هل يحضر الشرع القمة العربية في بغداد؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تتخوّف الجماعات السياسية من سيناريو مشابه لما حدث في سوريا قد يحدث في العراق، لغة التحذير انطلقت من نوري المالكي أحد زعامات الإطار التنسيقي في ترقب للخطر القادم، الأخطر في حديث المالكي هو ادعاؤه بأنه يملك السلاح للمواجهة أو المجابهة.
التصعيد في الحديث الطائفي للمالكي الذي انطلق من كربلاء أمام تجمع عشائري ليوجه سهامه إلى دمشق "الأموية" يُعيد إلى الأذهان ذلك الصراع الممتد عبر التاريخ إلى واجهة الحاضر، برمزيته الدينية التي استعرت رماح الطائفية فيها بعد أن خرجت دمشق من الهلال الشيعي.تصريح المالكي يعكس القلق المتصاعد من المصير الذي ينتظر العراق بعد الكشف عن ملامح مشهد إقليمي جديد يعكس نهاية ذلك المحور الذي كان يسمّى بالممانعة ليبدأ هلال جديد يطلق عليه بـ"السني" كرد فعل عكسي قد يمتد إلى العراق، وهو ما يتخوّف منه نوري المالكي.
لازال الموقف الحكومي العراقي من أحداث سوريا ضبابياً بين متردد ومرحب بخجل بانتظار تناغم إيران أو ضوء أخضر من الجارة الشرقية للبدء بعلاقات حسن جوار جديدة مبنية على المصالح والمنافع للبلدين.
رسائل المالكي التحذيرية وجدت لها صدى متصاعداً من الأصوات الطائفية، خصوصاً بعد التحول السياسي في سوريا والبدء بتحصينات مذهبية لصدّ رياح التغييرات القادمة.
يُقال إن وزير خارجية العراق فؤاد حسين كان يخطط لزيارة سوريا بوفد يلتقي أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة، إلا أن الزيارة لم تتم لضغوط من الداخل، واكتفى وزير الخارجية باتصال مع نظيره السوري.
يبقى السؤال الأهم وهو هل ستدعو بغداد حكومة الشرع لحضور القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة بغداد في مايو 2025؟ وهل تتماشى الحكومة مع الموقف الدولي المتناغم والمؤيد للشرع والداعم للحكومة السورية الجديدة أم يمتثل إلى إيران المناهضة لهذا التغيير؟
سوريا التي بدأت تعود إلى الأحضان العربية برضا واشنطن ودعم تركي يبدو أنها ستغير من معادلة الصراع التي تحدث عنها المالكي من مدينة كربلاء.
ما كشف عنه في أروقة ودهاليز أجهزة الأمن السوري لبشار الأسد من وثائق تدين بعض الشخصيات السياسية في العراق بدعم النظام مادياً طول فترة قمعه للشعب السوري وصموده طيلة تلك الفترة رغم أن الحرب كانت مكلفة، بكشفها حجم الأموال التي كانت ترسل إلى ذلك النظام من العراق، وهو باب قد يُفتح في قادم الأيام لإدانة تلك الشخصيات واتهامها بدعم الإرهاب.
القمة العربية التي ستُعقد في بغداد بعد أشهر ستحدد نوع العلاقة المستقبلية بين بغداد ودمشق ونسبة التمثيل الدبلوماسي للبلدين، خصوصاً وأن هناك ضغوطاً على بغداد لمساعدة سوريا في الجانب الاقتصادي عبر إمدادها بالوقود وهو ما ستكشفه الأيام القادمة.
في ديسمبر 2024 أرسل الجولاني رسالة صوتية إلى الحكومة العراقية طالبها بعدم التدخل في الشأن السوري وعدم إرسال الحشد الشعبي إلى الداخل السوري، فجاء الجواب على لسان مستشار رئيس الوزراء فادي الشمري أن العراق غير معني بما تقوله الجماعات الإرهابية ومؤكداً الموقف العراقي بعدم التدخل في الشأن السوري.
لا شك أن حضور الرئيس السوري أحمد الشرع قمة بغداد سيجعل العراق يواجه أزمة دبلوماسية، خصوصاً بعد مذكرة القبض العراقية الصادرة بحقه وعدم شموله بقانون العفو العام الذي يشمل العراقيين فقط ولا يشمل الأجانب حسب التفسير القانوني، مما يضع الحكومة العراقية في حرج بين إرسال الدعوة بضغوط إقليمية ودولية ومن يرفض ذلك الحضور من بعض الأوساط السياسية العراقية.
العزف على وتر الطائفية بين العراق وسوريا يبدو هو العنوان الأبرز للكثير من الأسرار وخبايا عالم السياسة التي بالتأكيد سيكشف المستور عنها الصندوق الأسود للرئيس السابق بشار الأسد في قادم الأيام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد أحمد الشرع العراق
إقرأ أيضاً:
الرئيس السوري يستقبل مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، في العاصمة السورية دمشق، وفدا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية برئاسة المدير العام للمنظمة فرناندو جونزاليز
وعقد الشرع لقاء وجلسة مباحثات مع وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفقا للحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية العربية السورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عقد اجتماعا جانبيا مع وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يزور العاصمة دمشق.