سرايا - أثار جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جدلًا واسعًا بعد اقتراحه التخلي عن حل الدولتين في القضية الفلسطينية، واستبداله بما أسماه “حل الدول الثلاث”، والذي يقوم على إعادة قطاع غزة إلى السيادة المصرية، وتقاسم الضفة الغربية بين "إسرائيل" والأردن.


وفي مقال نشره في صحيفة “التلغراف” البريطانية، شدد بولتون على أن فكرة امتلاك واشنطن لقطاع غزة تفتقر إلى أي إستراتيجية متماسكة للأمن القومي، معتبرًا أن الوقت قد حان للتخلي عن حل الدولتين تمامًا، والبحث عن بدائل أكثر واقعية تضمن أمن "إسرائيل" وتوفر مستقبلًا اقتصاديًا أفضل للفلسطينيين.




وأشار بولتون إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال اجتماعه في 4 فبراير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثارت نقاشًا واسعًا حول مستقبل غزة، خاصة عندما تحدث ترمب عن إمكانية استخدام القوة العسكرية الأمريكية في القطاع.


ورغم أن البيت الأبيض سارع إلى التراجع عن هذه الفكرة، إلا أن بولتون أكد أن ترمب كان جادًا بشأن السيطرة الأمريكية على غزة، لكنه لم يكن يقصد التدخل العسكري المباشر.



وأضاف أن الجدل الذي أثير حول هذه التصريحات حجب قضيتين منفصلتين، الأولى تتعلق بفكرة “غير واقعية” حول سيطرة الولايات المتحدة على غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، والثانية، الأكثر أهمية، تتعلق برفض إعادة توطين سكان غزة داخل القطاع، على الأقل في المستقبل القريب.



شدد بولتون على أن فكرة السيطرة الأمريكية على غزة تفتقر إلى رؤية سياسية وإستراتيجية واضحة، مشبهًا إياها باقتراح ترمب السابق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حول إمكانية تحويل شواطئ كوريا الشمالية إلى منتجعات سياحية.


وقال بولتون: “إذا كانت هذه الفكرة تبدو عبثية في كوريا الشمالية، فإنها تصبح أكثر خطورة في غزة، بسبب الظروف الأمنية المتدهورة في القطاع”.


كما حذر من أن استمرار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين "إسرائيل" و حماس يسمح للحركة بإعادة فرض سيطرتها على غزة، ما يثير تساؤلات حول مدى الإنهاك الحقيقي الذي تعرضت له جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.



أوضح بولتون أن قطاع غزة يمثل “حادثًا تاريخيًا” نجم عن نتائج الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948، معتبرًا أنه لا يملك مقومات اقتصادية تجعله كيانًا مستقلًا بمفرده.



ودعا بولتون في مقاله إلى إلغاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرًا أنها ساهمت في استمرار المشكلة بدلًا من حلها، واقترح تحويل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحيث يتم التعامل معهم وفقًا للمعايير الدولية المتبعة مع اللاجئين الآخرين حول العالم.


اختتم بولتون مقاله بالتأكيد على أن تصريحات ترامب، رغم الجدل الذي أثارته، قد تفتح الباب أمام نقاش جدي حول مستقبل غزة وضرورة إيجاد حل دائم لها.

وقال: “من الضروري التفكير خارج الأطر التقليدية، لأن استمرار الوضع الحالي ليس في مصلحة أي طرف”.


وترفض مصر والأردن أي مشاريع تهدف إلى تحميلهما مسؤولية قطاع غزة أو الضفة الغربية.


كما أن هذا الطرح يتعارض مع الموقف الرسمي للولايات المتحدة، التي لا تزال- على الأقل في خطابها العلني- تدعم حل الدولتين كخيار أساسي لتسوية الصراع.

