د. خولة الكريع.. عبقرية علمية سعودية في أبحاث السرطان والجينات
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
في اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، نتطرق إلى سيدات سعوديات، لمعن في المجالات العلمية، ووقف العالم احترامًا لهن، ومنهن د. خولة الكريع العالمة في مجال أبحاث السرطان والجينات، والحاصلة على جوائز تقديرية لدورها في تطوير علاجات جديدة للسرطان.
وهي باحثة وعالمة طب سعودية، تحمل شهادات عليا من جامعات مرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحاصلة على جائزة هارفارد للتميز العلمي، وتقود فريقًا يبشر بالقضاء على مرض السرطان.
ولدت خولة بنت سامي الكريع في مدينة الجوف شمال المملكة عام 1970، ونشأت في وسط طبي إذ كان إخوتها الكبار أطباء.
حصلت على الشهادة الثانوية من المدارس الحكومية السعودية، ونالت درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود عام 1994، ثم تابعت دراساتها العليا في الولايات المتحدة.
عام 2000 نالت خولة الكريع البورد الأمريكي في علم الأمراض من جامعة جورج تاون - واشنطن، وحصلت عام 2001 على درجة دكتوراة - زمالة في علم جينات السرطان من المركز القومي للأبحاث في ميريلاند بالولايات المتحدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الملك عبد الله بن عبد العزيز يقلد د. خولة الكريع وسام الملك عبدالعزيز - واس (أرشيفية)
عملت في مراكز أبحاث سعودية، وترأست بنك الأنسجة الحيوية التابع لمستشفى الملك فيصل عام 2003.
كما عملت في مختبرات طبية وحملت صفة كبير علماء أبحاث السرطان، وترأست وحدة الأبحاث في مركز الملك فهد للأورام، إلى جانب عضويتها في مجلس الشورى السعودي.
ومنذ حصولها على درجة البكالوريوس في الطب والحراجة، ركزت اهتمامها على مجال أبحاث السرطان.
وبعد أن حصلت على شهادات عليا من جامعات أمريكية، عادت إلى المملكة لتجسد خبرتها في مراكز الأبحاث والمختبرات.
علاج سرطان الغدد الليمفاويةعام 2002 أسست خولة الكريع برنامجًا بحثيًا للتعرف على البصمة الجينية للأورام، وحصلت عام 2007 على براءة اختراع من ألمانيا عن اكتشاف التضخم جين ESR في سرطان الثدي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. خولة الكريع - اليوم
بعد عامين من البحث، توصلت خولة الكريع وفريقها الطبي لاكتشاف طبي يساعد في علاج سرطان الغدد الليمفاوية، إذ عثرت على جين يعتقد أنه المسؤول عن نمو وتسارع الخلايا السرطانية في هذه الغدد، وبدأت العمل على إبطال تأثيره مخبريًا.
المؤلفات والأبحاثنالت خولة بنت الكريع جائزة أفضل بحث علمي للأعوام 2004 و2006 و2008 في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
وعام 2010 قلدها الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وكانت أول سعودية تحصل على هذا الوسام.
وعام 2007 كانت خولة الكريع أول شخصية عربية تحصل على جائزة هارفارد للتميز العلمي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام أبحاث السرطان الجينات نساء سعوديات أبحاث السرطان article img ratio الملک عبد
إقرأ أيضاً:
نظرية إعلامية علمية نشأت في الأربعينيات الميلادية
سأبدأ مقالي بسؤال، كيف يُشبع الإعلام رغباتنا دون أن ندري؟
لذلك كثير منا يتابع وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، سواء الفضائية كالقنوات التلفزيونية، أو المقروءة كالصحف الرسمية، أو المسموعة كالإذاعة، أو وسائل الإعلام الجديد، الموثوق منها وغير الموثوق، ونحن في موقع المتلقي للرسائل التي نشاهدها ونقرأها ونسمعها بإرادتنا، دون أن نشعر بتوجيه مباشر. وكجمهور، نجد في هذه الرسائل ما يشبع فضولنا ورغباتنا، حتى لو كان ذلك أحيانًا ضد مصلحتنا، أو غير مفيد، أو مُسيَّسًا لأغراض خفية، أو موجهًا لعواطفنا دون أن ندرك الأهداف الحقيقية من ورائه.
من هنا، نشأت العديد من النظريات الإعلامية، ومن أبرزها “نظرية الإشباع”. في هذا المقال، سأتناولها بإيجاز، متطرقًا إلى مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها.
نشأة النظرية وتطورها
كيف نشأت وتطورت هذه النظرية؟ وما الأسس العلمية التي قامت عليها؟؛ الحقيقة أن نظرية الاستخدامات والإشباعات “المعروفة أيضًا بنظرية الإشباع الإعلامي”، ظهرت في أربعينيات القرن الماضي كرد فعل على النظريات التي كانت ترى الجمهور مجرد مستقبل سلبي للرسائل الإعلامية.
تطورت هذه النظرية من خلال دراسات أجراها باحثون؛ مثل بول لازارسفيلد، بيرنارد بيريلسون، وهازل غوديت عام 1944، حيث أشاروا إلى أن الأفراد لا يستخدمون وسائل الإعلام فقط للحصول على المعلومات، بل أيضًا لتحقيق إشباعات عاطفية، واجتماعية، وترفيهية.
أهداف النظرية
تسعى هذه النظرية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسة، منها:
• فهم كيفية استخدام الأفراد لوسائل الإعلام: تحاول النظرية تفسير أنماط استخدام الجمهور لوسائل الإعلام المختلفة لإشباع احتياجاتهم.
