يمن مونيتور/قسم الأخبار

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في اليمن من قبل جماعة الحوثي”، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم ووقف الانتهاكات ذات العلاقة.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن جماعة الحوثي احتجزت منذ يونيو/حزيران 2024، بشكل تعسفي ما لا يقل عن 13 موظّفًا تابعين للأمم المتحدة و50 عاملًا في منظّمات غير حكوميّة دوليّة ووطنيّة، في حين لم يتم الإفراج إلّا عن 3 منهم، مع إبقاء الآخرين تحت الحجز التعسفي ودون إمكانيّة لوصول لمحام.

وفي 23 يناير/كانون ثانٍ 2025، احتجزت جماعة الحوثيين سبعة موظفين إضافيين من الأمم المتّحدة في المناطق لخاضعة لسيطرتها، مع استمرار احتجازهم دون أي مبرّر.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أنّ هذا الاحتجاز التعسفي يأتي في سياق حملة قمعيّة تستهدف العاملين في المجال الإنساني والحقوقي، ممّا يهدّد الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ويعيق الجهود الرّامية إلى تقديم المساعدات المنقذة للحياة.

ونبه إلى أنّ اليمن يواجه تحدّيات اقتصاديّة واجتماعيّة متفاقمة نتيجة الصّراع المستمر والانقسامات الداخليّة. فوفقًا لتقرير البنك الدّولي الصّادر في 31 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2024، انكمش إجمالي الناتج المحلّي لليمن بنسبة 1% في عام 2024، ممّا أدى إلى تدهور مستويات المعيشة لمعظم السكان، فيما ارتفعت نسبة البطالة بين الشّباب من 14% قبل الحرب إلى 60% حتّى تموز/يوليو 2024.

إضافةً إلى ذلك، تسبّبت الاضطرابات في المعونات الإنسانية والواردات الأساسيّة في تفاقم الأوضاع، بحيث يعاني حوالي 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى افتقار السّكان إلى مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي الموثوقة، ممّا أدّى إلى تفشي أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة والحمى، مع تعرّض النّساء والفتيات والفئات المهمّشة إلى أشد أشكال المعاناة.

وأشار إلى أنّه، وبحسب الأمم المتّحدة لعام 2025، يعتمد ما لا يقل عن 19.5 مليون شخص من السّكان اليمنيين على المساعدات الإنسانيّة، وبالتّالي فإنّ عمليات الاعتقال هذه تفاقم من الوضع الإنساني المتدهور في اليمن حيث اضطرّت الأمم المتّحدة على تعليق كافّة التّحركات الرّسمية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والمناطق المحيطة بها.

وشدّد الأورومتوسطي على أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدّولي الإنساني والقانون الدّولي لحقوق الإنسان، لا سيما المبادئ المتعلّقة بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان حريّة عملهم دون ترهيب أو احتجاز تعسفي.

وأكّد المرصد أنّ على كافّة الأطراف المتنازعة في اليمن، بصفتها طرفًا في نزاع مسلح غير دولي، ملزمة قانوناً بأحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيّما المادّة 3 المشتركة بين اتفاقيّات جنيف لعام 1949، التي تحظر الاحتجاز التعسّفي وتضمن المعاملة الإنسانية للمحتجزين، واتفاقيّات جنيف الرّابعة التي تؤكّد على ضرورة حماية المدنيين بمن فيهم العاملين في المجال الإنساني، فيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يحظر الاعتقال التعسفي وانتهاك ضمانات المحاكمة العادلة.

وأكد أنّ احتجاز موظفي الأمم المتّحدة والعاملين في المجال الإنساني يشكل انتهاكًا جسيمًا لهذه القواعد ويرتقى إلى جريمة حرب بموجب المادّة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائيّة الدوليّة، ما قد يعرض المسؤولين عنه للملاحقة الدوليّة.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كافّة الأطراف المتنازعة في اليمن إلى احترام التزاماتها الدوليّة والكفّ عن استخدام الاحتجاز التعسفي كوسيلة للضّغط السياسي، مشيراً إلى أنّ استمرار القمع والانتهاكات بحق العاملين في المجال الإنساني لن يؤدي إلّا إلى تفاقم الأزمة الإنسانيّة في البلاد، ما يستوجب تحركًا عاجلًا وحازمًا لضمان احترام حقوق الإنسان وحماية من يخدمون الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.

كما دعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدّولي إلى تكثيف الجّهود لدعم الاستجابة الإنسانيّة، وحماية الفئات الضّعيفة، والعمل على إنهاء النّزاع لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية لشعب اليمن، ومضاعفة الجّهود لضمان الإفراج عن المحتجزين واتّخاذ تدابير صارمة لحماية العاملين في المجال الإنساني والحقوقي في اليمن.

