التعليم ليس مجرد فصول دراسية، بل أمل يعيد بناء المجتمعات ويمنح الأفراد مستقبلا أكثر إشراقا، لكن: هل يستطيع التعليم أن يكون أداة لتحقيق السلام والاستدامة؟.

سؤال كان محور النقاش في جلسة رعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة "اليونسكو"، عُقدت بـ "مهرجان كوكب التعليم"، الذي استضافته واشنطن، بالنظر إلى أن 251 مليون طفل حول العالم لا يزالون محرومين من حقهم في التعلم، ما يعزز الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، ويترك مستقبلا غامضا للأجيال القادمة.

وفي الفعاليات الدولية التي تناقش مستقبل التعليم، مثل مهرجان كوكب التعلم، يتكرر السؤال نفسه: كيف يمكننا جعل التعليم أكثر شمولا وإنصافا؟.

وفقًا لياسمين شريف، المديرة التنفيذية لصندوق "التعليم لا ينتظر"، فإن التعليم الجيد لا يقتصر على الكتب المدرسية والمناهج التقليدية، بل يجب أن يتضمن قيم حقوق الإنسان، العدالة، وسيادة القانون.

وتؤكد شريف أن غياب هذه القيم يجعل التعليم ناقصًا وغير قادر على تحقيق الإدماج الاجتماعي والسلام العالمي، لكن في المقابل، تواجه العديد من الدول تحديات هائلة، أبرزها، النزاعات المسلحة التي تدمر المدارس وتحرم الأطفال من فرص التعلم، الفجوة الرقمية التي تجعل الوصول إلى التعليم التكنولوجي حكرا على دول بعينها، التغير المناخي، حيث تزداد الكوارث الطبيعية التي تعطل الأنظمة التعليمية وتجبر المجتمعات على الهجرة.

وفي هذا الصدد يجب القول إن تجارب عديدة أثبتت أن التعليم ليس مجرد استثمار في المعرفة، بل هو أداة لمواجهة الأزمات، ففي المناطق التي دمرتها الحروب، لعبت برامج التعليم في حالات الطوارئ دورا مهما في إعادة بناء المجتمعات ومساعدة الأطفال على تجاوز صدمات النزاع، حسب اليونسكو.

كما أن بعض المبادرات، مثل برنامج "كل الفتيات يبرمجن" الذي أطلقته آية معلم، تسعى لتمكين الفتيات في المجتمعات الهشة من تعلم مهارات تكنولوجية تفتح لهن أبواب المستقبل، كما قالت معلم في تلك الجلسة.

يُنظر إلى التعليم الرقمي على أنه المستقبل، لكن ما لم يتم ضمان وصوله العادل للجميع، فقد يتحول إلى أداة جديدة لتوسيع الفجوات بين الطبقات الاجتماعية.

وتؤكد آية معلم أن التكنولوجيا يجب أن تكمل التعليم التقليدي بدلا من أن تكون بديلا عنه، مشيرة إلى أن خصخصة التعليم الرقمي قد تؤدي إلى حرمان الفئات الأضعف من فرص التعلم المتكافئة، ولا يمكن الحديث عن التعليم دون ربطه بالاستدامة، حسب إلين ديكسون، الناشطة في مجال التعليم.

وقالت ديكسون إن المناهج الدراسية يجب أن تتضمن مهارات الذكاء الاصطناعي، والتوعية البيئية، وتعزيز روح الابتكار، لأن العالم يواجه تحديات تتطلب عقليات جديدة قادرة على التفكير النقدي والابداع.

وأشارت إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الطموحات والواقع، إذ لا تزال الميزانيات المخصصة للتعليم غير كافية في كثير من الدول النامية، ما يجعل تحقيق التعليم الشامل والمستدام تحديا يحتاج إلى إرادة سياسية واستثمارات حقيقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التعليم الأمم المتحدة اليونسكو المجتمعات فصول دراسية

إقرأ أيضاً:

«رئيس المجلس التصديري»: الحرفيون شركاء في التنمية وبناء الجمهورية الجديدة

وجه هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية، التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، وجموع العمال بمناسبة عيد العمال، مشيدًا بالدور الكبير الذي توليه القيادة السياسية لتحسين أوضاع العمال، وتعزيز مكانتهم في المجتمع، وتوفير بيئة عمل تحفظ كرامتهم وتدعم إنتاجهم.

وأكد "العيسوي" في بيان له أن توجيهات الرئيس السيسي المستمرة بشأن دعم العمال، تعكس حرص الدولة على الاستثمار في الإنسان، مشيرًا إلى أن العمال وفي القلب منهم الحرفيون وأصحاب الصناعات الصغيرة يمثلون ركيزة أساسية في مسيرة البناء والتحديث التي تشهدها مصر في مختلف القطاعات.

وقال رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية إن عيد العمال ليس مجرد احتفال، بل هو مناسبة وطنية لتكريم جهد متواصل يقدمه الملايين من أبناء مصر في مواقع الإنتاج والخدمات، مضيفًا: "عمال مصر هم الأيدي التي تبني، وهم الشريك الحقيقي في تحقيق التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة".

ودعا "العيسوي" إلى مزيد من الاهتمام بالحرفيين، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لهم، وتوفير فرص التدريب والتأهيل، والتوسع في تسويق منتجاتهم داخليًا وخارجيًا، مؤكدًا أن دعم هذه الفئة يُعد استثمارًا حقيقيًا في الاقتصاد الوطني، وفرصة لإحياء تراث مصر وتعزيز قدرتها التصديرية.

واختتم "العيسوي" بيانه بتجديد العهد على مواصلة دعم المجلس التصديري للحرف اليدوية لجهود الدولة في تمكين العمال والحرفيين، والمساهمة في خلق فرص عمل لائقة تضمن حياة كريمة لكل مواطن.

مقالات مشابهة

  • «رئيس المجلس التصديري»: الحرفيون شركاء في التنمية وبناء الجمهورية الجديدة
  • يوم العمل تقدير الجهود وبناء المستقبل
  • شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط
  • أيمن عاشور: المستشفيات الجامعية ذراع التعليم الطبي وخط الدفاع الأول في الأزمات
  • اقليم كوردستان يدخل موسوعة غينيس من بين المجتمعات الأكثر وعياً بالصحة
  • «الشارقة لصعوبات التعلم» يطلق أول دليل في المجال
  • تكتل الأحزاب: استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب مفتاح أساسي لإستقرار اليمن والمنطقة
  • وزير إسرائيلي: الانتصار في غزة مفتاح التطبيع مع السعودية
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • تدشين التعليم الالكتروني بمحلية سنجة