ذهبت إلى العمل دون الاغتسال من الجنابة لعدم التأخر.. هل علي ذنب؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
يعتقد كثير من الناس أن الشخص الذي يظل على جنابة دون اغتسال؛ تلعنه الملائكة، مما يثير تساؤلات حول حكم الذهاب إلى العمل أو أداء المهام اليومية وهو جُنُب، ومدى تأثير ذلك على العبادات.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن ما يشيع بين الناس من أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تستمر في لعنه حتى يغتسل، أو أن تحت كل شعرة من جسده شيطان، لا أصل له في الشرع، ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف المفتي أن الغسل من الجنابة هو أمر واجب؛ حتى يتمكن المسلم من أداء العبادات مثل الصلاة، لكنه يجوز على التراخي وليس على الفور، ما لم يؤدِّ تأخيره إلى خروج وقت الصلاة، ففي هذه الحالة يكون الشخص آثمًا بسبب تأخير الصلاة عن وقتها، وليس بسبب بقائه على جنابة.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أي حديث يُفيد بلعن الجنب، بل الثابت في السنة أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ. واستشهد المفتي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه، قال: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ".
حكم الذهاب الى العمل وأنا على جنابة
ومن جانبه، أوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش، رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، في تصريح سابق له أن الجنب لا تلعنه الملائكة، لكنه إذا ذهب إلى العمل وترك الصلاة، فإنه يقع في غضب الله ولعنته ويرتكب كبيرة من الكبائر، لذلك يجب عليه الاغتسال وأداء الصلاة قبل الذهاب إلى العمل.
وأضاف الأطرش أنه في حال حصول الجنابة بعد صلاة الفجر، وكان الشخص قد أدى الصلاة بالفعل؛ فإنه يجوز له الخروج إلى العمل أو أي نشاط آخر وهو جنب، بشرط أن يغتسل قبل خروج وقت صلاة الظهر حتى لا تفوته الصلاة.
هل يجوز ترديد الأذكار وأنا على جنابة
فيما يتعلق بجواز ذكر الله أثناء الجنابة، أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الذكر والاستغفار جائز للجنب، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحواله.
وأكد وسام أن ذكر الله يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية، وأن من اعتاد على الذكر لن يستطيع أن يمنع لسانه عنه حتى في حالات الجنابة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28).
وبناءً على ذلك، فإن الجنابة لا تمنع الشخص من أداء أعماله اليومية أو الذهاب إلى العمل، ولكن يجب عليه الحرص على الصلاة وعدم تأخيرها عن وقتها، كما يمكنه ذكر الله حتى يغتسل، لكن الأفضل له المسارعة إلى الطهارة متى استطاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجنابة الاغتسال من الجنابة د الدكتور شوقي علام المزيد النبی صلى الله علیه وسلم إلى العمل
إقرأ أيضاً:
فضل شهر شعبان ومكانة ليلة النصف من شعبان
بيّن الله سبحانه فضل شهر شعبان ومكانته ومنزلته بين باقي الشهور، عندما رأى تعظيم الجاهلية لشهر رجب، وتعظيم المسلمين لشهر رمضان.
وسأل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- الرسول عن كثرة صيامه في شهر شعبان، فأجاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: (ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ)،
وتخصيص الرسول لشهر شعبان في الصيام مقرونٌ برفع الأعمال إلى الله، أي أنّ الأعمال ترفع إلى الله في شهر شعبان، بينما تُعرض كلّ اثنين وخميس من أيام الأسبوع.
وتجدر الإشارة إلى أنّ رفع الأعمال إلى الله يكون على ثلاثة أنواعٍ؛ فيرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، كما ترفع إليه الأعمال يومي الاثنين والخميس، وترفع أيضاً في شهر شعبان بالخصوص.
وممّا يدلّ على ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ)، ولأجل رفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان أحبّ النبي أن يكون ذلك وهو صائم، فذلك أدعى لقبول الأعمال من الله تعالى، كما أنّه أحبّ إلى الله عزّ وجلّ.
كما أنّ لليلة النصف من شعبان مكانةٌ خاصةٌ، وفي ذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ)، فالله تعالى لا يطلّع على المشرك، وعلى من كانت بينه وبين غيره شحناء وبغضاء، فالشرك من أعظم وأقبح الذنوب والمعاصي، الذي يكون بالذبح والدعاء لغير الله، وسؤال قضاء الحاجات من النبي، كما أنّ الشحناء والبغضاء التي قد يستهين بها البعض من أسباب عدم اطلاع الله على العباد، إضافةً إلى أنّها من أسباب عدم قبول الصلاة والأعمال، فلا بدّ من الإخلاص والسلامة من الحقد والحسد والغش لقبول الأعمال، والحكمة من إكثار النبي -عليه الصلاة والسلام- من الصيام في شهر شعبان تتمثّل بإحياء أوقات الغفلة بالعبادة والطاعة.
وفي ذلك قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: (أنَّ شهر شعبان يغفُل عنه الناس بين رجب ورمضان، حيث يكتنفه شهران عظيمان، الشَّهر الحرام رجب، وشهر الصِّيام رمضان، فقد اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير منَ الناس يظنُّ أنَّ صيام رجب أفضل من صيامه؛ لأنّ رجب شهر حرام، وليس الأمر كذلك).