إقرأ أيضاً : عائلات الأسرى "الإسرائيليين" تكثف ضغوطها على الحكومة لإتمام صفقة التبادلإقرأ أيضاً : ناشطون أميركيون يقتحمون فندق إقامة نتنياهو في واشنطن احتجاجًا على العدوان على غزة .. فيديوإقرأ أيضاً : مصر تبلغ الولايات المتحدة برفض العرب خطة ترامب بشأن غزة



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#مصر#ترامب#الشمالية#الوضع#الحكومة#أمن#غزة#رئيس#الوزراء#الرئيس#القطاع



طباعة المشاهدات: 1278  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 11-02-2025 10:33 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
جريمة مروعة .. امرأة تقتل زوجها بمساعدة عشاقها السبعة في العراق زلزال بقوة 5.2 درجات شمالي المغرب شركة شهيرة تسحب وجبات خفيفة تسبب حروقاً بالفم الهولندي هوغربيتس يحذر من زلازل مدمرة قد تضرب منطقة البحر المتوسط ترامب: يمكنني عقد اتفاق مع الأردن ومصر بشأن غزة فهم... الأرصاد لـ"سرايا": أمطار متفرقة اليوم... حدث في عمان .. نشمية أردنية معانية تُجير دخيله... "أب" تفيض روحه الى بارئها... حساب لـ حافظ نجل "الهارب" يروي تفاصيل... عائلات الأسرى "الإسرائيليين" تكثف ضغوطها...ناشطون أميركيون يقتحمون فندق إقامة نتنياهو في...مصر تبلغ الولايات المتحدة برفض العرب خطة ترامب بشأن...مجلس الوزراء يعقد جلسته الشهرية في المفرق الثلاثاءمظاهرات في الإحتلال تطالب بإكمال الصفقة وجدل حول...حساب لـ حافظ نجل "الهارب" يروي تفاصيل...ترامب: على حماس أن تفرج عن المحتجزين بحلول ظهر...ترامب: أوكرانيا "قد تصبح روسية"حماس تقول أنها منحت الوسطاء مهلة لدفع إسرائيل... فنانة مصرية شابة توضح قصة اعتزالها بعد الزواج بعد انتقاداته للإدارة السورية الجديدة ..... عبد العزيز مخيون يدفع "دية شاب" .. دهسه... تحرك من شقيق أصالة لحل أزمتها مع طارق العريان بسبب "الطلاق" .. بسمة بوسيل وأصالة وبوسي... حظوظ المنتخبات في التأهل لكأس آسيا لكرة السلة رونالدو يتوصل إلى اتفاق مع النصر السعودي لتمديد عقده اتحاد جدة يفتح أبوابه لسعود عبد الحميد مدرب الحسين إربد يؤكد جاهزية فريقه للقاء الشارقة طليقة حكيمي: تحملت الكثير بسببه .. ولا أريد الحديث عنه 3 عادات خفية تسرق سعادتك .. هكذا تتجنبها وتستعيد فرحتك اليومية قرد يقطع الكهرباء عن بلد بالكامل بينها إسقاط شرط اللغة .. دولة تتخذ إجراءات "جريئة" لجذب الأثرياء! فقدان 28 شخصاً إثر انهيار أرضي في الصين في ظاهرة نادرة للغاية .. زهرة برائحة "اللحم المتعفن" تتفتح في أستراليا شوارع تعمل بالذكاء الاصطناعي وتوفر التكاليف الباهظة لــ"الحُفر" جريمة في مصر .. قتل صديقه رميًا بالرصاص أمام المارة "خدمة" القندس توفر على حكومة التشيك 1.2 مليون دولار امرأة تتسبب بإتلاف "لوحة نادرة" بعد تعثرها في متحف بسبب قرد .. انقطاع الكهرباء في كامل البلاد في سريلانكا

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة غزة أمن الرئيس رئيس الوزراء غزة غزة غزة الشمالية غزة غزة الوضع مصر غزة العالم مصر ترامب الشمالية الوضع الحكومة أمن غزة رئيس الوزراء الرئيس القطاع حل الدولتین على غزة

إقرأ أيضاً:

شيءٌ من المجاملة على الأقل!

