، قبل أن تعيد أرباحها إلى الولايات المتحدة عبر ولايات ذات ضرائب منخفضة مثل أيرلندا.
تحتل الصادرات الأوروبية نسبة 33% من المجمل للولايات المتحدة الأميركيةوفقًا لتقرير غولدمان ساكس، فإن توجيه القيود نحو هذه التدفقات المالية قد يكون خيارًا فعالًا لبروكسل بدل الدخول في معركة رسوم جمركية متبادلة. كما أشار التقرير إلى أن معظم الخدمات التي يستوردها الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة تتركز في قطاع تكنولوجيا المعلومات، حيث تُصدر الفواتير كإتاوات يتم تحويلها إلى الولايات المتحدة عبر أيرلندا. وأي تعديل على هذه المعاملات قد يكون له تأثير واضح على الميزان التجاري للخدمات، وهو ما قد تستخدمه بروكسل كوسيلة ضغط دون إثارة تصعيد مباشر على صعيد السلع المادية.
Relatedترامب: أنا ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وقد أمنح جزءًا منها لدول في الشرق الأوسطترامب لا يمزح: "نعم.. أنا جاد بضم كندا للولايات المتحدة"ترامب يكشف عن محادثات مع بوتين وخطط للقاء زيلينسكي.. فهل تقترب الحرب من نهايتها؟ورغم أن فرض رسوم جمركية على البضائع يمكن تطبيقه بسرعة نسبية، فإن استهداف الاقتصاد الرقمي يظل خيارًا أكثر تعقيدًا، حيث يتطلب موافقة 15 دولة على الأقل من أصل 27 داخل الاتحاد الأوروبي. وقد تبطئ هذه العملية اتخاذ القرار، لكنها في الوقت ذاته تتيح فرصة لتنسيق استجابة أوروبية موحدة، ما قد يمنح بروكسل ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات مستقبلية مع واشنطن.
في الوقت الحالي، تترقب العواصم الأوروبية خطوة ترامب التالية بحذر. فإذا مضى قدمًا في تنفيذ تعهداته، سيكون على التكتل اتخاذ قرار استراتيجي حاسم: إما الرد بالمثل عبر فرض رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية، أو توجيه ضربة مختلفة عبر استهداف قطاع التكنولوجيا، الذي يظل حتى الآن بعيدًا عن نيران المواجهات التجارية المباشرة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب: أوكرانيا يمكن أن تصبح روسية في يوم من الأيام لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجمركية على كندا والمكسيك والصين السبت ماكرون وشولتس يدعوان لوحدة أوروبية في مواجهة تهديدات ترامب الجمركية دونالد ترامببروكسلأوروباالاقتصاد الأوروبيالرسوم الجمركيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس ضحايا روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس ضحايا روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب بروكسل أوروبا الاقتصاد الأوروبي الرسوم الجمركية دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس ضحايا روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقاية من الأمراض الذكاء الاصطناعي علم النفس قطاع غزة محادثات مفاوضات فلاديمير بوتين الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext رسوم جمرکیة فرض رسوم
إقرأ أيضاً:
مستشار بالأمم المتحدة: رسوم ترامب تعكس حالة من الارتباك وعدم التخطيط
قال المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، إن قرارات إدارة دونالد ترامب الجديدة بزيادة الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات والذي شمل حتى بعض الجزر غير المأهولة، يعكس حالة من الارتباك وعدم التخطيط الدقيق من جانب الطاقم الاقتصادي للرئيس.
وأضاف فراج في تصريحات صحفية، أن هذا القرار نتيجة لضغوط اقتصادية متزايدة، حيث أشار خبراء الاقتصاد إلى أن الولايات المتحدة تمتلك مجموعة من العناصر الاقتصادية القوية، بما في ذلك العديد من الحاصلين على جوائز نوبل في هذا المجال. ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن بعض القرارات تفتقر إلى الدراسة الكافية، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد الأمريكي.
وتابع: “إذا نظرنا إلى الوضع الحالي، نجد أن ترامب على حق في الإشارة إلى أن الصين وبعض الدول الآسيوية قد غزت السوق الأمريكية. إلا أن التوجه الحالي للاقتصاد الأمريكي تجاه فرض رسوم إضافية على هذه الدول قد أدى إلى صراع غير مبرر مع أغلب الدول حول العالم. وفي الوقت نفسه، فإن قيمة الرسوم الجديدة مرتفعة بشكل ملحوظ، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية”.
تأثير الرسوم الأمريكية الجديدةونوه مستشار التنمية والتخطيط، بأن البيانات تشير إلى انهيار البورصات الأمريكية نتيجة لهذه القرارات، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة في الأسعار، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى زيادة قدرها 6000 دولار لكل مواطن أمريكي بعد تطبيق هذه الرسوم. كما أن هناك مواد لا تُصنع داخل الولايات المتحدة، مثل القمصان والأقمشة، والتي ستشهد ارتفاعًا في الأسعار بسبب فرض الضرائب على استيرادها.
وأردف: “من المرجح أن تبقى نسبة الفائدة مرتفعة، نظرًا لعدم وضوح المسار الاقتصادي في المستقبل القريب. هذا الأمر يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية للمستهلك الأمريكي، مما يضيف تحديًا اجتماعيًا واقتصاديًا للبلاد”.
واختتم المستشار محمد فراج، بالتأكيد أنه في ظل هذه الظروف، على إدارة ترامب إيجاد حلول تتجاوز القرارات الارتجالية لضمان استقرار السوق الأمريكية واستعادة الثقة، حيث أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع القضايا الاقتصادية العالمية وليس مجرد ردود أفعال على الصراعات الحالية.
جدير بالذكر أن ترامب كتب على موقع "تروث سوشيال": “لن يفلت أحد من العقاب على الميزانيات التجارية غير العادلة، والحواجز الجمركية غير النقدية، التي استخدمتها دول أخرى ضدنا، وخاصة الصين التي تعاملنا أسوأ معاملة على الإطلاق!”
وأضاف: "لم يُعلن عن أي استثناء من التعريفات الجمركية يوم الجمعة. تخضع هذه المنتجات لتعريفات الفنتانيل الحالية بنسبة 20%، وهي تنتقل فقط إلى فئة تعريفات مختلفة. الأخبار الكاذبة تعلم ذلك، لكنها ترفض نشره".