• التعرف على دوافع التعرض لوسائل الإعلام: تهتم النظرية بدراسة دوافع الأفراد في استهلاك المحتوى الإعلامي، وأنماط التفاعل المختلفة معه.
• معرفة النتائج المترتبة على استخدام وسائل الإعلام: تحلل النظرية تأثير وسائل الإعلام على الجمهور، سواء على المستوى النفسي، الاجتماعي، أو الثقافي.
فرضيات النظرية
تقوم نظرية الاستخدامات والإشباعات على عدة فرضيات، أبرزها:
1. الجمهور نشط وواعٍ: تفترض النظرية أن الجمهور لا يتلقى الرسائل الإعلامية بسلبية، بل يختار المحتوى الذي يحقق حاجاته ورغباته.
2. وسائل الإعلام تتنافس مع مصادر أخرى: تفترض النظرية أن وسائل الإعلام ليست المصدر الوحيد لإشباع الحاجات، بل تتنافس مع مصادر أخرى، كالتفاعل الاجتماعي أو الأنشطة المختلفة.
3. قدرة الجمهور على التقييم: تؤكد النظرية أن الجمهور هو من يحدد مدى فائدة وسائل الإعلام بالنسبة له، ويقيم علاقتها باحتياجاته.
أنواع الإشباعات التي تحققها وسائل الإعلام
تنقسم دوافع تعرض الجمهور لوسائل الإعلام إلى نوعين رئيسين:
• دوافع نفعية: مثل اكتساب المعرفة، والمعلومات، والتعرف على الذات، وكسب الخبرات في مجالات الحياة.
• دوافع ترفيهية: مثل كسر الملل، تمضية الوقت، الاسترخاء، والهروب من ضغوط الواقع.
أما الإشباعات التي يحققها الجمهور من وسائل الإعلام، فقد صنفها الباحث لورانس وينر إلى نوعين رئيسيين:
. إشباعات المحتوى: تتعلق بالمحتوى المقدم في وسائل الإعلام، وتنقسم إلى:
• الإشباعات التوجيهية: مراقبة البيئة المحيطة والحصول على المعلومات.
• الإشباعات الاجتماعية: ربط المحتوى الإعلامي بالعلاقات الاجتماعية.
وثانياً إشباعات الوسيلة: تتعلق باستخدام الوسيلة الإعلامية نفسها، مثل مشاهدة التلفاز بغض النظر عن المحتوى.
تطور وسائل الإتصال والإعلام الجديد
مع تطور وسائل الإعلام والاتصال، وظهور الميديا الرقمية، استمر الباحثون في استخدام نظرية الاستخدامات والإشباعات لفهم سلوك الجمهور في البيئة الرقمية.
اليوم، يسعى المختصون لدراسة كيف يستخدم الأفراد المنصات الرقمية، وما الذي يدفعهم إلى تفضيل منصة معينة على أخرى، وكيف تُلبي هذه الوسائل احتياجاتهم بشكل أكثر دقة من الوسائل التقليدية.
نقد النظرية
رغم أهمية نظرية الاستخدامات والإشباعات، إلا أنها واجهت بعض الانتقادات، منها:
• الاعتماد المفرط على الاستبيانات: تعتمد معظم الدراسات التي تناولت هذه النظرية على استطلاع آراء الجمهور، مما قد يؤدي إلى تحيز في النتائج.
• إهمال تأثير الرسائل الإعلامية: تركز النظرية على احتياجات الجمهور ودوافعه، لكنها لا تُعطي اهتمامًا كافيًا لتأثير المحتوى الإعلامي نفسه على المتلقي.
الإعلام بين التوجيه والإشباع
نحن اليوم نتلقى آلاف الرسائل الإعلامية يوميًا، سواء كانت إخبارية، ترفيهية، أو غيرها. وليس بالضرورة أن تكون جميع هذه الرسائل صالحة أو مفيدة، فقد تحمل بعض الرسائل أبعادًا سياسية، اقتصادية، أو أيديولوجية خفية، موجهة بطريقة ذكية تخدم أهداف مرسليها.
وهنا يأتي التساؤل: هل نحن كمستهلكين للمحتوى الإعلامي قادرون على تحليل ما نستقبله؟ أم أننا نكتفي فقط بإشباع رغباتنا بغض النظر عن حقيقة الرسائل التي نتلقاها؟
في ظل الذكاء الاصطناعي والتطور الرقمي، أصبح من السهل على صناع المحتوى معرفة اهتماماتنا وميولنا، مما يُسهِّل عليهم صناعة رسائل إعلامية موجهة بدقة عالية. وهذا يجعلنا بحاجة ماسة إلى تطوير وعي إعلامي قادر على تحليل الرسائل التي تُعرض علينا، بدلًا من استهلاكها بشكل سلبي.
الإعلام وتأثيره في تشكيل العقول
إن القراءة، الاطلاع، والوعي بدور الإعلام، كلها عوامل أساسية في حماية العقول من التوجيه الخفي. فمن خلال فهمنا لكيفية عمل وسائل الإعلام، يمكننا اتخاذ قرارات أكثر وعيًا تجاه المحتوى الذي نستهلكه.
في النهاية، لا شك أن الإعلام هو أحد أقوى الأدوات في العصر الحديث، فهو قادر على أن يكون سلاحًا للبناء أو للهدم، للاستقرار أو الفوضى. والوعي بذلك هو الخطوة الأولى نحو استهلاك إعلامي أكثر ذكاءً ومسؤولية.
يحيى جابر
أكاديمي