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الحوثي اليمن صنعاء العاملین فی المجال الإنسانی المرصد الأورومتوسطی د الأورومتوسطی الأمم المت حدة فی الیمن الد ولی

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفنلندية تستدعي السفير الروسي. والسبب "انتهاك محتمل"

استدعت الخارجية الفنلندية السفير الروسي على خلفية ما وصفته بـ"انتهاك محتمل" لأجواء فنلندا.

فنلندا توافق على صفقة بيع مجمع رياضي مملوك لرجال أعمال روس لافروف: روسيا مستعدة للمفاوضات بشأن أوكرانيا

وكتبت الخارجية الفنلندية في حسابها الرسمي على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي، يوم الاثنين: "استدعت وزارة الخارجية السفير الروسي وطالبت بإجراء تحقيق في الانتهاك المحتمل للمجال الجوي"

وكانت وزارة الدفاع الفنلندية قد أعلنت في وقت سابق أن طائرة روسية يشتبه بدخولها لأجواء فنلندا فوق خليج فنلندا.

وجدير بالذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت تعلن مرارا أن طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية تنفذ تحليقاتها بالتوافق مع قواعد القانون الدولي

وعلى صعيد آخر، ذكرت قناة Yle التلفزيونية الفنلندية يوم الاثنين نقلا عن بيانات Flightradar أن طائرة استطلاع بريطانية حلقت في المجال الجوي الفنلندي على طول الحدود مع روسيا.

ونقلت القناة عن الموقع أن "طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي تحلق حاليا في المجال الجوي الفنلندي".

ووفقا للبيانات، فإن الطائرة RC-135W Rivet Joint أقلعت من القاعدة الجوية في وادينغتون بمقاطعة لينكولنشاير البريطانية، وتحلق في المجال الجوي الفنلندي، من الجنوب إلى الشمال بالقرب من الحدود مع روسيا.

وأفادت القناة التلفزيونية الفنلندية بأن الطائرة RC-135W Rivet Joint مصممة لأغراض الاستطلاع الإلكتروني، ويمكنها، من بين أمور أخرى، اكتشاف إشارات الرادار وتحليل حركة الاتصالات.

وفي السنوات الأخيرة، تتحدث روسيا عن نشاط غير مسبوق لحلف "الناتو" على حدودها الغربية. ويعمل الحلف على توسيع مبادراته ويصفها بـ "ردع العدوان الروسي".

وأعربت موسكو مرارا عن قلقها إزاء تعزيز قوات "الناتو" في أوروبا. كما أكد الكرملين أن روسيا لا تهدد أحدا، ولكنها لن تتجاهل الإجراءات التي قد تشكل خطرا على مصالحها.

فيما قال السفير الروسي لدى فنلندا بافيل كوزنيتسوف إن السلطات الفنلندية تعمل على إثارة أجواء الذعر الحربي في البلاد وتدعو المواطنين إلى الاستعداد للحرب.

وأضاف: "يطلب من السكان الاستعداد للحرب، ويتم تشجيع المبادرات المختلفة للحفاظ على المهارات العسكرية بين السكان، وتكثيف تحسين الملاجيء وتغطيتها على نطاق واسع في الصحافة، وتوسيع شبكة نوادي الرماية، ورفع الحد الأقصى لسن بقاء العسكريين في الاحتياط، وما إلى ذلك".

ووفقا للسفير فإن وراء كل هذا رغبة القيادة الفنلندية في تبرير الانضمام "المتسرع" إلى حلف الناتو وزيادة الإنفاق العسكري.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، إن انضمام فنلندا والسويد إلى "الناتو" كان خطوة غير مجدية فيما يتعلق بحماية مصالحهما الوطنية.

وأكد بوتين أن انضمام فنلندا إلى حلف "الناتو" سيؤدي إلى نشر قوات روسية وأنظمة تسليحية على حدودها.

مقالات مشابهة

  • اليمن.. الأمم المتحدة تعلق العمليات الإنسانية في محافظة صعدة بعد احتجاز 8 موظفين آخرين
  • الخارجية الفنلندية تستدعي السفير الروسي. والسبب "انتهاك محتمل"
  • الأمم المتحدة تعلق أعمال وكالاتها في صعدة المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثي
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل تهجر آلاف الفلسطينيين قسرًا في الضفة الغربية في عمليات تطهير عرقي جديدة
  • وزير الخارجية الإيراني: التهجير القسري للفلسطينيين انتهاك صارخ للقوانين الدولية
  • وزير الخارجية الإيراني: اقتراح التهجير القسري للفلسطينيين انتهاك صارخ للقوانين الدولية
  • الأورومتوسطي .. الأزمة الإنسانية تتفاقم ولا تغيير ملموس في الواقع الإنساني رغم وقف إطلاق النار
  • الأورومتوسطي: وثقنا استشهاد 110 فلسطينيين على الأقل منذ وقف إطلاق النار الأخير في غزة
  • الحرية المصري: التصريحات الإسرائيلية تجاه السعودية انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة