الجزيرة:
2025-05-02@22:09:29 GMT

أوروبا في مواجهة تهديدات ترامب على 4 جبهات

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

أوروبا في مواجهة تهديدات ترامب على 4 جبهات

في خطاب مثير للجدل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي ليصبح التالي في قائمة الدول المستهدفة بعد المكسيك وكندا والصين. وأخذت أوروبا تهديداته على محمل الجد، وأعلنت حالة استنفار لمواجهتها على 4 جبهات.

ليست الرسوم الجمركية وما تنذر به من حرب تجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا هي العنوان الوحيد للمواجهة بين الطرفين، بل هناك أيضًا حرب رقمية يقودها المقربان من ترامب عملاقا التكنولوجيا إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ.

ومن جانب آخر، يتمسك الرئيس الأميركي بفكرة الاستحواذ على جزيرة غرينلاند التابعة للدانمارك. ولا يمكن التغاضي عن الجبهة المشتعلة في أوكرانيا التي تعتبرها أوروبا خط الدفاع الأول، في حين يصفها ترامب بأنها "حرب سخيفة" مهددًا بتقليص الدعم الأميركي، مما يزيد من التحديات والمصاعب على أوروبا.

فما الخطط الأوروبية لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي على هذه الجبهات الأربع؟ ولماذا يكنّ ترامب مثل هذه النقمة على أوروبا؟

لماذا ينقم ترامب على أوروبا؟

قبل أن نستعرض إعدادات أوروبا للمواجهة على مختلف الجبهات، سنسعى لاستيضاح خلفيات الانقلاب الأميركي على الحليف الأوروبي التاريخي وأسباب هذه النقمة التي يكنها رئيس أميركا الجديد للأوروبيين.

إعلان

"إن أكثر ما يثير سخط ترامب على أوروبا هو مشاهد السيارات الألمانية وهي تتحرك في شوارع مانهاتن، في حين تتكدس المركبات الأميركية في المصانع من دون مشترين من الأوروبيين"، هكذا يصف تقرير لصحيفة بوليتيكو أهم أسباب نقمة الرئيس ورجل الأعمال ترامب على أوروبا.

ويؤكد التقرير الذي أعدّه أساتذة الاقتصاد فرانسيسكو جيافاتزي من جامعة بوكوني وفيرونيكا جيريري وجيدو لورينزوني من جامعة شيكاغو أن هناك بالفعل خللا كبيرا في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا لمصلحة أوروبا، فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يتجاوز الفائض التجاري لعام 2024 لألمانيا وحدها مع الولايات المتحدة 67 مليار دولار.

وشرح الباحثون الاقتصاديون الذين أعدوا التقرير أن الفائض التجاري ناتج عن الطلب الضعيف على الواردات الأميركية في أوروبا مقابل طلب مرتفع على الواردات الأوروبية في الولايات المتحدة. ففي أوروبا يضغط انخفاض الأجور على الطلب الخاص، وتضغط مجموعة من الإجراءات يفرضها الاتحاد الأوروبي على الطلب العام، مما يقيد الاقتراض الحكومي.

وإذا خففت أوروبا هذه الإجراءات -مثل ما يسمى "كبح الديون" في ألمانيا على سبيل المثال- فإن الطلب الأوروبي سوف يزيد، وسوف ينكمش الفائض التجاري تلقائيا.

واعتبر التقرير أن الحرب التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة تبدو وشيكة بعد أن أعلن ترامب أن الاتحاد الأوروبي هو التالي في القائمة بعد فرض الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين.

إعدادات أوروبا للحرب التجارية

نقل تقرير لصحيفة لودفوار الفرنسية بعنوان "أوروبا في موقف دفاعي ضد ترامب" عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "النظام العالمي التعاوني الذي تخيلناه من قبل لم يتحول إلى حقيقة، وعلى العكس من ذلك دخلنا حقبة جديدة من المنافسة الجيوستراتيجية الشرسة".

ويورد التقرير الذي كتبه الباحث السياسي كريستيان ريو أن نية ترامب تجاه أوروبا كانت واضحة، فمباشرة بعد تنصيبه خاطب الزعماء الأوروبيين المجتمعين بمنتدى دافوس العالمي بسويسرا عبر تقنية الفيديو قائلا "أنا أحب بلدان أوروبا، ولكن الأمور معقدة للغاية".

إعلان

ونقل ريو عن كبير خبراء الاقتصاد في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني براين كولتون أن ترامب "لا يخادع" وجاد في تهديداته لأوروبا بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10% أو 20%، وهي الزيادة التي ستكلف أوروبا 1% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما ستواجه أوروبا مشكلة أخرى تتعلق بالصين التي قد تغرق السوق الأوروبية بمنتجاتها في مواجهة الحواجز الجمركية الأميركية.

وفي تقرير ليورونيوز بعنوان "الاتحاد الأوروبي يرد على تهديدات ترامب بالحرب التجارية"، كتب إليوت أرمسترونغ أن الاتحاد الأوروبي بدا -خلال اجتماع قادته في بروكسل الذي حضرته بريطانيا لأول مرة منذ خروجها من الاتحاد- مصمما على إظهار وحدته واتفاقه على مقاومة الرسوم الجمركية التي أعلن ترامب أنها "قادمة بالتأكيد".

فقد قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن الاتحاد الأوروبي "يمكنه الرد على سياسات التعريفات الجمركية بسياسات تعريفات جمركية"، وأضاف زعيم أكبر اقتصاد في أوروبا "يتعين علينا أن نفعل ذلك وسوف نفعله، ولكن يجب أن يكون القيام بذلك بطريقة تعاونية".

شولتس: الاتحاد الأوروبي يمكنه الرد على سياسات التعريفات الجمركية بسياسات تعريفات جمركية (لأناضول)

وبدوره، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "علينا أن نفعل كل شيء لتجنب هذه الحرب الجمركية الغبية تماما، ولا يمكننا أن نفقد الوعي بمصالحنا، ولا يمكننا أن نفقد احترامنا لذاتنا وثقتنا بأوروبا".

ويؤكد تقرير صحيفة لوديفوار أنه من سبل المواجهة ما لوحت به رئيسة المفوضية من إمكانية أن تولّي أوروبا وجهها شطر الصين، إذ صرحت بالقول "لقد حان الوقت لإعادة التوازن إلى علاقاتنا مع الصين بروح من الإنصاف والمعاملة بالمثل".

وحسب صحيفة لوموند الفرنسية، فقد اقترحت رئيسة لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان الأوروبي أورور لالوك إستراتيجية أخرى تتمثل في فرض الضرائب على الشركات الأميركية: غوغل، وآبل، وفيسبوك، وأمازون، ومايكروسوفت.

إعلان

لكن الباحث كريستيان ريو يوضح أن مما يضعف قدرة الاتحاد الأوروبي على الصمود في الحرب التجارية مع أميركا أنها تأتي في أسوأ ظرف سياسي واقتصادي يمر به أكبر بلدين في الاتحاد وهما ألمانيا وفرنسا اللذيْن يصفهما كتاب الافتتاحيات "بالرجلين المريضين في أوروبا"، وفي الوقت نفسه هناك دول أوروبية عديدة مثل بولندا والمجر وإيطاليا وحتى ألمانيا قد تسارع إلى التفاوض مباشرة مع دونالد ترامب.

ونقل تقرير لمحطة تي إف1 الفرنسية بعنوان "إنه حريق هائل.. وحدة 27 على المحك" عن رابطة المصنعين الأوروبيين أنه يتم تصدير ما يزيد على مليون مركبة من الاتحاد الأوروبي إلى أميركا الشمالية سنويا، ومن شأن زيادة الرسوم الجمركية أن تؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها صناعة السيارات الأوروبية ومن ثم إضعافها.

وأورد التقرير أن هناك اقتراحا من الاتحاد الأوروبي بشراء مزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يساعد الاتحاد الأوروبي على الاستغناء عن الإمدادات من روسيا وفي الوقت نفسه يمثل استرضاء للزعيم الأميركي ترامب.

