تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثمن سفير ليتوانيا بالقاهرة أرتوراس جايليوناس، دور مصر المحوري في التعامل مع أزمات منطقة الشرق الأوسط ودورها البارز في التفاوض من أجل وقف إطلاق النار الذي ينتج عنه إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك توفير البنية التحتية اللازمة لذلك، مُعتبرا أن (القاهرة) تشكل دعامة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق المتوسط والبحر الأحمر.


وأكد سفير ليتوانيا - في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء - أن بلاده تدعم حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) تعيشان جنبا إلى جنب في سلام، مشيرا إلى أنه لا يوجد تغيير في موقف ليتوانيا تجاه القضية الفلسطينية، معربا عن تقديره لوجهة النظر المصرية فيما يخص الأوضاع في لبنان وسوريا والسودان وليبيا، مؤكدا استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم للبنان؛ من أجل استقرارها.
وعن الحوار السياسي بين بلاده ومصر، أكد جايليوناس أهمية اللقاء الذي جمع بين الرئيسين المصري والليتواني، على هامش مؤتمر (كوب 28) في (دبي) ما أدى إلى خلق أرضية مشتركة للتفاهم بين الجانبين، مُعربا عن أمله في تحديد موعد قريبا لعقد المشاورات السياسية على مستوى نائبي وزير الخارجية هذا العام، مشيرا إلى استمرار الحوار السياسي مع مصر، حيث قام وزير خارجية ليتوانيا بزيارة إلى القاهرة في أكتوبر 2023، لافتا إلى عقد المشاورات السياسية في عام 2022.
وعن الاقتصاد، أشار السفير الليتواني إلى أن التعاون الاقتصادي مع مصر يشهد نموا ثابتا خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد زيارة وزير النقل الليتواني ماريوس سكوديس إلى القاهرة في أبريل الماضي، والتي شهدت مباحثات مع وزراء النقل والطيران المدني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، موضحا أنه تم إعداد ثلاث اتفاقيات في مجالات الطيران المدني والنقل البحري والثالثة بين ميناءي (الإسكندرية) و(قلايبيدا) الليتواني؛ والتي من المنتظر التوقيع عليها خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أهمية اتفاقية الطيران المدني التي سيتم بمقتضاها تسيير خط طيران مباشر بين (القاهرة) و(فيلنيوس) في ضوء أن 20% رحلات شارتر الليتوانية تأتي إلى مصر، مؤكدا أن خط الطيران سينتج عنه زيادة في عدد السائحين الليتوانيين وحركة رجال الأعمال من الجانبين.
وقال: "إن ليتوانيا تولي اهتماما خاصا بتعزيز التعاون مع مصر في ثلاثة مجالات رئيسية، وهي (تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الفائقة والنقل واللوجستيات والتعاون الأكاديمي)" مشيرا إلى أن عددا من رؤساء الجامعات الليتوانية زاروا مصر خلال الفترة الماضية، وقد تم التوقيع على اتفاقيات للتعاون مع الجامعة البريطانية في القاهرة ومكتبة الإسكندرية وجامعة مصر لتكنولوجيا المعلومات.
وعن المشروعات المشتركة بين مصر وليتوانيا.. أفاد بأن هناك تعاونا مُتميزا بين البلدين في مجال الآمن السيبراني، حيث وفرت شركة ليتوانية حلولا تكنولوجية للحماية لصالح الهيئات الحكومية والبنك المركزي المصري، مشيرا إلى عقد ندوة حول هذا التعاون شارك فيها المسؤولون في القطاع المصرفي والحكومي العام الماضي، بينما نفذت شركة ليتوانية أخرى "نفوباوت" مشروعا لتطوير مستوى الطلاب بجامعة تكنولوجيا المعلومات في مجال الذكاء الاصطناعي. 
وأوضح أن (فيلنيوس) تمتاز في مجال "جوف تك لاب" حيث تسعى وتعمل على خلق مناخ جيد للمشروعات الصغيرة في كل مجال لتكنولوجيا المعلومات؛ بهدف دعم قدرات هذه الشركات على إيجاد الحلول الابتكارية التي لا تقدر الشركات الكبيرة أو الحكومة على حلها.
وحول مجالات التعاون التجاري، قال جايليوناس "إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 32ر149 مليون يورو خلال عام 2024 بزيادة تقدر بنحو 65ر3% بالمقارنة عن عام 2023" موضحا أن الصادرات المصرية تبلغ 57ر88 مليون يورو، بينما قدرت الواردات المصرية من ليتوانيا بـ 57ر60 مليون يور، مضيفا أن بلاده تستورد من مصر الصناعات المعدنية والحديد الأسود والملح وبعض المنتجات الغذائية، بينما تصدر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحلول التكنولوجية.
وأكد سعي بلاده للتعاون مع الشركاء المصريين لزيادة التعاون الاقتصادي وأن هناك زيارات متبادلة بين رجال الأعمال من كلا البلدين.. حيث زار وفدان من الغرف التجارة المصرية (فيلنيوس) خلال عامي 2022 و2024، بينما زار وفد ليتواني (القاهرة) خلال عام 2023، وتم الاتفاق على تصدير الفاكهة والخضروات المصرية بشكل مباشر وتعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى قرب تشكيل مجلس الأعمال المصري - الليتواني. 
وعن مجالات الطاقة الخضراء، قال إن بلاده تدعم التعاون مع مصر في هذا المجال على مستوي الاتحاد الأوروبي؛ باعتباره جزءا من أمن الطاقة للاتحاد، وهذا يتضمن شبكة الكهرباء التي تضم مصر واليونان وقبرص وكذلك استثمارات مشروعات الطاقة الخضراء، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين في منطقة قناة السويس وفي أماكن أخرى في مصر.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سفير ليتوانيا بالقاهرة مصر الشرق الأوسط تکنولوجیا المعلومات الشرق الأوسط مشیرا إلى فی مجال مع مصر

إقرأ أيضاً:

رغم سقوط الأسد.. مصانع الكبتاغون تتجذر في الشرق الأوسط

حوّل النظام السوري السابق اقتصاد البلاد إلى اقتصاد مخدرات يعتمد على عوائد الكبتاغون، ولكنّ انهيار النظام السياسي لا يعني نهاية تصنيعها والاتجار بهذا المُخدّر الصناعي الذي يحظى بشعبية كبيرة، بحسب نتائج تحقيق فرنسي تحدّثت عنه صحيفة "لو فيغارو"، خلص إلى أنّ حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية التابعة لإيران، قد ورثوا إدارة هذه التجارة المُربحة.

وفي السنوات الأخيرة، أغرقت هذه المخدرات منطقة الشرق الأوسط على نحوٍ غير مسبوق. وبحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنّ كميات الكبتاغون التي ضبطتها السلطات في بعض الدول بين عامي 2010 و2024، زادت بشكل أكثر من كل أنواع المخدرات الأخرى الموجودة على هذا الكوكب.

وبسبب موقعه الجغرافي، تحوّل العراق إلى أرض خصبة لتجارة المخدرات الاصطناعية، وخاصة في منطقة كردستان حيث من المستحيل احتواء الأعداد الكبيرة من التجار والمُروّجين والمُجرمين من خلال دوريات أمنية بسيطة، فضلاً عن استحالة ذلك مع وجود حدود برّية غير محكمة الإغلاق. ووفقاً لبيانات أممية، فقد زادت الكميات المُصادرة من الكبتاغون بمقدار 34 ضعفاً، من 118 كغم إلى 4 أطنان بين عامي 2019 و2024.

En savoir plus ↓https://t.co/tuaDYfCGqa

— Le Figaro (@Le_Figaro) March 7, 2025 تحوّل في طرق التصنيع والتهريب

ولكن هل سقوط بشار الأسد سيؤدّي إلى القضاء بشكل سحري على تجارة الكبتاغون إلى العراق؟ يُجيب الكاتب في "لو فيغارو" المحلل السياسي الفرنسي فينسنت جولي، بأنّه رغم أنّ ما حصل يُمثّل نهاية حقبة في تاريخ سوريا والشرق الأوسط، إلا أنّه لا يُمثّل سوى فصل واحد في تاريخ تجارة المخدرات في المنطقة. فلن يكون التدمير المُعلن من قبل القيادة السورية الجديدة لعدد قليل من المُختبرات كافياً، بل سنشهد تحوّلاً وتغيّراً في طرق التصنيع والتهريب.

وبرأيه، فإنّه في كثير من الأحيان، يؤدي القضاء على بنية ما إلى انتشار المنظمات الإجرامية الصغيرة التي تسعى إلى الاستحواذ على حصة في السوق. وهو ما تؤكده التقارير عن الاشتباكات الأخيرة عند الحدود السورية- اللبنانية، في فبراير (شباط) الماضي، بين قوات النظام السوري الجديد والعشائر المرتبطة بحزب الله.

Malgré la chute de Bachar el-Assad, qui a transformé la Syrie en une narco-économie dopée au Captagon, cette véritable drogue de guerre, d’abord utilisée par les combattants islamistes, se répand désormais dans la société au Proche-Orient. pic.twitter.com/h8EOKouAW0

— Le Figaro (@Le_Figaro) March 7, 2025 10 مليارات يورو

وفي عام 2011، انزلقت سوريا إلى الحرب. وعلى رماد هذا البلد المُدمّر، تبدأ عائلة الأسد بناء إمبراطورية جديدة من خلال التحوّل إلى التجارة الوحيدة الممكنة في ظلّ العقوبات: إنتاج المخدرات والاتجار بها، هذه الصناعة التي كانت تُولّد نحو 10 مليارات يورو في السوق السورية وحدها.

وفي غضون سنوات قليلة، نجح بشار الأسد في تحويل تصدير الكبتاغون إلى المصدر المالي الرئيسي للبلاد، مما أدّى إلى تصنيفها كدولة مخدرات، حيث كانت الإمكانات متوافرة، فالبلاد تمتلك المعرفة في الكيمياء، والمصانع اللازمة، وحتى القدرة على الوصول إلى طرق الأنهار في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن طرق التهريب الراسخة إلى الأردن ولبنان والعراق. وهذه هي ميّزة المخدرات المُصنّعة، فهي لا تتطلب أي زراعة أو حصاد. كل ما هو مطلوب كمية كبيرة من المواد الكيميائية ومواقع سرّية، أو سلطات مُتواطئة تُساعد في توزيع المخدرات، فتُصبح المهمّة أسهل بكثير.

Do not believe what the Iranians and Hezbollah are spreading. They have lost their criminal ally in Syria and are now resorting to lies and exaggerations to gain the world's sympathy so they can continue producing Captagon in Syria.#Syria pic.twitter.com/6W8xOjHxEQ

— Rami Seid (@RamiSeid38099) March 9, 2025

وبعد أن استولت الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق، ومن أجل إظهار مصداقيتهم، قام أسياد سوريا الجدد بتدمير المختبرات ومواقع التصنيع التي تمّ العثور عليها في كلّ مكان: في المصانع، والفيلات، والمباني المهجورة. وأظهرت مقاطع فيديو تمّ تداولها غُرفاً مليئة بتصنيع الحبوب، إلى جانب آلات ومخزونات ضخمة من منتجات الكبتاغون، وكل ما يلزم لإخفائها داخل سلع قانونية. كما تمّ العثور على شحنات في قاعدة جوية عسكرية تابعة للنظام السابق.

Captagon : « La Syrie de Bachar al-Assad était un narco-Etat » https://t.co/NfUVFfw15w

— Public Sénat (@publicsenat) December 14, 2024 حزب الله والحشد الشعبي

وبحسب خبراء المُبادرة العالمية لمُكافحة الجريمة المُنظّمة العابرة للحدود الوطنية، التابعة للأمم المتحدة، فإنّ حزب الله اللبناني أصبح بالفعل وبشكل مُستقل ثاني أكبر مُنتج لهذه المخدرات. وهو ما يُشكّل فرصة مالية ضخمة لم يتردد الحزب، الذي قضت عليه إسرائيل في سبتمبر (أيلول) الماضي، من مواصلة استغلالها لتمويل إعادة الإعمار واستمرارية نشاطه.

وأما بالنسبة لكردستان العراق، حسبما نقلته يومية "لو فيغارو" الفرنسية، فقد عانى الإقليم من زيادة الاتجار بالكبتاغون، وخاصة عن طريق أكراد إيران، والعراق يُواجه اليوم مشكلة مزدوجة: فبعد أن كان في الماضي مُجرّد ضحية للاتجار، أصبح الآن لاعباً كاملاً في هذه العملية. والسبب وراء تفاقم المشكلة هو أنّه لم يعد مُجرّد نقطة عبور، بل بات هناك أيضاً مواقع تصنيع على الأراضي العراقية، بدأت في محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا.

Le captagon, cette drogue illicite qui a transformé la Syrie en narco-État.
L’avenir de ce trafic reste incertain dans un pays dont l’économie a été alimentée par des milliards de dollars de contrebande et une forte demande des pays voisins.https://t.co/Gb2nNnz2eP [Rediff]

— Marc Gozlan (@MarcGozlan) March 9, 2025

وتنقل عن أحد سكان كردستان العراق، قوله إنّ الكبتاغون وصل أولاً من إيران بمُشاركة الميليشيات التابعة لها، مثل الحشد الشعبي، وعبر حزب الله اللبناني، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان موجوداً في سوريا، وسط دوامة من الولاءات التي سيطرت عليها تجارة المخدرات على حساب السكان الذين وقعوا فريسة للإدمان أو انجرّوا إلى الاتجار بها.

مقالات مشابهة

  • الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
  • رغم سقوط الأسد.. مصانع الكبتاغون تتجذر في الشرق الأوسط
  • معهد التخطيط القومي ودراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة في البحث العلمي
  • معهد التخطيط والقومي لدراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة
  • وزير الدفاع الإيراني: توسع نفوذ النيتو نحو الشرق تهديد خطير لأمن المنطقة
  • سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة يزور واحة سيوة ويعزز التعاون الثنائي
  • اتفاقية تعاون بين «فيكسد» و«فيزا» لتبادل الخبرات في الحلول الرقمية
  • الاتحاد الأوروبي: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط
  • العراق في صدارة الدول الأكثر تلوثاً في الشرق الأوسط
  • 1.2 مليار درهم إيرادات في 2024.. مجموعة «يلا» تعلن عن النتائج المالية السنوية