انتهت القمة العربية غير العادية، التي استضافتها القاهرة في الرابع من مارس الجاري، بمشاركة كل الدول العربية، وهي القمة التي خُصصت للرد على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ٢٥ من يناير الماضي، عن ضم غزة وضرورة تهجير الفلسطينيين منها إلى مصر والأردن، وأن الولايات المتحدة ستقوم بالسيطرة على غزة وتحويلها إلى منتجع سياحي، يعود ريعه بالنفع على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، في إشارة واضحة إلى عدم احترام القانون الدولي أو المواثيق والعهود الدولية، وتعد جريمة تطهير عرقي، أي جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (٧) من ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، توجب محاسبة مرتكبيها.

انتهت القمة، التي تم التجييش لها إعلاميًا بطريقة غير مسبوقة، وذلك لخطورة وأهمية المشهد الخاص بفلسطين وغزة تحديدًا، وتأثير هذا المشهد على السيادة الوطنية لكل من مصر والأردن، باعتماد الخطة المقدمة من جمهورية مصر العربية «التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة»، بالتنسيق مع دولة فلسطين والدول العربية.

وتتكون الخطة من ٩٠ صفحة، حيث تشمل الوضع السياسي والأمني والوضع الإنساني والاقتصادي، وتوضح منهجية ونطاق وأهداف الخطة، وكذلك تقييم الأضرار والخسائر والاحتياجات، وتوضيح آلية التنفيذ، ابتداء من الإسكان المؤقت وتحديد المدى الزمني للتنفيذ، وكذلك الاحتياجات التمويلية ومصادر التمويل، المقدرة بـ ٥٣ مليار دولار، خلال مدة زمنية قدرها ٥ سنوات، باعتبارها خطة عربية جامعة. واستندت هذه الخطة إلى الدراسات التي أجراها البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.

لم تمر دقائق على انتهاء هذه القمة وإصدار البيان الختامي، والذي ركز كالعادة على عبارة العرب الشهيرة «على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته» ـ وكأن العرب ليسوا جزءا من المجتمع الدولي ويتحملون جزءا من هذه المسؤوليات ـ واعتماد هذه الخطة، حتى أعلن الكيان الصهيوني - من خلال وزارة خارجيته - رفضه مخرجات وقرارات القمة العربية، ومن ضمنها خطة الإعمار هذه. وبعدها بدقائق معدودات، أعلن الرئيس الأمريكي رفضه لهذه الخطة، وتمسكه بمقترحه الهادف إلى تهجير سكان قطاع غزة، مما أفسد على العرب قمتهم وفرحتهم بهذا الإنجاز النظري.

وإن كان مفهومًا أن الكيان الصهيوني متخصص في التنغيص على الفلسطينيين والعرب، وهذا شيء طبيعي لكونه كيان مجرم وخارج عن الفطرة السوية للبشر، إلا أن المفاجأة، أن الحليف الأكبر والاستراتيجي للدول العربية - الولايات المتحدة -، والتي تتغنى هذه الدول وعلى مدى عقود بخصوصية هذه العلاقة، لكونها علاقة بين حلفاء تربطهم مصالح مشتركة. حيث لم تشفع المصالح المشتركة هذه للعرب، وأعلنت الولايات المتحدة بوضوح، كما أسلفنا، أنها ترفض الخطة - مع أنها خطة متكاملة وهناك جهد واضح في الإعداد لها. بمعنى أن الولايات المتحدة لا تنظر للعرب النظرة الواجبة من الاحترام والحرص على هذه المصالح، وذلك لسبب واضح، أنها لم تر من هذه الدول - على ما يبدو - أي رأي يخالف رأيها.

بل طاعة تامة لكل ما يصدر من واشنطن، إلا موضوع التهجير هذا، لأنه إن تم، فسيكون نهاية حقيقية للنظام الرسمي العربي، وسيضع حكومات الدول المعنية، في مأزق حقيقي تاريخي أمام شعوبها قد لا تحمد عواقبه. وبالرغم أن البيان الختامي لهذه القمة بدأ في فقرته الأولى بخطاب تطبيعي، فيه الكثير من الخنوع والضعف واستجداء هذا التطبيع، في انفصام واضح عن حقيقية ما جرى من مجازر وإبادة جماعية، قام بها هذا الكيان الصهيوني المجرم.

