جيروزاليم بوست: هل فقدت إسرائيل نفوذها في صفقة أسرى غزة؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
قالت صحيفة جوريزاليم بوست إنه لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ إذا أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها ستجمد إطلاق سراح المحتجزين احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة تعرف أن سكان غزة لا يريدون العودة إلى الحرب، ولكنها لا تعرف بالضبط ما الذي تريده.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي انسحب من محور نتساريم، مما سمح للنازحين في جنوب القطاع بالعودة إلى منازلهم في الشمال، كما فتح جزئيا معبر رفح، متسائلة هل هذا يعني أن إسرائيل لم يعد لديها نفوذ في هذه المرحلة من الصفقة.
ورأت الصحيفة أن ما تقول به إسرائيل اختبار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بعد أن أعلن ترمب وكرر خطته الكبرى لإعادة توطين سكان غزة وإفراغ القطاع من سكانه بنقلهم إلى الدول العربية المجاورة وإعادة بناء المنطقة، مما أثار إدانة واسعة النطاق، على الفور من حماس والدول العربية، وفي وقت لاحق من داخل الحزب الجمهوري في واشنطن.
وقال مسؤول إسرائيلي "لا أعتقد أن حماس تريد تفجير الصفقة، ولكن من الواضح أن هذه الأزمة تهدف إلى اختبار الموقف، وهي أيضا رسالة تقول لترمب إذا كنت تعتقد أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية وأن كل شيء سوف يستمر كالمعتاد، فأنت مخطئ تماما".
إعلانوبالفعل بدأ النقاش في إسرائيل حول كيفية الرد، وبدأ الاستعداد العسكري، وأطلق الجميع التهديدات، وبدا الجيش الإسرائيلي مستعدا لسيناريو انهيار الصفقة، ولكن الفترة بين الاثنين والسبت طويلة في الشرق الأوسط، ويمكن أن يحدث الكثير في انتظار أن تحسم إسرائيل أمر ردها.
البحث عن تنازلات
ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أن حماس تبحث هي الأخرى عما يجب القيام به في المرحلة التالية من الصفقة، وقد أرسلت وفدا إلى طهران لمناقشة ذلك، وهي تدرس خيارات مختلفة، من بينها تدمير الصفقة خلال المرحلة الأولى، خاصة أنها أعلنت صراحة أن إسرائيل انتهكت الاتفاق، بتأخير إعادة النازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال.
غير أن حماس التي تشعر أحيانا أنها متفوقة -كما تقول الصحيفة- تعرف أن سكان غزة لا يريدون العودة إلى الحرب، كما أنها تستفيد من إطلاق سراح المحتجزين، ولكنها في نفس الوقت تعرف أنها تواجه عوائد متناقصة في هذه المرحلة والمراحل المستقبلية.
من ناحية أخرى، تعرف حماس أن ترامب يلتقي بملك الأردن عبد الله الثاني اليوم، وهي تعرف تعهده بأن الولايات المتحدة يمكن أن تسيطر على غزة، مما يمكن أن يؤول إلى نقل سكانها خارجها لإفساح المجال للدول الإقليمية التي تدفع لإعادة بناء القطاع المدمر، وهي لذلك ترفع من خطابها، على أمل أن تؤدي تهديداتها إلى الحصول على تنازلات.
وقد نددت حماس بتصريحات ترامب بشأن "شراء وامتلاك" غزة، وقالت إن "المنطقة الساحلية جزء لا يتجزأ من فلسطين"، وانتقد عضو مكتبها السياسي عزت الرشق ترامب قائلا إن "غزة ليست قطعة عقارية تشترى وتباع، بل جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة. غزة ملك لشعبها ولن يغادروها إلا بالعودة إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل "أضحوكة الشرق الأوسط".. الاحتلال يجرّ أذيال الهزيمة منسحبًا من "محور الموت".. ونتنياهو يسعى لإفشال الصفقة
◄ دمار كبير حول محور نتساريم بعد انسحاب الاحتلال
◄ إعلام إسرائيلي: الانسحاب من نتساريم يعني سيطرة حماس
◄ حماس: انسحاب الاحتلال من نتساريم فشل لأهداف حرب الإبادة
◄ بن غفير: إسرائيل أصبحت أضحوكة الشرق الأوسط
◄ هآرتس: نتنياهو ينوي الدفع باتجاه إفشال الصفقة
◄ مصادر إسرائيلية: التفاوض مع حماس الآن قد يفكك الحكومة
الرؤية- غرفة الأخبار
وفقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، انسحبت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم أو "محور الموت" كما أطلق عليه الفلسطينيون، على الرغم من أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال في تصريحات سابقة إنه لن يتم الانسحاب من هذا المحور تحت أي ظرف من الظروف، واصفا تلك المواقع بأنها "أصول استراتيجية لإسرائيل سواء من الناحية العسكرية أو السياسية".
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن المواقع المزمع إخلاؤها تقع شرق شارع صلاح الدين، مما يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يبقي على أي وجود له في وسط وشمال قطاع غزة، باستثناء قوات الفرقة 162 التي تنتشر على طول المنطقة العازلة قرب الحدود.
وأظهر انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم آثار الدمار الكبير الذي خلفه في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة.
وقال محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ14 الإسرائيلية نوعام أمير إن انسحاب الجيش من محور نتساريم يعني سيطرة حركة حماس مجددا على شمالي قطاع غزة وخسارة تل أبيب إنجازات الحرب بشكل نهائي.
وذكر أمير أن هذا المحور يشكل في الواقع "منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه، وهو نقطة إستراتيجية بالغة الأهمية في الحرب" ضد الفصائل الفلسطينية بغزة.
وأشار إن تسليم المحور إلى حماس يمنح عناصرها حرية الحركة في شمال قطاع غزة، معتبرا أن الانسحاب من محور نتساريم يعني "إعادة السيطرة إلى حماس"، مبينا أن ذلك يعني "خسارة نهائية لإنجاز الحرب في تطهير شمال قطاع غزة، مما يتيح لحماس حرية الحركة مجددا بأي وسيلة تختارها"، وفقا للمحلل.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم هو استكمال لفشل أهداف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.
وأضافت -في بيان- أن عودة النازحين واستمرار تبادل الأسرى والانسحاب من نتساريم دحضت كذبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر الكامل، لافتة إلى أن محاولات الاحتلال بسط سيطرته على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.
وشددت على أن "غزة ستبقى أرضا محررة بسواعد أهلها ومجاهديها، ومحرمة على الغزاة المحتلين وأي قوة خارجية"، وفق قولها.
وفي المقابل، دعا وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير للبدء فورا بتعزيز الهجرة الطوعية من قطاع غزة، قائلا "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول إن هناك وقتا لكن مصلحة إسرائيل لا تحتمل تأخيرا".
وقال بن غفير "أصبحنا نكتة الشرق الأوسط وكنت المعارض الوحيد بالمجلس الوزاري المصغر لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة"، وفق تعبيره.
وعلى مستوى المفاوضات، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن "وفدا إسرائيليا مهنيا يصل الدوحة لبحث أمور تقنية متعلقة بالمرحلة الثانية من الصفقة، لكنه لا يمكن الآن التفاوض مع حماس حول المرحلة الثانية، لأنه قد يؤدي لتفكك الحكومة".
كما أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ينوي الدفع باتجاه إفشال الصفقة، مشيرة إلى أن "الوفد سافر لقطر ولكن ليس بمقدوره عمل شيء، وهذا مجرد استعراض".
وأضافت: "تصرفات نتنياهو قد تؤدي لانهيار المرحلة الأولى من الصفقة، وفي حال فهمت حماس إنه لا يوجد مرحلة ثانية ستوقف هي الأخرى الصفقة".
ولفتت المصادر إلى أن الفريق الذي يزور الدوحة لن يدفع باتجاه المرحلة الثانية التي لا يريدها نتنياهو، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء أرسل فريق مفاوضات بصلاحيات مقلصة ومن دون القدرة على فعل أي شيء.