أوكرانيا وضرورة التسلح

اعتبر تقرير لو دفوار أن ما يثير قلق الأوروبيين بشأن أوكرانيا هو أن يتواصل الرئيس الأميركي بشكل مباشر مع بوتين من دون تشاور مع أوروبا المعنية بتداعيات ذلك، ولهذا السبب قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك مؤخرا للبرلمان الأوروبي "إذا كانت أوروبا تريد البقاء، فيجب عليها تسليح نفسها".

وبدوره، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أنه "إذا كانت إدارة ترامب الجديدة تريد مواصلة تسليح أوكرانيا فإن الفاتورة ستدفعها أوروبا، وأنا مقتنع تماما بذلك".

وبحسب المفوضية الأوروبية، يتعين على الاتحاد الأوروبي استثمار 500 مليار يورو في الدفاع خلال العقد المقبل، في حين أن ميزانية الاتحاد للفترة بين 2021-2027 لا توفر سوى 8 مليارات يورو لهذا القطاع.

إعلان

ويرى الباحث السياسي ريو أن الشكوك أيضا تساور الجميع في موضوع التسلح الأوروبي، ويعطي مثالا على ذلك ببرنامج إنفاق مشترك في هذا المجال بقيمة 1.5 مليار يورو ما زال عالقا في رفوف بروكسل منذ عامين.

جبهة الحرب الرقمية

في مقال بصحيفة "توت لوروب" تحت عنوان "رقميا ما الرد الأوروبي على هجمات دونالد ترامب وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ؟"، كتب رئيس تحرير الصحيفة فينسنت ليكو أنه على غرار الرئيس الأميركي، صعّد رئيسا شركتي إكس وميتا في المدة الأخيرة هجماتهما على التنظيم الرقمي الأوروبي بعد إجراءات اتخذتها أوروبا للوقوف في وجه التدخل في الانتخابات وتوجيهها من طرف المنصات التابعة للمليارديرات الأميركيين، وخصوصا زعيم إكس إيلون ماسك وزعيم ميتا مارك زوكربيرغ (فيسبوك وإنستغرام وغيرهما).

ويضيف الكاتب أن إعلان زوكربيرغ في 7 يناير/كانون الثاني 2025 أنه سينهي برنامجه للتحقق من المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة يمثل تحولًا كبيرًا في قضية مكافحة التضليل الإعلامي، خصوصا أنه قد يمتد قريبًا إلى أوروبا. وبالفعل بعد أيام قليلة، اتهم زعيم ميتا الاتحاد الأوروبي بسنّ قوانين تضفي الطابع المؤسسي على الرقابة.

واعتبر التقرير أن زوكربيرغ يتبع في ذلك طريقة الرئيس التنفيذي لشركة إكس إيلون ماسك في الاستقواء بحرية التعبير ضد القوانين الأوروبية المناهضة لخطاب التضليل، وهو ما يتبناه أيضا بريندان كار الذي عينه دونالد ترامب لرئاسة هيئة تنظيم الاتصالات الفدرالية، والذي يرى أن تعديل المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي واستخدام منظمات التحقق من المعلومات مخالف لحرية التعبير والآراء.

ويورد التقرير أنه لمواجهة مخاطر التضليل كان الاتحاد الأوروبي قد سنّ قانون تنظيم الخدمات الرقمية الذي دخل حيز التنفيذ في فبراير/شباط 2024، وفتحت المفوضية الأوروبية بموجبه تحقيقات ضد شركات أميركية عملاقة مثل إكس وفيسبوك وإنستغرام لاتهامات تتعلق بنشر خطاب الكراهية والتضليل.

ليكو: زوكربيرغ يتبع طريقة إيلون ماسك في الاستقواء بحرية التعبير ضد القوانين الأوروبية المناهضة لخطاب التضليل (رويترز)

ومن المقرر خلال الأشهر المقبلة أن تقدم المفوضية الأوروبية قانونا جديدا باسم "الدرع الأوروبية للديمقراطية". ويسعى القانون الجديد -بالإضافة إلى مواجهة الهجوم المتزايد من الشركات الرقمية الأميركية- إلى تشجيع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الأوروبية البديلة مثل ماستودون وغيرها.

إعلان

وفي الأشهر الأخيرة، كثف إيلون موسك حملته الداعمة لليمين المتطرف في أوروبا، فقد أظهر الملياردير دعمًا صريحًا لحزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب يميني متطرف، ووصفه بأنه "الحزب الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا" ونظم محادثة مباشرة عبر الإنترنت في 9 يناير/كانون الثاني مع زعيمة الحزب والمرشحة لمنصب المستشارة أليس فايدل.

وقد فتحت المفوضة الأوروبية تحقيقا حول هذه المقابلة وما إذا كانت تمثل تدخلا في الانتخابات، وعقدت المفوضية اجتماعا في 24 يناير/كانون الثاني مع الهيئة التنظيمية الرقمية الألمانية والمنصات الكبرى، بما في ذلك إكس، لمنع التدخل في الانتخابات الألمانية، ونظمت للقائمين على هذه الهيئات تدريبا لتقييم إجراءاتهم ضد التضليل، وستقوم بإجراء تدريبات مماثلة قبل الانتخابات في سلوفاكيا وبولندا وفنلندا وهولندا.

كذلك أعلنت مفوضة الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي هينا فيركونين أن عدد الموظفين العاملين في وكالة الخدمات الرقمية يجب أن يتضاعف لمكافحة عمليات التضليل والهجمات الرقمية.

ويورد تقرير لو ديفوار أنه في الجبهة الرقمية أيضا تبدو الفجوة كبيرة ومتسعة بين أميركا وأوروبا، ففي الوقت الذي تخطط فيه الولايات المتحدة لاستثمار 500 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، فإن أوروبا لا تملك "عملاقا واحدا في الاقتصاد الرقمي"، كما ذكر وزير الاقتصاد الفرنسي السابق جان آرثويس.

الفجوة في الجبهة الرقمية تبدو كبيرة ومتسعة بين أميركا وأوروبا (شترستوك) غرينلاند.. نشر قوات أوروبية

أوردت صحيفة تلغراف في تقرير لمراسلها في بروكسيل جو بارنز في 7 فبراير/شباط الجاري أن الدول الأوروبية أجرت مشاورات بشأن الخيارات أمامها إذا تحرك الرئيس الأميركي لتنفيذ وعيده بالاستيلاء على جزيرة غرينلاند التابعة للدانمارك وقد طرحت الدول الأعضاء احتمال إرسال جنود من حلف شمال الأطلسي.

إعلان

وأضافت الصحيفة أن المحادثات الأوروبية طرحت إمكانية تفعيل المادة 5 المتعلقة بالدفاع المشترك بين أعضاء حلف شمال الأطلسي في حالة حدوث غزو أميركي لدولة عضو في الحلف، لكن هذا الخيار استبعد بسرعة لأنه يتطلب إجماع الدول الأعضاء البالغ عددها 32 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، ولم يتم تفعيل الدفاع المشترك في تاريخ الحلف إلا مرة واحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول على أميركا.

ويأتي هذا التحرك بعد أن بدأ ترامب ولايته الثانية في البيت الأبيض بالتفكير علنًا في الاستيلاء ولو بالقوة على جزيرة غرينلاند التي تعد أكبر جزيرة في العالم وتمثل إقليما يتمتع بحكم ذاتي ويتبع الدانمارك.

وحسب تلغراف، فقد أثارت الحماسة التي أبداها المستشار الألماني شولتس لإرسال قوات أوروبية إلى غرينلاند انتقادات من بعض أعضاء الناتو المتحمسين لزيادة التدخل في أوكرانيا نظرًا لرفض ألمانيا النظر في نشر قوات هناك.

وقال الجنرال النمساوي المسؤول عن اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي روبرت بريجر "إن نشر قوات بقيادة بروكسل في غرينلاند سيرسل إشارة قوية".

لكن المفارقة أن الجهة المعنية بشكل مباشر رئيسة الوزراء الدانماركية ميت فريدريكسن حثت الحلفاء على عدم الرد على الرئيس الأميركي لتجنب تفاقم التوترات الحالية، ورحبت بالمخاوف الأمنية الأميركية بشأن القطب الشمالي ووعدت بتعزيز الوجود العسكري الدانماركي في غرينلاند، لكنها حرصت على التذكير أيضا بأن الجزيرة ليست للبيع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المفوضیة الأوروبیة الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی الرسوم الجمرکیة الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب الأوروبی على التقریر أن على أوروبا إیلون ماسک ترامب على فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر.. وقبرص في طليعة المؤيدين.. ونواب: نجاح لجولات الرئيس السيسي الخارجية

رئيس موازنة النواب: دعم قبرص لمصر بمنحها 4 مليارات يورو لتوتر حصيلة النقد الأجنبي
نائب: الدعم القبرصي لمنح مصر 4 مليارات يورو تتويج لتعاونها في ملف المهاجرين
برلماني: دعم قبرص لمصر بمنحها 4 مليارات يورو يعكس ثقة الدول الأوروبية في البلد
 

أكد عدد من أعضاء لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو يأتي في إطار إقرار حزمة من التفاهمات منذ فترة بين أوروبا ومصر متعلقة بالدعم الاقتصادي المالي القوي من أوروبا، وهذا كان بموافقة البرلمان الأوروبي بشكل عام والحكومات الأوروبية، وأشاروا إلى أن  الاتحاد الأوروبي يشاهد النهضة التي أصبحت عليها مصر، الأمر الذي يعطي ثقة الدول الأوروبية في مصر، وهذا له رمزية عالمية ومحلية بالنسبة لدول الخارج في قدرة مصر على استغلال مواردها من منح وقروض في تنمية الإقليم المصري بكل متطلباته، من خلال استخدام الشعب المصري.

في البداية قال النائب فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو ، جاء باعتبار أن الاتحاد الأوروبي شريك تجاري واقتصادي وسياسي منذ أمد طويل.

وأشار الفقي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه مؤخرا نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة، ومصر تحديدا، خاصة بعد الحرب في غزة، والصراع الدائر على باب المندب، وتوتر حصيلة قناة السويس من النقد الأجنبي، فإنه تم رفع هذه الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى شراكة استراتيجية منذ أشهر قليلة، وبالتالي التزم الاتحاد الأوروبي، نظرا لأن مصر بالنسبة للاتحاد الأوروبي تقوم بدور مهم جدا ، خاصة في الحد من الهجرة غير الشرعية من خلال البحر المتوسط إلى أوروبا.

وأكد رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن مصر لديها 9 ملايبن نازح من السودان وغيرها من الدول المجاورة، وبالتالي تقديرا من الاتحاد الأوروبي لدور مصر في تقليل عدد النازحين ومنع النازحين، وتحمل هذا العبء الثقيل، مع تداعيات ما يدور في العالم  بصفة عامة، فلذلك تم رفع الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا ، وتم رصد 7.4 مليار يورو ، بما يعادل 8.1 دولار بسعر الصرف السائد ، منها 5 مليارات يورو قروضا لمصر وبها قروض ميسرة في شروطها، والبقية 1.8 مليار دولار، تعتبر ضمانات يقدمها الاتحاد الأوروبي ، إذا ما لجأ القطاع الخاص إلى استيراد أي سلعة من الاتحاد الأوروبي ، فإنه يحتاج إلى ضمانه ، ولكل نقلل الضمانات على وزارة المالية ، لأن القطاع الخاص لن يجد من يضمنه في هذه الحالة.

وتابع: كما أن القطاع الخاص هو من سيستفيد من قيمة 1.8 مليار دولار قيمة الضمانات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر ، ما يذلل كافة العقبات ، حتى يستطيع الاستيراد بأسعار فائدة ميسرة، طالما هناك ضمانات موجودة ، وهناك 600 مليون يورو تعتبر منحة منها 200 مليون يورو لتحمل عبء بعض النازحين من الدول الأفريقية المجاورة، و400 مليون يورو تقدم للحكومة المصرية والقطاع الخاص أيضا.

وقال النائب محمد بدراوي ، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب ، إن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو ، يأتي في إطار إقرار حزمة من التفاهمات منذ فترة بين أوروبا ومصر متعلقة بالدعم الاقتصادي المالي القوي من أوروبا ، وهذا كان بموافقة البرلمان الأوروبي بشكل عام والحكومات الأوروبية.

وأشار بدراوي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن الـ 4 مليار يورو كانوا جزء من برنامج ممتد وليست اخر دفعة ولكن هناك دفعات لاحقة ، مؤكدا أن أوروبا تعلم مدى دور مصر الحالي ، خصوصا في حفظ الأمن الإقليمي وفي ملف المهاجرين .

وأضاف أن الدعم الذي يقدمه البرلمان الأوروبي لمصر حلقة مستمرة من التعاون المشترك ، الذي يحقق مصالح الطرفين ، مشيرا إلى مصر لا تحصل على مساعدات أو معونات بدون مقابل ، ولكن مصر لها دور كبير في الحفاظ على أمن أوروبا واستقرارها من خلال التعاون في ملف المهاجرين والملفات الاقتصادية المختلفة ، وبالتالي مصر تقدم خدمات جليلة لأوروبا وهناك تعاون متبادل كبير بين مصر وأوروبا وليس مجرد مساعدات أو معونات.

وقال النائب إبراهيم نظير، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو، يؤكد أن مصر تستثمر علاقاتها الخارجية، من خلال جولات الرئيس الخارجية في الفترة التي تولى فيها حكم مصر.

وأوضح أن الرئيس السيسي في توطيد علاقة مصر بالدول الخارجية، الأمر الذي عكس  ثقة الدول الأوروبية في مصر، نظرا لبرنامج الإصلاح  الاقتصادي من تنمية زراعية وصناعية.

وأضاف نظير، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الاتحاد الأوروبي يشاهد النهضة التي أصبحت عليها مصر، الأمر الذي يعطي ثقة الدول الأوروبية في مصر، وهذا له رمزية عالمية ومحلية بالنسبة لدول الخارج في قدرة مصر على استغلال مواردها من منح وقروض في تنمية الإقليم المصري بكل متطلباته، من خلال استخدام الشعب المصري.

وأكد عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن ترحيب مصر باعتماد البرلمان الأوروبي لقرار تقديم شريحة الدعم المالى الثانية لمصر بقيمة ٤ مليارات يورو، إشارة جيدة، لأنه يأتي في وقت تواجه فيه مصر معركة شرسة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، كما أن الدولة المصرية تقف حكومة وشعبا وشرطة وجيشا خلف القيادة السياسية ممثلة في الرئيس السيسي للدفاع عن الأمن القومي المصري، وهذا يعكس ثقة الشعب في الرئيس وثقة الدولة في الشعب المصري.

وكان قد أشاد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع "كونستانتينوس كومبوس" وزير خارجية قبرص، بالعلاقات "المصرية - القبرصية" المتميزة والتعاون المشترك على مختلف المستويات.

ويأتي الاتصال الهاتفي في إطار التنسيق والتشاور الدوري لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. 

وأعرب الوزير عبدالعاطي، خلال الاتصال، عن التطلع لتطوير العلاقات في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وكذا تطوير التعاون في مجال توظيف العمالة المصرية في قبرص. 

وأكد وزير الخارجية تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو. 

كما أكد الوزيران أهمية مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى بشأن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والحرص على تكثيف الجهود المشتركة لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة.

طباعة شارك قبرص مصر الاتحاد الأوروبى الشريحة الثانية الحزمة المالية الأوروبية

مقالات مشابهة

  • ترامب يرشح مايكل والتز لمنصب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة
  • ترامب: التعريفات الجمركية ستجلب لنا ثروة كبيرة
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر تعلن سلسلة فعاليات بمناسبة يوم أوروبا
  • المفوضية الأوروبية: 16 دولة في الاتحاد تسعى للحصول على إعفاءات من قواعد الدين العام
  • ترامب: بايدن المتسبب بانكماش الاقتصاد الأميركي
  • روسيا: تهديدات الاتحاد الأوروبي للرئيس الصربي هي أعمال إجرامية وابتزاز
  • لكي تقود العالم..على أوروبا التخلي عن تفكيرها الاستعماري
  • الرئيس الأمريكي يتوقع “اتفاقا قريبا” مع الصين بشأن الرسوم الجمركية
  • 4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر.. وقبرص في طليعة المؤيدين.. ونواب: نجاح لجولات الرئيس السيسي الخارجية
  • WSJ: ترامب منح الرئيس الصيني هدية ثمينة من خلال الرسوم الجمركية