وبمعاونة ودعم واضح من الولايات المتحدة الأمريكية، عسكريًا واستخباراتيا واقتصاديا. كانت نتيجتها أكثر من ١٦٠ ألف فلسطيني بين قتيل وجريح - ٧٠٪ منهم من النساء والأطفال والعزل -، و١٤ ألف مفقود، وتدمير ١٧٠ ألف مبنى، وكل الجامعات والمدارس والمستشفيات والمنشآت الرسمية -تقريبا. كذلك خلفت هذه المجازر الوحشية وراءها ٤٠ ألف طفل فلسطيني يتيم.

كل هذه الخسائر في الأرواح ليس لها قيمة - كما يبدو - عند العرب، ولا زالوا ينادون بالتطبيع، ويرددون نفس العبارة منذ مارس عام ٢٠٠٢م. عندما قدموا «مبادرة السلام العربية» في قمة بيروت، التي تهدف إلى تطبيع تام بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل إقامة دولة فلسطينية. ولم تقم إسرائيل بالرد على هذه المبادرة حتى الآن، وفضلت القيام بعملية تطبيع ثنائي وليس جماعي مع الدول العربية، حتى لا تقوم بتنفيذ هذه الرغبة، حيث لم تلزمها اتفاقيات التطبيع الثنائية هذه بتقديم أي شيء للعرب تجاه القضية الفلسطينية.

لقد راعت القمة العربية مشاعر مجرم الحرب نتنياهو، فلم تتم الإشارة إليه كمجرم حرب مطلوب لدى العدالة الجنائية الدولية، تسبب في كل هذا الدمار البشري والمادي الهائل، ولم يطلب منه كذلك حتى المشاركة في التعويض المالي لخطة الإعمار هذه. وكذلك تمت الإشادة في أكثر من موقع في البيان الختامي بالولايات المتحدة، وهي التي تسببت من خلال وكيلها في الشرق الأوسط - الكيان الصهيوني المحتل - بكل هذه المأساة.

فلم يجامل مجرم الحرب نتنياهو أصدقاءه العرب، وبالمثل فعل ترامب. فهل بعد هذا التصرف يعتقد البعض أن للعرب مكانة أو تقديرا على الساحة الدولية، وهم - بالرغم من قوتهم - لم يستطيعوا منذ بداية شهر رمضان الفضيل إدخال عبوة ماء واحدة، لأشقائهم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وهم مقبلون على مجاعة قاتلة.

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة، ولغة الخطاب الأمريكي فيها، أن لا مكان للضعيف في هذا العالم، وأن لغة الدبلوماسية والعبارات المنمقة قد ولى زمانها، وأن التاريخ سيحاسب أبناء هذا الجيل من العرب، على ضعفهم «المتعمد» هذا، ووقوفهم موقف المتفرج تجاه قضيتهم التاريخية العادلة وهي القضية الفلسطينية.

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

مقالات مشابهة

  • الصين تؤكد التزامها بالسلام في الشرق الأوسط.. وأهمية الاتفاق الإيراني لمنع الانتشار النووي
  • الاتحاد الأوروبي يقترح مساعدات عسكرية لأوكرانيا هذا العام بقيمة لا تقل عن 20 مليار يورو
  • الصين وروسيا وإيران: ضرورة إلغاء العقوبات الأحادية غير القانونية ضد طهران
  • مستشارة لترامب تريد إلغاء العقود مع وكالات الأنباء العالمية الثلاث
  • آخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتو
  • أول رد من الرئاسة الفلسطينية على تصريحات ترامب بشأن سكان غزة
  • الوزراء يجدد رفضه تهجير الشعب الفلسطيني.. ويؤكد استمرار المملكة في الدفع بمسار حل الدولتين
  • مجلس الوزراء السعودي يؤكد استمرار عمل المملكة مع الدول الشقيقة للدفع بمسار حل الدولتين
  • شيءٌ من المجاملة على الأقل!
  • الرئيس المصري يتحدّث عن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية